التونسيون يحتفلون بـ "العيد الكبير" وسط موروثات شعبية تتوارثها الأجيال
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تختلف عادات الشعوب العربية والإسلامية في الاحتفاء بعيد الأضحى، والذي يسمى في تونس "العيد الكبير" والاستعداد له، وللشعب التونسي عادات تميّزه عن باقي المجتمعات العربية خاصة أن التونسيين يولون هذه المناسبة أهمية كبيرة ويحرصون على التحضير لها جيدا.. ويمثل عيد الأضحى واحدا من أهم المواسم الاستهلاكية لدى التونسيين.
فالتونسيون يحرصون على شراء الخروف " العلوش " مهما كانت ظروفهم المادية، ولذا حرصت وزارة الزراعة التونسية على توفير مليون و12 ألف رأس من الماشية.
وقال سيف الدين محمد " سائق سيارة أجرة - في تصريح لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس - إن الأضحية رغم ارتفاع أسعارها هذا العام، إلا أن هناك إقبالا كثيفا علي شرائها، حيث يحتفل الأطفال ويفرحون بقدوم " العلوش " إلى المنزل ويقومون بتزيينه بوضع الحنة في جبينه، اعتقادا بأن الحناء تجلب البركة في لحمه ويهنأ به أصحابه.
وأشار إلى أن هناك عادات لا يمكن أن نتخلى عنها وهي عادات تعطي للعيد نكهة خاصة، منها لم شمل العائلات وركض الأطفال حول " كانون الفحم " لشواء اللحم وإعداد بعض الأكلات الخاصة.
وعن قضاء أيام العيد، أضاف شكري حسين " صاحب محل تجاري " أن العيد بالنسبة للتونسيين هو صلاة العيد وذبح الأضحية، والتجمع مع العائلة للفطور (الغذاء)، موضحا أن كل تونسي يعود إلى مسقط رأسه والتي غالبا تكون أما في الشمال أو الجنوب للاستمتاع بإجازة العيد مع أقاربه، ولذلك تشهد الأسواق خاصة الخضر والفاكهة نشاطا ملحوظا قبل العيد لهذا السبب، مشيرا إلى أن هناك بعض العائلات يذهبون إلى المناطق البحرية مثل سيدي بوسعيد، المرسى، والبعض الآخر يذهب إلى مدينة الحمامات لقضاء إجازة العيد.
وعن الشعائر الروحانية بالعيد الكبير، أكد رشيد العبيدي " بائع في السوق القديم " حرص الرجال على اصطحاب أولادهم إلى صلاة العيد في المساجد الكبرى، لافتا إلى أن سكان المدينة العتيقة ينطلقون بتكبيرات العيد في مسيرة إلى جامع الزيتونة، ويتجهون أفواجا لأداء صلاة العيد، مشيرا إلى الحرص على ارتداء الزي التقليدي التونسي المكون من الجبة والشاشية والبلغة والبرنص، وكذلك الأطفال.
وعن دور المرأة التونسية في العيد، قالت السيدة نجيبة بلحاج "موظفة " إن أول أيام العيد الكبير بالنسبة للنساء شاق جدا والذي يبدأ بمجرد نزول الزوج والأولاد إلى الصلاة، حيث تبدأ في إعداد فطور الصباح من خبز "المجامع" الذي يكون على شكل دائري أو مخروطي تتوسطه بيضة كأنها عش عصفور، وتعده العائلات في جهات الساحل "سوسة والمنستير، وفي القيروان.
كما يتم أعداد "الملاوي" وهو نوع من الخبز التقليدي الذي يتم تحضيره من الدقيق والزيت، ثم يقدم ساخنا، ومن مكوناته الأساسية (الهريسة، السلطة المشوية، سلطة الخضراء، التونة أو البيض ).
وأكدت نجيبة أن المطبخ التونسي يشتهر بالعديد من أطباق العيد المختلفة والتي تتميز بها كل ولاية عن الأخرى فالمرقة الحلوة من الأطباق التي يختلط فيها الطعم الحلو مع المذاق المالح، وتشتهر بها خاصة الجهات القبلية التي تطلق عليها اسم (المروزية) وصفاقس أيضا، مشيرة إلى أن ولاية باجة متخصصة بـ ( الفتات )،أما في الشمال الغربي فطعامهم المفضل يوم العيد (الكمونية)،وفي جزيرة جربة وجنوب شرق تونس، تميل بعض العائلات إلى الاكتفاء بشواء الكبد والقلب وتأجيل استهلاك اللحم إلى ثاني أيام العبد.
وأشارت إلى أن هناك العديد من الأطباق الأخرى (مرمز تونسي بالكرشة، قلاية زعرة بلحم الخروف، لحم الخروف في القلة، وكسكسي باللحم والحمص )، مشيرة إلى أن العصبان يعد دليلا على مدى براعة ربة المنزل التونسية، حيث يتم استخدام مختلف الأجزاء الموجودة في جوف الخروف من كرش وأمعاء لإعداده، فهو يحتاج إلى تنظيف جيد وتعقيم ثم تقطيع إلى أجزاء صغيرة، ويتم حشوه بالبقدونس والسلق والسبانخ ويضاف إليها اللحم والكبد وأجزاء أخرى من لحم الخروف مع إضافة التوابل وكذلك حبات القمح أو الأرز.
أما نادرة الآمري "ربة منزل "فتحدثت عن الأطباق الشهية في العيد مثل (المرقاز ) ويتم إعداده من لحم الأضحية بعد فرمه وتتبيله جيدا ثم وضعه داخل الأمعاء الدقيقة بعد تنظيفها بحرص شديد، ويطبخ مشويا فور إعداده، كما تفضل بعض العائلات تجفيفه أو تخزينه للاستعمال على مدار العام، بالإضافة إلى ( القديد ) هو عبارة عن تقطيع لحم الأضحية إلى شرائح رقيقة ثم تسوى كشرائط طويلة وتعلق على الحبال معرضة إلى أشعة الشمس بعد تتبيلها، وإضافة كميات كبيرة من الملح، حتى تجف تماما ثم تخزن في أوعية بلورية وفي أماكن جافة بعيدة عن الرطوبة، لتستعمل على مدار العام في أطباق مختلفة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تونس العيد الكبير العید الکبیر أن هناک إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحديدة تشهد وقفات شعبية نصرة لغزة وتأكيد الجهوزية
الثورة نت /..
نظمّت في مركز ومديريات محافظة الحديدة، اليوم، وقفات عقب صلاة الجمعة، تأكيدًا على استمرار التضامن مع فلسطين وإعلان النفير والجهاد في سبيل الله، والجهوزية للتصدي للأعداء، تحت شعار ” جهوزية واستعداد .. والتعبئة مستمرة”.
وهتف المشاركون في الوقفات بشعارات البراءة من الأعداء والجهاد في سبيل الله والعهد والولاء لله ولرسوله وقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالسير على خطى الأنصار واستمرار الثبات على الموقف الحق في الانتصار لفلسطين.
وأكدوا استمرارهم في التعبئة والاستنفار الشعبي والالتحاق بدورات “طوفان الأقصى”، استعدادًا لمواجهة أعداء الأمة واليمن وفلسطين، والعمل وفق مقتضيات الهوية الإيمانية واستشعار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية نصرة لغزة التي خذلها العرب والمسلمون.
وعبر المشاركون في الوقفات عن الاستهجان والغضب تجاه تصعيد الكيان الصهيوني لجرائمه في غزة على مرأى ومسمع دول العالم، مطالبين الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك للقيام بمسؤولياتها أمام هذه الجرائم، التي يندى لها جبين الإنسانية.
كما أكدوا جاهزيتهم لخوض المعركة والوقوف إلى جانب القوات المسلحة لإفشال أي مخططات ومشاريع تتربص باليمن وأمنه واستقراره، وتقديم الغالي والنفيس دفاعا عن المقدسات وحمل راية الجهاد والنصرة والمدد كما حملها وسار على خطاها أنصار رسول الله، الذين ناصروا نبيهم وقدموا التضحيات منذ بزوغ فجر الإسلام.
وأهاب أبناء الحديدة، بكافة أبناء اليمن، الحذر واليقظة والتسلح بالوعي والإبلاغ عن كل اشتباه في أعمال عدائية والاستمرار في التعبئة والنفير والمقاطعة لمنتجات الأعداء التي تمول الكيان المجرم لقتل مزيد من النساء والأطفال في غزة.
وأوضح بيان صادر عن الوقفات، أن الشعب اليمني يتابع مماطلة العدو الصهيوني وتنصله من التزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أن الاحتلال يسعى إلى مفاقمة معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء واشتداد المنخفضات الجوية.
وأشار الى أن العدو الصهيوني، يواصل منع إدخال مواد الإيواء وإغلاق معبر رفح بالتعاون مع النظام المصري، في مخالفة صريحة لما تم الاتفاق عليه، إضافة إلى استمرار جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وتكرار تدنيس باحات المسجد الأقصى من قبل المغتصبين.
وأكد البيان، أن هذه الممارسات تأتي في ظل حرب ناعمة تضليلية وإفسادية تقودها الصهيونية العالمية، والتي نجحت في تطويع عدد من الأنظمة وإخضاعها، وتحويل ثروات الأمة إلى مورد للعدو، فيما جرى تفريغ الشعوب من محتواها الإنساني والأخلاقي والإسلامي.
ولفت إلى أن المشاركين في الوقفة، خرجوا لتجديد ثبات موقفهم المساند لغزة ولحزب الله ولأحرار الأمة الإسلامية.. مؤكدين وقوفهم خلف السيد القائد في السعي لإقامة القسط ونصرة المستضعفين، وثقتهم بنصر الله وتأييده.
ودعا البيان إلى مواجهة الحرب الناعمة التي ألحقت بالأمة أضرارا تفوق ما تسببه الحروب العسكرية، وجعلتها تعيش حالة من التيه والذلة والتبعية.. مؤكداً على ضرورة رفع الوعي وتحسين المناعة الأخلاقية والفكرية للمجتمع.
كما أكد استمرار التعبئة العامة بأنشطتها المختلفة.. داعياً قبائل اليمن إلى مواصلة وقفاتها المسلحة والمشرفة، موجهاً الشكر للمشايخ والوجهاء والأحرار على جهودهم.
ودعا بيان مسيرات الحديدة نساء اليمن والأمة عامة إلى الاقتداء بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام.