كتب صلاح سلام في " اللواء": حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية أمس، تكرار سمج لرسالة بالية، اكل عليها الدهر وشرب، وتجاوزتها التطورات المخلتفة، والتجارب المتعددة، ولم تعد تنطلي على أحد.
السيناريو مستهلك، والإخراج بدائي، والنتيجة أن العملية لم تحقق الأهداف المرجوة منها، رغم أن الرسالة ذات طابع ناري، وتم تنفيذها في وضح النهار، ولكن الجيش وضع نهاية سريعة لها، من خلال التصدي للسوري المكلف بإطلاق النار بطريقة كشفت بساطة صاحبها، وتعطشه للحصول على بضعة دولارات مقابل القيام بهذه المهمة المشبوهة، بغض النظر عن مخاطرها.
ويلاحظ أن هذه المحاولة الملتبسة حصلت في وقت كثر فيه الكلام الأميركي، عن خطة بايدن الجدّية لوقف إطلاق النار في غزة، وما يقتضيه من إطلاق الرهائن والأسرى، وإنسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وعودة الغزاويين إلى مناطقهم في شمال غزة، وتكثيف إدخال المساعدات، والبحث في إعادة الإعمار، وطرح مشروع «حل الدولتين» على طاولة المفاوضات لتحقيق السلام الدائم والعادل.
أما «خبرية داعش»، فتدعو للسخرية، لأن هذا التنظيم الهجين الهوية والتركيبة، متهم بأنه وليد أجهزة إستخبارات متقاطعة، وقام بمهمات إجرامية لتأجيج الصراعات المذهبية والأتنية في سوريا والعراق، وتخريب منطلقات ثورات «الربيع العربي»، وإرتكاب أبشع المجازر، وأرذل الموبقات، وكل ذلك بإسم الإسلام، الذي هو بريء من كل تلك الممارسات التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة.
لن نستبق التحقيقات الأمنية والقضائية، والحكم على هوية الجاني وأهدافه، قبل أن يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود من نتائج الإستقصاءات الأولية، التي ستكشف الأهداف الحقيقية للمحرضين والمخططين من تنفيذ هذه العملية المشبوهة، عشية نجاح الخطة الأميركية لوقف النار في غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن مقتـل عنصر من حزب الله في غارة جوية جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل عنصر من جماعة حزب الله اللبنانية في غارة جوية نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت بلدة برعشيت الواقعة في قضاء النبطية جنوب لبنان.
ووفق المعلومات التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن القتيل يُدعى حسين ضاهر، وكان يستقل دراجة نارية في وسط البلدة عندما تم استهدافه بشكل مباشر.
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية في بيان رسمي سقوط قتيل واحد نتيجة هذه الغارة، موضحة أن الطائرة المسيرة الإسرائيلية أطلقت صاروخاً موجهاً استهدف الدراجة النارية، ما أدى إلى مقتل الشخص الذي كان يستقلها وإصابة محيط المكان بأضرار مادية.
وتأتي هذه الغارة في سياق التصعيد المستمر على الجبهة الجنوبية للبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.
منذ ذلك الحين، لم تتوقف الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق متفرقة في جنوب لبنان، وسط اتهامات إسرائيلية متكررة لحزب الله بمحاولة إعادة بناء قدراته العسكرية في المنطقة الحدودية.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار قد نص صراحة على انسحاب مقاتلي حزب الله من جنوب نهر الليطاني، أي ضمن نطاق جغرافي يمتد نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
كما تضمن الاتفاق تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الدولية في هذه المناطق، بهدف منع إعادة تسليح حزب الله، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية التي توغلت إليها خلال المواجهات الأخيرة.
ورغم هذه التفاهمات، تؤكد إسرائيل مراراً أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة ترميم بنيته العسكرية، بعد ما تكبدته الجماعة من خسائر على الصعيدين العسكري والقيادي خلال الحرب الأخيرة، ما دفع تل أبيب إلى تكثيف غاراتها الجوية الاستباقية، خصوصاً في المناطق المحاذية للحدود.
وفي سياق متصل، جددت إسرائيل الأسبوع الماضي تهديداتها بمواصلة العمليات العسكرية داخل الأراضي اللبنانية إذا لم يتم تطبيق كامل لبنود الاتفاق، خاصة ما يتعلق بتفكيك البنية العسكرية لحزب الله. وتقول تل أبيب إن الحزب لا يزال يحتفظ ببعض مواقعه وقدراته العسكرية جنوب الليطاني، في خرق واضح لوقف إطلاق النار.
التصعيد الإسرائيلي ضد مواقع حزب الله في جنوب لبنان يزيد من حدة التوتر الإقليمي، خاصة في ظل استمرار الصراع بين إسرائيل وإيران، والذي ألقى بظلاله على أكثر من جبهة، بما في ذلك جبهتا سوريا ولبنان.