أضحية الجلالة... تضحية بالإنسان قبل الحيوان
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
لون الفم وخروج إفرازات منه أسهل طريقة للتعرف عليهادار الإفتاء حذرت منها.. وطبيب أمراض باطنة يؤكد: لحمها سام
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك يلجأ عدد كبير من مربى الأضاحى من معدومى الضمير إلى تسمين أضحيتهم من القاذورات، والتى تسمى بـ«أضحية الجلالة» ولذلك نجد عشرات الخراف التى تأكل من القمامة خاصة فى المناطق الشعبية.
هذه الأضاحى حذرت منها دار الإفتاء المصرية مؤكدة أنه «لا يجوز ذبح الأضحية المعيبة ومن بينها أضحية الجلالة».
ففى مناطق أرض اللواء وبولاق الدكرور وعين شمس والمطرية وحلوان وبعض مناطق فيصل وشبرا الخيمة نجد هذه الصورة منتشرة حيث نشاهد عشرات الخراف والماعز تأكل من أكوام القمامة المنتشرة فى الشوارع، والتى تفوح منها روائح تشمئز منها الأنوف خاصة مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
قد يكون المشهد صادمًا حينما تعلم أن هذه هى أضحية العيد التى تباع بأسعار عالية، ويدعى أصحابها تربية الخراف على الأعلاف، إلا أنه أصبح مشهداً متكرراً اعتاده المواطنون فى الأحياء الشعبية، ففى منطقة أرض اللواء ترجلنا لنرصد مشاهد الغش والتدليس من مربى الأضاحى وسط غياب تمام من قطاع التفيش الطبى بوزارة الزراعة، حيث شاهدنا مئات الخراف والماعز يتناولون القاذورات الموجودة بأكوام القمامة على مرأى ومسمع من الجميع، وقال لنا أحد السكان ويدعى عبدالناصر زينهم، إن المربين يقومون بتسمين الأضحية فى منطقة أرض اللواء على القمامة ويبعونها فى مناطق أخرى على أنها تغذت على الأعلاف، فأبناء المنطقة يعلمون جيداً أن هذه الخراف تأكل من القمامة وبالتالى لا يقبلون على شرائها.
وأشار عدد من الأهالى إلى أنّ موسم عيد الأضحى سبب فى تفشى الأوبئة والأمراض بسبب اعتماد عدد المربيين على القمامة فى تسمين مواشيهم، حيث تقوم الحيوانات بنبش القمامة لتفوح منها الروائح الكريهة وتظل منتشرة فى المنطقة طوال الليل والنهار، ما يعرض كبار السن والأطفال لأمراض الربو وضيق التنفس، وكثير ما تحدث مشاجرات بين المربين والأهالى بسبب روائح الخرفان التى تشمئز منها الأنوف بعدما يقضون ساعات طويلة فى القمامة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
وبحسب آخر الإحصائيات، بلغ إجمالى عدد الأضاحى التى استقبلتها المجازر الحكومية العام الماضى 18 ألفاً و434 أضحية، تم ذبحها تحت الإشراف البيطرى الكامل من أطباء الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ومديريات الطب البيطرى بالمحافظات، الأمر الذى يتنافى تمامًا مع العدد الحقيقى لعدد الأضاحى التى تم ذبحها بعيدًا عن أعين الرقابة ما يعرض حياة الملايين للخطر، خاصة أن الخبراء أكدوا أنه يجب الحذر من هذه الأضاحى لأنها تمثل خطرًا على صحة الإنسان، بسبب حملها لبعض الأمراض الخطيرة مثل الجمرة الخبيثة ومرض بروسيلات، والتى يمكن أن تنتقل للإنسان من خلال تناول لحومها أو حتى لمسها.
وهو ما أكده الدكتور ياسر مختار استشارى أمراض الباطنة، مشيرا إلى إنّ تناول الأضاحى التى تأكل من القمامة قد تؤدى إلى إصابة من يتناولها بأمراض كثيرة سواء بكتيرية أو فيروسية، حيث تنتقل هذه الأمراض من الحيوان إلى الإنسان، مشيرا إلى أنّ الأضحية التى تتناول القمامة تحتوى على طفيليات وديدان كثيرة تتراكم ليس فقط داخل أمعاء الحيوان بل داخل عضلاته.
وأشار الدكتور مختار إلى أنّ الأضحية التى تتغذى على القمامة تحتوى على كميات كبيرة من العناصر السّامة والخطرة منها الرصاص الذى يتواجد فى الغالب فى النفايات الورقية، وحينما يتغذى عليها الحيوان تنتقل سميّة هذا العنصر إلى كبده، ومنه إلى كبد الإنسان مسببًا تليفه، بل وقد يصيب الانسان بأمراض خطيرة مثل ألزهايمر.
ونتيجة لتغير المرعى الذى يتم تغذية الحيوان عليه عن المرعى الطبيعى الذى من المفترض أن يربى به ألا وهو الخضرة والأعشاب الطبيعية، يصبح طعم لحوم هذه الأضاحى سيئ للغاية ورائحته كريهة.
جائزة بشرط
ليس كل حالات الأضاحى التى تتناول القمامة محظور ذبحها، بحسب ما قاله أحمد شوقى إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، والذى أكد أن الأضحية التى تتغذى على بواقى الأطعمة من القمامة وليس بها شىء نجس يجوز ذبحها.
وأضاف الإمام بوزارة الأوقاف، أنّ أضحية الجلالة محظور ذبحها لأن 99% منها تتغذى على القمامة التى تحتوى على النجاسة، ونهى عن ذبحها أو التضحية بها لما لها من أضرار على صحة الإنسان.
مشيراً إلى أن بواقى الطعام الموجودة بالقمامة لا تدخل ضمن الأشياء النجسة فهى أطعمة فائضة عن حاجة المواطنين، وهذه يمكن أن تأكلها الماشية والقطط والكلاب، ولكن النجس هو فضلات الإنسان أو روث الحيوانات.
وعما إذا عجز المواطن عن التفرقة بين الأضحية التى تناولت القمامة النظيفة التى تحتوى على المأكولات فقط أو تلك المحتوية على النجاسة، فقال إنّ عدم معرفة المضحى بطبيعة القمامة التى أكلت منها الأضحية فإنه يندرج تحت بند الجاهل، ومن هنا ليس عليه حرج فى أكلها.
واستكمل حديثه قائلا: «الله تعالى يرفع الحرج عن الخطأ والنسيان والجهل بالشىء».
علامات تؤكد تناول الأضحية من القمامة
الوفد سألت عدداً من الجزارين عن الطريقة الصحيحة لمعرفة إذا ما كانت الأضحية تغذت على القمامة أم على الأعلاف؟ وكيف للمواطن أن يعرف ذلك؟ فقال أحد الجزارين بمنطقة بولاق الدكرور ويدعى شريف مرزوق، إنّ أهم علامات تناول الأضحية من القمامة هى لون الفم كما يلاحظ خروج افرازات كثيرة منه، فهذا دليل على أن تغذية ذلك الحيوان لم تكن جيدة، والطريقة الثانية هى تقديم العلف للأضحية، فإذا اعتادت الأضحية على تناول القمامة فسترفض تناول العلف بسبب تعودها على أكل القمامة طوال فترة التربية، مبينًا أن البعض بسبب غلاء الأعلاف يلجأ إلى ترك الأضاحى فى أماكن تكدس القمامة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عيد الأضحى المبارك دار الافتاء المصرية أرض اللواء بولاق الدكرور عين شمس المطرية حلوان فيصل فصل الصيف ارتفاع درجات الحرارة على القمامة من القمامة تحتوى على تأکل من إلى أن
إقرأ أيضاً:
فتاوى تشغل الأذهان| هل يعتبر الدم الموجود بعد الإجهاض نفاسا؟.. حكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز إخراج الزكاة للمدين المسرف إذا عجز عن سداد دينه؟
فتاوى تشغل الأذهان
هل يعتبر الدم الموجود بعد الإجهاض نفاسا؟
حكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة
هل يجوز إخراج الزكاة للمدين المسرف إذا عجز عن سداد دينه؟
نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى تهم كثير من المسلمين نستعرض أبرزها فى التقرير التالى.
هل يعتبر الدم الموجود بعد الإجهاض نفاسا؟
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم الدم النازل بعد الإجهاض؟ فامرأةٌ كانت حاملًا في جنين، ثم قدَّر الله عليها الإجهاض وهي في الشهر الثاني من الحمل، فما الحكم الشرعي في الدم النازل مِنها بعد هذا الإجهاض؟ هل يعدّ نفاسًا؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن بداية تخلُّق الجنين في رحم أمه تكون بتمام ثمانيةٍ وعشرين يومًا، وتُحسَب هذه الأيام مِن أول يومٍ في آخِر حيضةٍ نزلت عليها قبل حصول الحمل، والدَّم النازل بعد سقوط الحمل الذي هذا وصفُه هو دم نفاس، ومن ثم فإن الدم النازل على المرأة المذكورة بعد الإجهاض في الشهر الثاني من ثبوت حملها في جنينٍ طبيًّا يُعَدُّ دمَ نفاسٍ شرعًا، وتجري عليه أحكامه.
المقصود بالإجهاض وبيان أنواع الدم الخارج من رحم المرأة
وأوضحت أن الإجهاض: هو خُرُوجُ الجنين أو إسقاطُه مِن الرَّحِم ميتًا قبل تمامه، أو بعد تمامه، نُفِخَت فيه الروحُ أم لا على السواء، في أيِّ مرحلةٍ مِن مراحل تكوينه، كما في "لسان العرب" للعلامة جمال الدين ابن مَنْظُور (7/ 131-132، ط. دار صادر)، و"الحاوي الكبير" للإمام المَاوَرْدِي (13/ 419، ط. دار الكتب العلمية)، والجنينُ أَعَمُّ مِن السِّقْط، كما في "فتح القدير" للإمام كمال الدين ابن الهُمَام (10/ 381، ط. دار الفكر).
وللحمل مراحل يمر بها الجنين ويتغير ويتقلب في أطوار الخَلْق والتكوين في رحمِ أُمِّهِ قبل أن تُنفَخَ فيه الرُّوحُ، يدل عليها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ» متفق عليه.
والدَّم الخارج مِن رحم المرأة لا يخلو أن يكون حيضًا، أو نفاسًا، أو استحاضة.
ودم النفاس هو الدم المتعلق بوضع الحمل من هذه الدماء؛ إذ "النِّفَاسُ سَبَبُهُ الوِلَادَةُ"، كما في "شرح مختصر خليل" للإمام أبي عبد الله الخَرَشِي (1/ 203، ط. دار الفكر).
أحكام النفاس
الفقهاء أوضحوا أن حكم النفساء حكم الحائض في حل ما يحرم عليها ويسقط عنها، وذلك لأن دم النفاس هو دم الحيض، إنما امتنع خروجه مدة الحمل لكونه ينصرف إلى غذاء الحمل.
وقالت دار الإفتاء، إن الجنب أو الحائض أو النفساء، لا يمسون المصحف ولا يقرأون القرآن، إلا للضرورة القصوى وهي مثلا امتحان القرآن.
وأضافت أن هناك أمورا ممنوعة على المرأة الحائض والنفساء وهي: عدم الصلاة ولا الصيام ولا مس المصحف، والمعاشرة مع الزوج للمتزوجة، ولا الطواف بالبيت الحرام على المختار في الفتوى، وما عدا ذلك تمارس حياتها بشكل طبيعي، مشيرا إلى أن المرأة الحائض لو زارت المقابر، فلا تقرأ القرآن بلسانها، ولكن يجوز لها الدعاء وترديد الأذكار للميت.
حكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة
قالت الدكتورة وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التخلص من بقايا الطعام بإلقائها في سلة القمامة يتعارض مع القيم الإسلامية التي تدعو إلى حفظ النعمة وتجنّب الإسراف.
جاء ذلك في ردها على سؤال من سيدة تُدعى "مونة" من محافظة كفر الشيخ، خلال مداخلة إعلامية، استفسرت فيه عن حكم رمي الطعام الزائد في القمامة. وأجابت الخولي بأن الإسلام يحثّ على الاعتدال في الطعام والشراب، وأن النبي محمد ﷺ لم يكن يعيب طعامًا قط، ولا يهدر منه شيئًا.
وأكدت أن الأولى بالمؤمن أن يطهي من الطعام ما يكفي حاجته فقط، ولا سيما في شهر رمضان المبارك، الذي ينبغي أن يكون شهر عبادة لا شهر إسراف.
وأضافت: "إذا تبقى من الطعام شيء صالح، فالأفضل الاحتفاظ به لليوم التالي، أو التصدق به على من يحتاج، أو إطعام الطيور والحيوانات، فكل ذلك يُعد من أبواب الخير".
كما بيّنت أن من كان يفعل ذلك سابقًا دون علم بالحكم الشرعي، فلا إثم عليه، لكنه يجب أن ينتبه بعد ذلك ويحرص على احترام النعمة.
واختتمت الخولي حديثها بالتأكيد على ضرورة غرس هذه القيم داخل البيوت المصرية، تربيةً للأبناء على احترام الطعام، وتطبيقًا لهدي النبي ﷺ في التعامل مع النعمة.
حكم ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل أجنبي
في سياق منفصل أكدت وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن ظهور المرأة أمام رجل أجنبي بدون حجاب لا يُنقض الوضوء، موضحة أن مجرد النظر أو الرؤية لا يفسد الطهارة، ولا يؤثر على صحة الوضوء من الناحية الفقهية.
وأوضحت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الاثنين، أن الشريعة الإسلامية حددت عورة المرأة أمام الأجانب بأنها تشمل جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين، وذلك وفقًا لأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أن كشف أي جزء من العورة – كالشعر أو غيره – أمام رجل غريب يعد حرامًا شرعًا
هل يجوز إخراج الزكاة للمدين المسرف إذا عجز عن سداد دينه؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز شرعًا إعطاء الزكاة لشخص مديون بسبب إسرافه، وذلك إذا كان عاجزًا عن سداد دَينه، ولا يملك ما يكفي للوفاء به.
وأوضحت الدار، عبر موقعها الرسمي، أن من كان عليه دَين بسبب الإسراف أو غيره، ولا يجد ما يقضي به هذا الدين، فهو داخل تحت صنف "الغارمين" الذين هم أحد مصارف الزكاة الثمانية المذكورين في قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ….. وَالْغَارِمِينَ﴾ [التوبة: 60].
وأضافت أن شرط الجواز في هذه الحالة هو أن يكون المدين لا يملك ما يسدد به دَينه، وأن يكون المال المدفوع من الزكاة يُمكَّن منه المدين، أي يُدفع إليه مباشرة ليتصرف فيه، لا أن يُسقط به الدين عن طريق التواطؤ أو التحايل.
كما أشارت دار الإفتاء إلى أن هذا الحكم ينطبق سواء كان الدَين بسبب إسراف في النفقة أو سوء تصرف، ما دام المدين صادقًا في عجزه ولا يجد من يسدد عنه، وبالتالي يدخل ضمن الغارمين الذين يستحقون الزكاة.
وختمت الإفتاء فتواها بالتنبيه على ضرورة تحقق نية التمليك عند الدفع، أي أن يُسلَّم المال للمدين تمليكًا له، وليس لمجرد سداد الدين نيابة عنه دون علمه، لأن التمليك من شروط صحة إخراج الزكاة.