12 صورة للإقبال الجماهيري على سينما الشعب في عيد الأضحى
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
كتب- محمد شاكر
شهدت سينما الشعب بالقاهرة والمحافظات إقبالا كثيفا في أول أيام عيد الأضحى المبارك؛ حيث تعرض 4 أفلام جديدة من أفلام موسم العيد بأسعار مخفضة في 18 محافظة، ضمن برنامج وزارة الثقافة، وبرعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزير الثقافة.
وتقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، الأفلام في 20 موقعا ثقافيا تابعا لها بسعر موحد ومخفض 40 جنيها للتذكرة، وشهد اليوم الأول تزاحما وإقبالا غفيرا من الجمهور في العديد من المواقع ومنها الزقازيق ودمنهور والأنفوشي والسادات والقناطر وديرب نجم وقنا وأبو المطامير والمحلة وروض الفرج وقصر السينما، حيث تنطلق الحفلات من العاشرة صباحا وتستمر على مدار اليوم وحتى الثانية صباح اليوم التالي.
وتعرض سينما الشعب فيلم "ولاد رزق 3" في كل من قصر السينما بجاردن سيتي، قصر ثقافة روض الفرج، مكتبة البحر الأعظم بالجيزة، قصر ثقافة قنا، قصر ثقافة دمنهور بالبحيرة، سينما هيبس بالوادي الجديد، قصر ثقافة الزقازيق بالشرقية، قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، سينما السادات بالمنوفية، قصر ثقافة القناطر بالقليوبية، قصر ثقافة أبو المطامير بالبحيرة، وللمرة الأولى قصر ثقافة ديرب نجم بالشرقية.
ويعرض فيلم "أهل الكهف" بمسرح 23 يوليو بالمحلة، قصر ثقافة أسيوط، المركز الثقافي بطنطا. وفيلم "عصابة الماكس" بقصر ثقافة شرم الشيخ، وقصر ثقافة ببا ببني سويف. وفيلم "اللعب مع العيال" بالمركز الثقافي بكفر الشيخ، قصر ثقافة الإسماعيلية، وقصر ثقافة العريش.
مشروع "سينما الشعب" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة، ويهدف إلى تقديم أحدث الأعمال السينمائية للجمهور بأسعار مخفضة بمواقع قصور الثقافة المنتشرة بالمحافظات وخاصة التي تفتقر لوجود دور عرض سينمائي، ضمن برامج العدالة الثقافية للوزارة، وينفذ بإشراف الفنان تامر عبد المنعم المدير التنفيذي للمشروع.
وأعدت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برنامجا فنيا حافلا بالقاهرة والمحافظات احتفالا بعيد الأضحى، يتضمن فعاليات تتنوع بين الحفلات الفنية الكبرى ومنها الدراما الغنائية الاستعراضية نوستالجيا 80 / 90، تستعيد بها ذكريات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في سلسلة حفلات تنطلق مجانا مساء اليوم الاثنين ولمدة ثلاث ليال بمسرح السامر بالعجوزة، ثم تعرض بقصر ثقافة القناطر مساء الخميس المقبل.
كما تقام عروض وحفلات الفنون الشعبية والموسيقى العربية بجميع المحافظات، بالإضافة إلى العروض المسرحية المجانية بعدة محافظات وبرنامج "فرحتنا في لمتنا" بالمشروع الثقافي بمناطق الإسكان المطور بديل العشوائيات، والأمسيات الشعرية واللقاءات التثقيفية، والورش الفنية والمسابقات المقدمة للأطفال طوال أيام العيد.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: حكومة مدبولي الطقس أسعار الذهب سعر الدولار معبر رفح التصالح في مخالفات البناء مهرجان كان السينمائي الأهلي بطل إفريقيا معدية أبو غالب طائرة الرئيس الإيراني سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان سينما الشعب عيد الأضحى أفلام موسم العيد برنامج وزارة الثقافة سینما الشعب قصر ثقافة
إقرأ أيضاً:
ليبيا.. الدولة الغائبة والوعي المؤجل
في ظل مشهد مضطرب تعيشه ليبيا منذ أكثر من عقد، تتكشف حقيقة صادمة: لم تُبنَ في ليبيا دولة بالمعنى الحقيقي، رغم مرور أكثر من سبعين عامًا على الاستقلال، ورغم ما توفر من ثروات وفرص. بل إن ما نعيشه اليوم ليس مجرد أزمة سياسية أو اقتصادية، بل أزمة بنيوية عميقة في الوعي والانتماء، وفي العلاقة بين المواطن والدولة.
من الاستقلال إلى التيه
استقلت ليبيا عام 1951، في تجربة رائدة على مستوى أفريقيا والعالم العربي، وكان من الممكن أن تشكّل نموذجًا للدولة الوطنية الحديثة.
وبالفعل، شهدت البلاد خلال الستينات وحتى أواخر السبعينات تقدمًا في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، بل صُنفت حينها من بين الدول المتقدمة نسبيًا.
لكن هذا التقدم لم يكن مستندًا إلى بنية مؤسسية راسخة، بل ظل هشًا، يعتمد على مركزية القرار، وعلى النفط كمصدر وحيد للثروة، دون تنمية ثقافة العمل والإنتاج.
دولة الريع وتآكل الوعي
منذ اكتشاف النفط، تحوّلت الدولة إلى “خزانة” توزع الموارد بدل أن تبني اقتصادًا متوازنًا، فترسّخت ثقافة الاتكالية، وتراجعت قيمة العمل، وتحول المواطن إلى تابع ينتظر “العطاء”، لا شريكًا في التنمية.
تآكلت بذلك ثقافة المسؤولية، وغاب الشعور بالملكية الجماعية للوطن، وتم استباحة المال العام، والمؤسسات، وحتى فكرة “الدولة” نفسها.
المجتمع… بين الجهوية والقبيلة
لم تتطور الهوية الوطنية الجامعة، وبقيت الانتماءات القبلية والجهوية والمناطقية هي السائدة. ليس ذلك فحسب، بل أصبحت أحيانًا أدوات صراع على السلطة والمناصب والثروة، حتى في أوساط المتعلمين والنخب. فما بالك بالمواطن البسيط الذي لم يتح له الوعي، ولا أدوات المشاركة الحقيقية؟
هذه الولاءات الضيقة ساهمت في تفكيك النسيج الاجتماعي، وأضعفت روح المواطنة، وعرقلت بناء مؤسسات وطنية مستقلة عن النفوذ العصبوي والمناطقي.
غياب ثقافة الدولة والمجتمع المدني
لم تُبنَ ثقافة الدولة لدى الأفراد. لم نُدرَّب في المدارس ولا في الإعلام ولا في المساجد على احترام القانون، وعلى أن الوطن فوق الجميع. لم تُزرع قيم العطاء والمبادرة، بل سادت ثقافة التلقّي، و”من الدولة لنا”، لا “منّا للدولة”.
كما لم يتشكل مجتمع مدني حقيقي، بل تمت محاصرته، أو تم تسليحه، أو تحريكه بالمال السياسي، ففقد دوره التوعوي والتنموي.
فشل النخب قبل فشل السلطة
من المثير للأسف أن النخب المتعلمة لم تنجُ من عدوى الانتماء الضيق، ولم تتمكن من تقديم خطاب وطني جامع. في كثير من الأحيان، تحوّلت إلى أدوات في الصراع، أو وقفت عاجزة أمام تعقيدات المشهد، فغاب المشروع، وغابت القيادة المجتمعية.
لماذا تراجعت ليبيا؟
الجواب ببساطة: لأن الدولة لم تُبنَ على قاعدة من الوعي، ولم يُبنَ الإنسان الليبي كمواطن حرّ ومسؤول، بل ظل تابعًا، هشًا، يقاد بالعاطفة، لا بالعقل.
ولهذا، حين انهارت السلطة بعد 2011، انهارت معها الدولة، لأن البناء لم يكن حقيقيًا، والمؤسسات كانت هشة، والمجتمع كان مفككًا.
نهاية الحلم وبداية الحقيقة
اليوم، لم يعد يختلف عاقلان على أن ليبيا دخلت نفقًا ضيقًا ومظلمًا، وأن الليبيين باتوا يندمون على ما آل إليه حال البلاد. فقد تبيّن أن الدولة ما قبل 2011، رغم عيوبها، كانت أكثر استقرارًا وسيادة من واقع الفوضى والانقسام الراهن، حيث كانت السلطة موحّدة، وصوت القرار واضح، وإن اختلف معه الكثيرون.
فلا يُعقل أن تُسمى “ثورة”، ثم تعود البلاد إلى فوضى شاملة، وفساد غير مسبوق، يهدد بانهيار كامل، في ظل أخطار خارجية متزايدة، تجعل ليبيا عاجزة عن الدفاع عن مصالحها أو فرض إرادتها.
ومع فشل مشروع “الديمقراطية الموعودة”، لم تعد هناك أولوية تتقدّم على استعادة القانون، وبسط النظام، وإعادة الاعتبار لفكرة الدولة نفسها.
خاتمة: وعي الإنسان قبل بناء الدولة
ليبيا ليست دولة فقيرة، ولا تفتقر إلى الثروات أو الإمكانات. لكنها افتقرت — وتفتقر — إلى وعي حقيقي بمعنى الدولة، وإلى إنسان مؤمن بقيم المواطنة والانتماء.
ولهذا، لم تُبنَ في ليبيا دولة حقيقية، بل كيان مؤجل، ينتظر من يؤمن به ويُخلِص له، ويعيد بناءه على أسس راسخة: إنسان حر، مجتمع واعٍ، ودولة عادلة.
أما إذا استمر غياب الوعي، فسوف تظل الأزمات تتوالى، والانهيارات تتكرّر، وتضيع البلاد. فالتحديات جسيمة، تبدأ من ضرورة إعادة بناء الإنسان والمجتمع، لا سيما فئة الشباب الذين يعانون البطالة، والمخدرات، وانعدام الدعم، فضلًا عن التحديات الديموغرافية المقلقة، كتراجع معدلات الخصوبة، وارتفاع العنوسة، واتساع الفجوة الاجتماعية.
لهذا، آن الأوان لأن يتحرّك الليبيون بوعي وجدية. فالشعارات لم تعد تكفي، والوقت لم يعد في صالح أحد. لا بد من سلطة وطنية واحدة وقوية، تبسط الأمن والاستقرار، وتعيد للدولة هيبتها وفاعليتها… قبل أن يفوت الأوان.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.