جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@09:06:57 GMT

تأشيرة المستثمر

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

تأشيرة المستثمر

 

سالم بن نجيم البادي

تأشيرة إقامة مُستثمر، صارت ذريعة لدخول البعض إلى البلاد تحت مُسمى مُستثمر، رغم أنَّهم لا علاقة لهم ولا دراية بالاستثمار؛ بل ولا مال لديهم للاستثمار! وقد حضروا دون نيّة فعلية للاستثمار، وبعضهم جاء فقط للبحث عن عمل، ومنهم من التحق بأقربائه هنا بهدف الهروب من الظروف القاهرة في بلده، وصار عالة على معارفه الذين يعملون هنا، وربما صار عبئًا على البلد، وفي أقل تقدير أنه لا فائدة ترجى من وجوده، وفئة أخرى مارسوا أعمالا مختلفة وتنقلوا بين مهن كثيرة.

لا أعلم إن كان البيع في بقالة صغيرة في قرية بعيدة وداخل حارة شعبية كل سكانها من أهل البلد يُعد من قبيل الاستثمار، فقد كنتُ عائدا ذات مرة من مسقط في وقت متأخر من الليل وكانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف بعد منتصف الليل وشدَّ انتباهي أنَّ البقالة في تلك الحارة لا تزال مفتوحة على غير العادة، وتوجهت إليها ووجدت شابًا عربيًا، وقد أخبرني أنَّ البقالة له وأنه مستثمر هو وابن عمه. وكنت مررت على مُستثمر آخر من نفس جنسية هذا الشاب يمتلك كذلك دكانًا على الشارع العام.

وفي مدينة أخرى شاهدت كافتيريا صغيرة بالكاد تتسع لطاولة واحدة وبها ثلاثة أشخاص من جنسية عربية أخرى يعملون في هذه الكافتيريا، وقد أخبروني أنهم قدموا بغرض الاستثمار. كانت الكافتريا متواضعة ولوحتها باهتة وموقعها غير مناسب.

ومررت على عائلة عربية مكونة من الزوج والزوجة وطفلة صغيرة يمشون في إحدى الولايات التي تتميز بدرجات حرارة عالية في هذه الأيام مع ندرة سيارات الأجرة، أشفقت عليهم وأوصلتهم إلى المكان الذي يقصدونه. وفي الطريق أخبرني الرجل أنه جاء بتأشيرة مستثمر، لكنه ومنذ مدة طويلة وهو يبحث عن فرصة استثمار، وشكا لي من سوء الحال ومن عجزه حتى عن دفع إيجار البيت الذي يسكنون فيه.

والتقيت بحالات أخرى يبحثون عن عمل أو فرص استثمارية. ولقد صارت تأشيرة الاستثمار هذه محل تندر ومصدرًا للنكات والتعليقات الساخرة من أفراد المجتمع وحكايات وقصص تروى في المجالس.

ذكر أحدهم أنه وجد عاملة المنزل التي كانت تعمل في بيته في أحد المولات، وقد أخبرته أنها أصبحت مستثمرة، هي وبعض زميلاتها العاملات في البيوت. وقال آخر إنَّ العامل الذي كان يعمل في مزرعته أصبح مُستثمرًا هو وثلة من أصدقائه عمال المزارع. وذكر أحد الرجال أن العامل الذي كان يمر على البيوت لتنظيف السيارات أصبح  مستثمرًا في فترة وجيزة!!

لذلك نسأل: ما ضوابط وشروط منح تأشيرة المستثمر؟ وهل تُمنح لكل من هبَّ ودبَّ، وكأن الهدف الوحيد من دخول المستثمرين هو ذلك المبلغ الذي يدفعونه لخزينة الدولة ثم يُترَكون بعد وصولهم إلى البلد دون متابعة، ولقد سألت أحد الذين دخلوا بتأشيرة الاستثمار عن المشروع الذي سوف يستثمر أمواله فيه سكت قليلاً ثم قال "ربك كريم والله يدبرها".

إن منح تأشيرة مستثمر للأجانب ومع التساهل في تطبيق شروط منحها قد يجلب مشكلات كثيرة وإن على المدى البعيد فقد يتحول بعضهم إلى متسول أو مجرم لا قدَّر الله، وقد يزاحم أبناء البلد في الوظائف والأعمال والاستثمار في الأعمال الصغيرة.

لذلك ينبغي إعادة النظر في منح تأشيرة المستثمر وفي تطبيق شروط صارمة تضمن أن من جاء بغرض الاستثمار سوف يستثمر أمواله ليُساعد في انتعاش الاقتصاد الوطني وخلق وظائف لأبناء الوطن، وأن يكون لديه رأس مال كبير، ودراسة جدوى لمشروع قد خطط له من قبل حسب حاجة البلد، لا أن يأتي المستثمر وهو صفر اليدين وبلا أهداف ولا رؤية واضحة. ثم وبعد أن يدخل البلد يصير تائهًا أو أن يعمل في أعمال لا تُسمّى استثمارًا.

ومن هنا وجب على الجهات المختصة الموازنة بين الأموال التي يدفعها المستثمر مقابل منحه تأشيرة مستثمر لخزينة الدولة، وبين الأضرار المترتبة على دخول الناس إلى البلد بذريعة الاستثمار. فقد يكون الضرر أكبر من ذلك المبلغ الزهيد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بطاقة ترامب الذهبية.. شروط وطريقة التقديم على تأشيرة الإقامة في أمريكا

أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا برنامج تأشيرة بطاقة ترامب الذهبية، أمس الأربعاء، لتوفير مسار، بتكلفة باهظة، لغير المواطنين الأمريكيين للحصول على تصريح سريع للإقامة في الولايات المتحدة.

ويتيح موقع Trumpcard.gov الإلكتروني، المزود بزر «التقديم الآن»، للمتقدمين المهتمين دفع رسوم قدرها 15000 دولار لوزارة الأمن الداخلي من أجل معالجة سريعة، حسبما أوردته «رويترز».

وبعد اجتياز عملية فحص الخلفية أو التدقيق، يجب على المتقدمين بعد ذلك تقديم «مساهمة»- ويطلق عليها الموقع الإلكتروني أيضًا اسم «هدية»- بقيمة مليون دولار للحصول على التأشيرة، على غرار «البطاقة الخضراء»، التي تسمح لهم بالعيش والعمل في الولايات المتحدة.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: «إنها في الأساس بطاقة إقامة دائمة، لكنها أفضل بكثير، أقوى بكثير، ومسارها أقوى بكثير، المسار أمر بالغ الأهمية، يجب أن يكونوا أشخاصًا رائعين».

من جانبه، قال وزير التجارة «هوارد لوتنيك» إن نحو 10 آلاف شخص سجلوا بالفعل للحصول على البطاقة الذهبية خلال فترة التسجيل المسبق، وتوقع أن ينضم إليهم عدد أكبر بكثير.

وأضاف «لوتنيك»، في مقابلة مقتضبة مع «رويترز»: «أتوقع مع مرور الوقت أن نبيع آلافًا من هذه البطاقات ونجمع مليارات الدولارات»، قائلًا إن برنامج البطاقة الذهبية سيجلب إلى الولايات المتحدة أشخاصًا سيسهمون في ازدهار الاقتصاد.

وقارن ذلك بحاملي البطاقة الخضراء «العاديين»، الذين قال إنهم يكسبون أموالًا أقل من متوسط دخل الأمريكيين، وإنهم أكثر عرضة لتلقي المساعدات العامة أو أن يكون لديهم أفراد من عائلاتهم يتلقونها. ولم يقدم أي دليل على هذا الادعاء.

وانتهجت إدارة ترامب حملة قمع واسعة النطاق على الهجرة، حيث قامت بترحيل مئات الآلاف من الأشخاص الذين كانوا في البلاد بشكل غير قانوني، كما اتخذت تدابير لتثبيط الهجرة القانونية.

وأشار «لوتنيك» إلى وجود نسخة خاصة بالشركات من البطاقة الذهبية تسمح للشركات بالحصول على تأشيرات معجلة للموظفين الذين يرغبون في العمل في الولايات المتحدة، مقابل مساهمة قدرها 2 مليون دولار لكل موظف.

اقرأ أيضاًواشنطن تلغي تأشيرات لمسؤولين في المكسيك بتهمة تسهيل الهجرة غير الشرعية

مُهَلُ ترامب.. من غزة إلى فنزويلا: سياسة العصا الغليظة وإدارة العالم بالعدّ التنازلي

مقالات مشابهة

  • مختص: دخول المستثمر الأجنبي بقطاعات مرتبطة بالعقار سيأتي بخبرات وتوطين للوظائف
  • مستثمر بالداخلة يحوّل موقف سيارات إلى مسكن خاص ومطالب بالتحقيق
  • بطاقة ترامب الذهبية.. شروط وطريقة التقديم على تأشيرة الإقامة في أمريكا
  • تأشيرة المليون دولار.. أمريكا تطلق البطاقة الذهبية لبيع الإقامة
  • الإدارة الأميركية تطلق تأشيرة بطاقة ترامب الذهبية للأثرياء الأجانب
  • أميركا تطلق تأشيرة "ترامب الذهبية".. هذا سعرها
  • الولايات المتحدة تعتزم فرض إجراءات جديدة للمسافرين من دون تأشيرة
  • الجوازات: تأشيرة الخروج النهائي لترحيل الوافد المخالف
  • غرفة الشركات: النفي الحكومي لتطبيق زيادة رسوم تأشيرة الدخول قطع الطريق على الشائعات
  • غرفة شركات السياحة تؤكد أهمية النفي الحكومي لتطبيق زيادة رسوم تأشيرة الدخول