فنّدت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، الملاحظات القانونية التالية حول "قرار" الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضي حبيب مزهر وعضوية المستشارَين القاضيين أدهم قانصو ونادين أبو علوان بتاريخ 30/5/2024 في دعوى الدولة اللبنانية ضد حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة كالتالي:
" لقد تضمن "القرار" أصلاً عرض تنحي الهيئة الاتهامية عن النظر في الملف، كما تضمن الطلب من معالي وزير العدل اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق رئيسة هيئة القضايا القاضية هيلانة اسكندر بسبب مراجعاتها المتكرّرة التي طلبت فيها من الهيئة الاتهامية البتّ بالملف وعدم التقاعس عن القيام بواجبها، كما طلب أيضاً إحالة الهيئة الاتهامية برئاسة القاضية ميراي ملاك وعضوية القاضيين فاطمة ماجد ومحمد شهاب الى مجلس القضاء الأعلى والتفتيش القضائي بسبب الخطأ الجسيم المزعوم المرتكب بإصدار القرار تاريخ 3/8/2023 الذي قضى بفسخ قرار قاضي التحقيق الأول شربل أبو سمرا والقاضي ضمناً بترك المدعى عليه رياض سلامة.

 

لقد كان من المفترض وقد قضى أكثر من أسبوعين على نشر هذا "القرار" في وسائل الإعلام أن يصدر عن معالي وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى قرار بشأنه، ولأن ذلك لم يحصل، لا بدّ من وضع الأمور في نصابها وإبداء الملاحظات التالية:

1- إن ما تمّت تسميته "قراراً " ليس كذلك، فهو فقط عرض تنحي إلا إذا اعتبرنا سذاجةً أن الطلب من وزير العدل اتخاذ التدابير بحق رئيسة هيئة القضايا وطلب إحالة الهيئة الاتهامية برئاسة القاضية ملاك على التفتيش بمثابة قرار، علماً بأنه في تاريخ القضاء لم يجرِ نشر عرض تنحي ولا تسميته قراراً.

2 - إن رئيسة هيئة القضايا تتمتع باستقلالية تامة عند قيامها بواجباتها في الدفاع عن مصالح الدولة اللبنانية فتلاحق القضايا كافة بالشكل الذي ترتئيه مفيداً لمصلحة موكلتها، أي الدولة، أما الإلحاح واللجاجة في الطلب من الهيئات القضائية المعنية للبتّ بطلباتها لإحقاق الحق فهو لحمل القضاة المتقاعسين على القيام بواجباتهم، وهذا ليس مأخذاً عليها بل أمر يجب شكرها عليه لأنه يبيّن مدى اهتمامها بمصالح الدولة التي تمثلها، ولا يخضع تصرفها هذا لأية وصاية أو مساءلة.

3 - إن تذرّع الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي حبيب مزهر بالحرج وعدم قدرتها على متابعة ملف إدعاء الدولة على رياض سلامة بسبب الضغط النفسي والمعنوي من جراء هذا الإلحاح وعدم صفاء الذهن كما جاء في عرض التنحي، يطرح التساؤل حول الأهلية النفسية لهذه الهيئة، فالقضاة يجب أن يتمتعوا بالصلابة في مواجهة كل الصعوبات لتسريع البت بالملفات إحقاقاً للحق، لأن العدالة المتأخرة هي عدالة ناقصة، إذ كان يقتضي على الهيئة الاتهامية البت بالملف لا التذرّع بأي شيء لعرض التنحي، علماً أن القاضي مزهر كُلّف بالملف منذ 29/1/2024 فراح ينصّبُ نفسه مرجعاً لتعيين الهيئة المختصة للبت بدعوى سلامة.

4 - كان الأجدر بالهيئة الاتهامية الانكباب على بت طلب رئيسة هيئة القضايا بتدوين تنازلها عن القرار الصادر لمصلحة الدولة اللبنانية وإعادة الملف الى قاضي التحقيق الأول لتحريك الملف مجدداً أو أن ترفض طلب هيئة القضايا وتتابع النظر بالملف، فتدعو المدعى عليه رياض سلامة الى جلسة ثم تحيل الملف الى النيابة العامة لاستطلاع رأيها بشأن توقيفه أو تركه، لتتخذ بعد ذلك، وفقاً للأصول، القرار النهائي بهذا الشأن خصوصاً وأنها الهيئة الاتهامية الوحيدة التي لم يرفع المدعى عليه رياض سلامة دعوى مخاصمة قضاة  بحقها من بين كل الهيئات الاتهامية التي توالت على الملف!! لكن الهيئة الاتهامية المذكورة وعوضاً عن ذلك صرفت جهدها ووقتها الثمين لإنتاج "القرار- الأطروحة".

5 - من المؤسف أن الهيئة الاتهامية لم تعثر على المادتين 20 و 18 اللتين أدلت بهما رئيسة هيئة القضايا كما جاء في "القرار"، وهذا أمر طبيعي لأنها بحثت عنهما في المرسوم رقم 111/59، بينما هاتان المادتان موجودتين في مرسوم آخر، فأضاعت وقتها بالبحث في المكان الخطأ.

6 - إن القرار الذي اتخذته الهيئة الاتهامية برئاسة القاضية ميراي ملاك يتمتع بقوة القضية المحكمة، وكان يُفترض بالهيئة الاتهامية برئاسة القاضي مزهر الالتزام به ومتابعة الملف من النقطة التي وصل اليها، فالهيئة الاتهامية اللاحقة ليست مرجعاً مختصّاً وصالحاً لتقدير قانونية قرار الهيئة التي سبقتها، خصوصاً  وأن قرار الهيئة السابقة هو قرار مبرم، وهذا الأمر هو من بديهيات العمل القضائي ولا نعلم كيف غاب ذلك عن بال الهيئة الاتهامية التي يرأسها القاضي حبيب مزهر.

7 - إن ما قامت به الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي حبيب مزهر هو خرق لموجب التحفظ لناحية نشر عرض التنحي الذي سُمّي خطأ "قرار"، كما أنه لم يلتزم بموجب حياد القاضي، بل أكثر من ذلك وأسوأ، بأية صفة يحق لهيئة اتهامية أن تطلب إحالة هيئة اتهامية سبقتها الى التفتيش القضائي؟ إنها بدعة لا يوجد سابقة لها. ألم ترتكب الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي حبيب مزهر خطأ جسيماً يشكل سبباً لمخاصمة تلك الهيئة؟".

وختمت القاضية اسكندر ما أوردته من ملاحظات بالإشارة الى أن هذه الملاحظات هي برسم معالي وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى لوضع حدٍّ لتجاوزات بعض القضاة وربما عدم أهليتهم. (الوكالة الوطنية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وزیر العدل ریاض سلامة

إقرأ أيضاً:

رياض محرز: كأس العالم 2026 ستكون محطتي الأخيرة مع الجزائر.. أنا لست كريستيانو رونالدو

أكد رياض محرز، قائد المنتخب الجزائري ونجم نادي الأهلي السعودي، أن مشاركته المرتقبة في كأس العالم 2026 ستكون الأخيرة له في مسيرته الكروية الدولية، موضحًا أنه لا يرى نفسه قادرًا على الاستمرار في الملاعب حتى سن متقدمة مثل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

تصريحات محرز جاءت عقب فوز المنتخب الجزائري على نظيره الصومالي بثلاثة أهداف دون مقابل، في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء الخميس ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، وهي النتيجة التي ضمنت رسميًا تأهل “محاربي الصحراء” إلى البطولة العالمية للمرة الخامسة في تاريخهم، بعد مشاركاتهم السابقة في نسخ 1982، 1986، 2010، و2014.

وكان محرز أحد أبرز نجوم المباراة، حيث سجل هدفًا وساهم بصناعتين حاسمتين للمهاجم محمد أمين عمورة، مقدمًا أداءً مميزًا أعاد إلى الأذهان تألقه في أفضل فتراته الاحترافية. وأبدى اللاعب سعادته الكبيرة بهذا الانتصار، مؤكدًا أن المنتخب استحق الفوز بفضل الأداء الجماعي والتركيز العالي منذ الدقائق الأولى.

وقال محرز في تصريحاته عقب اللقاء:
“الحمد لله على هذا الفوز المهم والتأهل التاريخي. دخلنا المباراة بعقلية الفوز فقط، ونجحنا في فرض أسلوبنا وسيطرنا على مجريات اللعب من البداية إلى النهاية. سعيد جدًا بتسجيلي هدفًا وصناعتي لاثنين آخرين، لكن الأهم بالنسبة لي هو تحقيق الهدف الجماعي، وهو التأهل للمونديال.”

وأضاف قائد “الخضر”: “أشكر زملائي في المنتخب على الجهد الكبير الذي بذلوه طوال مشوار التصفيات، وكذلك الجهاز الفني على ثقته بي وبالمجموعة. لقد كانت التصفيات طويلة وصعبة، لكننا كنا مركزين منذ البداية على إنهائها بالشكل الذي يليق بسمعة الجزائر.”

وأشار محرز إلى أن التفكير الآن منصب على التحضير الجيد لكأس أمم إفريقيا المقبلة، مضيفًا: “نحن نعلم أن الجماهير تنتظر منا الكثير، لذلك علينا أن نحافظ على مستوانا ونواصل العمل بجدية. التأهل إلى المونديال لا يعني أننا وصلنا للنهاية، بل هو بداية مرحلة جديدة تتطلب منا المزيد من التركيز والطموح.”

وفي حديثه عن مستقبله مع المنتخب الوطني، فاجأ محرز الجميع بإعلانه أن كأس العالم 2026 ستكون آخر محطة له مع “الخضر”، حيث قال: “أعتقد أن هذه المشاركة ستكون الأخيرة لي في كأس العالم. أنا لست كريستيانو رونالدو، لا أستطيع اللعب بنفس المستوى في سن متقدمة. سأبلغ 35 عامًا في فبراير المقبل، وأشعر أن الوقت سيكون مناسبًا لإنهاء مسيرتي الدولية بعد المونديال، إن شاء الله بطريقة تليق بتاريخي مع المنتخب.”

وأكد النجم الجزائري أنه سيبذل كل ما في وسعه خلال الفترة المقبلة ليكون في أفضل جاهزية ممكنة، موضحًا: “سأواصل العمل بجد داخل النادي والمنتخب حتى أصل إلى كأس العالم وأنا في قمة مستواي البدني والفني. أريد أن أقدم كل ما لديّ من أجل الجزائر، وأن أترك بصمة جديدة في المونديال المقبل، لأنني فخور جدًا بتمثيل بلدي.”

وختم محرز حديثه برسالة مؤثرة لجماهير المنتخب الجزائري: “أنتم دائمًا وراءنا في كل خطوة، ودعمكم يصنع الفارق. هذه الفرحة هي هديتنا لكم، وسنقاتل من أجل رفع اسم الجزائر عاليًا في كل بطولة نشارك فيها.”

يُذكر أن رياض محرز يعد من أبرز اللاعبين في تاريخ الكرة الجزائرية، إذ شارك في أكثر من 106 مباريات دولية سجل خلالها 33 هدفًا، وساهم في تتويج منتخب بلاده بلقب كأس الأمم الإفريقية عام 2019، بالإضافة إلى قيادته أندية أوروبية كبرى مثل ليستر سيتي ومانشستر سيتي لتحقيق ألقاب محلية وقارية. ومع اقتراب نهاية مسيرته الدولية، يبقى محرز أحد الرموز التي صنعت الفخر للكرة الجزائرية والعربية على السواء.
 

مقالات مشابهة

  • طريقة عمل كباب اسكندر .. أحلى من المطاعم
  • سلامة: آن الاوان لقيام مجلس الامن بتنفيذ القرار ١٧٠١
  • الإطار التنسيقي.. محاولة أخيرة لإنعاش قانوني الحشد والبطاقات الحمراء
  • محمد يوسف يهنئ الدكتورة ثريا البدوى لتعيينها عضوًا بمجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات
  • حملات الهيئة التفتيشية على الأسواق بمختلف المحافظات
  • وائل رياض يوجه رسالة دعم لحسن شحاتة: بنحبك يا معلم
  • معالجة ملاحظات الديوان شرطٌ للمضي في «الخطة القصيرة» لمعالجة الأوضاع العمرانية
  • لست رونالدو.. رياض محرز: مونديال 2026 سيكون الأخير لي مع الجزائر
  • السفير القاضي يقدم أوراق اعتماده لملك هولندا
  • رياض محرز: كأس العالم 2026 ستكون محطتي الأخيرة مع الجزائر.. أنا لست كريستيانو رونالدو