الزراعة الإسرائيلية مدمرة بعد الحرب على غزة وانخفاض الإنتاج بنسبة 80%
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن القطاع الزراعي الإسرائيلي تعرض للدمار منذ شن إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأضافت الصحيفة أن المناطق الجنوبية والشمالية، حيث تُزرع عدة أصناف وأنواع من الفواكه والخضروات، تلقت الضربة الأكبر في تاريخها.
وأدت الأزمة -وفقا للصحيفة- إلى صعوبات مالية قاسية بالنسبة للمزارعين، مما أدى إلى نقص المنتجات الأساسية وارتفاع أسعارها.
ووصفت دفنا يوريستا من وزارة الزراعة الوضع، لجيروزاليم بوست، بالقول إنه "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، واجهت الزراعة في إسرائيل أكبر أزمة في القوى العاملة عرفتها منذ قيام الدولة".
وقبل حرب الإسرائيلية على غزة، كان يعمل نحو 30 ألف عامل أجنبي في الزراعة، معظمهم من تايلند، وفقا للصحيفة.
ومع اشتعال الحرب، عاد نحو 10 آلاف عامل إلى أوطانهم، ولم يتمكن ما يقرب من 12 ألف عامل من مناطق السلطة الفلسطينية من العمل، مما أدى إلى نقص بأكثر من 20 ألف عامل في الزراعة الإسرائيلية.
تأثير شديد على المزارعينوسلط جوزيف جيتلر، مؤسس ورئيس بنك الطعام الوطني الإسرائيلي، الضوء على مدى تأثير الحرب على الزراعة قائلا "تأثر آلاف المزارعين. تعرض المزارعون في الشمال لخسارة كاملة".
وتابع أن "هناك خطورة على حياتهم أن يذهبوا ويعملوا في حقولهم.. انخفض إنتاج الفواكه والخضروات بنسبة 80% في الأشهر التي تلت الحرب".
وكشف أحد المزارعين يدعى شاكيد -للصحيفة- عن حجم الخسائر التي تعرض لها بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، قائلا إن "هجوم المقاومة الفلسطينية وقع مباشرة بعد فترة من الاستثمار الكبير في شركته.. كان حصاد الطماطم قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول مباشرة. عادة، نستثمر كثيرا من المال في هذه العملية، وبعد الحصاد، نسترد الأموال. كل مواردنا المالية كانت في الدفيئات (الصوبات) الزراعية قبل وقوع الهجمات مباشرة".
ويشعر المزارعون، مثل شاكيد، بأن الحكومة تخلت عنهم، إذ قال "أشعر أنه من المهم جدا بالنسبة للمنطقة أن يستمر المزارعون في العمل. إنه يقوي البلاد. ولكنني الآن أشعر بأننا نحن المزارعين لا نحارب حماس فحسب، بل نحارب أيضا البيروقراطية في إسرائيل. أتمنى أن نفوز على جبهتين".
ومع استمرار الحرب، توقعت الصحيفة أن تتفاقم قضايا الأمن الغذائي.
وختم جيتلر بأنه "كلما طال أمد الحرب، ستصبح قضايا الأمن الغذائي أكثر صعوبة. من المهم جدا لدولة إسرائيل أن يستمر المزارعون في الزراعة. يجب أن يكون لدينا أمننا الغذائي الخاص في حال انقلب العالم علينا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الخبير في الثقافة الإسرائيلية أورن شالوم: إسرائيل تتجه نحو الانهيار
#سواليف
حذر الدكتور #أورن_يحيى_شالوم، الخبير في الثقافة الإسرائيلية من أن #إسرائيل تواجه تفككا مؤسساتيا و #فوضى_اقتصادية واجتماعية قد تؤدي إلى #انهيار_الدولة.
وفي تحليل يثير تساؤلات لدى الإسرائيليين عن مستقبل الكيان الإسرائيلي، أشار شالوم وهو أحد مؤسسي مبادرة “يهودية إعلان الاستقلال” إلى أن الصراع الداخلي الحالي هو “معركة وجودية ستحدد شكل #إسرائيل في العقود المقبلة”.
جاءت تصريحات شالوم، وهو ايضا مؤلف كتاب “شمع إسرائيل – اليهودية العلمانية من الرامبام إلى أحد هعام”، خلال مقابلة خاصة مع صحيفة “يديعوت أحرنوت” سلط فيها الضوء على التصدعات العميقة التي تواجهها الدولة العبرية، والتي تتفاقم بسبب الحرب على غزة والانقسامات المجتمعية الحادة.
مقالات ذات صلة 1500 فلسطيني بغزة فقدوا البصر والأونروا تحذر من خطر الحصار 2025/05/11ويرى شالوم أن جوهر الأزمة يتمثل في الصراع بين نموذجين لليهودية: “الأول هو نموذج إعلان الاستقلال القائم على الديمقراطية والمساواة، والثاني هو النموذج المتعصب الذي تمثله كتل مثل سموتريتش، والذي يهدد بتحويل إسرائيل إلى دولة ثيوقراطية”.
ويوضح: “إذا تناقضت يهودية الأغلبية مع قيم الديمقراطية، فلن تكون هناك ديمقراطية.. المتعصبون يسعون عمليا إلى إلغاء إعلان الاستقلال، حتى لو لم يعلنوا ذلك صراحة”.
ويضيف: “هذه الحرب شخصية بالنسبة لي.. أنا لا أقاتل من أجل الصهيونية، بل من أجل بقاء ابنتي أبيجيل. لكن الكثيرين ممن أعرفهم غادروا البلاد بالفعل”.
وبتشاؤم لافت، يرسم شالوم سيناريو “مرعبا” للإسرائيليين لـ”مئوية إسرائيل” في العام (2048) في حال استمرار الاتجاهات الحالية:
تفكك مؤسسات الدولة وانهيار الخدمات العامة. فوضى اقتصادية تدفع برأس المال والكفاءات إلى الهروب. هجرة جماعية للنخبة، التي لو وصلت إلى 300 ألف شخص “ستجعل استمرار الدولة مستحيلا”. تحوّل إسرائيل إلى دولة غير جاذبة، حيث “يبقى الهيكل السياسي لكن لا أحد يرغب في العيش فيه”.ويعلق: “نحن نهدّم بأيدينا ما بنيناه على مدى 75 عامًا.. وهذا ليس فقط خيانة للصهيونية، بل تناقض صارخ مع كل تاريخ اليهودية”، بحسب قوله.
وكشف شالوم عن عمق الانقسام الإسرائيلي من خلال قضية أسرى غزة، التي كان يفترض أن تجمع الإسرائيليين: “المسيانيون حولوا الأولوية من افتداء الأسرى إلى الانتقام.. لقد نزع سلاح الرهائن لأنهم يمثلون قيما تتعارض مع خطاب النصر الكامل الزائف”.
ويختتم شالوم تحليله بدعوة عاجلة: “علينا أن نختار الآن: إما أن نقف كأغلبية ونقول هذه هي يهوديتنا، أو نسمح للمتعصبين بسحق إسرائيل. نحن عند منعطف حرج.. إما أن نوقف الانهيار، أو نتحمل مسؤولية دمار الدولة”.
تحذيرات شالوم تعكس أرقاما “مقلقة” في إسرائيل عن تزايد هجرة الأكاديميين ورجال الأعمال، وتراجع مؤشرات الاقتصاد، وتصاعد الخطاب الديني المتطرف. السؤال الذي تلقي به هذه التحليلات على الطاولة: هل يمكن لإسرائيل أن تبقى “دولة يهودية وديمقراطية” أم أنها مقبلة على مرحلة جديدة، ربما تكون الأخيرة، في تاريخها المضطرب؟، بحسب تحليلات وإشارات شالوم.