زنقة 20 | علي التومي
كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، يوم الاثنين بمجلس النواب، أن مشاريع البنية التحتية الطرقية تشهد تقدمًا ملحوظًا، حيث يتم حاليًا إنجاز 300 كيلومتر من الطرق السريعة، مع برمجة حوالي 900 كيلومتر إضافية في إطار برامج مختلفة، من ضمنها برامج التنمية الجهوية.
وأوضح الوزير أن من بين أبرز هذه المشاريع، الطريق السريع تزنيت–الداخلة، والطريق السريع فاس–تاونات عبر الطريق الوطنية رقم 8، إلى جانب ربط ميناء الناظور غرب المتوسط، والطريق السريع تطوان–شفشاون عبر الطريق الوطنية رقم 2.
وتشمل المشاريع أيضًا الطريق المداري الشمال الشرقي لأكادير، والطريق السريع الحضري لأكادير، وتثليث الطريق الوطنية رقم 6 بين دار السكة وسيدي علال البحراوي، إضافة إلى الطريق السريع الرابط بين سيدي يحيى وسيدي قاسم عبر الطريق الوطنية رقم 4.
وفي إطار البرنامج التعاقدي بين الدولة وجهة بني ملال–خنيفرة (2020–2022)، أُعلن عن مشروع توسيع وتقوية الطريق الجهوية رقم 710 الرابطة بين خنيفرة وأبي الجعد، على طول 85 كيلومترًا وبعرض 9 أمتار، بكلفة مالية تصل إلى 364 مليون درهم، حيث بلغت الدراسات التنفيذية مرحلة متقدمة.
وأما فيما يتعلق بالطرق السيارة، فقد أشار بركة إلى تسريع وتيرة إنجاز الطريق السيار جرسيف–الناظور على مسافة 104 كيلومترات، باستثمار يناهز 7.9 مليارات درهم، ما سيمكن من ربط ميناء الناظور غرب المتوسط بشبكة الطرق السيارة الوطنية.
كما أكد بركة أن الوزارة، من خلال الشركة الوطنية للطرق السيارة، تعمل على إنجاز الطريق السيار تيط مليل–برشيد (30 كلم) والطريق السيار القاري الرباط–الدار البيضاء (59 كلم).
وتأتي هذه المشاريع في سياق تعزيز البنية التحتية الطرقية على المستوى الوطني، بما يدعم التنمية الاقتصادية ويسهل الربط بين مختلف جهات المملكة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الطریق السریع
إقرأ أيضاً:
شبكة ستارلينك: أداة تجسس أمريكية إسرائيلية تهدد أمن اليمن
أثبت اليمن، بقوته الأمنية وصلابته السيادية، أنه حصن منيع ضد محاولات الاختراق. عجزت القوى الأجنبية عن التسلل إلى صنعاء ومناطق سيطرة الدولة، مما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى استهداف الجنوب، حيث وجدتا في حكومة المرتزقة في عدن حليفًا مستعدًا لتسهيل نشر "ستارلينك". هذه الحكومة، التي فقدت أي ارتباط بالمصلحة الوطنية، لم تكتفِ بالسماح بتفعيل هذه الشبكة، بل قامت بترخيص أجهزتها بشكل رسمي، في انتهاك صارخ لسيادة الجمهورية اليمنية.
ترخيص أجهزة "ستارلينك" في عدن، بتنسيق مباشر مع جهات أجنبية، ليس مجرد خطأ إداري، بل خيانة وطنية تهدد الأمن القومي. هذه الأجهزة، التي تُروَّج على أنها معدات إنترنت مدنية، هي في جوهرها أدوات تجسس متقدمة، مزودة بتقنيات لجمع البيانات، تحديد المواقع بدقة، والتواصل المشفر مع مراكز استخباراتية خارجية. وبما أنها تعمل بشكل مستقل عن شبكات الاتصالات الوطنية ودون رقابة محلية، فإنها تشكل تهديدًا مباشرًا للبنية الأمنية اليمنية، حيث تتيح رصد التحركات العسكرية، التجسس على المواطنين، واختراق المؤسسات الحيوية.
وفقًا للقوانين اليمنية، يُعد حيازة أو استخدام أجهزة اتصال غير مرخصة، خاصة تلك المرتبطة بشبكات أجنبية، جريمة تخابر يُعاقب عليها القانون بأشد العقوبات. كل من يمتلك جهاز "ستارلينك"، سواء لأغراض شخصية أو تجارية، يُعتبر متورطًا في نشاط عدائي يهدد الأمن القومي، وسيواجه المساءلة القانونية بتهمة التخابر مع جهات معادية. هذه الأجهزة ليست أدوات للرفاهية التقنية، بل وسيلة لتسهيل أنشطة استخباراتية تخدم أجندات العدو.
من المثير للانتباه أن "ستارلينك" لم تُفعَّل في معظم الدول العربية، حتى تلك التي تربطها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة، مثل دول الخليج. السبب يكمن في الرقابة الصارمة التي تفرضها هذه الدول على شبكات الاتصال، إدراكًا لخطورة السماح باتصالات خارجية غير خاضعة للسيادة الوطنية. لكن في اليمن، استغلت أمريكا حالة الانقسام السياسي وغياب السيادة في مناطق الجنوب، لتجد في حكومة عدن بوابة مفتوحة لنشر هذه الشبكة، دون أي اعتبار للأمن الوطني.
صنعاء، التي صمدت في وجه العدوان العسكري لسنوات، لن تسمح بتحويل اليمن إلى ساحة مفتوحة للتجسس الأمريكي الإسرائيلي. "ستارلينك" ليست مجرد شبكة اتصالات، بل مشروع استخباراتي يهدف إلى تفكيك السيادة اليمنية بوسائل رقمية، بعد أن فشلت الطائرات والصواريخ في تحقيق ذلك. السلطات اليمنية لن تتهاون مع أي جهة أو فرد يساهم في هذا الاختراق، سواء عن قصد أو جهل، وسيكون الرد حاسمًا بحجم الخطر.
في هذه المرحلة الحرجة، يقع على عاتق كل مواطن يمني مسؤولية إدراك حجم المؤامرة والتصدي لها. "ستارلينك" ليست مجرد تقنية، بل أداة استعمارية تُزرع تحت غطاء التقدم التكنولوجي. حماية الوطن تتطلب اليقظة، الوعي، والرفض القاطع لكل ما يهدد سيادته. اليمن، الذي تحدى أعتى الحروب، سيبقى عصيًا على الاختراق، وسيواجه هذا التهديد الجديد بنفس الإرادة الصلبة التي حفظت كرامته وسيادته.