الأمم المتحدة تعرب عن صدمتها ورعبها إزاء الهجوم على مستشفى الجنوب في في الفاشر
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن "صدمة ورعب" المنظمة إزاء الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مستشفى الجنوب بالفاشر، عاصمة شمال دارفور، يوم السبت.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود ذكرت أن أفرادا من قوات الدعم السريع اقتحموا المنشأة، و"فتحوا النار ونهبوا المستشفى"، كما سرقوا سيارة إسعاف تابعة لها.
وكانت الفرق الصحية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة قد بدأت بنقل المرضى والخدمات الطبية إلى مرافق أخرى في وقت سابق من الأسبوع بسبب تزايد القتال.
وأضاف المتحدث الأممي: "لا يزال مستشفى الجنوب مغلقا بعد الهجوم. ويشير زملاؤنا في المجال الإنساني إلى أن هذا المركز كان واحدا من مرفقين فقط في الفاشر يتمتعان بالقدرة على إجراء أي نوع من العمليات الجراحية".
من جانبه، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب حماية المرافق الطبية والعاملين والمعدات الطبية من الهجمات والنهب وغيرها من أشكال العنف.
جدير بالذكر أن مستشفى الجنوب كان أيضا بمثابة مستشفى الإحالة الرئيسي لعلاج جرحى الحرب في المدينة، باعتباره المرفق الوحيد المجهز لإدارة الإصابات الجماعية. وفي الفترة من 10 أيار/مايو إلى 6 حزيران/ يونيو، سعى أكثر من 1300 شخص للحصول على العلاج هناك.
وفي أنباء متصلة، أعربت منظمة الصحة العالمية عن صدمتها لتقارير تفيد بهجوم آخر على منشأة صحية في ود النورة بولاية الجزيرة، مما أدى إلى مقتل أحد أفراد طاقم الممرضين.
وعلى الجانب السياسي، يواصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، السيد رمطان لعمامرة، مشاركته في تعزيز جهود السلام، بما في ذلك التواصل المباشر مع الأطراف لحثها على تهدئة التوترات، خاصة حول الفاشر.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مستشفى الجنوب
إقرأ أيضاً:
من نجم في الزمالك إلى متهم بالإرهاب.. القصة الكاملة لـ محمد المصري منفذ هجوم كولورادو
في حادث هزّ المجتمع الأميركي وأثار جدلاً واسعًا، ألقت السلطات الأمريكية القبض على المصري محمد صبري سليمان المصري (45 عامًا) بعد تنفيذه لهجوم بزجاجات حارقة استهدف مظاهرة مؤيدة لإسرائيل في مدينة كولورادو.
الحادثة التي خلّفت ستة جرحى، بينهم حالات حرجة، لاقت تفاعلًا كبيرًا من الإعلام الأميركي والدولي، وسط تساؤلات حول الدوافع، والخلفيات الشخصية للمتهم. وبينما وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) الهجوم بأنه "عمل إرهابي بدوافع سياسية"، كشف أقارب المصري عن صورة مختلفة لشخصية كان يبدو عليها الهدوء والاتزان.
من المحلة إلى كولورادو.. قصة حياة محمد المصريمحمد صبري سليمان المصري، من مواليد قرية المعتمدية التابعة لمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، هو متزوج وأب لخمسة أطفال. بحسب ما أفاد به عمّه أسامة فرج، فقد كان محمد في شبابه لاعب كرة يد بارزًا، انضم إلى فريق الزمالك ومنتخب مصر في التسعينيات. لاحقًا، اتجه للعمل في مجال المحاسبة، وهي المهنة التي رافقته حتى بعد سفره لإحدى الدول العربية، ثم إلى الولايات المتحدة.
أوضح فرج أن محمد حصل على تأشيرة سياحية من السفارة الأميركية قبل أن يحصل لاحقًا على إقامة أميركية من خلال حكم قضائي، مشيرًا إلى أن تواصله مع العائلة كان مستمرًا وطبيعيًا، ولم يُبدِ أي نية للقيام بأي أعمال عدوانية وآخر مكالمة معه كانت قبل عشرين يومًا فقط، وكان خلالها يبدو طبيعيًا تمامًا.
دوافع محتملة.. التأثر بما يحدث في غزةرغم غياب المؤشرات العلنية على نية تنفيذ عمل عدائي، أشار عمّ المتهم إلى أن محمد كان متعاطفًا بشكل كبير مع القضية الفلسطينية، خصوصًا مع ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية في قطاع غزة". وتوقع أن يكون الهجوم نابعًا من رد فعل عاطفي، وليس من خطة منظمة.
ووفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية، فإن المتهم هتف أثناء الهجوم بعبارات مثل "حرروا فلسطين" و"انهوا الصهاينة"، فيما اعتبره المحققون دافعًا سياسيا مرتبطًا بالصراع الدائر في الشرق الأوسط.
تفاصيل الهجوم.. زجاجات حارقة وصراخ شعاراتنفذ المصري هجومه على مظاهرة داعمة لإسرائيل في مدينة كولورادو باستخدام حاويتين مليئتين بمواد قابلة للاشتعال، مما تسبب في إصابة ستة أشخاص، بعضهم بحالة حرجة، وتم نقل الضحايا إلى المستشفى على الفور.
وأثناء الهجوم، أظهر المصري شعارات داعمة لفلسطين وصرخ بعبارات مناهضة لإسرائيل، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى فتح تحقيق تحت عنوان "الإرهاب المحلي".
الوضع القانوني المعقد للمصري في أميركاالمتهم دخل الولايات المتحدة في أغسطس 2022 بتأشيرة سياحية من نوع B2، والتي سمحت له بالبقاء لستة أشهر، انتهت في فبراير 2023. وذكرت التقارير أنه قدّم طلب لجوء بعد انتهاء تأشيرته، لكن لم يتم البت في طلبه حتى وقوع الحادث.
وتشير المعلومات إلى أن تصريح العمل الخاص به انتهى أيضًا في مارس الماضي، مما جعله في وضع إقامة غير قانوني.
تنقلات مهنية وحياتية قبل الحادثعمل محمد في عدة وظائف بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، منها في شركة تأمين ورعاية صحية، وسائقًا في شركة للنقل الذكي، بالإضافة إلى مهام محاسبية.
وانتقل مع أسرته مؤخرًا إلى منزل مكوّن من طابقين في شرق كولورادو، في ما بدا وكأنه بداية جديدة لعائلته في أميركا.
كذلك ذكرت مصادر أنه هاجر إلى أميركا بعد أن فشلت ابنته، رغم مجموعها العالي، في الالتحاق بكلية الطب بمصر، ما دفعه لمحاولة تحقيق حلمها في الخارج.
تهم ثقيلة وعقوبات مشددةأعلن مكتب المدعي العام في كولورادو توجيه 16 تهمة إلى محمد المصري، أبرزها "القتل من الدرجة الأولى" و"استخدام أدوات حارقة بهدف الإيذاء"، وهي تهم قد تقوده إلى السجن المؤبد أو إلى مئات السنوات خلف القضبان، في حال إدانته.
جدل بين الدوافع والواقعيبقى هجوم كولورادو واحدًا من الحوادث التي تسلط الضوء على تعقيدات الاندماج والهجرة والدوافع السياسية في بيئة متوترة عالميًا. وبينما يراه البعض "إرهابيًا"، يراه أقاربه إنسانًا بسيطًا تحركه مشاعره تجاه معاناة شعب غزة. وما بين الرؤية القانونية والرؤية الإنسانية، تظل التحقيقات سيدة الموقف، حتى تكشف الحقيقة الكاملة.