بلومبيرغ: روسيا تجند أفارقة وأجانب آخرين للقتال في حربها ضد أوكرانيا
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
زعمت وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأميركية أن موسكو أرغمت آلاف المهاجرين والطلاب الأجانب على القتال إلى جانب القوات الروسية في حربها ضد أوكرانيا، مما أضاف مزيدا من القوة البشرية لهجومها في مقاطعة خاركيف الشمالية الشرقية.
وأفادت الوكالة، نقلا عن مسؤولين أوروبيين مطلعين على الأوضاع هناك، أن المسؤولين الروس ظلوا يهددون باستمرار بعدم تمديد تأشيرات الطلاب والعمال الشباب الأفارقة ما لم يوافقوا على الانضمام إلى الجيش، وهي نفس الأساليب التي كان لمجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية قصب السبق في استخدامها.
ونسبت إلى أحد المسؤولين الأوروبيين القول إن موسكو درجت أيضا على تجنيد المحكوم عليهم من سجونها بينما تحتجز بعض الأفارقة المقيمين هناك بموجب تأشيرات عمل وتجبرهم على الاختيار بين الترحيل أو القتال.
ووفق المسؤول، الذي تحدث لبلومبيرغ مثل غيره من المسؤولين شريطة عدم الكشف عن هويته، أن بعض من خُيّروا بين التجنيد أو الترحيل تمكنوا من رشوة المسؤولين للبقاء في البلاد وتجنب الخدمة العسكرية.
وقال مسؤول أوروبي آخر للوكالة الأميركية إن روسيا دأبت على إرسال المهاجرين والطلاب إلى المعركة تحت الإكراه، وهو أسلوب يعود إلى بواكير الحرب.
وأضاف المسؤول أن هذه القوات تعاني من ارتفاع معدلات الخسائر البشرية بشكل خاص لأنها تُنشر بشكل متزايد في مناورات هجومية محفوفة بالمخاطر لحماية وحدات أكثر تدريبا. ولفتت بلومبيرغ إلى أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية لم تجب على رسالتها بالبريد الإلكتروني تطلب منها التعليق على ما ورد في تقريرها.
وذكرت الوكالة أن تقارير أفادت -نقلا عن الاستخبارات الأوكرانية- أن روسيا انخرطت في حملة تجنيد عالمية لتجنيد المرتزقة الأجانب في 21 دولة على الأقل، العديد منها بلدان في أفريقيا. وتعرض حملات التجنيد العسكرية مكافآت ورواتب مجزية لمن يوافق على التعاقد للعمل جنديا في الجيش الروسي.
كما استهدفت تلك الحملات أيضا المهاجرين والطلاب الذين بحثوا في السابق عن عمل في روسيا، وفي بعض الحالات أغروا آخرين بوعود بعمل مربح قبل إجبارهم على التدريب وإرسالهم إلى جبهات القتال.
وعزت الوكالة الإخبارية الأميركية السبب في لجوء موسكو لتجنيد الأجانب، إلى الخسائر البشرية التي تتكبدها القوات الروسية في ساحات المعارك، مشيرة إلى أنها كانت تفقد، في مايو/أيار، أكثر من 1200 جندي في اليوم، وفق ما تذكر.
وأوضحت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بدا أنه يلمح"، في اجتماع مع وسائل الإعلام الأجنبية في سان بطرسبورغ في وقت متأخر من يوم الأربعاء، إلى أن حوالي 10 آلاف جندي روسي يُقتلون أو يصابون شهريا وأن الخسائر الأوكرانية أعلى بـ5 أضعاف.
ونسبت إلى حكومة نيبال جنوب شرقي آسيا، القول في وقت سابق من العام الجاري إنها على دراية بأن 400 من مواطنيها الشبان جندتهم روسيا. ولكن بلومبيرغ تعتقد أن الكثير من الشباب الآخرين ربما انضموا دون علم الحكومة.
وقال مسؤول أوكراني -وصفته بلومبيرغ بأنه رفيع المستوى- إنهم لاحظوا زيادة في أعداد المقاتلين الأجانب الذين وقعوا في الأسر في ساحات المعارك، كثيرون منهم أفارقة ونيباليون.
ووفقا لما ذكره يفغيني بريماكوف، رئيس الوكالة الفدرالية الروسية "روسوترودنيتشيستفو" للتعاون الخارجي، فإن هناك حاليا ما بين 35 ألفا إلى 37 ألف طالب أفريقي يدرسون في بلاده.
وأكد في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الخميس الماضي، أن وكالته تسجل كل عام حوالي 6500 طالب من أفريقيا للدراسة في روسيا بالمجان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عائدات قياسية لشركات الأسلحة.. كيف غيّرت الحرب الروسية على أوكرانيا خريطة الصناعات الدفاعية؟
جاءت الزيادة في إيرادات شركات الأسلحة داخل الاتحاد الأوروبي مدفوعة بالحرب الروسية على أوكرانيا وتصاعد الشعور بالتهديد من روسيا.
بلغت عائدات بيع الأسلحة والخدمات العسكرية لدى أكبر شركات السلاح في العالم مستوى قياسيًا مرتفعًا، بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية، إذ سجّلت ارتفاعًا بنسبة 5.9% لتصل إلى 679 مليار دولار (583 مليار يورو) في عام 2024، وهو أعلى مستوى يتمّ تسجيله على الإطلاق، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
ويُعزى هذا الارتفاع في إجمالي عائدات الأسلحة بصورة أساسية إلى الزيادات الكبيرة التي حققتها الشركات العاملة في أوروبا والولايات المتحدة.
ما لا يقل عن 65% من شركات الأسلحة الأوروبية الواردة في قائمة أكبر 100 شركة عام 2024 كانت تعمل على توسيع طاقتها الإنتاجية بمستويات مختلفة.
وباستثناء روسيا، حقّقت الشركات الست والعشرون الأوروبية المدرجة ضمن أكبر مئة شركة لصناعة الأسلحة نمواً في إجمالي إيراداتها بنسبة 13.4%، لتصل إلى 151 مليار دولار.
وسجّلت شركة تشيكوسلوفاك التشيكية أعلى زيادة مئوية في عائدات الأسلحة ضمن قائمة أكبر 100 شركة عام 2024، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 193% لتبلغ 3.6 مليارات دولار.
ويعود هذا النمو إلى إطلاق مبادرة الذخيرة التشيكية، وهو مشروع تقوده الحكومة لتوريد قذائف مدفعية إلى أوكرانيا.
في العام الماضي، كان أكثر من نصف إيرادات الشركة من الأسلحة مرتبطًا بأوكرانيا.
في عام 2024، بلغت عائدات الأسلحة للشركات الفرنسية الأربع المدرجة ضمن قائمة أكبر 100 شركة 26.1 مليار دولار، مسجّلة ارتفاعًا بنسبة 12% مقارنة بعام 2023.
وسجّلت شركات تاليس وسافران وداسو نموًا مضاعفًا في عائدات الأسلحة بين عامي 2023 و2024.
وفي الربع الأول من عام 2025، حققت تاليس أيضًا نموًا في إجمالي مبيعاتها بلغ 5 مليارات يورو، بزيادة نسبتها 9.9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت عائدات الأسلحة للشركتين الإيطاليتين المدرجتين ضمن أكبر 100 شركة بنسبة 9.1%، لتصل إلى 16.8 مليار دولار في عام 2024.
أما شركة ليوناردو لصناعة الطيران، وهي ثاني أكبر شركة أسلحة أوروبية في قائمة أكبر 100 شركة، فقد رفعت إيراداتها من الأسلحة بنسبة 10% لتصل إلى 13.8 مليار دولار.
في عام 2024، أسست ليوناردو مشروعًا مشتركًا مع شركة راينميتال الألمانية لتطوير دبابة قتال رئيسية ومركبة مشاة قتالية جديدة للقوات المسلحة الإيطالية.
Related "يتحدثون كثيرًا ولا ينجزون شيئًا".. ترامب ينتقد قادة أوروبا ويدعو أوكرانيا لتنظيم انتخاباتترامب تحدث مع ماكرون وميرتس وستارمر بشأن أوكرانيا.. وزيلينسكي: هذا الأسبوع قد يحمل أخبارا سارةألمانيا تحث الصين على استخدام نفوذها مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانياكما كانت أربع شركات مقرّها ألمانيا ضمن أفضل 100 شركة، وقد ارتفعت إيراداتها من الأسلحة مجتمعة بنسبة 36% لتصل إلى 14.9 مليار دولار.
وسجّلت شركة Diehl الألمانية أكبر زيادة سنوية في عائدات الأسلحة، إذ ارتفعت بنسبة 53% لتبلغ 2.1 مليار دولار.
وفي عام 2024، وفي إطار جهود ألمانيا لدعم أوكرانيا، قامت شركة Diehl بتسليم عتاد شمل أنظمة دفاع جوي أرضية.
هشاشة سلاسل الإمدادعلى الرغم من ارتفاع عائدات التسلح في أوروبا، فإن القارة تعتمد بشكل كبير على مواد خام حيوية مثل الكوبالت والليثيوم.
ويجعل ذلك صناعة الدفاع الأوروبية عرضة للتقلبات الجيوسياسية وتقلبات الأسعار، إضافة إلى مخاطر النقص المحتمل.
فعلى سبيل المثال، كانت شركة إيرباص الأوروبية وشركة سافران الفرنسية تلبّيان قبل عام 2022 نصف احتياجاتهما من التيتانيوم من الواردات الروسية، واضطرتا لاحقًا إلى البحث عن موردين جدد، وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام.
وقالت جاد غيبرتو ريكارد، الباحثة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن شركات الأسلحة الأوروبية تستثمر في طاقة إنتاجية جديدة لتلبية الطلب المتزايد، غير أن تأمين المواد قد يتحول إلى تحدٍّ متصاعد، خصوصًا أن الاعتماد على المعادن الأساسية سيعقّد خطط إعادة التسلح الأوروبية.
Related بوتين متحدياً الضغوط الأميركية بعد لقاء مودي: نفط روسيا سيصل إلى الهند بلا انقطاعأوكرانيا تؤكد سعيها لـ"سلام حقيقي" مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحربقبل المحادثات بين كييف وواشنطن.. روسيا تشن هجومًا واسع النطاق على أوكرانيافي بداية هذا الشهر، قدّم الاتحاد الأوروبي خطة عمل جديدة تهدف إلى خفض مستوى الاعتماد بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2029.
ويستثمر الاتحاد الأوروبي في استخراج المعادن محليًا، مثل مشروع شركة فولكان لاستخراج الليثيوم في ألمانيا، وكذلك مشروع مالمبدينوم مالمبجيرج التابع لشركة جرينلاند ريسورسز.
كما يضع التكتل خططًا استثمارية خاصة مع أوكرانيا وغرب البلقان ودول شرق وجنوب المتوسط، بهدف بناء سلاسل إمداد متكاملة للمواد الخام الحيوية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة