سجّل مجلس المنافسة المغربي، وهو هيئة رقابية تُعنى بمحاربة الاحتكار والممارسات المنافية لقواعد اقتصاد السوق، جُملة من المخالفات القانونية، التي تم ارتكابها من طرف 9 شركات تعمل بقطاع توزيع المحروقات في البلاد؛ وذلك بالتزامن مع قرب تداول فرض غرامات مالية بحق هذه الشركات.

وأوضح بيان للمجلس، الخميس، أن عدد من الشركات، من دون أن يذكرها بالاسم، منافية لقواعد المنافسة، فيما تتابع مصالح التحقيق التابعة للمجلس إلى وجود حجج وقرائن تفيد بارتكاب هذه الشركات.



وسجل المجلس، أن تلك الممارسات تعتبر مخالفة صريحة لمقتضيات المادة 6 من القانون رقم 104.12، والتي تنص على أنه "تحظر الأعمال المدبرة أو الاتفاقيات أو الاتفاقات أو التحالفات الصريحة أو الضمنية كيفما كان شكلها وأيا كان سببها، عندما يكون الغرض منها أو يمكن أن تترتب عليها عرقلة المنافسة أو الحد منها أو تحريف سيرها في سوق ما". 

ويعود ملف التحقيق في هذه المخالفات، إلى سنة 2016، حين قدمت النقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي شكوى إلى مجلس المنافسة، تحدثت فيها عن وجود شبهة توافق حول أسعار المحروقات بين الشركات بشكل ينافي قانون حرية الأسعار.

وقبل سنة 2015، كانت أسعار الديزل والبنزين في المغرب مُدعّمة من الدولة المغربية، عبر صندوق المقاصة الذي يدعم حاليا السكر والدقيق وغاز البوتان فقط، وكانت أسعارها في حدود 8 دراهم للتر الواحد، وأصبحت حاليا في حدود 12 درهماً للديزل و14 درهما للبنزين.

وينص القانون المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة في المغرب، على "حظر الأعمال المدبرة أو الاتفاقيات أو التحالفات الصريحة أو الضمنية التي يكون غرضها عرقلة المنافسة أو الحد منها"، مشيرا إلى المجلس أبلغ الشركات بالملاحظات المتوصل إليها، ومن المرتقب أن يتم الاستماع إلى مسؤولي كل شركة على حدة للدفاع عن نفسها قبل اتخاذ القرار النهائي.

شركات تدخل على الخط
وتفاعلت شركة "توتال" مع قرار مجلس المنافسة فور صدوره، من خلال بيان صحفي، الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أكدت فيه على "التعاون بشكل كامل مع مصالح التحقيق وإعدادها لعناصر الإجابة على المؤاخذات"، مشددا على أنها "تحترم قواعد قانون المنافسة وفقا لمدونة قواعد السلوك الخاصة بها".


وتعكف "توتال" المدرجة ببورصة القيم بالدار البيضاء، على تجهيز "عناصر الإجابة الملائمة على مؤاخذات مجلس المنافسة، الذي توصل إلى حجج وقرائن كافية تفيد بارتكاب شركات أفعال منافية لقواعد المنافسة في الأسواق الوطنية للتموين والتخزين وتوزيع "البنزين" و"الغازوال".

بدورها، اعتبرت الجبهة الوطنية لإنقاذ "سامير" أن البلاغ الصادر عن مجلس المنافسة، "لم يأت بجديد في الملف، ولم يشر بدقة لطبيعة ومدى خطورة الخروقات المسجلة" مضيفا أن "المجلس أكد فقط ما سبق من المؤاخذات في عهد المجلس السابق، وهي خلاصات أصبحت معلومة لدى كل المهتمين وعموم الشعب المغربي".

وكشف بلاغ الجبهة، الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أن "العديد من التقارير المجمعة على الاحتكار وإبطال التنافس في سوق المحروقات بالمغرب، من بعد تحرير الأسعار في نهاية 2015" مردفا أنه "بات مؤكدا أن إرجاع الملف لمصالح التحقيق، لم يكن له ما يبرره بدعوى التعديلات القانونية التي دخلت على الإطار القانوني، وإنما كان فقط مضيعة للوقت وهدر للزمن وفسح المجال أمام المحتكرين للسوق لاغتنام المزيد من الفرص للكسب غير المشروع".

وكان الديوان الملكي، قد أصدر في وقت سابق، بلاغا يكشف تزويده بمذكرة من أعضاء مجلس المنافسة تفيد أن "التحقيق اتسم بتجاوزات إجرائية وممارسات من طرف رئيس المجلس مسّت جودة ونزاهة القرار". حيث تم بناء عليه إعفاء الرئيس السابق، تعيين الرئيس الحالي، أحمد رحو في آذار/ مارس سنة 2021، الذي أعاد فتح الملف من جديد بعد تعديل القوانين المنظمة للمنافسة السنة الماضية.


تجدر الإشارة إلى أنه في المغرب تعمل حوالي 29 شركة في سوق توزيع المحروقات، فيما تبلغ محطات الخدمة التابعة لها حوالي 2399 محطة موزعة في ربوع المملكة، ويستورد المغرب كامل احتياجاته من المنتجات البترولية مكررة من الخارج بكلفة بلغت السنة الماضية 15.5 مليار دولار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي مجلس المنافسة المغربي المغرب مجلس المنافسة اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس المنافسة فی المغرب

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يدين إطلاق النار على المتظاهرين ويطالب بحمايتهم

استنكر مجلس النواب قيام مجموعة مسلحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، رغم التحذيرات الصادرة عن المجلس وبعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا قبل انطلاق التظاهرات.

وأعرب المجلس عن أسفه الشديد لاستخدام العنف لكتم صوت المواطن الحر، مؤكدًا استمرار التنسيق مع مجلس الدولة لاختيار شخصية وطنية لتشكيل حكومة جديدة تبدأ عملها خلال الأيام القادمة، بعد التأكد من توفر الشروط اللازمة لتولي رئاسة الحكومة.

وشدد مجلس النواب على أن “الحكومة الحالية سقطت منذ ثلاث سنوات بقرار سحب الثقة، واليوم أسقطها الشعب وهي والعدم سواء”.

وهيب المجلس بكافة الجهات الأمنية في طرابلس بعدم التعرض للمتظاهرين السلميين وحمايتهم للتعبير عن مطالبهم المشروعة، مطالبًا المتظاهرين بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.

وأكد رئيس مجلس النواب ضرورة حضور الأعضاء جلسة المجلس يوم الإثنين المقبل في مقر المجلس بمدينة بنغازي.

مقالات مشابهة

  • عواقبه كارثية.. برلماني يهاجم اقتراح إلغاء وزارة الأوقاف لهذه الأسباب
  • أسعار الوقود في تركيا اليوم (17-مايو)
  • مجلس النواب يدين إطلاق النار على المتظاهرين ويطالب بحمايتهم
  • قرارات مهمة لدفع العمل السياحي.. زيادة عدد الشركات العاملة في المستجلبة
  • تعرف على..أهم القرارات لغرفة الشركات السياحية
  • البقدونس: كنز غذائي لصحة كبار السن والمفاصل
  • ارتفاع في أسعار المحروقات.. إليكم الجدول الجديد
  • الباطرونا تطالب برأس اطريشا : التكوين المهني لا يلبي حاجيات الشركات
  • بعد تبكيرها.. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025
  • الخليج الذي نُريد