من المقرر أن يمثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد ساعات أمام محكمة فدرالية بواشنطن لمواجهة تهم مرتبطة بأحداث الهجوم على الكونغرس. وهي تهم عدّها مرتبطة بالانتخابات الرئاسية القادمة لمنعه من الفوز، وذلك في وقت تواجه فيه حملته الانتخابية أزمة مالية بسبب عدد الدعاوى القضائية التي يواجهها.

ويواجه ترامب تهما مرتبطة بالسعي لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية وبالهجوم على مبنى الكونغرس.

وقالت إدارة شرطة العاصمة واشنطن للجزيرة إنها تعمل عن كثب مع الأمن الرئاسي ووكالات أمنية فدرالية لضمان الأمن خلال مثول ترامب أمام المحكمة.

وأضافت أنه من المتوقع إغلاق بعض الطرق وتعطل حركة المرور لفترة قصيرة، تزامنا مع مثول الرئيس السابق أمام المحكمة، ودعت شرطة العاصمة الجميع إلى توخي الحيطة والحذر، والإبلاغ عن أي تحركات أو أنشطة مشبوهة.

وهذه المرة الثالثة التي يمثل فيها ترامب أمام المحكمة لمواجهة تهم ضده خلال 4 أشهر، حيث اتهم المحقق الخاص جاك سميث ترامب بالسعي إلى عكس خسارته في انتخابات 2020 أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وحمل سميث الرئيس السابق المسؤولية المباشرة عن اقتحام مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2020، معتبرا أن الهجوم استهداف صريح ومباشر لـ"رمز الديمقراطية" في البلاد.

وقال سميث إن مكتبه سيطلب أن تكون محاكمة ترامب سريعة، مع استمرار التحقيقات لمحاسبة أفراد آخرين شاركوا في اقتحام مقر الكونغرس ولم تشملهم هذه اللائحة.

وتعد هذه أخطر تهمة يتم توجيهها لترامب -الذي يلاحق في قضية تعامله مع وثائق مصنفة سرية بعد مغادرته البيت الأبيض- وقضية مدفوعات مشبوهة لممثلة أفلام إباحية سابقة.

وفي سياق متصل، وقبل يوم من مثول ترامب أمام المحكمة، فاجأ نائبه مايك بنس المتابعين بإعلانه أن الرئيس السابق طلب منه في السادس من يناير/كانون الثاني 2020 أن يختاره "هو بدلا من الدستور لكنني اخترت الدستور"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "أي شخص يضع نفسه فوق الدستور لا يصلح أن يكون رئيسا للولايات المتحدة"

تهم جنائية

وتأتي تلك الاتهامات في وقت يخوض فيه الملياردير الجمهوري حملة للعودة إلى منصبه السابق خلال الانتخابات المقررة العام المقبل، وفي وقت يتصدر فيه السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات.

وفي وثيقة المحكمة المكونة من 45 صفحة، يزعم مدعون وجود مؤامرة منسقة عبر عدة ولايات أميركية وقدم خلالها ترامب وحلفاؤه ادعاءات كانوا يعرفون أنها غير صحيحة في محاولة يائسة لتقويض الديمقراطية الأميركية والتشبث بالسلطة، لذا نشر على مدار شهرين بعد انتخابات 2020 ما وصفته الوثيقة بأكاذيب حول وجود عمليات تزوير غيّرت النتيجة.

كما تشير لائحة الاتهام إلى أن هذه الادعاءات كانت كاذبة، والمتهم (ترامب) يعلم أنها كانت كاذبة، لكنه كررها ونشرها على نطاق واسع رغم كل شيء.

في حين اعتبر ترامب تلك الاتهامات "قرارا يائسا من قبل الرئيس جو بايدن الذي يتراجع في استطلاعات الرأي"، مضيفا أنه لم يفعل شيئا "خاطئا وتم توثيق طلبي من الأميركيين بالتصرف بسلام وعدم اللجوء إلى العنف".

الدعاوى القضائية قد تكلف ترامب حملته الانتخابية بسبب التكاليف الباهظة (رويترز) تكاليف باهظة

في السياق ذاته، تسببت المحاكمات المستمرة لترامب في تكبده ملايين الدولارات في معاركه القانونية التي تهدد مساعيه للفوز بالانتخابات الرئاسية وقد تكون بعض مصادر التمويل تنضب بشكل سريع.

ولا يفتقر الرئيس الأميركي السابق للسيولة، فلجنته المشتركة لجمع التبرعات حصلت على 54 مليون دولار في النصف الأول من 2023، أي أكثر من أي منافس جمهوري رئيسي في الانتخابات المنتظرة العام القادم.

غير أن منتقدين يقولون إن المستندات المالية الجديدة تظهر كيف أن متاعبه القانونية المتلاحقة تحدث فجوة في خزائنه، في حين أنها يمكن أن تخصص للدعاية التلفزيونية أو المهرجانات وغيرها من فعاليات حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية.

وسددت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري معظم تكاليف ترامب القانونية حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكنها توقفت عن ذلك مع إطلاقه حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2024.

في حين قالت لجنة العمل السياسي (باك) -التي تجمع معظم أموالها من تبرعات صغيرة جدا- إنها دفعت 21.6 مليون دولار لشركات قانونية تدافع عن ترامب وحلفائه هذا العام، أي أكثر بـ5 ملايين دولار عن مجموع فواتيرها القانونية في 2021 و2022، وقدرت مجلة "فوربس" أن تبلغ تكاليفها 2.5 مليار دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أمام المحکمة

إقرأ أيضاً:

حقيقة صورة انحناء الرئيس السوري أحمد الشرع أمام ترامب في الرياض

تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على منصة فيس بوك، صورة مثيرة للجدل زُعم أنها تُظهر الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع وهو ينحني أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اللقاء الذي جمعهما في العاصمة السعودية الرياض. وانتشرت الصورة على نطاق واسع، وأثارت موجة من التفاعلات والتعليقات.

انتشار واسع للصورة المفبركة

نُشرت الصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، محققة نحو 535 إعجابًا، و78 تعليقًا، و45 مشاركة خلال ساعات قليلة من نشرها، ما دفع بالعديد من المتابعين إلى التساؤل عن مدى مصداقية الصورة ومصدرها.

أمير قطر يهدي ترامب قلم "مونت بلانك" خلال توقيع اتفاقيات استراتيجية مع الولايات المتحدة السيناتور جاك ريد: ترامب أوقف العملية ضد الحوثيين بسبب تكلفتها العالية حقيقة: الصورة "زائفة"

 تبين أن الصورة مفبركة ومولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي بنسبة تصل إلى 98%، وفقًا لنتائج أداة متخصصة في التحقق من الصور الرقمية.

ومن بين أبرز الأدلة التي كشفت التزييف، شكل رابطة العنق التي يرتديها ترامب، والتي بدت مختلفة عن تلك التي ارتداها خلال اللقاء الرسمي ذاته، كما ظهرت بعض الملامح المشوشة وغير المتناسقة في أجزاء من الصورة، وهو ما يُعد من المؤشرات البصرية الشائعة في الصور المنتجة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي.

 

اللقاء بين ترامب والشرع تم فعلًا بالرياض

ورغم زيف الصورة، فإن اللقاء بين الرئيسين تم بالفعل في الرياض، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة وُصفت بالمفاجئة وتاريخية. 

وأكد البيت الأبيض أن اللقاء جاء على هامش اجتماعات الرئيس السوري مع مجلس التعاون الخليجي.

اللقاء الحقيقي بين ترامب والشرع في الرياضترامب يدعو سوريا للانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية

وكشف المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض عن فحوى الحوار بين ترامب والشرع، إذ دعا الرئيس الأمريكي نظيره السوري للانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل، كما طالبه بترحيل الفصائل الفلسطينية التي تصنفها واشنطن إرهابية من الأراضي السورية، فضلًا عن التعاون مع الولايات المتحدة في منع عودة تنظيم داعش.

من جانبه، دعا الرئيس الشرع الشركات الأمريكية إلى الاستثمار في قطاعي النفط والغاز في سوريا، في إطار خطة اقتصادية لإعادة الإعمار بعد الحرب.

من هو أحمد الشرع؟ من زعيم معارض إلى رئيس للجمهورية

وُلد الرئيس السوري أحمد الشرع في المملكة العربية السعودية عام 1982، وانتقل إلى سوريا مع عائلته في سن السابعة.

وعُرف سابقًا بلقب "أبو محمد الجولاني"، حيث تولى قيادة جماعة هيئة تحرير الشام المعارضة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد.

شارك الشرع في الغزو الأمريكي للعراق ضمن صفوف تنظيم القاعدة، ثم أسس جبهة النصرة في سوريا والتي تحولت لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام، وأعلن انفصاله عن تنظيم القاعدة في عام 2016. 

وفي عام 2017، أسس الهيئة التي لا تزال مصنفة منظمة إرهابية لدى الولايات المتحدة.

قاد الشرع جهود الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر 2024، وفي يناير 2025، أعلن المتحدث باسم الإدارة العسكرية السورية اختيار أحمد الشرع رئيسًا للجمهورية خلال المرحلة الانتقالية، وإلغاء العمل بدستور 2012، إيذانًا ببدء مرحلة سياسية جديدة في سوريا.

مقالات مشابهة

  • احتجاجات في بوليفيا دعماً لترشح مورالس بعد قرار المحكمة الدستورية
  • الرئيس الإيراني: سنواصل المحادثات مع أميركا لكننا لا نخشى تهديدات ترامب
  • الكاتب العام لولاية جهة مراكش يزور معرض “جسور” ويؤكد أنه يمثل عمق العلاقات الأخوية بين المملكة والمغرب
  • ترامب: أعتقد أن رئيس وزراء قطر شعر بـالإهانة من الانتقادات الموجهة لهدية الطائرة الفاخرة
  • ترامب ينتقد المحكمة العليا بعد رفض طعن ترحيل فنزويليين
  • اعتقال رئيس الوزراء التشادي السابق
  • ما أبرز ما جاء في زيارة الرئيس الأميركي التاريخية لدولة قطر؟
  • لاعب الزمالك السابق: المحكمة الرياضية ستصدق على قرار التظلمات
  • حقيقة صورة انحناء الرئيس السوري أحمد الشرع أمام ترامب في الرياض
  • الفنان محمد غنيم مهدد بالسجن 3 سنوات.. وهذه فرصته الأخيرة