جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-16@08:51:56 GMT

تحت ركام المحرقة

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

تحت ركام المحرقة

 

سارة بنت علي البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

 

 

كانت الأصواتُ عالية والدخان كثيفاً وصوت سيارات الإسعاف يتزاحم إلى أذني وأيضًا هناك صوت آخر شبيه بصوت سيارة الإسعاف هو صوت سيارة الدفاع المدني وبما أن الوضع مختلف، كان هناك دخان كثيف ومحرقة سريعة الاشتعال وخيام محروقة وأصوات أطفال ونساء وشباب وشيوخ ورجال في حالة هلع من هول المنظر لم تكن هناك سيارات إسعاف ولا دفاع مدني ولا شرطة، ولم يكن هناك إلا نحن، نحترق.

لم يستطيعوا الاقتراب؛ فالنار شديدة الحرارة ووهجها كبير دبت في أجسادنا ودمرتنا تدميرا أحسست بالنيران التي تقترب من جسدي وصوت من خارج الخيمة يُنادي (أبي)، لكن الوصول كان صعبًا، فبقي من داخل في الداخل، ومن في الخارج خارجًا، فأصبحنا بلا حول ولا قوة ووجب علينا الرضا والقبول والتسليم لأمر الله وحده سبحانه وتعالى.

كم من غصة تتلوها غصة ونحن نحترق وتكون نهايتنا محروقين بطريقة بشعة للغاية نحن لسنا قمامة ولسنا أداة لممارسة الشعوذة والسحر وفعل المنكرات فإحراقنا بهذه الوحشية هو منكر والله لن يسامحهم بتاتًا.

أيها النَّاس كنت أريد أن أوصل رسالتي بطريقة أو أخرى ولكن النيران بدأت في الاشتعال في جسدي ولكنني لم أحس بشيء، فأنا لم احترق لكن جسدي العالق في الدنيا هو الذي احترق وتهشم وغابت ملامحه. أما عن طفلي الصغير، فقطعت رأسه في المحرقة ولم أعد أدري ما أكلمكم به أهو واقع أو كابوس مخيف، لا أريد أن أحلم به مرة أخرى لأنه يشعرني بالامتعاض الشديد من كل شيء.

إنها ويلات الحرب وإننا الوحيدون الذين يقاسون مرارة تلك الحرب أما الكبار هم فقط يطلقون الأوامر غير مكترثين لحالنا؛ فنحن بالنهاية بشر مثلهم ولنا أحلامنا وأولادنا وطموحاتنا بعيش حياة كريمة مثلهم لا أن نكون كبش فداء لمؤامراتهم ومعتقداتهم ليس بهذه الطريقة سيأتي النصر وليس هو الطريق الصحيح للنصر فمن تعادي أنت؟!

هؤلاء قوم حذّر الله منهم في القرآن بأنهم طغوا في الأرض ودمروها تدميرًا..

أيها النَّاس نحن لسنا علبة مشروب صودا استحدثتموها لنواصل شرب مشروباتكم الغازية بعد الغداء، ولسنا جبنة تضعونها على مأكولاتكم الغالية، ولسنا كبش فداء لكي تتلذذوا بأكله في أيام العيد القادمة.

استيقظوا من غفلتكم، وأعيدوا ترتيب الصور والأحداث والأيام والتواريخ، وقلِّبُوا ذاكرتكم العربية، وعودوا إلى الله ولا تنشغلوا بتفصيل الملابس وشراء الذبائح أو حتى الذهاب لموسم الحج؛ وكأنه أمر اعتيادي، فما يحدث بنا ونحن نحترق حتى الموت في 2024، أمر لا يتفق عليه العاقل ولا المجنون.. فماذا أنتم؟!

لم تكن صرخات النساء والأطفال والعزل مُجدية فقد أحاطت النيران كل جوانب المخيم المنكوب ولم يغفُ لهم جفن إلا بقتلنا بتلك الوحشية والهمجية والتلذذ في أجسادنا المحطمة وألم وعذاب قلوبنا التي اعتصرت ولم يشعر بها أحد.

أما عن هذه فهي فتنة! وأما عن الحرب فهي خدعة وأما عن المحررين فهم قاتلون وأما عن حماس فيجب عليها أن تراجع معتقداتها جيدًا، فنحن بشر مثلهم أيضًا نحن لسنا قطيع من الغنم تعرّض للسرقة أو الذبح نحن ناس نعبد الله ورسوله أوجدتنا الظروف في تلك المنطقة الصعبة ولو خيرونا لتحركنا وأخذنا أهالينا وأطفالنا آباءنا وأمهاتنا وعشنا بسلام.. قفوا وقفة إنسان واحد وجيش واحد، فنحن عرب، ولم نعد نحتمل كل ذلك الفقد؛ فالفقد مؤلم وعظيم وبشع، لدرجة أنك لن تلتقي بمن تحب، ولن تراه بعد مقتله ولن يراك أبدًا؛ فالموت بات يسلب منّا أعز ما نملك وما فائدة مخاطبة الميت؛ فالميت ذهب للقاء ربه، لكنَّ هناك أحياء كثر على هيئة أموات لم يعد يهمهم إلّا ذواتهم فقط.

أمنية.. أتمنى أن يأتي العيد وقد وجدوا ركام جسدي تحت المحرقة!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سمير عمر عن وقف إطلاق النار في غزة: هناك أسباب ومعطيات تدعو إلى التفاؤل

أجاب الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على سؤال الإعلامي أحمد أبو زيد "كان لافتا للغاية إيقاع التفاؤل الذي أقيمت هذه القمة بأكملها على وقعه، لكن الرئيس دونالد ترامب يبدو أنه رفع سقف التفاؤل.. هل هذا غلو في التفاؤل أم المنطق يقودنا إلى هذا"، وذلك خلال تناوله قمة شرم الشيخ للسلام.

سعفان الصغير: حسام حسن يتعامل مع اللاعبين كأبنائه وباب المنتخب مفتوح لـ أحمد الشناوي أو غيرهلاعبو غانا يحتفلون بالتأهل إلى كأس العالم 2026 في دار أيتام

وقال في لقاء مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "غلو يتفق مع طبيعة شخصية دونالد ترامب، فقد تحدث عن أنه أوقف 8 حروب في 8 شهور، ولكن، يمكننا أن ندع هذا جانبا .. هل هناك من الأسباب والمعطيات التي تدعو إلى التفاؤل؟ نعم، كنا نصف المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي أنها تفاؤل حذر، حتى وصلنا إلى موافقة الطرفين والدفع الأمريكي في اتجاه الضغط على نتنياهو بقبول هذه الصفقة، وأيضا الجهود التي لعبتها القاهرة والدوحة ثم انضمت أنقرة في هذا المسار".

وتابع: "انتقلنا من تفاؤل حذر إلى تفاؤل، ولكن، في الحالة الإسرائيلية وفي ظل حكومة بنيامين نتنياهو لا يجب أن نفرط في التفاؤل، فهذا الرجل اعتاد أن يعود في اتفاقاته وينكص بعهوده، والضامن لذلك ليس فقط ضمانة أمريكية، ولكن هو أن تتوافر القوى الدولية من أجل استكمال هذا المسار".

وأوضح، أنّ هذا المسار لكي يؤتي ثمارا لا بد أن يؤدي إلى مسار تسوية سياسية قائم على حل الدولتين، دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولن يكون هناك هدوء دون تحقيق هذا الأمر.

طباعة شارك سمير عمر أحمد أبو زيد الإعلامي أحمد أبو زيد ترامب

مقالات مشابهة

  • غزيون يبحثون بين ركام منزلهم المدمر عن مقتنياتهم لمواصلة الحياة
  • الحلم.. الحقيقة.. العدالة!
  • ألغام موت بلا خرائط في الحديدة.. وجع يومي تحت ركام الحرب الحوثية
  • غزة :عشائر تتحدى حماس .. فهل هناك حرب أهلية في الطريق؟
  • مصطفى الفقي: هناك سر بين السيسي وربه.. ورضا إلهي يمنحه التوفيق
  • 50 مليون طن ركام.. بلدية غزة تطالب بفتح الشوارع الرئيسية لبدء إعادة الإعمار
  • طارق فهمي: لن يكون هناك دور لحماس لإدارة غزة أو حمل السلاح
  • مبعوث أممي: هناك أمل حقيقي لوقف إطلاق النار في شرق الكونغو الديمقراطية
  • سمير عمر عن وقف إطلاق النار في غزة: هناك أسباب ومعطيات تدعو إلى التفاؤل
  • نساء غزة يلدن في خيام النزوح وسط ركام الحرب ومعاناة الإنسانية