#سواليف

وصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، الكمين المركب الذي نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في بيت حانون شمالي قطاع غزة، بأنه يفوق الخيال وسوف يدرس لاحقا بالكليات العليا العسكرية، والوحدات الخاصة الأميركية والصينية وغيرها.

وأوضح الدويري -خلال تحليله للمشهد العسكري في غزة- أن ما جرى من تخطيط قسامي، وما فيه من صبر ورؤية استشرافية للخطوة القادمة “أمر يفوق الخيال”، مؤكدا أن الفيديو يتحدث عن نفسه.

وأشار إلى رمزية المكان، حيث بيت حانون الزاوية الشرقية الشمالية لقطاع غزة، والتي تعرضت للقصف المكثف، منذ مساء السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودخلتها قوات الاحتلال بريا، أواخر الشهر ذاته.

مقالات ذات صلة بيرني ساندرز: نتنياهو مجرم حرب ولن أحضر كلمته في الكونغرس 2024/06/07

ولا تزال كتيبة بيت حانون -بعد 232 يوما من التوغل البري الإسرائيلي- فاعلة وقادرة على ضبط إيقاع المعركة، ولديها قدرة استشرافية لتحديد الخطوات اللاحقة، كما تقرأ كيف يفكر جيش الاحتلال، ودائما تسبقه بخطوة وأكثر، وفق الدويري.

واستعرض الخبير العسكري، مراحل الكمين المركب بدءا من توقع طريق التقدم وتفجير العبوات ضد قوات الاحتلال عند فتحة أحد الأنفاق، ثم فترة الترقب والانتظار لقدوم قوة الإنقاذ واستهدافها بعبوة شواظ، وصولا لإرسال ضابط كبير ومساعديه واستهدافهم قنصا.

وأشاد بالقراءة الاستشرافية لمقاتلي القسام، إذ توقعوا عودة قوات الاحتلال لفتحة النفق مجددا، حيث تم تفخيخها ومن ثم تفجيرها، واصفا إياها بخطوات متلاحقة متتالية “كأن المخطط هو من يقود معركة العدو، ويفكر بعقلية قائد العدو”.

وحول جاهزية النفق الذي استخدم في العملية، قال الدويري، إن هذا يثبت أن شبكة الأنفاق لا تزال المعلومات المتاحة عنها لكافة أجهزة الاستخبارات “محدودة جدا، وضبابية، وضمن الدائرة الرمادية”.

وأثنى الخبير العسكري على العمليات العسكرية التي نفذتها كتائب القسام في بيت حانون شمالا، وجحر الديك شرقي المحافظة الوسطى، وقال إنها تحمل بصمات قتالية خاصة.

وعرج على إعادة كتائب القسام تأهيل كتائبها في المنطقة الشمالية بعد التوغل البري الواسع، وقصرها على 8 كتائب بدلا من 12، في دحض للتصريحات الإسرائيلية بتفكيكها والقضاء عليها.

ومساء الخميس، بثت الجزيرة مشاهد حصرية وتفاصيل جديدة لكمين مركب نفذته كتائب القسام، في بيت حانون شمالي القطاع، أواخر مايو/أيار الماضي.

وقال قيادي بالقسام للجزيرة إن الكمين نفذ على 3 مراحل، واستمر 26 ساعة متواصلة، مؤكدا أن قوات الاحتلال تقدمت نحو بيت حانون وفق المسار الذي توقعه مقاتلو القسام مسبقا، قبل أن تُجبر على وقف تقدمها وتنسحب من المحور بشكل كامل.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف قوات الاحتلال کتائب القسام بیت حانون

إقرأ أيضاً:

الدويري: المقاومة أعادت ترتيب أوراقها وتنفذ عملياتها بعمق جيش الاحتلال

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أعادت تنظيم صفوفها ورتبت أوراقها من جديد، وهي تنفذ الآن عمليات مركزة في عمق تشكيلات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل اتساع هامش المناورة لديها وتبدّل طبيعة المناطق التي تشهد المواجهات.

وأشار الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- إلى أن العمليات المتكررة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة تمثل نمطا متقدما من القتال، تتسم بالاحتكاك المباشر والتسلل إلى عمق التشكيلات الإسرائيلية، باستخدام تكتيكات تستند إلى كمائن مُعدة سلفا وتفجيرات هندسية داخل المنازل المستهدفة.

وتأتي هذه التصريحات في ظل إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث أمني" جديد في حي الشجاعية، تزامن مع هبوط مروحية عسكرية إسرائيلية في مستشفى "شاعري تصيدق" في القدس المحتلة، وسط تقديرات بنقل جرحى من ساحة العمليات.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت في وقت سابق تنفيذ عملية من نقطة صفر أجهزت فيها على جنديين إسرائيليين في الشارع ذاته.

وأوضح الدويري أن المقاومة استفادت من إخلاء السكان قسريا في المناطق الحمراء، مما أطلق يدها وأعطاها مساحة أكبر للحركة، وسمح لها بتكثيف عملياتها خلف خطوط التمركز الأمامية لقوات الاحتلال، وليس بالضرورة خلف الجبهة بكاملها، ما يعكس مرونة وتطورا واضحا في الأداء الميداني.

إعلان

وأضاف أن هذه الكتائب باتت تستدرج الجنود الإسرائيليين إلى مناطق "تقتيل"، تستخدم فيها العبوات الناسفة والتفجيرات المؤجلة داخل المنازل، بالإضافة إلى أسلحة مثل قذائف "الياسين 105" و"الثاقبة" وقناصة "الغول"، وهو ما يشير إلى حزمة متكاملة من التكتيكات التي يتم تفعيلها بدقة في الميدان.

استنزاف الاحتلال

وأشار إلى أن المقاومة -من شمال القطاع إلى جنوبه- نجحت في الحفاظ على وتيرة عملياتها رغم تلقيها ضربات قاسية، مؤكدا أن المقاتلين ما زالوا قادرين على استنزاف الاحتلال، "حيث لا يكاد يمر يوم دون تسجيل قتلى أو جرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي".

وأكد الدويري أن تأثير الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي اليوم يختلف عما كان عليه في الأشهر الأولى للحرب، حيث باتت تحمَّل مسؤولية كل قتيل للحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو، وسط إدراك متزايد بأن "ضريبة الدم" أصبحت ثمنا لبقاء هذا الائتلاف في الحكم.

وفي معرض تقييمه لأداء الجيش الإسرائيلي، استشهد الدويري بما كتبه إسحاق بريك في صحيفة "معاريف"، إذ قال إن الجيش الإسرائيلي "هُزم أمام حماس"، محذرا من التورط في حرب استنزاف طويلة قد تؤدي إلى انهيار البنية التنظيمية والأمنية للجيش، وخسائر اقتصادية باهظة.

وتابع اللواء المتقاعد أن المقاومة ليست فقط بعيدة عن الانهيار، بل استعادت أنفاسها وأعادت تشكيل بنيتها التنظيمية، رغم فقدان معظم قادة الصف الأول والثاني، حيث شهدت صفوفها إعادة بناء في البعدين البشري والعسكري، وهو ما يفسر استمرارها في القتال بهذا الزخم.

الهندسة العكسية

وقال إن سؤال "من أين للمقاومة القدرة على مواصلة تصنيع الأسلحة رغم الحصار؟" يمكن الإجابة عليه من خلال فهم آليات "الهندسة العكسية" التي تعتمد عليها الفصائل، عبر تفكيك القذائف غير المنفجرة -التي تُقدّر بـ15 إلى 20% من إجمالي القنابل المسقطة على القطاع- وإعادة تدوير موادها المتفجرة لاستخدامها في عبوات ناسفة.

إعلان

ولفت إلى أن حماس وسرايا القدس توظف هذه المتفجرات في بعدين: الأول عبر استخدام مباشر لبعض القذائف لتفجيرها في قوات الاحتلال، والثاني -وهو الأكثر شيوعا- من خلال استخراج المواد المتفجرة لاستخدامها في تجهيز العبوات والكمائن بدقة فنية عالية.

وشدد على أن هذه القدرات التي تُبديها المقاومة اليوم ليست محض مصادفة، بل نتيجة تراكم خبرات وتطوير تقنيات القتال تحت الحصار، بما يشمل تصنيع العبوات، واستخدام أساليب الرصد والتوثيق والتخفي، وتوظيف الأدوات البسيطة لإنشاء بنية قتالية فعالة ومنظمة.

وقال إن نمط القتال الذي تتبعه المقاومة بات يرتكز على تنفيذ كمائن محكمة، واستهداف الجنود عبر القنص أو تفجير المنازل أو الحشوات المتفجرة، مضيفا أن هذه الإستراتيجيات تعكس تغيرا نوعيا في أسلوب العمل المقاوم مقارنة ببداية الحرب.

ورأى الدويري أن استمرار المقاومة في تنفيذ عمليات نوعية رغم الجسر الجوي الأميركي الداعم لإسرائيل يمثل مفارقة لافتة، معتبرا أن حجم التسليح والدعم اللوجستي للجيش الإسرائيلي لا يُترجم إلى تفوق ميداني حقيقي، في مقابل أداء فصائل المقاومة التي وصفها بـ"الخارقة للعادة".

مقالات مشابهة

  • الدويري: المقاومة أعادت ترتيب أوراقها وتنفذ عملياتها بعمق جيش الاحتلال
  • كتائب القسام تنشر مشاهد لاستهداف جرافة عسكرية من نوع “D9”
  • كتائب القسام تعلن قتل جندييْن إسرائيليين بمدينة غزة
  • القسام تعلن عمليتين نوعيتين ضد قوات الاحتلال في غزة
  • القسام تعلن عن تدمير آلية وقتل جنديين في صفوف قوات الاحتلال
  • كتائب القسام تعلن استهداف جرافة إسرائيلية بخان يونس
  • كتائب القسام تعلن قتل وجرح 6 جنود إسرائيليين جنوب قطاع غزة
  • الدويري: نتنياهو أمام خيارين لا ثالث لهما بشأن الأسير تسنغاوكر
  • كاتب اسرائيلي يدعو للتفاوض مع كتائب القسام .. مفتاح الحل في غزة لا الدوحة
  • قتـ.لى وجرحى في صفوف الاحتلال.. القسام تعلن تنفيذ كمين مركب شرق جباليا