ما هي أفضل الأعمال في يوم عرفة؟
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
يعد يوم عرفة أحد الأيام المباركة والفضيلة والتي يحاول المسلمون بذل قصارى جهدهم في استغلاله من خلال القيام بالأعمال الصالحة، ومن أهم الأعمال الفضيلة في هذا اليوم المبارك، نستعرضها في السطور التالية..
عاجل - مواقيت الصلاة.. موعد أذان المغرب يوم عرفة 2024 عبارات جميلة عن يوم عرفة صيام يوم عرفةصيام التطوع بشكل عام مستحب، ويتأكّد استحبابه حال موافقته لأيّام فاضلة، ويعدّ يوم عرفة من الأيام الفاضلة التي يُستحبّ الصيام فيها، وقد أجمع الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج، بينما تعددت آراؤهم في حكم صيام يوم عرفة للحاج على النحو الآتي:
ذهب الحنفيّة إلى استحباب صيام يوم عرفة للحاج إن كان الصيام لا يضعفه عن أداء مناسك الحجّ؛ وذلك لفعل أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.
وذهب الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة إلى كراهية صوم الحاج يوم عرفة، وقالوا باستحباب الإفطار في يوم عرفة للحاجّ.
وصيام يوم عرفة يكفر صغائر الذنوب والمعاصي التي وقع بها العبد في سنتين؛ الماضية واللاحقة؛ فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ).
والمقصود بتكفير السنة القادمة؛ أي أنّ الله -تعالى- يوفّق عبده المؤمن في اجتناب الذنوب والمعاصي التي تحتاج إلى تكفير في سنته القادمة؛ جزاءً له على صيام يوم عرفة.
الدعاء في يوم عرفةبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ الدعاء يوم عرفة من أفضل الدعاء وأكثره خيرًا؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ)، فالدعاء في يوم عرفة يكون أعظم ثوابًا، وأجزل عطاءً وأقرب إجابة..
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر في يوم عرفة من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له"؛ لأنّ هذا الدعاء يشتمل على ثناء الله -تعالى- وتوحيده، مما يجعله سببًا في نزول رحمة الله -تعالى- وخيره على عباده الموحّدين، كما أنّ فيه شهادة التوحيد، وأفضل الدعاء قول: "الحمدلله"؛ لأن حمدالله -تعالى- على نعمه يتضمّن معنى الشكر الذي يكون سببًا في زيادة النعم.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: الدعاء في القرآن الكريم يأتي بمعنيين:
المعنى الأوّل دعاء العبادة؛ كقوله -تعالى-: (وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).
والثاني يأتي بمعنى دعاء المسألة، كما قال -جل وعلا-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)؛ فكلّ داعٍ لله -تعالى- هو عابد له، وكذلك كلّ عابد لله -تعالى- فهو داع له وسائل.
ذكر الله تعالىيستحب للمسلم أن يكثر في يوم عرفة من ذكر الله -تعالى-، ويشتغل بالتكبير والتهليل إلى حين غروب الشمس، ويستحبّ أن يذكر الله -تعالى- بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ كأن يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير".
وقد كان الصحابي عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- يذكر الله -تعالى- كثيرًا في يوم عرفة فيقول: "الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، اللهم اهدني بالهدى، وقني بالتقوى، واغفر لي في الآخرة والاولى".
وقد سمّى النبي -صلى الله عليه وسلم- الذكر في يوم عرفة بأفضل الدعاء؛ وذلك ليبيّن اختصاص يوم عرفة بهذا الدعاء، وقد يسمّى الثناء دعاءً؛ وذلك لتشاركهما في جلب المنافع، وحصول المقصود بهما.
وقوف الحجاج بعرفةيحقق الحاجّ ركن الوقوف بعرفة إذا حضر في داخل حدود المكان المسمى بعرفات وأقام فيه لوقت يسير ولو لحظة فأكثر، وأن يكون حضوره بنيّة الوقوف، ويبدأ وقت الوقوف بعرفة من ظهر يوم التاسع من ذي الحجة، ويستمر إلى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة.
وفي موقف عرفة يدنو الله -تبارك تعالى- من عباده، ويباهي بهم ملائكته الكرام، وفيه يعتق الله تعالى من النار أفواجًا من الناس لا حصر لهم؛ فعن عائشة- رضي الله عنها- عن النبي- صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).
ويقول الإمام ابن رجب- رحمه الله تعالى- عن يوم عرفة: "هو يوم العتق من النيران، فيُعتق الله -تبارك وتعالى- فيه حجّاجه الواقفين بعرفة، كما يعتق فيه عباده المسلمين في كلّ مكان؛ أولئك الذين لم يشهدوا الوقوف بعرفة ولذلك يتبعه يوم عيدٍ لجميع المسلمين؛ وذلك لاشتراك جميع المسلمين في العتق من النيران، ونيل المغفرة في يوم عرفة".
التعريف بيوم عرفة وفضلهيوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يسبق يوم النحر، وقد عظَّم الله -تعالى- مكانة يوم عرفة، ورفع منزلته، وجعله أفضل الأيّام للأسباب الآتية:
فيه تتنزّل الرحمات.تجاب فيه الدعوات.يغفر الله -تعالى- فيه الأخطاء والزلّات.يُعين فيه أهل العثرات.المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: يوم عرفة دعاء يوم عرفة فضل دعاء يوم عرفة أفضل دعاء يوم عرفة دعاء ليلة يوم عرفة دعاء عرفة خير الدعاء دعاء يوم عرفة عيد الاضحى عيد الأضحى المبارك عيد الأضحى المعظم عيد الأضحى 2024 عيد الأضحى 1445 صلى الله علیه وسلم صیام یوم عرفة یوم عرفة من فی یوم عرفة الله تعالى الله أکبر رضی الله ه الحمد لا شریک ن النبی الله عن
إقرأ أيضاً:
ما هو يوم النفر وأسرار استجابة الدعاء فيه؟ اغتنم 3 وصايا نبوية تدخلك الجنة
ما هو يوم النفر وهل الدعاء فيه مستجاب؟ يوم النفر الأول هو اليوم الثاني من أيام التشريق، ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، وسمي يوم لأن الحج المتعجل ينتهي مناسك الحج فيه، فالنفر الأول لمن تعجل من الحجيج، والحج المتعجل هو جائز شرعا، وفيه أنه يجوز للحاج أن يكتفى بـ رمي الجمرات في يومين فقط من أيام التشريق وهما الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة وعليه أن يغادر منى قبل غروب الشمس، لأن هناك مذهبًا فقهيًا يوجب أنه إذا غربت عليه الشمس وهو لا يزال في منى عليه أن يمكث فيها للرمي في اليوم الثالث من أيام التشريق -الثالث عشر من ذي الحجة-.
3 أعمال مستحبة في يوم النفر
وأوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بثلاثة أمور في أيام التشريق هي: «الأكل، والشرب، وذكر الله عز وجل»، كما ورد في صحيح مسلم، أنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
أيام التشريق ثلاثة وهي:
1 - يوم القر: وهو الحادي عشر من ذي الحجة، سمي يومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ في يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر في تعب من أعمال الحج، فإِذا كان الغدُ من يوم النحر قَرُّوا بمنىً فسمي يومَ القَرِّ، وقال الزمخشري في «أساس البلاغة » أهل مكة يسمون يوم القر يوم الرؤوس، لأنهم يأكلون فيه رؤوس الأضاحي.
فضل يوم القر
ورد حديث صحيح أن يوم القر من أفضل الأيام عند الله تعالى، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ اْلأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ». رواه أبو داود، (1765) ويوم القر: هو الغد من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، لأن الناس يقرون فيه بمنى، أي يسكنون ويقيمون.
يوم القر من الأيام التي لها منزلة وفضل عظيم، فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ».
أعمال الحجاج في يوم القر
في يوم القر يؤدى حجاج بيت الله الحرام، أول أيام التشريق الثلاثة، رمي الجمرات الثلاث بدءًا من الظهر وأجاز الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق رمي الجمرات في أي وقت نظرًا للازدحام.
ويرمي ضيوف الرحمن الجمرات الثلاث، اقتداء بسُنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مبتدئين بالجمرة الصغرى، فالوسطى، ثم جمرة العقبة كل منها بسبع حصيات مع التكبير في كل رمية والتوجه بالدعاء بعد كل جمرة من الجمرات الثلاث.
2 – يوم النفر الأول وهو اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يتعجل فيه الناس للخروج من منى، فلذا سمي النفر الأول، قال في لسان العرب: نَفَرَالناسُ من مِنىً يَنْفِرُونَ نَفْرًا، ونَفَرًا ... ويقال: يوم النفر وليلة النفر لليوم الذي يَنْفِرُ الناس فيه من منى ، وهو بعد يوم القرِّ . قال الله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» (البقرة : 203)، فالأيام المعدودات هي أيام التشريق.
3- يوم النفر الثاني، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهو آخر أيام الحج، وهو اليوم الذي ينفر الناس فيه من منى بعد إتمام المبيت بها ورمي الجمار، فيوم القر والنفر الأول والثاني هي أيام التشريق، سميت بذلك لأنهم كانوا يشرقون فيها اللحم ، وتَشْرِيقُ اللحم تقديده وبَسْطه في الشمس ليَجِفَّ .
سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم
سميت أيام التشريق بهذا الاسم، لأن الحجاج كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويبرزنونها للشمس حتى لا تفسد، فسموها أيام التشريق لذلك.
وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله سبب تسمية أيام التشريق في كتابه فتح الباري ج 2، ص 589: «سُميت أيام التشريق لأنهم كانوا يُشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يقددونها ويبرزونها للشمس، وقيل لأن الضحايا لا تُنحر حتى تُشرق الشمس، وقيل لأن صلاة العيد إنما تَصلى بعد أن تشرق الشمس».
أيام التشريق مستجابة الدعوات.. لا تحرم نفسك وردد أفضل 200 دعاء جامع الخيرات
ثاني أيام التشريق الآن.. اغتنمه فالدعاء فيه لا يرد و5 جوائز أخرى
دعاء سورة يس.. 9 صيغ تفتح لك أوسع أبواب الخيرات والرزق المغلقة
دعاء ثالث أيام عيد الأضحى.. مكتوب ومستجاب
أيام التشريق في القرآن
أيام التشريق ذكرت بالقرآن في قول الله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)» سورة البقرة.
وهذه الأيام القليلة -أيام التشريق- هي التي يبيت الحجيج لياليها في «منى»، فيبيتون ليلة الحادي عشر من شهر ذي الحجة، والثاني عشر، ومن تعجل يغادر «منى» في يوم الثاني عشر بعد أن يرمي الجمرات بعد الزوال، ومن لم يتعجل يبيت ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمرات بعد الزوال في يوم الثالث عشر، ثم يغادر منى بعد ذلك.
صيام أيام التشريق
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- النهي عن صومها، ولم يرخص في صومها إلا للحاج المتمتع أو القارن -يؤدي عمرة وحجًا- الذي لم يجد ذبح الهدي، وروى أحمد (16081) عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: «لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» وروى أحمد (17314) وأبو داود (2418) عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عَمْرٌو: كُلْ، فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
وهذه الأحاديث – وغيرها – فيها النهي عن صيام أيام التشريق، ولذلك ذهب أكثر العلماء إلى أنها لا يصح صومها تطوعًا، وأما صومها قضاءً عن رمضان، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جوازه، وآخرون إلى عدم جوازه.
ماهو يوم النحر؟
يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة الموافق أول أيام عيد الأضحى المبارك، ويطلق على يوم النحر أيضًا اسم الحج الأكبر، حيث يؤدي فيه الحجاج أعمال يوم النحر من رمي الجمرات وطواف الإفاضة والحلق أو التقصير وذبح الهدي، والسعي بين الصفا والمروة لمن عليه سعي، ويسقط السعي في يوم العيد عن حج المفرد -الذي يحج دون أداء عمرة- وكذلك يسقط عن حج القارن -من يؤدي عمرة وحج وهو لا يزال مُحرما ولا يتحلل من إحرامه إلا بعد انتهائه من مناسك الحج.
فضل يوم النحر
أطلق العلماء على يوم النحر اسم يوم الحج الأكبر، فهو المراد في قول الله تعالى: «وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ» (سورة التوبة: 3).
وورد عن ابن عمر رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ، فَقَالَ: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ، قَالَ: «هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» أخرجه أبو داود في "سننه"، وعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ يَوْمِ الحَجِّ الأَكْبَرِ، فَقَالَ: «يَوْمُ النَّحْرِ» أخرجه الترمذي في "سننه".
يوم النحر يوم الحج الأكبر
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي يَوْمِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ هُوَ أَيْ يَوْمُ النَّحْرِ؛ لِأَنَّ مُعْظَمَ أَعْمَالِ النُّسُكِ يَقَعُ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ، وَإِنَّمَا قِيلَ: الْحَجُّ الْأَكْبَرُ مِنْ أَجْلِ قَوْلِ النَّاسِ فِي الْعُمْرَةِ هِيَ الْحَجُّ الْأَصْغَرُ.
وذكر الإمام ابن قدامة في "المغني": «فَصْلٌ: يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ: «هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ أَفْعَالِ الْحَجِّ فِيهِ؛ مِنَ الْوُقُوفِ بِالْمَشْعَرِ، وَالدَّفْعِ مِنْهُ إلَى مِنًى، وَالرَّمْيِ، وَالنَّحْرِ، وَالْحَلْقِ، وَطَوَافِ الْإِفَاضَةِ، وَالرُّجُوعِ إلَى مِنًى لِيَبِيتَ بِهَا، وَلَيْسَ فِي غَيْرِهِ مِثْلُهُ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَوْمُ عِيدٍ، وَيَوْمٌ يَحِلُّ فِيهِ مِنْ إحْرَامِ الْحَجِّ».
أعمال الحج في يوم النحر
السنة في يوم النحر أن يرمي الجمرات، يبدأ برمي جمرة العقبة وهي التي تلي مكة، ويرميها بسبع حصيات كل حصاة على حدة يكبر مع كل حصاة، ثم ينحر هديه إن كان عنده هدي، ثم يحلق رأسه أو يقصره، والحلق أفضل.
ثم يطوف ويسعى إن كان عليه سعي هذا هو الأفضل، كما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه رمى، ثم نحر، ثم حلق، ثم ذهب إلى مكة فطاف عليه الصلاة والسلام، هذا الترتيب هو الأفضل الرمي، ثم النحر، ثم الحلق أو التقصير، ثم الطواف والسعي، إن كان عليه سعي، فإن قدم بعضها على بعض فلا حرج، أو نحر قبل أن يرمي، أو أفاض قبل أن يرمي، أو حلق قبل أن يرمي، أو حلق قبل أن يذبح، كل هذا لا حرج فيه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن من قدم أو أخر فقال: «لا حرج لا حرج».
يشترط لمن أراد التعجل الخروجُ من منى قبل غروب شمس ثاني أيام التشريق (يوم النفر الأول)؛ فإذا غربت الشمس وهو لا يزال في منى، فلا يمكنه أن ينفر منها، ووجب عليه الانتظار لرمي الجمرات الثلاثة في ثالث أيام التشريق. يقول الله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون} (سورة البقرة: 203).
ويختتم الحاج مناسكه سواء كان متعجلًا في يومين، أو مؤخرًا لثالث أيام التشريق بالتوجه إلى الحرم المكي؛ لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.
جاء في لسان العرب: نَفَرَالناسُ من مِنىً يَنْفِرُونَ نَفْرًا، ونَفَرًا... ويقال: يوم النفر وليلة النفر لليوم الذي يَنْفِرُ الناس فيه من منى ، وهو بعد يوم القرِّ ، قال الله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» (البقرة : 203)، فالأيام المعدودات هي أيام التشريق.
في حين أن اليوم الثالث من أيام التشريق الموافق ليوم الثالث عشر من ذي الحجة فيعرف بيوم النفر الثاني، يرمي فيه غير المتعجلين الجمرات الثلاث قبل الخروج من منى، سُمِّي بذلك كدلالة على أن من تعجل ونفر من منى في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر أيضاً لا يكون عليه أي إثم.
ويوم النفر الأول الذي يطلق على اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، وهو ثاني أيام التشريق، وهو يوم النفر الأول لمن تعجل من الحجيج، والحج المتعجل هو جائز شرعا، وفيه أنه يجوز للحاج أن يكتفى بـ رمي الجمرات في يومين فقط من أيام التشريق وهما الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة وعليه أن يغادر منى قبل غروب الشمس، لأن هناك مذهبًا فقهيًا يوجب أنه إذا غربت عليه الشمس وهو لا يزال في منى عليه أن يمكث فيها للرمي في اليوم الثالث من أيام التشريق -الثالث عشر من ذي الحجة-.
أعمال يوم النفر الأولرمي الجمرات الثلاث: يبدأ الحجاج رمي الجمرات في جمرة العقبة بسبع حصيات، مع التكبير والدعاء بعد كل رمية.
النفر من منى: بعد رمي الجمرات، يجوز للحاج النفر من منى والتوجه إلى مكة المكرمة.
طواف الوداع: عند الوصول إلى مكة، يقطوف الحاج طواف الوداع حول الكعبة المشرفة، سبعة أشواط، مع التكبير والصلاة على النبي، والدعاء.
سعي بين الصفا والمروة: بعد طواف الوداع، يقوم الحاج بالسعي سبع مرات بين الصفا والمروة، ذهاباً وإياباً.
التقصير أو الحلق: بعد السعي، يحلق الرجال شعر رؤوسهم أو يقصرونه، بينما تقصر النساء شعرهن.
التحلل من الإحرام: بعد التقصير أو الحلق، يتحلل الحجاج من الإحرام، وذلك بارتداء الملابس العادية.
فضائل يوم النفر الأول1- يوم مغفرة ورحمة: يُعدّ يوم النفر الأول من أيام المغفرة والرحمة، حيث يغفر الله للحجاج ذنوبهم ويتجاوز عنهم.
2- يوم تلبية دعاء الحجاج : يُستحبّ للحجاج الدعاء في يوم النفر الأول، حيث يُعتقد أنّ الدعاء فيه مُستجابٌ.
3- يوم شكر لله تعالى: يُعدّ يوم النفر الأول يوماً لشكر الله على إتمام فريضة الحج، وعلى ما منّ به من نعمٍ وفضائل.
4- يوم النفر الأول هو يومٌ مباركٌ للحجاج، مليءٌ بالشعائر الدينية والمشاعر الروحانية، حيث يُكملون فيه مناسك الحج ويودّعون الديار المقدسة.