بعد تسوية أزمة الكاريبي التي كادت أن تنتهي بمواجهة نووية، أبرم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة اتفاقية في جنيف في 20 يونيو عام 1963 بشأن "اتصال ساخن" لتلافي المواقف القاتلة.

إقرأ المزيد "معجزة" إفلات جيش من الموت!

أزمة الصواريخ الكوبية كما يسميها الأمريكيون والتي اندلعت في عام 1962 وزادت من شدة الحرب الباردة التي كانت دائرة حينها بين المعسكرين، تمثلت في نشر الاتحاد السوفيتي في عملية سرية، صواريخ باليستية برؤوس نووية على الأراضي الكوبية ردا على نشر الولايات المتحدة في عام 1961 15 صاروخا نوويا من طراز "جوبيتر" في تركيا.

مرت العلاقات  بين واشنطن وموسكو في تلك الفترة بأصعب فتراتها على الإطلاق، وكانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قريبتين جدا من الانزلاق في صراع نووي كان يمكن أن ينهي الحياة على الأرض.

الجحيم بين الطائر الأسود الأمريكي والغواصة النووية السوفيتية:

الخطر المحدق في تلك الفترة بلغ ذروته عمليا في حادثتين جرتا في ظل أزمة الكاريبي يوم 27 أكتوبر عام 1962 . الحادثة الأولى تمثلت في إسقاط منظومات الدفاع الجوي السوفيتية من طراز "إس – 75 دفينا" المتمركزة في جزيرة الحرية، طائرة تجسس أمريكية من طراز "يو – 2" والتي تعرف بالطائر الأسود، في سماء كوبا صبيحة ذلك اليوم.

الحادثة الثانية وكانت الأشد خطورة تعرضت خلالها الغواصة السوفيتية "بي 59"  المزودة بأسلحة نووية إلى هجوم قبالة السواحل الكوبية من قبل سفن حربية أمريكية تتقدمها حاملة الطائرات "راندولف ". السفن الأمريكية كانت تستعد حينها لإسقاط قنابل الأعماق وتدمير الغواصة السوفيتية.

حطام طائرة التجسس الأمريكية يو - 2

قائد الغواصة النووية السوفيتية فالنتين سافيتسكي قرر الرد بإطلاق طوربيد نووي، إلا أن مثل القرار في البحرية السوفيتية حين تكون الغواصات النووية بعيدة عن قواعدها ومنقطعة عن قيادتها، يتوجب أن يتخذ بالتشاور بين 3 من كبار قادة الغواصة.

مساعد قائد الغواصة السوفيتية ويدعى فاسيلي أركيبوف اقترح على زميليه قبل الرد بإطلاق طوربيد نووي، إرسال إشارة تحذير إلى السفن الأمريكية تقول: "أوقفوا الاستفزازات"!

الإشارة أرسلت ومرت الأزمة بسلام. طفت الغواصة السوفيتية "بي 59 " على سطح الماء، ولم تتعرض لها السفن الحربية الأمريكية، وظلت تراقبها من بعيد حتى غياب شمس ذلك اليوم.

معلومات أساسية عن الخط الساخن:

ما يطلق عليه أحيانا الهاتف الأحمر أو الخط الساخن المباشر في الحقيقة لم يكن مباشرا وكان يمر عبر عدة دول ومساره هو، واشنطن – لندن – كوبنهاغن – ستوكهولم – هلسنكي – موسكو. هذه الطريقة للاتصال التي تستخدم فقط في حالات الطوارئ بين موسكو وواشنطن كانت تتكون في الأصل من خطين أمنيين يمران عبر كابل تلغراف.

  

الاتصالات عبر الخط الساخن كانت تجري فقط بالمراسلة النصية وليس عن طريق الصوت، ثم تحولت في عام 1978 إلى الاتصال عبر أنظمة الأقمار الصناعية الدولية، ومع ذلك لم يختف خط الكابل على الفور، واستكملت وسيلتا الاتصال بعضهما.

خط الاتصال الساخن زود في عام 1986 بفاكس، ولا يزال هذا النوع من الاتصالات مستخدما لأنه يسمح على جناح السرعة لقادة البلدين بتبادل كمية كبيرة من المعلومات بما في ذلك الرسومات والخرائط والمخططات والجداول.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الاتحاد السوفييتي الاسلحة النووية فی عام

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: إسرائيل تخوض حربا صعبة في غزة

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، قال إن إسرائيل تخوض حربا صعبة في غزة وتواجه تحديات عديدة، وعازمون على هزيمة حماس واستعادة المحتجزين من قطاع غزة.

جيش الاحتلال: رصد إطلاق 3 صواريخ من جنوب غزة50 شهيداً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوماستقالة رئيس مؤسسة غزة الإنسانية احتجاجا على تدهور مبادئ العمل الإغاثي19 شهيدا في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في غزة

أعلن جيك وود، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "غزة للمساعدات الإنسانية"، استقالته من منصبه، مؤكدًا أن الظروف الراهنة في القطاع تجعل من المستحيل تنفيذ برامج الإغاثة دون الإخلال بالمبادئ الأساسية للعمل الإنساني، وعلى رأسها الحياد والإنصاف والاستقلالية.

وقال وود، في بيان رسمي أصدره، إن "البيئة الحالية تحول دون استمرارنا في تقديم المساعدات دون المساس بمبادئنا. أنا أرفض التنازل عن مبادئ الإنسانية والعدالة والاستقلال، ولذلك أقدمت على هذه الخطوة".

ودعا المسؤول المستقيل، إسرائيل إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات إلى غزة بشكل عاجل ومن خلال كل الوسائل الممكنة، كما ناشد جميع الأطراف العمل على ابتكار طرق جديدة لتوصيل المساعدات دون تأخير أو تمييز، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين وتغليب البعد الإنساني على أية اعتبارات سياسية أو عسكرية.

وأكد وود أن "السبيل الوحيد لتحقيق استقرار دائم يتمثل في الإفراج عن كافة الرهائن، ووقف القتال، وإرساء مسار واضح نحو السلام والكرامة لجميع شعوب المنطقة"، بحسب تعبيره.

تعد مؤسسة "غزة للمساعدات الإنسانية"، كيانا غير معروف على نطاق واسع، وتم تسجيل مقرها الرئيسي في جنيف خلال شهر فبراير الماضي، بدعم من واشنطن وتل أبيب. 

ورغم أن الولايات المتحدة أعلنت تأييدها للمؤسسة، فإنها لم تفصح عما إذا كانت تموّلها بشكل مباشر.

ويشغل جيك وود، المؤسس والرئيس التنفيذي، موقعًا مثيرًا للجدل، إذ سبق أن خدم قناصًا في قوات المارينز الأمريكية، وشارك في عمليات بالعراق وأفغانستان، كما تُظهر منشوراته عبر منصات التواصل الاجتماعي تعاطفًا صريحًا مع إسرائيل، ما ألقى بظلال من الشك على حيادية المؤسسة ودورها في ملف الإغاثة داخل غزة.

طباعة شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي قطاع غزة غزة حماس

مقالات مشابهة

  • برلمانية: خطة استغلال آثار أبي قير الغارقة بوابة مصر نحو ريادة سياحة الأعماق العالمية
  • التحاق 3 لاعبين بمعسكر أسود الرافدين في البصرة
  • كوريا الشمالية تصف القبة الذهبية الأمريكية بـ سيناريو حرب نووية
  • «سي وورلد أبوظبي» تكشف عن «الغواصة الاستكشافية»
  • مجلة أمريكية: شركات الشحن لن تعود للبحر الأحمر قبل انتهاء العدوان على غزة… والهيمنة الأمريكية تتآكل أمام صمود اليمن
  • ماذا يحدث لجسمك عند تدخين السجائر مع تناول الشاي؟.. مفاجأة صادمة
  • "كأننا في حرب شبحية".. تفاصيل أول مواجهة ميدانية بين صنعاء والمدمرة الأمريكية
  • وزير الخارجية يؤكد استعداد الحكومة للتعاون مع الشركات الأمريكية وتسهيل دخولها للسوق المصرية
  • نتنياهو: إسرائيل تخوض حربا صعبة في غزة
  • أسود الرافدين يحطون في البصرة استعداداً لموقعة كوريا الجنوبية