لبنان ٢٤:
2025-12-12@10:22:36 GMT
بـأدوات أميركيّة مجانية.. هكذا خرق حزب الله إسرائيل!
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
تقنيات بسيطةٌ يمكن أن يكون "حزب الله" قد اعتمدها لرصد الداخل الإسرائيليّ بصورةٍ حرفية وذلك بـ"أدوات أميركية". السؤال البديهيّ هنا أمام الجُملة المذكورة سيكون التالي: كيف حصل ذلك؟ وهل يستخدم الحزب حقاً أدواتٍ تُدار من واشنطن لضرب إسرائيل؟
الإجابة على هذه النقطة هي "نعم"، وسيكون الشرحُ سريعاً ومبسطاً لكشف ما فعله الحزب، وذلك باعتراف تقارير إسرائيلية علنية.
بكل بساطة، يمكن أن يستثمر "حزب الله" الخرائط المُقدّمة عبر هذه التطبيقات وغيرها أيضاً، لتحديد مواقع عسكرية إسرائيلية بدقة متناهية، خصوصاً أن هناك خرائط مُحدّثة وتُظهر بالتفاصيل التموضعات الجغرافية بالإضافة إلى النقاط العسكرية التي لا يمكن أن يتم إخفاؤها بتاتاً.
عملياً، فإن تلك الصور للمواقع تمكن "حزب الله" من الحصول عليها عبر الأقمار الاصطناعية التي يمكن أن توفر الصورة المنقولة عبر التطبيقات الحية، وبالتالي فإن الحزب استفاد من هذه التكنولوجيا لتكوين صورة جغرافية أولاً تمهيداً لتحديد صورة استخباراتية بالدرجة الثانية.
ضمنياً، فإن الحزب أظهر تلك الخرائط باستمرار بعد تنفيذ عملياته، كما أنه استخدم فيديوهات عديدة توثق هذا الأمر ويظهر أن هناك مجموعة من الصور الجوية التي تُحدد المواقع وأماكنها. الأمرُ هذا يعدّ بوابة رئيسية لتشكيل "حزب الله" بنك أهداف ومعلومات يمكن تحصيلها بسهولة في الداخل الإسرائيلي، فالمواقع مكشوفة ومعروفة لاسيما أن الجيش الإسرائيلي هو "قوة تقليدية" من حيث الوصف، باعتبار أن لديه مواقع ظاهرة ومنصات واضحة مثل أي جيش آخر، بحسب ما تقول المصادر.
الخطوة التي يقوم بها "حزب الله" على صعيد تشكيل المعلومات قد لا تتطلبُ جهداً بمساعدة الوسائل الأميركية المُتاحة على اعتبار أن المواقع الإسرائيلية معروفة من ناحية التمركز. إلا أنه في المقابل، فإن إسرائيل قد لا تجد سهولة بتحديد مواقع "حزب الله"، فهذه الأخيرة غير ظاهرة، وبالتالي فإن الجهد الاستخباراتي سيكون أكبر وأشدّ كثافة لتحديد ماهية المواقع وطبيعتها وظروف أنشطتها، بالإضافة إلى مدى حقيقتها باعتبار أن بعضها قد يكون "مموهاً" لتشتيت النظر عن مواقع أخرى أساسية.
أمام ذلك، فإنّ اعتماد إسرائيل حالياً على سياسة "الأرض المحروقة" في جنوب لبنان وسط السعي لضرب المباني والمنازل العائدة للجنوبيين، كلها خطوات ترتبط بتدمير أماكن يمكن أن تكون بمثابة "غرف عمليات" لـ"حزب الله" لا يمكن تحديدها عبر تطبيقات الخرائط ولا عبر أي تقنية عادية أو وسيلة بدائية.
لهذا السبب، فإنّ إسرائيل تواجه ثغرة أمنية على هذا الصعيد، فمنذ 8 أشهر وهي ما زالت تقصف المباني وتتحدث عن استهداف مواقع لـ"حزب الله". إذا تم النظر قليلاً بشكل عام على صعيد حجم الضربات، فإن ما سيتبين هو أن هناك الآلاف من المواقع للحزب، وبالتالي فإن ما تم استهدافه وتدميره قد يكون جزءاً مما هو موجود، علماً أن غرف العمليات قد لا تكون ثابتة، سواء على صعيد غرف عمليات الميدان أو غرف عمليات المقر التابعة للحزب، في حين أن غرفة العمليات المركزية هي التي يمكن أن تكون ثابتة بينما مكانها مجهولٌ تماماً. إنطلاقاً من كل ذلك، فإنّ ما يتبين هو أنّ الإستثمار الاستخباراتي يمكن أن يكون مرتكزاً على أدوات الجهات المُعادية، فـ"حزب الله" استثمر بتقنيات ليست له ومجانية سهلت عليه الكثير، بينما إسرائيل تحتاج إلى جهاز بشري وأدوات تجسس وغيرها وسط تكاليف باهظة لجمع المعلومات وتحديد بنك الأهداف.
وعليه، وبكل بساطة، يمكن اعتبار أن ما يجري في جنوب لبنان هو حرب كبرى من الناحية الإستراتيجية، لكنها لا تخلو من الأدوات المعروفة الموجودة في متناول الجميع.. والسؤال هنا: هل ستتحرك إسرائيل وأميركا لاحقاً للضغط على الحزب وحجب تلك التطبيقات في لبنان بسبب ما تشكله من خطر على الصعيد العسكري؟ كل شيء وارد في ظلّ الحرب القائمة، وقد تكون عمليات ضبط التطبيقات أو التشويش عليها واحدة من خطوات المواجهة اللاحقة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله یمکن أن
إقرأ أيضاً:
حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
شكلت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان مناسبة استثنائية لإعادة فتح الملفات المتصلة بالعلاقات الإسلامية – المسيحية، ولإبراز طبيعة التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها الكيان اللبناني. وفي هذا السياق، برز انفتاح حزب الله الواضح تجاه الفاتيكان من خلال الترحيب الحار بالزيارة البابوية، والرسالة الرسمية التي وجهها إلى الحبر الأعظم، وما تضمنته من إشارات واضحة إلى أهمية العيش المشترك واحترام التنوع والتعددية والتمسك بهذا الكيان وبوحدة هذا البلد. هذا الانفتاح ليس تفصيلاً عابراً، بل يعكس توجهاً سياسياً – اجتماعياً يهدف إلى تثبيت حضور الحزب ضمن معادلة الاستقرار الوطني، وإبراز التزامه بالدور الجامع للدولة وبالنموذج اللبناني الذي يقوم على الشراكة بين مكوّناته.في الرسالة التي بعثها حزب الله إلى البابا، عبّر عن تقدير لموقع الفاتيكان المعنوي في لحظة حسّاسة تمر بها البلاد. وجاء التركيز على جمال لبنان وتنوّعه الطائفي المنظّم كمدخل لإعادة التذكير بأساسيات الصيغة اللبنانية، وبأن العيش الواحد والتوافق العام هما ركيزتان لا بدّ منهما لاستقرار النظام السياسي وأمنه الوطني.
واستحضرت الرسالة مقولة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة: لبنان ليس مجرد وطن بل رسالة لتربط بين التجربة التاريخية للبنان وبين دوره الحضاري كجسر يصل بين المسيحية والإسلام، وبين الاتجاهات الثقافية والدينية المختلفة في الشرق والغرب. بهذا المعنى، حاول الحزب التأكيد أن التنوع ليس مصدر تهديد، بل هو جوهر الهوية اللبنانية ورسالتها إلى العالم.
تكشف الرسالة بوضوح رغبة حزب الله في تقديم نفسه طرفاً حريصاً على حماية الصيغة اللبنانية وعلى عدم المس بالحضور المسيحي في البلاد،. وتأتي هذه المقاربة في لحظة يتصاعد فيها الكلام عن سيناريوهات مواجهة واسعة على الحدود الجنوبية، وعن ضغوط إسرائيلية متواصلة على لبنان، ما يجعل أي خطاب حول الشراكة الوطنية ذا دلالات خاصة.
يسعى الحزب من خلال هذه المقاربة إلى القول إنه شريك في حماية لبنان لا طرفاً يهدد ركائزه، وهو يعتبر بحسب مصادره، أن تعزيز الثقة بين المكونات اللبنانية، وفي مقدمتها المسيحيون، ضرورة لصد محاولات زعزعة الاستقرار أو استثمار التناقضات الداخلية في سياق الضغوط الدولية.
يرى الحزب أنّ الفاتيكان قادر على لعب دور يتجاوز الرمزية الروحية إلى التأثير الدبلوماسي، خصوصاً في مواجهة الاندفاعة الإسرائيلية نحو التصعيد. ومن هنا جاء مضمون الرسالة ليطالب ولو بشكل غير مباشر بوقوف الفاتيكان إلى جانب لبنان في محطات حرجة، وبأن يكون الصوت المسيحي العالمي عاملاً مساعداً في تثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة.
يترافق إرسال الرسالة مع استعداد وفد من حزب الله لزيارة السفارة البابوية قريباً، في خطوة تحمل أكثر من إشارة. فهي تعبير عن تمسك الحزب بالصيغة اللبنانية بكل عناصرها، وعن حرصه على تأكيد التزامه بالكيان الوطني ووحدة البلاد. كما تأتي لتقول إن الديمقراطية التوافقية ليست مجرّد صيغة حكم، بل أساس لاستمرار لبنان كفضاء مشترك بين مكوّناته. فالزيارة المرتقبة إلى السفارة البابوية هي رسالة إضافية تؤكد أهمية العلاقات الروحية والوطنية في الحفاظ على تماسك المجتمع اللبناني، وتمهد لنقاشات أوسع وأكثر تنظيماً حول الملفات الوطنية الكبرى خصوصاً في ظل المتغيرات المتسارعة التي تتطلب مقاربات جديدة أكثر هدوءاً وعقلانية.
يبرز في خطاب الحزب مقاربة مختلفة تجاه مفهوم حماية البلد. فهو يشير بوضوح إلى أنّ مسؤولية الدفاع عن لبنان وصون استقراره مسؤولية جماعية لا تقع على عاتقه وحده، بل تتشارك فيها المؤسسات الدستورية والجيش والشعب والقوى السياسية. هذه المقاربة تعكس محاولة تنظيم أولويات المرحلة المقبلة، وفتح الباب أمام نقاش وطني هادئ حول دور كل طرف في حماية الأمن الوطني. وفي هذا الإطار، يبدو الحزب كأنه يهيئ الأرضية لحوار منظم حول الاستراتيجية الدفاعية، بعيداً عن الاصطفافات التي حكمت النقاش في مراحل سابقة.
لم تكن الرسالة الحالية خطوة معزولة، فالعلاقة بين حزب الله والسفارة البابوية شهدت خلال السنوات الماضية، بحسب مصادر الحزب ، تواصلاً مستمراً كلما دعت الحاجة إلى التشاور حول ملفات تخص اللبنانيين. كما سعى الحزب إلى إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي، رغم الاختلافات السياسية والاضطرابات التي شهدتها العلاقة في الآونة الأخيرة. وقد ساهمت اللجنة المشتركة بين الطرفين في وضع إطار مؤسساتي للحوار، ما سمح بتخفيف التوترات واحتواء الخلافات وتعزيز فرص التفاهم
إن رغبة حزب الله في الانفتاح على المسيحيين، وإظهار التزامه بالشراكة الوطنية، ليست إجراءً شكلياً بل جزءاً من استراتيجية سياسية تسعى إلى تحصين الداخل اللبناني في زمن التحديات الكبرى. ففي ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، يبدو الحوار المسيحي – الإسلامي ضرورة لا خياراً، ومساراً ملحّاً للحفاظ على ما تبقى من استقرار في لبنان.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا Lebanon 24 قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا