تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلطت بلومبرغ، مستندة إلى وثائق سرية الضوء، على ما وصفته بحملات تضليل قادها الكرملين عبر أحد عملائه في إفريقيا، لإدارة عمليات التأثير في أوروبا لسنوات مضت، وذلك على الرغم من جهود مكافحة تلك الحملات التي تسعى لاستقطاب المجتمعات حول قضايا مثل الهجرة أو الحروب أو العلاقات مع الغرب.

 
ووفق سردية تلك الوثائق، فإن أحد عملاء الاستخبارات الروسية يدعى أرتيم كورييف، قاد حملة تضليل الكرملين في إفريقيا، وساعد في إدارة عمليات التأثير في أوروبا لسنوات.
وأجرى كورييف، الذي تم تحديده على أنه عميل لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي في قضية أمام محكمة إستونية في عام 2022، اتصالات متكررة مع ما لا يقل عن 6 صحفيين أوروبيين، وقام بترتيب وتغطية تكاليف السفر لبعضهم لزيارة أوكرانيا. 
وفي مناسبات أخرى، تبنى أساليب أكثر دقة، لمحاولة التأثير على مقالات هؤلاء الصحفيين المنشورة، من خلال ترتيب المقابلات، أو الإشارة إلى المواضيع في الأخبار ومناقشتها، أو تنظيم الأحداث الصحفية.
وتوفر الوثائق، نظرة عميقة حول عمليات وأساليب أحد عملاء الاستخبارات الروسية المشاركين في حملات التأثير في أوروبا.
بدورها، انتقدت الخارجية الأمريكية، في فبراير الماضي، أجهزة الاستخبارات الروسية لتقديمها الدعم المادي والتوجيه لوكالة معلومات جديدة تسمى المبادرة الإفريقية. 
وقالت إن المشروع نشر "معلومات مضللة قاتلة" حول الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك حول تفشي مرض فيروسي ينقله البعوض في محاولة لتقويض برامج الصحة العامة.
وعينت روسيا، كورييف، رئيساً للمبادرة، إذ أن هدفها تجنيد أعضاء من المؤسسات المتفككة لزعيم مجموعة "فاجنر" يفجيني بريجوزين، الذي توفي في حادث تحطم طائرة العام الماضي.
وصُنف كورييف من قبل موقع The Insider الاستقصائي يناير الماضي، كجهة اتصال لنائبة لاتفيا في البرلمان الأوروبي المنتهية ولايتها، تاتيانا زدانوكا، التي اتُهمت بالتعاون مع المخابرات الروسية. 
لكن زدانوكا، التي لم تترشح لانتخابات البرلمان الأوروبي، التي جرت نهاية الأسبوع، نفت هذه المزاعم في بيان على فيسبوك، إذ قالت إنها التقت بكورييف مرة واحدة في بروكسل في حدث بالبرلمان الأوروبي، لكنها بعد ذلك لا تعرف أي شيء عنه.
بدوره، نفى الكرملين تورط روسيا في حملات تضليل في أوروبا، إذ رفض الناطق باسمه، ديميتري بيسكوف، في يناير اتهامات التجسس ضد زدانوكا ووصفها بأنها "مطاردة ساحرات" مماثلة لـ"عصر المكارثية" في الولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي.
وأظهرت وثائق منفصلة أن كورييف حجز ودفع ثمن رحلات الطيران لمجموعة من الصحفيين، لزيارة شبه جزيرة القرم في عام 2023، بعد فترة طويلة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان كورييف على اتصال بمراسلين آخرين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ولسنوات قبل ذلك، إذ تشير الوثائق إلى أنه وضابط استخبارات آخر التقيا بشكل منفصل مع مراسل واحد على الأقل من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في روسيا وتركيا وأماكن أخرى. 
وعلى الرغم من أن العديد من هذه المناقشات تتعلق بالتغطية الإخبارية، مثل تسهيل المقابلات أو ترتيب الرحلات إلى المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، إلا أن الوثائق لا تقدم دليلاً على أن أياً من أعمال هؤلاء الصحفيين يتم توجيهها أو تمويلها من قبل موسكو.
وفي عام 2021، كان كورييف على اتصال بالصحافيين والوسطاء كجزء من خطة لإشراك الصحافة في الدول الأوروبية حول رئاسة روسيا لمجلس القطب الشمالي.
كما ادعى مراسل موقع Bellingcat السابق، كريستو جروزيف، العام الماضي، أن صحافياً من مقدونيا الشمالية يُدعى داركو تودوروفسكي، تلقى أموالاً لنشر قصص في بلغاريا.

وتشير وثيقة روسية، وفق "بلومبرغ"، إلى أن كورييف وافق على دفع 300 يورو لتودوروفسكي، مقابل مقالات في منشورين.
وقال تودوروفسكي، إنه "شارك في 3 زيارات إلى مناطق عسكرية في أوكرانيا نظمتها وزارة الدفاع الروسية للصحافيين"، مشيراً إلى أن المقالات التي كتبها عن هذه الزيارات نُشرت في بلغاريا.
وبحسب الوثائق، تتضمن المراسلات بين الرجلين بين عامي 2021 و2023، تعليمات لتوزيع والعثور على مقالات بالترجمات الروسية والإنجليزية على مواقع إلكترونية هامشية مثل londonnewstime.com و Veteranstoday.com، بالإضافة إلى حجوزات الفنادق التي أجراها كورييف.
وقال تودوروفسكي، إنه "تلقى دعوة في ذلك الوقت للمشاركة في برامج تلفزيونية عن آسيا"، مضيفاً أنه "نظراً لمشاركته في العديد من المؤتمرات والمنتديات، فإنه لا يستطيع معرفة من يدفع تكاليف إقامته الفندقية".
وجعلت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، مكافحة عمليات التضليل والتأثير الروسية، أولوية قصوى قبل قمة القادة المقررة في إيطاليا، الخميس، إذ تضمنت تلك العمليات فضح الحملات والأساليب الروسية علناً، وفرض عقوبات على المنافذ والأفراد، وتنسيق الردود على تصرفات موسكو، فضلاً عن السعي لمنع انتشار المعلومات المضللة على منصات التكنولوجيا الكبرى.
ومع ذلك، فإن مكافحة حملات التضليل هذه، ليست بالأمر السهل، لأنها تهدف إلى زرع الارتباك والشك في الجماهير المستهدفة بدلاً من إقناع الناس بمجموعة معينة من الحقائق، من أجل استقطاب المجتمعات حول قضايا مثل الهجرة أو الحرب أو العلاقات مع الغرب.

وتعكس بعض التبادلات تقنيات، حملة دعائية نموذجية مؤيدة لروسيا، والتي غالباً ما تتضمن قصصاً إخبارية ملفقة تُنشر على مواقع إلكترونية هامشية ثم يتم تضخيمها من خلال منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال أحد المسؤولين الحكوميين الأوروبيين، إن كورييف وتودوروفكسي، شاركا، العام الماضي، في العمل على موقع إلكتروني يسمى antibellingcat، مخصص لتشويه السمعة، مضيفاً أن كورييف "كان على اتصال مع الاستخبارات العسكرية الروسية بشأن بعض جوانب عمليات التأثير الأوروبية".

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بلومبرغ وثائق سرية الكرملين أفريقيا أوروبا الحملات الهجرة الاستخبارات الروسیة فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

رئيس المجلس الأوروبي: لن نقبل بتدخلات وتهديدات أميركا في سياساتنا

أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يقبل بـ"التهديد بالتدخل" في سياساته، وذلك بعد الكشف عن الإستراتيجية الأميركية الجديدة التي وجهت انتقادات شديدة إلى الأوروبيين.

وقال كوستا في مداخلة بمعهد جاك ديلور "ما لا يمكننا القبول به هو هذا التهديد بالتدخل في حياة أوروبا السياسية"، مضيفا أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تحل محل المواطنين الأوروبيين لاختيار أحزابهم الجيدة من أحزابهم السيئة.

وأعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب الجمعة وثيقة تعيد تحديد "إستراتيجية الأمن القومي" الأميركية، وهي تنتقد بشدة الحلفاء الأوروبيين، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستدعم معارضي القيم التي يقودها الاتحاد الأوروبي ولا سيما في مجال الهجرة.

وتنتقد الإستراتيجية الجديدة أوروبا منددة بما سمته "تقويض الحرية السياسية والسيادة، والرقابة على حرية التعبير، وقمع المعارضة السياسية، وانهيار معدلات الولاية، وخسارة الهويات الوطنية والثقة بالنفس في القارة".

وقال كوستا "ثمة اختلافات في رؤيتنا للعالم، لكن هذا يتخطى ذلك الأمر".

وتابع "لا تزال هذه الإستراتيجية تتحدث عن أوروبا بصفتها حليفة، هذا جيد، لكن إن كنا حلفاء، علينا التصرف كحلفاء"، مؤكدا أن على الحلفاء "احترام سيادة الآخر".

وختم كوستا قائلا إن "الولايات المتحدة تبقى حليفا مهما، الولايات المتحدة تبقى شريكا اقتصاديا مهما، لكن قارتنا الأوروبية يجب أن تكون سيدة".

وكان نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أثار صدمة لدى الألمان والأوروبيين عموما في فبراير/شباط، حين أكد في كلمة ألقاها في ميونخ أن حرية التعبير "تتراجع" في القارة.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة قياسية على منصة إكس وإيلون ماسك يهاجم بروكسل
  • أمريكا في مواجهة أوروبا: استراتيجية ترامب تهز الاتحاد الأوروبي
  • مستشارة الاتحاد الأوروبي والناتو: أوروبا بحاجة لاستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات الاقتصادية مع الصين
  • الاتحاد الأوروبي يهاجم استراتيجية ترامب
  • رئيس المجلس الأوروبي: لن نقبل بتدخلات وتهديدات أميركا في سياساتنا
  • ماسك يشبه الاتحاد الأوروبي بألمانيا النازية
  • ماسك يصعّد هجومه ضد الاتحاد الأوروبي.. ويشبهه بـ"النازية"
  • مصادرة الأصول الروسية.. بلجيكا تعيد رسم حدود التمويل الأوروبي
  • رغم الانتقادات التي تضمنتها «الوثيقة الأمريكية».. واشنطن الحليف الأكبر لأوروبا
  • قائد الجيش الأوكراني: بلادنا أصبحت درع أوروبا في مواجهة الحرب الروسية