بسبب "مسيرة الأعلام".. استنفار إسرائيلي كبير بالقدس وإجراءات مشددة تُقيد المقدسيين
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
القدس المحتلة - خــاص صفا
حوّلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، وسط استنفار أمني كبير، استعدادًا لتأمين "مسيرة الأعلام" الاستفزازية المقرر انطلاقها عصر الأربعاء، في ذكرى احتلال الجزء الشرقي للمدينة.
وعززت شرطة الاحتلال صباحًا من انتشارها في المدينة المقدسة، وتحديدًا في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك وساحة باب العامود، ودفعت بالآلاف من عناصرها والوحدات الخاصة، و"حرس الحدود"، والخيالة، استعدادًا للمسيرة الاستفزازية.
وقررت شرطة الاحتلال السماح بمرور المسيرة من منطقة باب العامود، والتي ستجوب شوارع البلدة القديمة، وسط أعمال استفزازية وتضييقات مشددة على المقدسيين.
واستعدادًا لهذه المسيرة، بدأ عشرات المستوطنين المتطرفين منذ ساعات الصباح، بالتوافد إلى منطقة باب العامود، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، فيما أدى الآلاف منهم طقوسًا تلمودية في ساحة البراق غربي المسجد الأقصى، احتفالًا بما يسمى يوم "توحيد القدس".
وتنطلق المسيرة بآلاف المستوطنين بدءًا من شارع يافا غربي القدس وصولًا إلى باب الجديد، ومنه ينطلق قسم من المستوطنين إلى حائط البراق مباشرة عبر باب الخليل، والآخر يتجه إلى باب العامود وطريق الواد وصولًا إلى حائط البراق وباب المغاربة.
وقبيل انطلاق المسيرة، اقتحم 1184 مستوطنًا خلال الفترة الصباحية، المسجد الأقصى من باب المغاربة وأدوا طقوسًا ورقصات تلمودية داخله وعند أبوابه، وارتدى أحدهم "التيفلين" وهي تميمة الصلاة التي ترتدى على الرأس مع ملابس الصلوات الدينية أثناء اقتحام المسجد.
وتأتي هذه الاستفزازات، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة على دخول المقدسيين للأقصى، وتضييقات على أهالي البلدة القديمة، وإغلاقات للطرقات والشوارع الرئيسية، خاصة تلك التي ستمر منها المسيرة.
ولصد "مسيرة الأعلام"، دعت شخصيات وفعاليات مقدسية لتكثيف الرباط والوجود في المسجد الاقصى والبلدة القديمة، ولا سيما باب العامود، الذي سيشهد رفع أعلام الاحتلال، وأداء أغان ورقصات تلمودية، واستفزازات ضد المقدسيين.
ودعا "الشباب الثائرُ" في فلسطين لتصعيدِ المواجهةِ في كل نقاط التماس مع قوات الاحتلال، وليكن يوم الأربعاء "ثورة جديدة وانتفاضة عارمة لأجل أقصانا ومقدساتنا".
عدوان صارخ
الخبير في الشأن المقدسي حسن خاطر يقول إن "مسيرة الأعلام" تشكل خطرًا على المدينة المقدسة، لأن الاحتلال يستغلها بشكل كبير لأجل إظهار الهيمنة والسيطرة عليها، والعداء لهويتها ومقدساتها.
ويوضح خاطر، في حديث لوكالة "صفا"، أن هذه المسيرة يتخللها اعتداءات واستفزازات لأهالي القدس، وتكون مليئة بالشعارات العنصرية والتحريضية ضد المسلمين والمقدسيين.
ويُوظف الاحتلال هذه المسيرة التهويدية لترويج أكاذيبه بأن "القدس أصبحت عاصمته الموحدة، وأن هناك حضورًا إسرائيليًا فيها"، ولأجل تحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية، وحشد نحو 3 آلاف شرطي لتأمين المسيرة.
ويشير إلى أن الاحتلال يفرض قيودًا مشددة في القدس، ويُقيد حركة تنقل أهلها، خاصة في أزقة البلدة القديمة، ما يشكل عدوانًا صارخًا ويومًا مشؤومًا على المدينة.
عام مختلف
ويعتقد أن "هذا العام سيكون مختلفًا عن الأعوام السابقة، كونها تأتي في ظل مواصلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما يجري في جنوبي لبنان، وما يشهده الشارع الإسرائيلي من احتجاجات وصراعات داخلية، بالإضافة إلى الضغط الدولي، والهزيمة التي مُنيت بها إسرائيل على كافة الصعد، ما سينعكس سلبًا على هذه المسيرة"، وفق خاطر.
ويتوقع ألا تكون المسيرة بحجم ومستوى المسيرات التي انطلقت في الأعوام الماضية، ولن تنجح في تحقيق أهدافها المخطط لها، رغم الاستنفار والحشد الأمني والشعارات والأعلام المطبوعة، وغيرها.
ولمواجهة المسيرة التهويدية، يؤكد الخبير المقدسي ضرورة تعزيز الوجود المقدسي في البلدة القديمة وباب العامود، رغم إجراءات الاحتلال، وسياساته القمعية، لأن هذه المسيرات هدفها إظهار أن "القدس يهودية، وكذلك صناعة صورة مضللة لتسويقها وترويجها على مستوى العالم".
ويرى أن الاحتلال بدأ يخفق بشكل كبير في الحفاظ على كل الشعارات التي رفعها على مدار السنوات القادمة.
بدوره، حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من تصاعد انتهاكات الاحتلال لفرض سيادته وسيطرته على المسجد والقدس بشكل تدريجي، مستغلًا الظروف العامة.
وأوضح أن الجماعات اليهودية المتطرفة تشعر بأن الوضع السياسي الحالي يخدمها لتنفيذ مخططاتها، وأنها إذا لم تنفذ مخططاتها العدوانية في الوقت الحالي فإنها لن تستطيع أن تنفذها فيما بعد.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: مسيرة الأعلام القدس البلدة القدیمة شرطة الاحتلال مسیرة الأعلام المسجد الأقصى باب العامود هذه المسیرة
إقرأ أيضاً:
اعتداءات بالضفة والمستوطنون يتأهبون لاقتحام واسع للمسجد الأقصى
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المدن والبلدات بالضفة الغربية، كما أحرق مستوطنون مركبة لمتضامنين أجانب، وهاجموا منازل جنوب الخليل، وسط تحذير من اقتحام موسع للمسجد الأقصى المبارك يعتزمون القيام به بعد غد الأحد في ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".
وقالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن عددا من الآليات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت مدنا وقرى وبلدات عدة شمالي الضفة المحتلة، شملت قريتي رابا والزبابدة (جنوب شرقي جنين).
ومن ناحية أخرى، داهمت قوات عسكرية طوباس ونشرت آلياتها في شوارع المدينة، كما توجهت قوة ثانية لاقتحام بلدة طمون.
ومساء أمس، أحرق مستوطنون مركبة تابعة لنشطاء أجانب كانوا في زيارة تضامنية لبيت فلسطيني في بلدة سوسيا جنوب الخليل (جنوبي الضفة).
وقد امتدت ألسنة النيران إلى محيط منزل مضيفهم الفلسطيني، مما تسبب بأضرار مادية. كما هاجم المستوطنون منزلا فلسطينيا آخر بالحجارة والزجاجات الحارقة، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وعلى فترات غير متباعدة، يوجد المتضامنون الأجانب، وبينهم نشطاء حقوقيون، في مناطق التماس بالضفة الغربية تضامنًا مع الفلسطينيين، حيث يعملون على توثيق اعتداءات المستوطنين ونقلها إلى مؤسساتهم.
وبالتزامن مع اعتداءات المستوطنين على المتضامنين الأجانب مساء أمس، أصيبت شابة فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب مدخل مخيم طولكرم للاجئين (شمالي الضفة المحتلة).
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إصابة فلسطينية (18 عاما) برصاصة في ظهرها، بعد إطلاق قناصة إسرائيليين متمركزين في إحدى الثكنات العسكرية بالمخيم الأعيرة النارية باتجاه الفلسطينيين، في محيط قاعة العودة على مدخل مخيم طولكرم.
وحسب "وفا" كانت الشابة برفقة والدتها وشقيقها وعدد من المواطنين، في طريقهم لتفقد منازلهم داخل المخيم، وتم نقلها الى مستشفى ثابت ثابت الحكومي، ووصفت حالتها بالمستقرة.
ومع تصاعد اعتداءات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، حذّرت محافظة المدينة الفلسطينية المقدسة من "مخطط تصعيدي خطير دعت إليه ما تسمى منظمات الهيكل الاستعمارية المتطرفة لاقتحام واسع النطاق للمسجد الأقصى المبارك يوم الأحد المقبل، بالتزامن مع ما يُسمى في الرواية التوراتية بذكرى خراب الهيكل".
إعلانوأكدت المحافظة -في بيان لها مساء أمس- أن "هذه الدعوات ليست مجرد تحرك ديني معزول، بل هي جزء من مشروع استيطاني استعماري مدروس يهدف إلى تقويض الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى، وفرض السيادة الاحتلالية عليه بالقوة، في انتهاك سافر للمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي تؤكد على قدسية المسجد كمكان عبادة خالص للمسلمين".
وشدد البيان على أن جماعات "الهيكل" المتطرفة تصر سنويا على تنفيذ اقتحاماتها داخل المسجد الأقصى المبارك، في تحدٍ مباشر لقدسية المكان، مشيرة إلى أن الأعوام السابقة شهدت إدخال لفائف "الرثاء" وقراءتها داخل المسجد الأقصى.
كما شملت هذه الاقتحامات ارتكاب انتهاكات شملت رفع علم الاحتلال، وأداء طقوس "السجود الملحمي" الجماعي (الانبطاح الكامل على الأرض) والرقص والغناء داخل الساحات، كما شارك بهذه الاقتحامات أعضاء كنيست والوزير إيتمار بن غفير نفسه، مما يعكس تورط أعلى المستويات السياسية في انتهاك حرمة المسجد.
وبيّنت محافظة القدس أن هذا التصعيد يترافق هذا العام مع بيئة تحريضية غير مسبوقة، حيث يحلّ الحدث بعد أسابيع فقط من إصدار بن غفير تعليماته لضباط شرطة الاحتلال بالسماح للمستعمرين بالرقص والغناء داخل المسجد الأقصى، في خطوة تعد تمهيدًا لفرض "وقائع جديدة" بالقوة، خصوصًا بعد تصريحه العلني خلال اقتحامه للمسجد في مايو/أيار الماضي بأن "الصلاة والسجود أصبحت ممكنة في جبل الهيكل" في مخالفة واضحة وخطيرة للوضع القائم.
وأكد البيان أن الذكرى هذا العام تعد من أخطر الأيام على المسجد الأقصى، إذ تخطط جماعات "الهيكل" لجعل الثالث من أغسطس/آب "يوم الاقتحام الأكبر" في محاولة نوعية لكسر الخطوط الحمراء الدينية والقانونية، مستفيدة من الاصطفاف الحكومي الكامل خلف أجندتها المتطرفة.
وقال أيضا إن هذا التناغم الخطير بين منظمات "الهيكل" وأذرع الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها ما تسمى وزارة "الأمن القومي" التي يقف على رأسها بن غفير ينذر بتفجير الأوضاع في المدينة المقدسة، ويستهدف تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة دينية صهيونية بالقوة.
وأضافت محافظة القدس في بيانها أن هذا المخطط لا يقتصر على دعوات إلكترونية أو دينية، بل يترافق مع تحركات ميدانية منظّمة، كان أبرزها عقد مؤتمر تحريضي بعنوان "الحنين إلى الهيكل وجبل الهيكل".
وأوضحت أن المنظمات المتطرفة نظمت هذا المؤتمر التحريضي في "قاعة سليمان" غربي القدس، بمشاركة مئات الحاخامات ونشطاء اليمين الديني المتطرف، وبرعاية مباشرة من بلدية الاحتلال وبحضور آرييه كينغ نائب رئيسها المتطرف حيث أُعلن خلاله عن نية "استعادة جبل الهيكل" وتنفيذ طقوس دينية تشمل الذبيحة والتطهير بالبقرة الحمراء.
وأعادت محافظة القدس التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك، بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة إسلامي خالص غير قابل للمساومة أو التقسيم، وأن أي محاولة لفرض السيادة الاحتلالية عليه تشكّل انتهاكًا صارخًا وخطيرًا.
ودعت في بيانها المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتهم السياسية والقانونية في وجه هذا العدوان المنظّم، واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المسجد الأقصى والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس المحتلة.
إعلان