الأونروا: الحرب في غزة مستمر رغم إعلان الاحتلال الوقف التكتيكي
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
على الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي أمس الأحد عن وقف تكتيكي للعمليات للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، أكد فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للصحفيين في أوسلو اليوم الاثنين، إن الأعمال القتالية مستمرة في رفح وجنوب قطاع غزة.
كما قال إن هناك نوعاً من الحرب الصامتة تجري في الضفة الغربية وكان من الممكن أن ينصب التركيز عليها بقدر أكبر لولا حرب غزة.
وتابع المفوض العام لوكالة "الأونروا"، أن "الوكالة لديها تمويل حتى يوليو والأمر غير معروف بعد ذلك ويجري التمويل من شهر إلى شهر".
وقف تكتيكي
وأمس أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه سينفذ "وقفاً تكتيكياً يومياً" لعملياته وغاراته في أجزاء من جنوب غزة للسماح بتدفق المزيد من المساعدات إلى القطاع بعد أن حذرت منظمات الإغاثة الدولية من أزمة إنسانية متزايدة.
إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عاد وأكد لاحقاً أنه "لا يوجد وقف للقتال في رفح، كما لا يوجد تغيير في إدخال البضائع إلى غزة"، وفق تعبيره. وأردف أن "الطريق الذي تمر من خلاله البضائع سيكون مفتوحًا خلال ساعات النهار بتعاون مع منظمات دولية لتمرير المساعدات الإنسانية فقط".
أعمال عنف تتصاعد
أما في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 فهي تشهد تصاعدا في وتيرة أعمال العنف منذ أكثر من عام، وعلى وجه الخصوص منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة على إثر هجوم شنّته الحركة على مستوطنات الغلاف في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقُتل ما لا يقل عن 546 فلسطينيا في الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ اندلاع الحرب في غزة، وفقا لمسؤولين فلسطينيين.
وأدت هجمات فلسطينية إلى مقتل 14 إسرائيليا على الأقل في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على قطاع غزة لليوم الـ 255 على التوالي
واصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، حربه على قطاع غزة، لليوم الخامس والخمسين بعد المئتين، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي.
وذكرت مصادر طبية وفي قطاع الدفاع المدني، إن شخصين على الأقل استشهدا وأصيب 13 آخرون، بينهم نساء وأطفال جراء غارات إسرائيلية على منزل في حي الزرقا شمال مدينة غزة.
وأشارت المصادر إلى أن طائرات مسيرة من نوع "كواد كابتر" أطلقت النار تجاه أراض زراعية بمنطقة الحكر في دير البلح، بينما سمعت أصوات انفجارات عنيفة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع تحليق طائرات حربية إسرائيلية في المنطقة.
وأوضحت أن 3 أشخاص استشهدوا، بينهم سيدة، وأصيب آخرون بجروح وصفت بالخطيرة جراء قصف الاحتلال منزلاً في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 37337 شخصًا، وإصابة 85299 آخرين، في حصيلة غير نهائية.
من جانبه، قال مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إن هناك عمليات نزوح حدثت صباح اليوم في الزيتون والشجاعية وغيرها من المناطق، في ظل عمليات قتل مستمرة ومتواصلة، وهذا يعد دليلا على فشل المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال لاحترام أبسط المعاهدات والاتفاقيات الدولية.
وأكد الشوا، في تصريح صحفي، أن ما يحدث في قطاع غزة ليس جريمة ضد الفلسطينيين فقط، بل جريمة ضد الإنسانية جمعاء ، مشددا على أن قطاع غزة يعاني كارثة إنسانية، لاسيما على الأطفال، في إشارة إلى أن آلاف الأطفال يعانون المجاعة وسوء التغذية.
وأضاف أن هناك 50 طفلا قضوا جراء المجاعة في غزة، كما أن عدد الشهداء من الأطفال هو الأعلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
وأكد أن جميع أطفال قطاع غزة يعانون من صدمات نفسية شديدة، في ظل القصف الإسرائيلي المستمر، ويعاني القطاع نقصا حادا في المياه وانتشار الأوبئة والأمراض وتراكم النفايات.
وأوضح أن ما يزيد على 200 من عمال الإغاثة الدوليين قتلوا، جراء الاستهدافات الإسرائيلية المختلفة، علاوة على مقرات هذه المؤسسات ومقدراتها، مطالبا بالضغط بالضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف العدوان بشكل كامل.
وشدد على أن ما حدث في رفح من قبل الاحتلال الإسرائيلي تدمير ممنهج وقتل للمدنيين، الأمر الذي أسفر عن نزوح أكثر من مليونا و 300 ألف نسمة منها إلى مناطق المواصي ودير البلح والمنطقة الوسطى.
الأمم المتحدة : الأوضاع في قطاع غزة جحيم على الأرض
قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، اليوم الاثنين، إن القصف الاسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي حوّل القطاع الفقير الخاضع للحصار إلى جحيم على الأرض.
وأضاف غريفيث في تصريحات له، إن توصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة الذين يقفون على حافة المجاعة أمر شبه مستحيل، مشيرا إلى أن المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة تعرضوا لضرر مفرط وهناك تسييس للمساعدات وسط انتشار الجوع والمرض.
وأشار إلى أن العاملين في المجال الإنساني والأمم المتحدة في غزة قتلوا بأعداد غير معقولة.
وأوضح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن الأسلحة استمرت بالتدفق إلى إسرائيل من واشنطن ودول أخرى رغم التأثير المروع للحرب على المدنيين بغزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأونروا غزة القتال مستمر وقف تكتيكي المساعدات الإنسانية
إقرأ أيضاً:
الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)
على مدار نحو من 22 شهرا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهد القطاع العديد من الأزمات الإنسانية، خلفت استشهاد وإصابة عشرات الألاف، مع فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا شاملاً على القطاع، وهو ما أدى إلى نقص كبير في الوقود والغذاء والأدوية والمياه والإمدادات الطبية الأساسية.
وعلى مدار هذه الفترات الطويلة، شهدت الحرب أكثر من هدنة إنسانية، كان الهدف منها توفير نافذة مؤقتة لتخفيف المعاناة الإنسانية، وتمكين إيصال المساعدات، وإجلاء المصابين والمدنيين من مناطق الاشتباك، حيث بدأت كوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع إمكانية التمديد، والسماح بدخول المساعدات عبر معبر رفح، خاصة الغذاء والدواء والوقود، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى، بين الطرفين ضمن شروط محددة للهدنة.
ولاقت الهدنة الإنسانية بين الطرفين دعما دوليا منذ البداية من جانب عدة دول ومنظمات إنسانية، خاصة الأمم المتحدة، والولايات المتحدة وقطر ومصر.
وفي الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2023، ثمنت المملكة جهود الدول الثلاث بشأن تبادل أسرى، ودخول المساعدات الإنسانية، إلى قطاع غزة. كما جددت المملكة عبر وزارة الخارجية الدعوة للوقف الشامل للعمليات العسكرية، وحماية المدنيين.
لكن فور انتهاء الهدنة استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة بالكامل، ودوت صافرات الإنذار في غلاف غزة، كما حلقت الطائرات الإسرائيلية في أجواء غزة وآليات جيش الاحتلال تطلق نيرانها شمال غرب القطاع لتقتل وقتها العشرات من المدنيين.
وجاءت بعد ذلك هدنة جزئية في مناطق معينة لم تكن شاملة أو طويلة الأمد كانت في 2024 و2025. ولعل الهدنة الأهم جاءت مع بداية العام الجاري، قررت حركة حماس الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، بينهم جميع النساء (جنود ومدنيون)، والأطفال والرجال فوق سن الخمسين، والإناث والشباب تحت سن 19 سنة أولا ثم الرجال فوق سن الخمسين.
واتفق الطرفان وقتها أن تفرج إسرائيل عن 30 معتقلا فلسطينيا مقابل كل رهينة مدنية و50 معتقلا فلسطينيا لكل جندية إسرائيلية تُطلق حماس سراحها.
وعلى مدار هذه الفترة منذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، كانت المملكة تولي جل اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وبذلت جميع الجهود لاحتواء الأزمة القائمة في قطاع غزة، ومعالجة الوضع الإنساني الحرج، والسعي نحو إنهاء الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وتوحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه الأزمة، والتأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع.
رغم تعثر مفاوضات هدنة غزة، الأخيرة فإن إسرائيل أعلنت تعليقا تكتيكيا مؤقتا ومحدودا للعمليات العسكرية في بعض مناطق القطاع، وهو ما طرح تساؤلات حول الأسباب.
وبدا التعليق التكتيكي المؤقت للعمليات العسكرية الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، محاولة لامتصاص الغضب العالمي على الصور المفزعة القادمة من غزة.
ومع تفاقم معاناة سكان الخيام النازحين بمدينة غزة، يعيش النازحون في مدينة غزة على وقع انتشار الأمراض بين خيامهم نتيجة تكدس النفايات، وسياسة التجويع الإسرائيلية التي دفعتهم للبحث عن بقايا الطعام لإعالة أنفسهم وأطفالهم.
ومع استمرار الحرب في قطاع غزة لم تتوان المملكة في الوصول إلى وقف نهائي للحرب، حيث أعربت وزارة الخارجية عن ترحيبها للبيان الأخير الصادر منذ أيام عن 26 دولة بشأن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وإنهاء الحرب على القطاع.
وقالت في بيان عبر وزارة الخارجية: "ترحب المملكة العربية السعودية بالبيان الصادر عن 26 من الشركاء الدوليين، طالبوا بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل فوري ورفع كافة القيود عن المساعدات الإنسانية وسرعة إيصالها بشكل آمن لسكان القطاع، وعبروا فيه عن رفض تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة وتوسيع الاستيطان".
ومع الإعلان عن ما يسمي بـ"الهدنة الإنسانية" الأخيرة"، التي تم الإعلان عنها الساعات الماضية، اعتبرت وزارة الصحة في قطاع غزة أنها لن تعني شيئا إن لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح، وسط "استغاثة الجرحى وتضور الأطفال جوعا".
وقال المدير العام بوزارة الصحة منير البرش في بيان إنه "في ظل هدنة مؤقتة يخنقها التردد والصمت الدولي، يستغيث الجرحى، ويتضور الأطفال جوعًا، وتنهار الأمهات على أطلال ما تبقّى من الحياة". وطالب البرش بالإجلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، والجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة.
قطاع غزةالحرب فى غزةالحرب الإسرائيليةالمملكة وفلسطينقد يعجبك أيضاًNo stories found.