صندوق الاستثمارات السعودي يشتري حصة في أكبر مطار في بريطانيا
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
أعلن أكبر مساهم في مطار هيثرو في بريطانيا يوم الجمعة أن صندوق الثروة السيادي السعودي ومجموعة فرنسية للاستثمارات الخاصة استحوذا على حصة 38% في المطار.
ومطار هيثرو أحد أكثر المطارات ازدحاما في العالم وهو مملوك من كونسورسيوم "إف جي بي توبكو"، وتحوز شركة البنية التحتية الإسبانية العملاقة "فيروفيال" أكبر حصة (25%).
كما أن المطار هو أكبر مطار في بريطانيا وأحد أكبر المطارات في العالم حيث استخدمه العام الماضي أكثر من 79 مليون مسافر، ويعتبر المطار الرئيس لمدينة لندن التي يوجد فيها 6 مطارات.
وفي نوفمبر، قالت الشركة الاسبانية "فيروفيال" إنها تعتزم بيع حصتها وسيحصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي على 10% بينما تذهب الـ15% الأخرى إلى مجموعة "أرديان" الفرنسية للاستثمارات الخاصة، لكن الصفقة عطلتها مجموعة من صغار المساهمين في "إف جي بي توبكو" الذين طالبوا بالسماح لهم ببيع أسهمهم بالشروط نفسها.
وأفادت "فيروفيال" بأن "أرديان" وصندوق الاستثمارات العامة السعودي قدما عرضا معدلا للاستحواذ على أسهم تمثل 37.62% من رأس مال شركة "إف جي بي توبكو" مقابل 3.3 مليارات جنيه استرليني (4.1 مليارات دولار)، مشيرة إلى أنها قبلت العرض.
وأضافت أن "أرديان" ستستحوذ على نحو 22.6% من الأسهم بينما سيحصل صندوق الاستثمارات العامة على 15%.
وتدير شركة "فيروفيال" المتخصصة في إدارة البنية التحتية للنقل، مجموعة واسعة من الأصول العالمية من بينها مطارات في تركيا ونيويورك.
ولم يكن مطار هيثرو أحد الأصول الأساسية للشركة الإسبانية، علما أنها اشترت حصتها في مطار هيثرو في عملية استحواذ عام 2006 وامتلكت في البداية 56% من المؤسسة، قبل أن تخفضها تدريجا.
ويرأس الشركة الاسبانية رافائيل ديل بينو ثالث أغنى رجل في إسبانيا، بثروة تقدر بـ6.1 مليارات دولار حسب مجلة "فوربس" الأمريكية.
وكانت "فيروفيال" ترغب في البداية في بيع حصتها بالكامل في "إف جي بي توبكو" لكن بعد تدخل صغار المساهمين اضطرت إلى تغيير استراتيجيتها وستحتفظ بنسبة 5.25% من حصتها.
وأكدت الشركة الاسبانية أن الصفقة تظل خاضعة لموافقة الجهات التنظيمية.
وتمتلك الشركة الإسبانية أيضا حصة 50% في ثلاثة مطارات أخرى في المملكة المتحدة "أبردين" و"غلاسكو" و"ساوثامبتون"، بالإضافة إلى 60% من مطار "دالامان" التركي وحصة 49% في المحطة الرقم واحد الجديدة في مطار "جون كينيدي" في نيويورك.
وتعمل الشركة في أكثر من 15 دولة ولديها قوة عاملة تزيد عن 24 ألف فرد حول العالم، وهي مدرجة في بورصة "يورونكست" بأمستردام وفي بورصة إسبانيا وفي "ناسداك" بالولايات المتحدة.
وفي العام الماضي أثارت الشركة غضب الحكومة الإسبانية بنقل مقرها الرئيسي إلى هولندا في قرار قالت إنه سيمنحها إمكان الحصول على قروض بفائدة أدنى ويجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين.
المصدر: أ ف ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الرياض السياحة في العالم باريس لندن مؤشرات اقتصادية مطار هيثرو مطارات صندوق الاستثمارات مطار هیثرو
إقرأ أيضاً:
أعداد القطط تفوق السكان..هذه الجزيرة الإسبانية الصغيرة تحتفظ بسحر البحر المتوسط لنفسها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت الجزر المتوسطية في إسبانيا تجسّد نموذجًا مثاليًا لأسلوب الحياة والرفاهية.
ومن المرجّح أنك سمعت بأرخبيل البليار. وفي كل عام، يتوافد الملايين إلى جزر "مايوركا"، و"مينوركا"، و"إيبيزا" للتجوّل في البلدات، والاستمتاع بالشواطئ البكر، واحتضان أجواء الراحة والهدوء.
ولكن إذا اتجهت جنوبًا قليلاً، ستجد جزيرة إسبانية أخرى تحتفظ بسحر البحر الأبيض المتوسط ذاته، ولكنها تظل مجهولة.
إنّها جزيرة "نويفا تاباركا" الصغيرة والمسطّحة، التي تمتد بطول 1،800 متر ولا يتجاوز عرضها 400 متر في أوسع نقطة.
يعيش على الجزيرة حوالي 50 شخصًا على مدار العام، ما يجعلها أصغر جزيرة مأهولة بشكلٍ دائم في إسبانيا.
ورُغم صغر حجمها، تتمتع الجزيرة بطبيعة وثقافة غنية، وحماها موقعها المعزول من التوسّع العمراني العشوائي الذي شوّه جزءًا كبيرًا من ساحل "كوستا بلانكا" القريب.
ولكن الجزيرة ليست نائية، فهي رسميًا جزء من مدينة أليكانتي، وتقع على بُعد مسافة قليلة فقط من الساحل.
وتنطلق يوميًا عدّة عَبّارات تنقل الزوار إلى الجزيرة من ميناء "سانتا بولا".
يعود الطابع المميز للجزيرة الصغيرة إلى القرن الـ18.
لا تعود أصول السكان إلى السواحل القريبة، بل إلى مناطق بعيدة للغاية في قصة تاريخية تربط "تاباركا" بإيطاليا وشمال إفريقيا.
من القديم إلى الجديدبين عامي 1500 و1800، كان المرجان الأحمر المستخرج من جزيرة "تاباركا"، الواقعة على الساحل الشمالي لتونس، سلعة ثمينة ومطلوبة بشدة.
وفي القرن الـ16، حصلت عائلة لوميليني، من مدينة جنوة الإيطالية، على امتياز من الحكام المحليين في تونس لاستخراج المرجان هناك.
وبحلول منتصف القرن الـ18، بلغ عدد سكان المستوطنة ألفي شخص تقريبًا، معظمهم من جنوة.
ولكن كان لدى الحاكم العثماني للمنطقة المعروفة بتونس اليوم خطط أخرى.
في عام 1741، اجتاحت قواته جزيرة "تاباركا"، واستعبدت العديد من سكانها، ما أحدث صدمة في جميع أنحاء غرب البحر الأبيض المتوسط.
عَرَض ملوك إسبانيا وسردينيا اللجوء على من نجوا من الاجتياح، ودفعوا فدية لتحرير الذين تحولوا إلى أسرى.
أمّا من وصل منهم إلى إسبانيا، فعُرض عليهم مكان لبناء حياة جديدة، على جزيرة صغيرة.
آنذاك، كانت الجزيرة تُعرف باسم "Illa Plana" (الجزيرة المسطّحة)، وأُعيد تسميتها "نويفا تاباركا"، أو "تاباركا الجديدة" تخليدًا لاسم موطنهم السابق.
ولم يكن إنشاء المستوطنة الجديدة عفويًا، بل جاء وفقًا لأفكار "عصر التنوير" في ذلك الوقت، حيث كُلّف مهندسون عسكريون بوضع مخطط عمراني دقيق لا يزال واضحًا حتى اليوم.
وتتقاطع شوارع واسعة ومستقيمة بزوايا قائمة لتلتقي في ساحة مركزية. وكان هناك محيط محصّن لحماية المجتمع من القراصنة.
في عام 1986، أصبحت الجزيرة الإسبانية أول محمية بحرية في البلاد. ولا يزال ثلثا الجزيرة غير مطوّر ومحافظ عليه إلى حد كبير. كما تعد مياهها وصخورها وجزرها الصغيرة المجاورة ملاذًا طبيعيًا للحياة البحرية.
أمّا عن الثلث المعمّر من الجزيرة، فقد تكيّف مع السياحة، حيث تحولت العديد من المنازل التقليدية إلى أماكن إقامة قصيرة الأجل لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح.
زوار الجزيرةأوضحت ماريا ديل مار فاليرا، وهي صاحبة مطعم في الجزيرة ورئيسة جمعية "APEHA" التي تمثل مؤسسات الضيافة في مدينة أليكانتي، لـCNN أنّ الزوار الدوليين يشكّلون ما بين 80 إلى 90% من الوافدين.
يزور معظم السياح الجزيرة ليوم واحد فقط. ويتوفر حوالي 20 مشروعًا تجاريًا صغيرًا يخدم نحو 200 إلى 250 زائرًا، ويعد النشاط السياحي موسميًا تمامًا، رُغم اعتدال المناخ طوال العام.
وأضافت فاليرا: "لا أحد يأتي إلى هنا خلال فصل الشتاء".
وعند زيارة شبكة CNN لجزيرة "تاباركا" في أحد أيام الجمعة خلال أوائل الخريف، بدت الشوارع شبه خالية.
كانت القطط المتمددة تحت شمس الظهيرة تفوق عدد البشر بكثير، وأظهرت دراسة أنه في عام 2023، كان عدد قطط الجزيرة يعادل ضعف عدد السكان تقريبًا.
مع ذلك، خلال ذروة الصيف، قد تستقبل الجزيرة 6 إلى 7 آلاف زائر، ومن المحتمل أن العدد وصل إلى 10 آلاف في أحد الأيام المزدحمة، حسبما ذكرته فاليرا.
يشكو بعض السكان المحليين من أنّ الجزيرة تهمّش وتُنسى بعد مغادرة السياح، خاصةً فيما يتعلق بالخدمات العامة.
من جانبها، أشارت كارمن مارتي، وهي رئيسة جمعية سكان "تاباركا"، إلى كون نقص وسائل النقل بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني ومارس/ آذار، من الشكاوى الرئيسية.
وأضافت في حديثها لـCNN: "من الصعب أن تعيش حياة طبيعية عندما بالكاد تستطيع الذهاب إلى البر الرئيسي والعودة في اليوم ذاته".
واضطر بعض السكان المسنين إلى مغادرة الجزيرة بسبب صعوبة الحصول على رعاية طبية منتظمة.