قلق فاتيكاني وفرنسي على لبنان: لا الرئاسة فقط
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
بعدما أنهى جولته في لبنان، زار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الفاتيكان، حيث التقى أمين سر الفاتيكان بيترو بارولين وأمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول بول ريشارد غالاغر.
وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": اللقاء ليس الأول بين المسؤولين الثلاثة الذين يعرفون لبنان جيداً. خلال مهمته وزيراً للخارجية في الولاية الأولى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التقى لورديان الذي كان قد بدأ خطاباً متشدّداً تجاه الوضع اللبناني، في كانون الأول 2020، بارولين وغالاغر، وكان لبنان أحد ملفات البحث بينهم.
وهذه الخلاصة هي جوهر زيارته للفاتيكان بتنسيق ثنائي، فيما تتحدث معلومات الطرفين عن مصلحة مشتركة في اللقاء بينهما. فالفاتيكان يريد استطلاع الوضع اللبناني، وما يمكن القيام به بما يتعدى الملف الرئاسي، وإن كان ذلك أولوية. لكن مستقبل لبنان يعني الكرسي الرسولي من خلال الاتصالات المكثفة مع العواصم المعنية ولا سيما واشنطن، كما مع فرنسا في شكل دائم، والحفاظ على زيارات دورية على أعلى المستويات إلى لبنان، إذ يريد الفاتيكان استيضاح موقع لبنان في التحولات في المنطقة، ومستقبله، وكيفية الحفاظ عليه وعلى مكوّناته والحضور المسيحي فيه وفي المنطقة. في المقابل تريد فرنسا، بعد التطورات الأخيرة، طمأنة القوى المسيحية - المارونية التي تعترض على أداء الدبلوماسية الفرنسية في السنوات الأخيرة، وتلمح إلى مؤامرة سلكتها إدارة ماكرون على حضور هذه القوى في الخريطة السياسية. كما تريد فرنسا، بالتواصل مع الفاتيكان، تأكيد سياستها المتوازنة وعدم الانحياز لأي طرف، وسعيها إلى ضمان مستقبل لبنان وتحييده عن الصراعات في المنطقة.
في أحيان كثيرة تلعب شخصيات المتحاورين وتوجهاتهم الشخصية دوراً أساسياً في إدارة التفاوض حول قضايا جوهرية. وقد ينطبق ذلك على اللقاء بين لودريان وبارولين، وكلاهما يبديان اهتماماً بلبنان في شكل لا لبس فيه، ويحرصان على توجيه رسائل واضحة حيال ما يمكن القيام به بما هو أبعد من ملف الرئاسيات. وإذا كانت فرنسا منشغلة حالياً في أوضاعها الداخلية، فإن تحرك الفاتيكان على أكثر من مستوى من شأنه أن يحافظ على وتيرة فاعلة في العمل على منع تفلت الوضع اللبناني وانجراره إلى ما يُحضّر للمنطقة من تحولات. المشكلة في المقابل أنه بقدر سعي الفاتيكان وفرنسا - بعد عودتها إلى خط اللجنة الخماسية - إلى إيجاد مساحة مشتركة ومقاربة الوضع اللبناني بطريقة فاعلة، لا يجد الطرفان من يلاقيهما في لبنان في منتصف الطريق، وهذا من مآخذهما على القوى السياسية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الوضع اللبنانی
إقرأ أيضاً:
وزير داخلية فرنسا يتحدث عن تقرير سري ضد الإخوان المسلمين
زعم وزير الداخلية الفرنسي اليميني المترف برونو ريتيلو، عن حصوله على تقرير "سري" بشأن جماعة الإخوان المسلمين ونشاطها في البلاد.
وقال ريتيلو بحسب وسائل إعلام فرنسية، إن التقرير ستتم مناقشته بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون خلال اجتماع مجلس الدفاع في 21 أيار/ مايو الجاري.
وزعم ريتيلو أن التقرير سري، لكنه يتعلق بـ"تدخلات" جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا.
وجاء حديث ريتيلو خلال جلسة هيئة المحلفين الكبرى بحضور وسائل إعلام.
ولفت إلى أن هذا التقرير يعد تهديدا يواجه الجمهورية الفرنسية، وبالتالي يجب عدم تجاوزه دون مناقشته.
وأوضح أن التقرير لن ينشر بشكل كامل كونه تحت بند "السرية"، لكن ربما يتم إتاحة بعض تفاصيله لوسائل الإعلام.
وقال الوزير الفرنسي إن جماعة الإخوان المسلمين تعمل بسرية وبسلاسة، وهو ما يجعل من ملاحقتها أمرا صعبا.
واتهم الوزير الجماعة بأنها "تتسلل" إلى الأندية الرياضية، وإلى المدارس، ومعاهد التدريب الخاصة.
يشار إلى أن هذا الإعلان يأتي بعد أيام من تحرك حكومي رسمي في فرنسا ضد "الإسلام السياسي" وحركة الإخوان المسلمين.
وأعلنت الحكومة أنها كلفت اثنين من كبار المسؤولين بمهمة إعداد تقارير حول نشاط الجماعة في فرنسا.