عصابات مسلحة تسطو على ملايين الدولارات من بنوك غزة
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن عمليات سطو نفذتها "عصابات مسلحة"، بما في ذلك جماعات مدعومة من حماس، على البنوك في شمال قطاع غزة خلال الشهرين الماضيين.
وتسببت عمليات السطو في نهب ما لا يقل عن 120 مليون دولار أو ثلث الأموال النقدية في خزائن البنوك بغزة، وفق تقديرات الأمم المتحدة، التي اطلعت عليها "فاينانشال تايمز".
وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن البنوك في شمال غزة لا تزال تحتفظ بأموال نقدية تقدّر بحوالي 240 مليون دولار أخرى موجودة بخزائن دفن بعضها في "خرسانة أسمنتية"، من أجل منع نهبها بعد انهيار النظام المدني في القطاع المحاصر.
وأثارت عمليات السطو مخاوف بين المسؤولين الإسرائيليين من أن بعض الأموال يمكن أن تزيد من تأجيج "تمرد" حماس، مع سيطرة الحركة المسلحة على الأوراق النقدية "النادرة" في القطاع المحاصر منذ اندلاع الحرب.
وأدت الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر على خلفية هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل، وما تبعها من رد إسرائيلي، إلى الحد من توافر الأوراق النقدية بالقطاع، حيث يتعين على السكان دفع رسوم قبل أسبوع ليتمكنوا من الانضمام إلى "طابور" أمام جهاز الصراف آلي وسط غزة، وهو واحد من بين عدد قليل من الأجهزة المتبقية لسكان القطاع الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر عمليات السطو على البنوك "دراماتيكية"، وقعت يومي 17 و18 أبريل الماضي، على بنك فلسطين، وهو أكبر مؤسسة مالية فلسطينية، حيث بعد صب خرسانة حول قبو فرعه بمنطقة الرمال من أجل حماية الأموال من النهب، وقع انفجارا وتلا ذلك عملية سرقة.
ونقلت "فاينانشال تايمز" عن أحد الشهود قوله إن الأوراق النقدية كانت "ترفرف في الهواء"، حيث هرب اللصوص وبحوزتهم ما يقدر بنحو 31 مليون دولار بعملات مختلفة، وفقا لوثيقة داخلية أرسلت إلى مساهمي البنك واطلعت عليها الصحيفة، التي ذكرت أنه في اليوم التالي وجد العملاء والتجار الذين حضروا إلى الفرع لسحب ودائعهم "مجموعات مسلحة موجودة بالفعل داخل الفرع".
وقدّر بنك فلسطين أنه تم الاستيلاء على 36 مليون دولار في عملية السرقة الثانية، التي "جاءت بناء على أوامر من أعلى سلطة في غزة"، في إشارة ضمنية إلى حماس التي تحكم القطاع قبل الحرب، وفقا للصحيفة.
وبينما هددت عمليات السطو موظفي بنك فلسطين، فإن أكثر من 70 مليون دولار مسروقة "لا تهدد استقراره"، وذلك بالنظر إلى إجمالي ودائع العملاء لديه البالغة 5.41 مليار دولار، والتي يوجد معظمها بالضفة الغربية.
ونقلت الصحيفة عن بيان صادر من بنك فلسطين قوله: "منذ بداية الحرب، اتخذ البنك جميع الاحتياطات والأحكام اللازمة لضمان بقاء سلامته واستقراره كمؤسسة، والحفاظ على ودائع العملاء حتى في ظل أسوأ السيناريوهات".
وأضاف أن تقديرات المبالغ المسروقة "لا يمكن التأكد منها بسبب صعوبة تقدير الأضرار على أرض الواقع".
ويحرص المصرفيون على عدم إلقاء اللوم بشكل مباشر على حماس، لكن وجود هذا المبلغ من المال في أيدي "السلطة العليا" بغزة من المرجح أن يؤدي إلى تأجيج "التمرد" ضد الجيش الإسرائيلي، حسبما نقلت "فاينانشال تايمز" عن اثنين من المسؤولين الإسرائيليين.
وجاءت عمليات السطو الكبيرة في أبريل الماضي، بعد موجة سرقة بدأت خلال وقت سابق على نطاق أكثر تواضعا، حيث تم نهب حوالي 7 ملايين دولار من فروع بنك فلسطين، معظمها من أجهزة الصراف الآلي على يد عصابات مسلحة "توغلت في المباني حسب الوثيقة الداخلية".
وتأتي عمليات نهب المصارف، في الوقت الذي يكافح فيه سكان غزة، الذين يعيش معظمهم فقرا مدفقا، للعثور على الأوراق النقدية لشراء الإمدادات الأساسية بعد 8 أشهر من الحرب.
ويستخدم سكان القطاع الشيكل الإسرائيلي، لكن الجيش الإسرائيلي منع دخول الأوراق النقدية الجديدة، مما أجبر الفلسطينيين العاديين على استخدام الدينار الأردني والدولار الأميركي، وفق الصحيفة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه صادر ما لا يقل عن 100 مليون شيكل (27 مليون دولار) من الأموال النقدية، و"حولها إلى بنك إسرائيل بالتعاون مع وزارة الدفاع من أجل منع حماس من الوصول إليها".
وزاد من تفاقم نقص الأوراق النقدية بقطاع غزة مع إرسال الفلسطينيون الأثرياء عشرات الملايين إلى شركة سياحة مصرية، والتي تطلب 5000 دولار للشخص الواحد على شكل أوراق نقدية جديدة بقيمة 100 دولار، لتمكينهم من الخروج من قطاع غزة، وفقا للصحيفة.
وفي غضون شهر من هجوم حماس المدمر على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أدى إلى اندلاع الحرب، كان من الواضح لبنك فلسطين أن الأموال النقدية الموجودة في فروعه ستشكل مشكلة.
وبينما كانت المناطق شمالي قطاع غزة مدمرة بسبب الحرب، أقنع البنك الفلسطيني الأمم المتحدة بتسيير قافلة لنقل أوراق نقدية بقيمة 50 مليون دولار إلى الجنوب، فيما لم يتم تنفيذ عملية ثانية لنقل الأموال حيث وجدت الأمم المتحدة أن غارة جوية إسرائيلية دمرت أحد الفروع.
وكتب البنك إلى المساهمين في مذكرة خلال وقت سابق من هذا العام "إن إخلاء الأموال النقدية من غزة أمر مستحيل تقريبا"، حيث ترك ذلك أكثر من 100 مليون دولار نقدا في فرعين في منطقة الرمال ووسط مدينة غزة، مما مهد الطريق للسرقات اللاحقة، حسب الصحيفة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.
وقبل الحرب، كان في غزة أكثر من 90 ماكينة صرف آلي و56 فرعا للبنوك، بما في ذلك بنك فلسطين وبنك القاهرة عمّان وبنك القدس، وفقا للصحيفة التي أشارت أيضا إلى أنه "لا تزال التحويلات المصرفية حتى من الخارج، ممكنة في بعض الأحيان إلى البنوك المعترف بها دوليا، مثل بنك فلسطين، ولكن ثبت أن استخدام هذه الأموال أصبح صعبا ومكلفا بشكل متزايد".
وفي مايو الماضي، أطلقت سلطة النقد الفلسطينية، نظام مدفوعات إلكترونية بدون عمولة "لتعويض النقص في السيولة النقدية"، وفق "فاينانشال تايمز"، لكن إجراء عمليات التحويل تتطلب كهرباء وإنترنت، وكلاهما نادرا بالقطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأموال النقدیة فاینانشال تایمز الأوراق النقدیة عملیات السطو ملیون دولار بنک فلسطین قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
«الشارقة الإسلامي» يدرج صكوكاً بـ 500 مليون دولار في ناسداك دبي
دبي (الاتحاد)
أدرجت في ناسداك دبي صكوك الشريحة الأولى الإضافية «AT1» بقيمة 500 مليون دولار والصادرة عن مصرف الشارقة الإسلامي.
وأُصدرت هذه الصكوك الدائمة، غير القابلة للاستدعاء قبل مرور ست سنوات، من قبل الجهة المُصدرة«SIB Tier 1 Sukuk IIND Ltd»، وهي متوافقة مع متطلبات بازل 3، وحظيت الصكوك بإقبال قوي من المستثمرين الإقليميين والدوليين، ما يوفر للمصرف رأس مال إضافياً لدعم خططه للنمو طويل الأجل.
بهذا الإدراج، ارتفعت القيمة الإجمالية للصكوك المدرجة من قبل مصرف الشارقة الإسلامي في ناسداك دبي إلى 2.5 مليار دولار، من خلال خمس عمليات إدراج، ما يعزز الدور الاستراتيجي لدبي في تطوير منظومة أسواق رأس المال الإسلامية.
واحتفالاً بعملية الإدراج، قرع أحمد سعد، نائب الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي جرس افتتاح جلسة التداول في ناسداك دبي، إلى جانب حامد علي، الرئيس التنفيذي لناسداك دبي وسوق دبي المالي.
وقال أحمد سعد إن إدراج صكوك رأسمالية دائمة ضمن الشريحة الأولى الإضافية لرأس المال بقيمة 500 مليون دولار في ناسداك دبي خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصرف الشارقة الإسلامي مؤسسة مالية رائدة تتمتع بثقة المستثمرين محليًا ودوليًا، ويأتي هذا الإصدار ليدعم خططنا طويلة المدى للنمو، ويعزز قاعدة رأس المال، وفق متطلبات بازل 3، بما يرسّخ متانة مركزنا المالي.
وأكد أهمية الشراكة المستمرة مع ناسداك دبي، المنصة الرائدة التي تمثل نافذة شاملة على الأسواق العالمية، وتوفر بيئة محفزة لجذب رؤوس الأموال، مشيراً إلى أنه من خلال هذا الإدراج، يؤكد مصرف الشارقة الاسلإمي التزامه بدعم جهود دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للتمويل الإسلامي، والمساهمة الفاعلة في نمو واستدامة هذا القطاع الحيوي.
من جانبه، أكد حامد علي، الرئيس التنفيذي لناسداك دبي وسوق دبي المالي أن هذا الإدراج خطوة مهمة تتجاوز جمع رأس المال، إذ تعكس تحولاً شاملاً تقوده مؤسسات إقليمية رائدة، مثل مصرف الشارقة الإسلامي، نحو تطوير وتنويع أسواق الدين المحلية.
وأوضح أنه مع تنامي الطلب على أدوات استثمارية متنوعة ومتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، تواصل ناسداك دبي ترسيخ مكانتها مركزاً موثوقاً للابتكار في قطاع التمويل الإسلامي، ويُشكل الزخم المتواصل في إصدارات الصكوك دليلاً ملموساً على نضج المنظومة المالية، التي أصبحت تجمع بين التطلعات المحلية وتدفقات رؤوس الأموال العالمية.
وأضاف أن العلاقة المتواصلة مع مصرف الشارقة الإسلامي تؤكد الدور الاستراتيجي الذي تؤديه المؤسسات المالية في بناء أسواق رأس مال قوية تواكب تغيرات المستقبل في دولة الإمارات وخارجها.
وبهذا الإدراج، بلغت القيمة الإجمالية للصكوك المدرجة في ناسداك دبي 95.7 مليار دولار، ما يرسّخ مكانتها واحدة من كبريات الوجهات العالمية لإدراج أدوات الدخل الثابت المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وتجاوز إجمالي سوق أدوات الدين في ناسداك دبي 136 مليار دولار موزعة على 160عملية إدراج، ما يعكس الثقة المتزايدة من المستثمرين الدوليين بمكانة دبي وجهة رئيسة تربط تدفقات رأس المال بين الشرق الأوسط والعالم.