قصور الثقافة تصدر 6 أعمال إبداعية ضمن النشر الإقليمي بالإسكندرية
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، ستة أعمال إبداعية متنوعة بين الرواية والمجموعة القصصية وديوان شعر العامية والفصحى والمسرح، وذلك عن فرع ثقافة الإسكندرية، وضمن إصدارات النشر بإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي.
"العشق على مرأى الموت"ومن الأعمال الصادرة رواية "العشق على مرأى الموت" للروائي محمد محمود الفخراني، ومن أجوائها نقرأ: "تمنيت لو لم ألتقها، هربت، انزويت، ولكنها تلاحقني بوجود حاد ملموس.
ومن الإصدارات ديوان فصحى بعنوان "ما زال وسط القلب متسع لسكين جديد"، للشاعر محمد مخيمر، ويضم 23 قصيدة، منها قصيدة "لم يبق سواي" وفيها يقول الشاعر:
لم يبق سواي
غلقت الأبواب وزاد الهم أساي
فعلام الأمل بهذا الدرب
وإلام يكون الملح رفيقا لجروح القلب
ولماذا ترفع هذا الحب يداي
لم يبق سواي
في تلك الغرفة أطفئ كل الأنوار
وأشعل صورتها لتضيء النوم
لا يأتي النوم
وتأتي صورتها كغناء الصيادين
كلهيب الأعواد الخشبية في ليل بارد
وكهدهدة الأم لطفل ما زال يراها كل الدنيا
وصدر ديوان شعر عامية بعنوان "زوروني كل سنة مرة" للشاعر حامد السحرتي، ويضم 34 قصيدة، بتقديم الشاعر جابر بسيوني الذي يقول: "زوروني كل سنة مرة"، للشاعر حامد السحرتي، الذي كان لعمله بمهنة المحاماة أثر بالغ في قدرته على التصريح والمواجهة وإبداء الرأي، وقد تجلى ذلك في مواضيع كثيرة في قصائد هذا الديوان، بيد أنه كان بارعا في صياغتها بما يتفق مع السمات الفنية لماهية الشعر، وأيضا أحسن التعبير عن قضية الإنسان المعاصر، وما يتعرض له من أزمات وعوائق وصعاب وهموم"... وتأمل قوله في قصيدة "نضحك بقى":
يمكن تكون الصرخة فيك قد الجبل
يمكن يكون الحلم مقطوع الأمل
يمكن نكون كلنا تايهين
لكن لحد السكة ما تبان لنا
نحلم ببكره يلمنا
كما صدر ديوان شعر عامية بعنوان "جواهرجية"، للشاعرة سهر الطيب، ويأتي الديوان في 39 قصيدة، منها "زاد الحنين"، وتقول بها:
قاعدة ف رحاب السيدة
دايبة ف غرام سيدنا النبي
عايشة الحياة بين دا ودا
عاشقة الصحابة المخلصين
أبو بكر والخطاب عمر
عثمان وماسك إيد علي
والطاهرة فاطمة كا القمر
من نورها قلبي بينجلي
والكل من عطر الرسول
نورهم يخلي الليل يزول
وصدرت مسرحية "حديقة ابن عقيل" للكاتبة جهاد سالم، وتأتي في أربعة فصول عن قواعد اللغة العربية، وفي "حديقة الفعل" نقرأ:
"يفتح باب الحديقة على شجرة كبيرة، ولها ثلاثة أغصان وتلتف حولها الزهور:
الطلاب: السلام عليك أيتها الشجرة
شجرة الفعل: وعليكم السلام يا أولاد.. سمعت بمجيئكم إلى الحديقة
الطلاب: جئنا لنتعرف عليك
شجرة الفعل: ألم يحك لكم ابن عقيل عني؟
ابن عقيل: لقد حكيت لهم أن لك ثلاثة أغصان، ولك مفاتيح أيضا، اه المفاتيح نسيت أن أعطيها لكم.. تفضل يا مُعلم.
المُعلم: خذوا يا أولاد، المفاتيح
فاطمة: تاء التأنيث الساكنة.. لنا مفتاح وحدنا
زيد: لقد قلت ساكنة أي لا تتحرك "ويخرج لسانه"
أحمد: وتاء الفاعل وألف الاثنين، وواو الجماعة، ونون النسوة، لم كل هذا لهن أيتها الشجرة؟
ومن بين الإصدارات المجموعة القصصية "سيد الأسرار" للكاتبة والقاصة صابرين الصباغ، وتحوي المجموعة 31 قصة، منها قصة "ساكن جديد" ونطالع بها: "ملامحه تنفجر، تتمزق.. تخلع هذا الطفل القابع داخلها ليسكنها رجل صغير. يمر بحالة الانسلاخ هذه، وأنا أمر بحالة من الفقد.
أردت أن أجمع ملامح طفولته الممزقة من فوق أرض عمري، طفولته التي ربيتها على يدي، رويتها بمشاعري، كم عشقتها وهي تنمو فيه مرة وتنمو داخلي ألف ألف مرة!".
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
قراءة في الأوهام الاستراتيجية بترتيب النظام الإقليمي
تبدو دول خليجية، وقبلها أمريكا، في عجلة من أمرهم لترتيب الإقليم، سياسيًا وأمنيًا، في قراءة متعجّلة لموازين القوى تنبع من عدم استيعاب حقيقي للصبر الاستراتيجي وقبله إرادة قوى المقاومة في المنطقة.
تبدو الترتيبات الخاصة بتلميع ودعم الوجوه التابعة والعميلة والمعادية لقوى المقاومة، بالتوازي مع تجاهل الدول المركزية التقليدية، هي ملامح التصور الأمريكي للمنطقة لمشروع “الشرق الأوسط الجديد”، وتبدو دول الخليج وعلى رأسها السعودية بمثابة العرّاب لهذا النسق الضابط للمشروع المراد تمريره.
في هذا الصدد؛ لا بد من رصد تزامن تلميع وتصعيد الوجوه المعادية للمقاومة مع محاولة تهميش الدول المركزية تقليديًا، وقراءة الأهداف والخلفيات لهذه الخطط، وهل سيكتب لها النجاح من عدمه؟
أولًا – تلميع الوجوه التابعة للخليج وأمريكا
يتمثل هذا التلميع في محاولات شراء “الشرعية” للوجوه المعادية للمقاومة؛ وذلك على امتداد الدول التي تضم حركات المقاومة، ويمكن رصد ذلك بسهولة ووضوح وبشكل معلن على النحو الآتي:
1. اليمن:
لقد شهدت الأسابيع الماضية محاولات لبعث “رشاد العليمي” من مقابر السياسة، بعد تنامي فشله وفشل المجلس الرئاسي اليمني الذي عيّنته السعودية وتدعمه، بمعاونة دولة الإمارات الداعمة للمجلس الانتقالي، حيث يمثل العداء للمقاومة الممثلة بــ”أنصار الله” عامل التلاقي بينهما. في إطار هذا الدعم رتّبت زيارة لعدد من سفراء الاتحاد الأوروبي إلى عدن للتعبير عن مساندة “الحكومة الشرعية”.
كما قام رشاد العليمي بزيارة لافتة إلى موسكو، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، ووجّه اتهامات من العاصمة الروسية للمقاومة، وهي زيارة تأتي لاستكمال مسار وضعته السعودية وأمريكا لمحاولة تحييد روسيا وإغرائها بصفقات السلاح مقابل أبعاد شبح دعمها لـ أنصار الله. إذ أفادت مصادر رفيعة بأنّ جولة وزير دفاع المجلس الرئاسي المعيّن من السعودية محسن الداعري إلى روسيا، في أغسطس الماضي، كانت بناء على توجيهات سعودية وبموافقة أمريكية، موضحة بأنّ الهدف إبرام صفقات أسلحة تمولها السعودية مع روسيا مقابل تحييد موسكو.
2. سوريا
لعل الاحتفاء الخليجي والأمريكي بـ “أبو محمد الجولاني”، والذي أصبح بين يوم وليلة “أحمد الشرع” الرئيس السوري، هو مصداق لهذا المسار، وقد تصدرت السعودية إخراج مشهد رفع العقوبات واللقاء الحميم بين الشرع وترامب. هذا وقد كشف المتحدث باسم البيت الأبيض أن ترامب دعا الرئيس السوري الجديد إلى التوقيع على “اتفاقيات إبراهام” مع “إسرائيل”، وقال ترامب للحضور ما نصه: “يا إلهي؛ ما أفعله من أجل ولي العهد”، مشيدًا بـ “الزعيم السعودي الفعلي” لقيادته الجهود المبذولة لرفع ما وصفه الرئيس الأمريكي بالعقوبات “الوحشية والمعوقة”.
خلال الاجتماع، اقترح ترامب أن يتخّذ الشرع سلسلة من الإجراءات، ومنها التطبيع مع “إسرائيل” وطرد “الإرهابيين” الأجانب والفلسطينيين، ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة تنظيم “داعش”، وفقًا للبيت الأبيض.
3. فلسطين:
في سبتمبر الماضي، أعلنت السعودية إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، وانطلق اجتماعه الأول في مدينة الرياض، في أواخر أكتوبر الماضي. وهذا التحالف هو بمثابة تكريس لليوم التالي في غزّة على “أنقاض المقاومة”، على أساس أن المقاومة قد هزمت، وهناك ترتيبات أخرى تتجنب حتّى دعوة السلطة الفلسطينية التي ترفضها “إسرائيل”، على الرغم من رفع هذا التحالف شعارات رفض التهجير ودعم الأونروا (وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين) وغيرها من الشعارات الجوفاء.
4. لبنان:
الدور السعودي المعادي للمقاومة في لبنان غني عن البيان، ولكنه تنامى بشكل أكثر جرأة في المرحلة الأخيرة، في سياق القراءة المتعجلة والواهمة نفسها بضعف المقاومة وإنزوائها. ومؤخرًا، أعربت السعودية عن دعمها الكامل للإجراءات التي اتّخذها لبنان لمواجهة “محاولات العبث بأمن المواطنين اللبنانيين” والتعامل بحزم مع الاعتداء على قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل).
هذه السياسة غير المسؤولة، والتي تحاول الوقيعة بين المقاومة والدولة، هي استمرار لرعاية خصوم المقاومة وإشعال الفتنة، وهي تنفيذ لإملاءات السياسة الأمريكية الصهيونية التي لا تملّ من محاولات إشعال الفتن لنزع سلاح المقاومة.
ثانيًا: تهميش الدول المركزية
اتضح، جليًا، من زيارة ترامب الأخيرة إلى الخليج وتجاهله لقاء الرئيس المصري وملك الأردن، أن هناك محاولات لنقل مركز الثقل الاستراتيجي في المنطقة إلى دول الخليج وخلق هوية “شرق أوسطية” بديلًا عن الهوية العربية، بما تحمله من ترتيبات للأمن القومي العربي، لخلق مظلة أمن جماعي بديلة “شرق أوسطية” تقوم على حماية أمن الكيان.
يشمل تهميش الدول المركزية، تقليديًا، تهميش مصر، وقد غابت السعودية والإمارات عن القمة الطارئة التي عقدت في القاهرة، وأعقبها تهميش العراق بغياب دول الخليج عن قمة بغداد، في حين كان هناك حضور بارز و”حميم” في القمة الخليجية – الأمريكية، في الرياض وبقية اجتماعات ترامب في قطر والإمارات.
لماذا نقول إنّها قراءة متعجّلة؟
ممّا لا شك فيه أن هذه القراءة الأمريكية – الخليجية التي تقوم على تصور أن المقاومة ضعفت وانزوت، وأن محور المقاومة قد أصبح من الماضي، فأضحت اللحظة الاستراتيجية مواتية لتشكيل حكومات موالية للخليج وأمريكا تعمل على عزل حركات المقاومة وحصارها، وتهميش الدول ذات الجيوش والتاريخ في الصراع مع العدوّ “الإسرائيلي”، هي قراءة متعجّلة.
تصطدم هذه القراءة بشواهد حية وحقائق كامنة:
الشواهد الحية تقول بأنّ المقاومة حاضرة ومحتفظة بقوتها، وتؤلم العدوّ يوميًا، وذلك:
1. في غزّة وفي شمالها الذي يتركز عليه العدوان.
2. في اليمن؛ حيث تحضر المقاومة بقصفها اليومي لعمق العدوّ وتعطيلها لمطاره الرئيسي في اللد واستمرار فرض الحصار البحري عليه.
3. في لبنان؛ حيث المقاومة حاضرة بتمسكها بالثوابت وبالسلاح وصمودها أمام أكبر هجمة خارجية وداخلية لتصفيتها.
4. في إيران؛ حيث المقاومة حاضرة برفض الإملاءات الأمريكية والتفاوض بكرامة؛ على الرغم من التهديدات اليومية.
أما الحقائق الكامنة، والتي لا يستوعبها العدوّ وخصوم المقاومة، هي الإرادة الحديدية ورفض الذلة، وإدارة الصبر الاستراتيجي في ميزان حساس وغموض بنّاء، والاستعداد التام للتضحيات كافة، إذا وصلت الأمور إلى الخطوط الحمر التي تضعها المقاومة وفقًا للمرحلة الراهنة، والتي عنوانها الترميم والحفاظ على الجهوزية والترقب وانتظار أوامر الاستئناف.
كاتب مصري