مسيرة ناصعة البياض يقودها كبار السن الذين تعكس ملامحهم الهيبة والطيبة، يخرجون بصحبة الشباب والأطفال في صفوف موحدة لصلاة العيد وتظل احتفالاتهم بقية الأيام باللون الأبيض، هذه المشاهد من ولاية غرداية التي تتسم بتحولها لبقعة بيضاء في الجزائر، انتشرت بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية لتثير إعجاب الناس، فكيف تبدأ احتفالاتهم؟.

بقعة في الجزائر يكسوها اللون الأبيض

وفق موقع «وكالة الأنباء الجزائرية» يعتبر ارتداء العباءة البيضاء مع الشاش أو القبعة بنفس اللون الناصع والتي تسمى «شاشية» أيام العيد ملابس يتميز بها السكان بولاية غرداية خاصة الرجال والأطفال.

ويبدأ الاحتفال بالعيد بتوافد رجال الولاية الواقعة شمال صحراء الجزائر بتوافدهم على المحال التجارية قبل العيد بعدة أيام لشراء هذه الملابس التقليدية المتوارثة منذ قرون، وهم يعتقدون أن ارتداء اللباس الأبيض يدل على التسامح وصفاء القلوب بحسب تصريحات رئيس جمعية «تاجمي ن تضفي» التراثية بغرداية، إدريس الشيخ صالح.

الحياة في «غرداية» تثير إعجاب الناس

ليست الملابس وحدها ما يميز صفوف السكان في العيد؛ المباني أيضًا متناسقة بشكل مبهر بلونها الأصفر وتصميمها القديم، وهو ما أثار إعجاب رواد مواقع التواصل بعد انتشار فيديوهات وصور توثق احتفالات العيد في ولاية غرداية الجزائرية، يقول «بدير آل سبروت» أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي: «المشاهد القادمة من ولاية غرداية بالجزائر في كل صلاة عيد بتخليني بشكل تلقائي أدمع، بتحس للحظات إنك رجعت لزمن النبوة، الملابس الموحدة الناصعة والمباني الطبيعية الصفراء والتناسق في الحركة والصلاة».

وتعد ولاية غرداية واحدة من مدن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو؛ تم اعتمادها كموقع للتراث عام 1982، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 11 قبل الميلاد على يد المزابيين وهم قبيلة من المسلمين الأمازيغ.

يعتمد اقتصاد مدينة غرداية بشكل أساسي على الزراعة، ومن أشهر المحاصيل التي تزرع فيها أشجار النخيل، وتساهم التمور بحصة جيدة من الدخل القومي للبلاد، بالإضافة إلى زراعة الخضار والحبوب، وتربية الماشية، كما يعمل بعض السكان في الصناعات اليدوية، وتساهم السياحة بنصيب جيد من اقتصاد المدينة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجزائر ولاية جزائرية احتفالات العيد عيد الأضحى

إقرأ أيضاً:

انهزام عالمنا غريب!

وداد الإسطنبولي

في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، شاهدتُ إعلانًا يطلب من الناس المساهمة بمبلغ مالي لحساب أحد الأشخاص من أجل توفير الخبز لأهل غزة. وأخذتني الغصّة في نفسي...

تذكرتُ الخبز، كم هو عظيم الشأن، وراحت ذاكرتي تحوم في أزمنة مضت، حين كانت وجبة العشاء الوحيدة التي تشبع البطون هي الخبز السميك، تصنعه أمهاتنا في التنور لمن كان يملكه، أو يشتريه الناس من الخبازين في المحلات. نغمس الخبز في كوب شاي بالحليب، وكانت تلك الوجبة أعظم ما نقتاته، وأجمل عشاء ننتظره بفارغ الصبر.

وفي غزة... غاب عنهم الخبز، كما غابت عنهم أشياء كثيرة، وحُرموا من أبسط مقومات الحياة، ومع ذلك لم ينهاروا. بل، وكأنهم يخبزون من حصاد الألم صمودًا، فينتجون رغيف كرامة. أمرهم عجيب!

ونحن... في عالمٍ غارق بالرفاهية، كما يقولون: نحن أحسن من غيرنا، ولكن مع ذلك، يكثر بيننا التخاذل، والسرقة، والانشغال بالذات. أما في غزة، فكل شيء نقص، وكل شيء ضاق، ومع ذلك لم ينهزموا، ولم يسلكوا دروب الانكسار.

ربما أصبح الخبز عندهم أمنية، لكن الجوع لم يكسرهم، ولا الحرب وأهوالها محت ملامح الوطن وكرامته.

سطوري لا تعرف معنى الانهزام، ولكن الألم المتدفق بداخلنا بقوة، هو من سينفجر من ينبوعه ذات يوم.

نقص الطعام عندنا يُشعرنا بالانهيار، فنفدي لأطفالنا قائلين: "لعل الجوع ما يصيبك!"، أما هناك... فالجوع يسكن البيوت، ويصاحب الأطفال، لكن العزيمة ما زالت تشعل في قلوبهم وهج البقاء.

عزيمتنا -نحن- أصبحت موضع اختبار أيضًا. ولا أدري أين الخطأ: في الخريطة العربية؟ أم في مجتمعاتنا؟ أم في الدول؟ أم في الدين؟ أم في ثقافتنا؟

غزة لا تطلب الكثير... ونحن لا نملك سوى هذه الثقافة التي نعبر بها بأقلامنا.

فلا بد أن ندرك أن الكرامة والصمود يُخبزان هناك، وأن الدموع التي تُكتم، هي بذور أمل تُزرع كل صباح.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الشمري: قرارات الفيدرالي الأمريكي تؤثر بشكل مباشر على تمويل السوق العقاري . فيديو
  • مصطفى بكري: موقف حماس تجاه مصر بشأن إدخال المساعدات لـ «غزة» غريب.. وبيانها فضيحة |فيديو
  • اللون الأخضر يسيطر على أسواق المال العربية في ختام اليوم الأربعاء
  • شاب أردني لم يشرب الماء منذ 18 عاماً وذلك لسبب صادم .. تفاصيل
  • مروج الرحيلي تستعرض محتويات حقيبتها والجمهور : لو انسرقت المفروض السفارة ما ترد .. فيديو
  • غريب مريم تُهدي الجزائر ذهبية ثمينة في البطولة الإفريقية المدرسية
  • لسبب غريب.. اعتزال نجل توتي كرة القدم
  • انهزام عالمنا غريب!
  • سلوك غريب لجايدن سميث في باريس يثير قلق المقربين منه.. فيديو
  • سليمان: حصرُ السلاح في يد الجيش هو العيدُ الحقيقي