محمد الفكي سليمان يفند خيارات الحرب والسلام
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
من سيناريوهات الحرب، لنافذة السلام الضيقة، ثم سر القاعدة الروسية المحتملة، شرح عضو سابق بـ”مجلس السيادة”، ملفات السودان الشائكة.
كما تحدث عضو مجلس السيادة السابق، القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، محمد الفكي سليمان، في مقابلة مع “العين الإخبارية”، عن “عدم التزام التنسيقية برفض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الجلوس على طاولة المفاوضات”.
وسبق وأعلن البرهان، قراره عدم الجلوس حول طاولة التفاوض مع قوات “الدعم السريع”، وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، لوقف الحرب وإحلال السلام.
لكن سليمان قال لـ”العين الإخبارية”: “حديث البرهان عن عدم الجلوس مع تنسيقية (تقدم) غير ملزم لنا، وطالما أنه يتحدث باسم السودان وبلادنا بها مشكلة، نحن ملتزمون بالحديث معه، ولو ترك مقعد المسؤولية وتقاعد في قريته فلن نطرق بابه بالتأكيد”.
وتابع “لكن دعني أقول له، إنه إذا فكر قليلا، فإنه سيجد أن تنسيقية (تقدم) هي التي ستفتح له المخرج نحو الحل الذي سيجنب البلاد مزيدا من الخراب، وسبق وفعلت القوى الديمقراطية ذلك بنبل ومسؤولية، متناسية كل مرارتها الشخصية بعد الانقلاب (قرارات الجيش في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021) ومدت له يدها بعملية سياسية كان هدفها خروج البلاد من الأزمات”.
ومضى قائلا: “دعنا نرى الفاعلين في الساحة الآن غيره؛ الدعم السريع وهذا يقاتله (يقاتل البرهان) بالسلاح، بجانب الإسلاميين الذين يساندونه (أي البرهان) بشروط قاسية وليس بها مساحة مناورة ومتى سار في طريق الحل سيكونون ألد الأعداء”.
قبل أن يستطرد “لم يبق أمام البرهان غير تنسيقية (تقدم) صاحبة الرؤية المرنة، ومطلبها وقف الحرب وفق أجندة متفاوض عليها.”
تأخر المفاوضات
وفيما يتعلق بمفاوضات حل الأزمة الراهنة، قال الفكي إن “المفاوضات في منبر جدة لم تعلن بعد، رغم التأكيدات المستمرة أنها قريبة جدا، كما أن الوسطاء يتجنبون ذكر أسباب تأخيرها خشية تأثير الأمر على استئناف التفاوض، ولا يزال السودانيون يعلقون آمالا كبيرة جدا على هذه المفاوضات وبلادهم تنحدر بسرعة رهيبة نحو المجاعة والتفكك والمواجهات الشاملة.”
وتابع: “على الجانب الآخر، طرحت تنسيقية (تقدم) مؤتمر المائدة المستديرة لتوحيد كافة القوى المدنية من أجل إيقاف الحرب وهو جهد مطلوب وعمل شاق يتطلب مرونة وتنازلات توصل لوقف الحرب بأسرع ما يمكن”.
وسبق وأن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية، في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.
ونجح منبر جدة في تنفيذ أكثر من هدنة، تخللتها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات؛ ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/كانون الأول 2023.
سيناريوهات المستقبل
إلى سيناريوهات المستقبل، قال العضو السابق بمجلس السيادة الحاكم، إنه “حال استمرار الحرب، فإن كل السيناريوهات مفتوحة بما فيها تفكك وانهيار البلاد وانتقالها من حرب بين طرفين إلى حرب بين أطراف عديدة تحمل طبيعة مناطقية وإثنية”.
وتابع “هذا مصير مخيف لجميع أبناء البلاد الكبيرة وكامل الإقليم وهو ما يجب أن يقوي عزيمتنا للسير في طريق الحل السياسي الشامل”.
وأضاف: “حتى تتجنب المواجهة الشاملة، يجب أن نسير على مسارين: دعم منبر جدة الذي يجمع العسكريين، والتوصل لوقف إطلاق النار بأسرع فرصة، والمسار الآخر يتمثل في توحيد القوى المدنية وفقا لأجندة السلم وإنهاء الحرب، وفي سبيل ذلك ينتظر الجميع عمل سياسي دبلوماسي كبير”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
“القاعدة الروسية”
الفكي انتقل لنقطة أخرى، وقال إن القاعدة الروسية المحتملة في السودان، “مشروع عمر البشير (الرئيس المعزول 1989 – 2019) القديم وبذل العسكريون أثناء الحكومة الانتقالية جهدا كبيرا لإعادة المشروع، وقد كان بندا أساسيا في اجتماعات مجلس السيادة ولكن تم التصدي له بقوة”.
موضحا “كانت حكومة الثورة (حكومة عبدالله حمدوك) تسير في خط جديد وهو خط المصالحة مع دول الإقليم والخروج من العزلة التي وقعنا فيها لمدة ثلاث عقود”.
وفسر موقف الحكومة المدنية، قائلا “كان من المعلوم لنا مدى الضرر الكبير الذي ستلحقه القاعدة بأمن البحر الأحمر، ولو لاحظت، فإن الدولتين الأهم بالنسبة لنا في المنطقة مصر والسعودية قامتا بضخ أموال طائلة في استثمارات كبرى في منطقة البحر الأحمر”.
وتابع “بذلنا (أي الحكومة المدنية) جهدا ضخما في نقاشات أولية مع الأشقاء لكن اصطدم هذا الجهد بعدم رغبة العسكريين بالدخول في هذا التحالف بينما هي المكان الطبيعي للسودان ولعله يكون أهم ملفات الحكومة القادمة”.
وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي، اقترح المبعوث الرئاسي الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال زيارة إلى مدينة بورتسودان، تقديم مساعدات عسكرية للجيش السوداني مقابل تطبيق الاتفاق الخاص بإنشاء محطة لوجستية للقوات البحرية الروسية في بورتسودان، الموقع عليه من البشير.
وأمس الثلاثاء، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن الاتصالات مستمرة بين روسيا والسودان بشأن قاعدة عسكرية روسية هناك.
وقال بوغدانوف للصحفيين، ردا على سؤال بشأن القاعدة العسكرية الروسية على ساحل البحر الأحمر في السودان، التي يبحث البلدان إقامتها منذ فترة، إن “الاتصالات مستمرة، ولكن لا توجد أي اتفاقات محددة بعد، بما في ذلك بين العسكريين، حسبما أعرف”.
العين الاخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
اقتسام السلطة واحتساب الشعب
▪️ *القصاص* .. هو أدنى مطالب ضحايا المؤامرة الخبيثة التي لا يزال يكابدها الشعب السوداني ، والذين يرون أن القلم بأيديهم والخيار بأيديهم ويعانون من شهيتهم المفتوحة للتفاوض والتفاهمات مع الإمارات أو قحت أو الدعم السريع .. عليهم أن يضعوا هذه الحقيقة في حساباتهم ، وما عاد استمرار الحرب مما يمكن أن يُبتزَّ به الذين فقدوا أحباءهم وخسروا أموالهم وأعراضهم وأُخرِجوا من ديارهم .. فهذه حرب الكرامة وليست حرب الخروج من المنازل ، ولا حرب اجتذاب الاستثمار ، ولا حضن المجتمع الدولي ، وأولياء الدم لن ينسوا ولن يعفروا.
▪️ما الذي ظل يمنع السلطة التي زعمت أنها جاءت للحرية والسلام والعدالة من تشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة وشفَّافة يُنتَدب لها شخصيات وطنية مُستقلَّة مشهودٌ لها بالكفاءة والنزاهة والخبرة من القضاة ورجال القانون والعسكريين ، وذلك للتحقيق في الأسباب التي قادت لاندلاع هذه الحرب وتحديد المسئولية القانونية على من تسبَّبوا فيها .. عوضاً عن المراهنة على تطاول الزمن ، وازدياد الأسى ، وتلاشي الوقائع ، وفناء الشهود ، وتناسي الكارثة .. تماماً كما ظنوا أن الناس قد نسيت وغفرت فض الاعتصام ، ومذابح بورتسودان ، وقتل المتظاهرين ، وأحداث جنوب كردفان ودارفور ، وغيرها.
▪️أخرج البخاري ومسلم عن الرسول عليه الصلاة والسلام : (واللَّهِ لا يُؤْمِنُ ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ) ، قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ خَابَ وخَسِرَ ، مَنْ هَذاْ؟ ، قَالَ: (الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ) ، ولا تنتطح عنزان في أن أخوف ما يخافه الشعب السوداني منذ ٢٠١٩م وحتى اليوم هو ما قد تفجأه به السُّلطة من بوائق ، واليوم قد باتت قلوبهم شتى ، وكالعهد بهم لاتزال تنقصهم الشجاعة لمكاشفة شعبهم أو مواجهة بعضهم على ما انطوت أنفسهم من دخن .. واستسهلوا أن يُغرِقوا الناس بالتسريبات والتصريحات والهواجس ، وما برحوا يعملون بمنهجٍ يفضي لأن تلِد السُّلطة المِحَنْ وأن يَلُوْلِي الشعب صغارها وكبارها ، وقد حُدِّثنا عن معقل بن يسارٍ فيما أخرجه البخاري ومسلم من قوله عليه الصلاة والسلام: (ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً ، يموتُ يومَ يموتُ ، وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ ، إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ).
▪️من المعلوم سلفاً أن السودان ظلَّ مُستهدفاً بالاختراق والجواسيس وتجنيد الخونة لزمانٍ طويلٍ طويل .. ومنذ ٢٠١٩م فتحَت السُّلطة رسميَّاً أبواب السودان على مصراعيها لكلِّ مُستهدِفيه كما لم يحدث على امتداد تاريخه قط حتى استجلبت عليه وصاية أعدائه ، فاستعرت كل أنشطة الاختراق والتجسس وغارت عميقاً حتى ارتدَّت بالبلاد وأهلها إلى ما تعلمون … والسؤال للدولة التي تزعم أنها تُريد أن تنتصر وتستكمل النَّصر : كم عدد العملاء الذين تم القبض عليهم وشبكات التجسس التي تم تفكيكها في هذه الفترة؟ وإلى متى يبقى جهاز الأمن منقوص الصلاحيات؟؟ وكيف يكتمل النصر لدولةٍ مُخترقةٍ حتى نخاعها؟؟؟
▪️مسجد الضرار كانت تسنده حُجَّة أنه للضعفاء وذوي العِلَّة في الليلة الشاتية ، وكانت تُقام فيه ذات الصلوات التي تُصلَّى في المسجد النبوي ، وقد كان وعدهم الرسول عليه الصلاة والسلام أن يأتيهم فيُصلِّي فيه ، ولكنَّ الله ﷻ منعه من ذلك ، لنتعلَّم أن بعض الأشياء غير قابلةٍ للإصلاح ولا الموادعة ، ولا يَصِحُّ إلا هدمها وحرقها ونسفها كعِجل السامري ، وقد عدَّد القرآن من الأسباب ما جمع فأوعى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد ، فمسجد الضرار فكرةٌ لا تقتصر على قُباء وأبو عامر الفاسق ، كما لم ينحصر العِجل في السامري واليهود.
▪️ *قديماً* .. طفق المشركون يطالبون رُسُلَهم بالمعجزات ليُثبتوا بها مصداقيتهم .. في الوقت الذي لم يطالبوا فيه أصنامهم التي يعكفون عليها ويدافعون عنها بأي معجزةٍ أو أي شئٍ على الإطلاق!! .. كذلك يفعل أشياعهم اليوم إذ لم يسألوا آلهتم من الزعماء عن أي مشروعية أو أي مصداقية أو أي مسئولية ، ولكنهم يكتفون بالخنوع في معابدهم ، والتطبيل لمواكبهم ، والموت في معاركهم ، والإمعان في اغتيال ضمائرهم زُهْداً في آخرتهم .. تغيَّر الزمن ، وتطوَّرت الأصنام ، وظلَّ القوم هم القوم ، والله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.
*مُحَمَّدُ هل لهذا جـئت تـسـعى*
*وهـل لك يـنـتـمـي هَـمَـلٌ مُـشاعُ*
*أإِســلامٌ ويغــلِبـُـهــم نِفاقٌ*
*وآســادٌ وتــقــهــرهــم ضـِـبــاعُ*
*أيــشـغـلُهـم عـن الجُـلَّـى نـِزاعٌ*
*وهـــذا نـَــزْعُ مــوتٍ لا نِــزاعُ*
*شـرعـت لهـم سـبيل المجد لكن*
*أضاعوا شرعك السامي فضاعوا*
*ﷺصباحٌ نُرزق فيه هدي محمدﷺ*
اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
إنضم لقناة النيلين على واتساب