لبنان ٢٤:
2025-08-02@13:53:44 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان 

الجبهة الجنوبية بقيت مفتوحة على احتمالات واسعة تغذيها التهديدات الاسرائيلية في حملة يسهم فيها الكثير من كبريات وسائل الاعلام الغربية وغير الغربية.

وإذا كان صحيحا أن قادة العدو من سياسيين وجنرالات ومراكز دراسات ومحللين يعترفون مسبقا بحجم الخراب الذي سيصيب كيانهم في حال ارتكاب مغامرة عسكرية واسعه في لبنان واذا كان أصغر هواجسهم أنهم سيحرمون من الكهرباء وهم لا يتحملون العيش من دونها لاثنتين وسبعين ساعة فقط فإن الصحيح أيضا أن كل هذه المحاذير لم تلجم سيل التهديد والوعيد.



وفي أحدث حلقة من حلقات التهديد قول بنيامين نتنياهو متوجها إلى الولايات المتحدة إن اعاقة ارسال الأسلحة لإسرائيل سيقود الى وضع يقرب الحرب مع لبنان.

كلام تماشى مع بعض المواقف الأميركية التي تنخرط بشكل أو بآخر في الحملة الاسرائيلية من قبيل ما نقلته شبكة (CNN) عن انطوني بلينكن لجهة ابلاغه من أحد الوزراء العرب بأن القادة الاسرائيليين حزموا أمرهم للقيام بعمل عسكري كبير في لبنان.

وفي موقف اميركي معاكس قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي إننا لا نريد رؤية أي توسعة للحرب في الشمال "الاسرائيلي" مضيفا اننا نتابع بجدية التوتر هناك.

وعلى الإيقاع نفسه عزف الاتحاد الأوروبي عندما اكد انه يعمل مع الأطراف الاقليمية لمنع نشوب حرب بين لبنان و"اسرائيل".

هذه المواقف معطوفة على التطورات العسكرية وارتفاع حدة التصعيد دفعت الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الى الاعراب عن بالغ قلقه من هذا التصعيد على الخط الأزرق ومن مخاطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط ومن حرب شاملة أصبحت أمرا وشيكا كما قال محذرا من ان العالم لا يحتمل ان يتحول لبنان إلى غزة أخرى.

وعلى مسرح العلاقات اللبنانية - القبرصية نجحت الاتصالات بوأد الأزمة في مهدها على قاعدة إعلان الجزيرة المجاورة عدم منح تسهيلات لأي بلد يخوض حربا ضد بلد آخر.

واستكمالا للمعالجات يتوقع ان يزور مسؤول قبرصي رفيع المستوى بيروت قريبا بحسب ما افادت وسائل اعلام لبنانية.

بالانتقال الى غزة وبحسب هآرتس الاسرائيلية وغيرها من وسائل الاعلام العبرية فان الجيش الاسرائيلي يريد الانسحاب من القطاع لكن نتنياهو لديه أفكار أخرى ما يعكس اتساع الهوة بين المؤسسة العسكرية ورئيس الحكومة الاسرائيلية.

وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال قد اعلن صراحة ألا جدوى من مواصلة الحرب في غزة مشددا على ان حماس لا تمحى وباقية في قلوب جمهورها والناس, على أن مآزق نتنياهو لا تقتصر على أطراف الداخل بل تتعمق في تعاطيه مع الإدارة الأميركية.

وفي هذا السياق وصف البيت الأبيض تصريحات نتنياهو بشأن التأخير في تسليم شحنات الأسلحة الأميركية للكيان العبري بأنها مهينة فرد رئيس وزراء العدو بالقول إنه مستعد لتلقي اي انتقادات شخصية مقابل وصول الذخيرة الأميركية التي تحتاجها "اسرائيل".

وفي غمرة هذا الجفاء بين الجانبين لا قرار بعد بشأن عقد اجتماع بين بايدن ونتنياهو خلال زيارة الأخير لواشنطن في الأيام القليلة المقبلة لإلقاء خطاب في الكونغرس.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في 

بنيامين نتنياهو يبتز جو بايدن، ووسيلته للابتزاز: حزب الله!  

فالخلاف بين الرئيس الاميركي ورئيس الحكومة الاسرائيلية بلغ اقصاه مع اعلان نتنياهو ان التأخير في  ارسال الاسلحة الاميركية الى اسرائيل سيؤدي الى  تقريب الحرب الشاملة مع حزب الله. 

في الجنوب، العمليات العسكرية مستمرة، فيما قوات اليونيفيل بدأت بناء تحصينات جديدة في بعض مراكزها . وقد تزامن الامر مع استمرار الترددات المتعلقة بموقف الامين العام لحزب الله  من قبرص. 

وقد اوردت معلومات صحافية ان قبرص لن تقف ساكتة على تهديدات نصر الله وانها ستزود الاتحاد الاوروبي باحاطة كاملة عن المخاطر المحدقة بقبرص نتيجة تهديدات حزب الله.  

واللافت انه رغم تهديدات نصر الله لقبرص, فانه ليست هناك حالات الغاء سفر من لبنان الى قبرص،  بل ان اعداد اللبنانيين المسافرين الى الجزيرة ترتفع ،  ما يثبت مرة جديدة  ان مواقف نصر الله في مكان والواقع في مكان آخر. وهو امر غير جديد، اذ منذ سنوات طوال ونصر الله يطلق اتهامات ويوجه تهديدات الى دول ومنظمات ما أضر كثيرا بمصالح اللبنانيين. 

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار 

انها الحرب الحتمية على الجبهة الاخطر للمنظومة الصهيونية.. لن تنفع فيها كل الترسانة العسكرية ولا غزارة التصريحات، ولن تحميها منها كل منظومات الدعم العابر للقارات..

انها الجبهة الداخلية في الكيان العبري، المفخخة بالف لغم ولغم، صحيح انها الغام من صنع احقادهم، الا ان صواعقها مرتبطة بميادين القتال حيث الاخفاقات التي اتت على خيارات جيشهم وكشفت سياسييهم للعراء..

وبعد طول تستر وكذب ونفاق باح الجيش بما لم يستطع عليه صمتا، معلنا العجز عن تحقيق الاوهام السياسية لقادة يبحثون عن مصالحهم الشخصية. فلم ينته سجال رئاسة الاركان ورئاسة الوزراء حول فشل القضاء على حماس، وهو مفتوح على المزيد من الحلقات في ظل تراكم الاخفاقات من غزة التي ابتلعت كل خططهم الحربية، الى الضفة التي تعد خطرا استراتيجيا عليهم، فالشمال الذي يطوقهم باصعب السيناريوهات..

وكلما حاولوا رفعا لمعنويات جنودهم ومستوطنيهم احبطهم خبراؤهم وجنرالاتهم ومفكروهم، الذين يخالفون كل عنتريات المنابر وتهديدات الحرب المفتوحة في الشمال، التي وصفها الجنرال الشهير اسحاق بريك بالانتحار الجماعي.

فتل ابيب وجيشها اعجز من خوض هذه الحرب كما قال العارف بحال الجيش والحكومة اسحاق بريك، والعاجز عن اتمام حرب على جبهة غزة كيف له ان يخوض حربا على جبهات ست؟ سأل بريك. فاي حرب مع لبنان هي حرب اقليمية شاملة برأيه، ولن تقوى عليها ترسانتهم العسكرية ولا عديد جيشهم المنهك.

اما الدخول في التفاصيل فكان لجنرالات الميدان الذين اسروا لصحيفة هآرتس بعجزهم امام مسيرات حزب الله وما ظهر منها الى الآن، فكيف بما يتركه المقاومون لهم من مفاجآت.

وليس مفاجئا ان ترتفع اصوات الجبهة الداخلية المعنية بحياة المستوطنين اليومية محذرة مما ينتظرهم من كوارث حقيقية ليس اقلها الكهرباء، فمدير شركة نوغا التي تدير هذا القطاع في الكيان العبري شاؤول غولدشتاين كان واضحا مع المجتمع الصهيوني من ان حزب الله قادر على تعطيل منظومة الكهرباء الاسرائيلية متى اراد، ولن يتمكنوا بعدها من العيش في كيانهم لما للكهرباء من ارتباط بحياتهم اليومية كما قال...

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في 

هل يتحول  لبنان الى غزة اخرى؟

هذا التخوف الذي اعرب عنه الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش اليوم، قائلا: فلنكن واضحين، لا يمكن لشعوب المنطقة والعالم أن تسمح بأن يتحول  لبنان الى غزة أخرى، قابلته اشارة مصدر رفيع في حزب الله عبر ال او.تي.في. الى ان لدى الحكومة  اللبنانية انطباعا بأن التهديدات الاسرائيلية ليست جدية ولا جديدة، بل هي جزء من الحرب القائمة، لافتا الى ان هناك رسائل من أكثر من جهة تشير الى أن المواجهة لن تتطور.

وكشف المصدر بأن الموفد الأميركي آموس هوكستين لم ينقل تهديدا صريحا إنما مخاوف، علما ان جوهر الزيارة التي قام بها هو الطلب من حزب الله الضغط على حماس للقبول بمبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن.

وفي غضون ذلك، اكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة اليوم ان حزب الله لديه القدرة على الدفاع عن نفسه وعن  لبنان في مواجهة إسرائيل.

اما على الخط اللبناني-القبرصي، فأكدت الحكومة القبرصية اليوم بأنها تسعى دائما إلى تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين من خلال الحوار والوساطة الدبلوماسية، ملتزمة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. 

وشدد البيان على العلاقات المتميزة بين قبرص و لبنان، مشيرا إلى زيارات عدة لمسؤولين قبرصيين لبيروت وتقديم حزمة مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي لدعم استقرار لبنان.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي 

في بورصة الميدان جنوبا، هل تراجعت احتمالات التصعيد لمصلحة المساعي الديبلوماسية؟

للوهلة الأولى، هذا ما تنبئ به أجواء محادثات إسرائيلية أميركية في واشنطن.

لكن بالتوازي، موقف محذر ومتقدم للأمين العام للأمم المتحدة عبر فيه عن قلقه إزاء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وتحدث غوتيريش عن وجوب ألا يصبح لبنان "غزة أخرى"، منددا بما سماه "الخطاب العدائي" لإسرائيل وحزب الله والذي يثير مخاوف من كارثة لا يمكن تصورها.

وقال للصحافيين: "خطوة متهورة واحدة أو تقدير خاطئ واحد يمكن أن يؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود بكثير، وبصراحة، تفوق الخيال".

ومن نيويورك أيضا، بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أعلنت اليوم عبر " إكس " أن حزب الله لديه القدرة على الدفاع عن نفسه وعن لبنان في مواجهة إسرائيل، محذرا من أن "الوقت ربما قد حان للتدمير الذاتي لذلك النظام غير الشرعي".

بين مخاوف الأمم المتحدة ن والكلام الإيراني العالي السقف، هل الجنوب على حافة حرب أم مجرد تهويل بالحرب؟

ربما الإجابة مرتبطة بمسار الحرب في غزة ومرحلتها الجديدة: رفح، وفيها العمليات العسكرية مستمرة. 

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد 

رعد الصيف الاسرائيلي وزبد الحرب الذي بدأ في خريف الطوفان قبل تسعة أشهر تكسر عند بوابات الجنوب اللبناني وحده شاؤول غولدشتاين الرئيس التنفيذي لشركة نيغا الكهربائية يختصر احتمالات المواجهة الشاملة عندما يقول: في أي حرب, بعد اثنتين وسبعين ساعة من دون كهرباء سيستحيل العيش هنا...

وعلى الرغم من هذا الإقرار وغيره في المؤسسة العسكرية المهدهدة مخالبها فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدعي أن "إسرائيل" ستتمكن من تحقيق انتصار سريع على حركة حماس وردع حزب الله اللبناني في أي حرب مستقبلية قد تخوضها.

ولكنه ربط هذا الانتصار بحصوله على ما يحتاجه من اسلحة اميركية وكرر نتنياهو "نتانته" عندما ادعى ان الجيش الإسرائيلي ذهب لأبعد مما ذهب إليه أي جيش آخر في التاريخ في محاولة لتجنب سقوط ضحايا مدنية في غزة واذ أبقى نتنياهو على الخلاف قائما مع الولايات المتحدة، فإن واشنطن اكتفت بتوجيه انتقادات لاذعة عندما اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن تصريحات نتنياهو كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظرا لحجم الدعم الذي نقدمه...

وسنواصل تقديمه واذا حذفنا الإهانة جانبا والتي تعايشت معها اميركا، فإن تصريح البيت الابيض يشكل بحد ذاته مضبطة اتهام للولايات المتحدة بوصفها شريكا في حرب قدم لاسرائيل أسلحة تفوق أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية واختلف معها على تفصيل واحد يتعلق بقنابل تزن الفي رطل كانت مساهمات اميركا "رطل ووقية" في حرب تشارف على الاربعين الف قتيل ومئات الآلاف بين جرحى ومشردين ومفقودين ووفق القانون الدولي تعتبر شريكا ضالعا في الإمداد العسكري غير ان واشنطن لم تتوقف الا عند عبارات وصفتها " بالمهينة" من نتنياهو والدولة العظمى التي توزع عقوباتها على سائر المعمورة تكتفي مع "بيبي" بابداء علامات التعجب وتمر عليها الإهانة كمرور "الصرصور" الزاحف على مؤتمر المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر  والذي تعامل مع الزواحف بابتسامة عريضة وحيث لا عقوبات على المسؤولين الاسرائيليين.. ايضا لا مقاطعة لهم...

وتستقبل واشنطن الاحد وزير الامن يوآف غالانت, فيما اجتمعت الخارجية مع مسؤولين اسرائيليين كبار اليوم, وفي عز الخلاف كان الوزير انطوني بلينكن يجري مشاورات في تل ابيب  وستكون جبهة الشمال على رأس لقاءات غالانت مع وزيري الخارجية والدفاع الاميركيين. وهذه الجبهة لن تتحمل تبعاتها اسرائيل بعد اقامة شريط طويل من توازن الرعب الذي هد الحيل الاسرائيلي قبل ان تبدأ المعركة وفي الترسيم الاممي للحرب فإن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش  اكد انه لا يوجد  حل عسكري للاوضاع المتوترة على الحدود  اللبنانية الاسرئيلية واعتبر ان شعوب العالم لا يمكن ان تتحمل ان يصبح لبنان غزة اخرى. 

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الأمم المتحدة حزب الله

إقرأ أيضاً:

القمع العابر للحدود من أكواد الإرهاب إلى النشرات الحمراء

اتخذ المجتمع الدولي خطوات جادة نحو دعم "حقوق الإنسان" وأصدر مواثيق معتبرة، وأنشأ مجالس دولية لحماية هذا الشأن، لكن على الجهة الأخرى تفننت الدول في قمع الحقوق والحريات على المستوي الداخلي، حيث طورت آليات قضائية وأمنية، سمحت بالفتك بالمعارضين السياسيين، حتى أصبح السجن جزاء الكلمة، والحكم بالإعدام جزاء المعارضة السياسية.

دفعت تحركات السلطة كثيرا من المعارضين إلى الهجرة، وأصبحت دول المهجر مكان طبيعي تمارس فيه بعض الشخصيات المعارضة هامشا ضيّقا من حرياتهم السياسية عبر كتابات بوسائل التواصل، أو التجمع في ندوات وأنشطة اجتماعية، أو المساهمة في تظاهرات سياسية وفق ضوابط البلاد المضيفة. ورغم هذا السقف المنخفض من الأعمال، ضاقت السلطات بهذه الفاعليات ومن ثم استهدفت أشخاص المعارضين في تواصلاتها السياسية والدبلوماسية، واستخدمت ثقل هذه العلاقات في كبح المعارضين أو المطالبة بطردهم أو تسليمهم، وصارت الإجراءات القضائية المحلية غطاء قانونيا لإجراءات قمعية عابرة للحدود، تضع أكواد الإرهاب، وقوائم التتبع، والنشرات الحمراء في مكاتب الإنتربول الدولي.

ما أبعاد هذه المشكلة؟ وما أنماط الإجراءات التي تتخذها الدول بخصوص القمع العابر للحدود؟

تكمن الإشكالية الكبرى في مسألة "القمع العابر للحدود" في خطورة الأفعال التي قد تلجأ إليها الحكومات بقصد التعرف على معارضيها، وتحديد أماكنهم، ومن ثم التضييق عليهم، عبر مراقبتهم والتجسس عليهم، والتي تصل استهدافهم بقصد اغتيالهم أو إعادتهم لموطنهم، وهي بلا شك عمليات من شأنها ترتيب مخاطر شديدة على الأشخاص المستهدفين.

تكمن الإشكالية الكبرى في مسألة "القمع العابر للحدود" في خطورة الأفعال التي قد تلجأ إليها الحكومات بقصد التعرف على معارضيها، وتحديد أماكنهم، ومن ثم التضييق عليهم، عبر مراقبتهم والتجسس عليهم، والتي تصل استهدافهم بقصد اغتيالهم أو إعادتهم لموطنهم، وهي بلا شك عمليات من شأنها ترتيب مخاطر شديدة على الأشخاص المستهدفين
الفئات المستهدفة

تضم عريضة من البشر تشمل عشرات الآلاف عبر العالم، من معارضين السياسيين، إلى صحفيين وناشطين، ومنتسبي الأقليات العرقية أو الطائفية، وكذا المنشقين عن أجهزة الدولة ومؤسساتها، حتى أنها قد تشمل أقارب كبار المسئولين الفارين من القمع الأسري.

تقوم الدول حيال هذه الفئات المستهدفة بإجراءات بسيطة متراكمة، وأخرى معقدة صادمة، تشمل صورا متعددة من القمع العابر، قد تراقب الدول التظاهرات التي يقيمها المعارضون في الخارج للتعرف على المشاركين ومن ثم مضايقتهم فيما بعد. وقد تقوم إجراءات القرصنة التكنولوجية محل الرقابة البشرية، للابتزاز بالمعلومات أو الاستهداف بما يعرف بالقمع الرقمي، وربما يؤدي لتخريب الأنظمة الرقمية التي تضر المستهدف في شئونه الخاصة، أو أعماله المهنية والاستثمارية.

تشمل آليات القمع العابر للحدود قسمين رئيسيين من الإجراءات، الأول يمثل إجراءات قانونية طبيعية لكنها تتحول لانتهاكات وقمع لأن الدولة تقوم بها في غير موضعها، والثاني إجراءات غير قانونية تقوم بها النظم السياسية عبر آليات استثنائية.

آليات قانونية مستحدثة للقمع

ابتكرت الدول إجراءات قانونية بمثابة فيتو على حق مواطني المهجر في الحصول على حقوقهم، تحتاج لإزالتها مسارا قضائيا طويلا وشاقا ومكلفا لا يطيقه المواطن المهاجر الذي يحيا حياة استثنائية بحسب الأصل.

أبرز تلك الآليات كالتالي:

حجب الأوراق الثبوتية وجوازات السفر

تتضمن جميع دساتير العالم مواد تضمن للمواطنين حقوقهم الأساسية، وتنظّم علاقاتهم بالحكومات ومؤسساتها المختلفة، يأتي على رأس هذه الحقوق تنظيم حصول المواطن على أوراقه الثبوتية من قيد الميلاد، وبطاقة الهوية، ووثائق الزواج وإثبات النسب، وكذلك جوازات السفر، ولا يحق للدول بأي حال حجب هذه المنظومة أو منع بعض الفئات من الحصول عليها لسبب سياسي، لما لذلك من آثار على المستوى المحلى، والمجتمع الدولي فيما، بعد عبر مسائل انعدام الجنسية وقضايا اللجوء والإقامة الآمنة.

بالرغم من المحاذير الدولية، والنص على تلك الحقوق بالدساتير والقوانين المحلية، تقوم الدول بحجب الوثائق الثبوتية عن مواطني المنفي، أو المهاجرين من الفئات المستهدفة بالقمع، وذلك بغية التضييق على تحركاتهم، ودفعهم للمغادرة أو العودة الجبرية لبلادهم، وفي أغلب الأحيان تترتب على ذلك أمور فرعية تؤدي لصعوبة الالتحاق بالعملية التعليمية، وصعوبة الحصول على أشغال، وقد تؤثر في الحصول على مسكن آمن، وتنقلات سلسة. كما قد تصل الأمور في بعض الأحيان إلى إسقاط الجنسية ذاتها أو التهديد بها.

القمع القنصلي

تحجب الدول خدماتها القنصلية على أرضيات سياسية، وتتراوح هذه الإجراءات بين حجب جميع الخدمات القنصلية عن قوائم تشمل أسماء بعينها، أو حجبها بالكلية في محيط دول معينة، وقد لا تمنعها وتكتفي بالمبالغة في الرسوم التي تتقاضاها لاستخراج الوثائق ما يؤدي لصعوبة استخراجها.

قوائم الإرهاب والكود الدولي والقوائم الحمراء

عمدت بعض الدول لاستغلال الحالة العالمية المعنية بمكافحة الإرهاب في تضمين قوانينها المحلية كثير من آليات الاتهام للفئات المستهدفة بالقمع وإلحاقها بأوصاف وتدابير الإرهاب، مستغلة في ذلك عدم انضباط وصف الإرهاب نفسه، وعدم استقلال الجهات القضائية، وسيولة القوانين التي سنتها الدول في هذا الشأن، فتنتقل الدول من مرحلة "الوصم بالإرهاب" لمرحلة أخرى متقدمة تشمل إدراج المستهدف على قوائم الإرهاب المحلية، وإصدار إجراءات قضائية غيابية من أجل إدراج هذه الأسماء في القوائم الدولية للإرهاب عبر علاقاتها الدبلوماسية المختلفة، ويتم ذلك دون توثيق أو تدقيق.

توقيع الاتفاقيات الثنائية لتتبع المعارضين ومحاكمتهم وتسليمهم

تُبرم الدول المعنية بالقمع العابر اتفاقيات دولية ثنائية وجماعية تمكنها من تجاوز القوانين المحلية للدول المستضيفة، والتي تعيق حركة تسليم المعارضين أو محاكمتهم، عبر التعلل بأن الإجراء نابع من اتفاقية دولية ملزمة، ومن ثم تسليم المستهدفين بإجراءات سريعة لا تراعي حقوقهم الإنسانية أو التأكد من جدية الاتهامات بشأنهم.

الاشتراك في عضوية الهيئات الدولية الأمنية والقضائية

تمارس بعض الدول وصاية على الهيئات الدولية الأمنية والقضائية مثل "الإنتربول"، عبر التمويل الرسمي، أو العضوية المؤثرة، أو ربما رئاسة هذه الهيئات، وتحويلها لما يشبه المصيدة، أو دوائر تقنين إجراءات القمع، بعدما كانت إجراءات لضبط عمل الشرطة الدولية والتحقق من جدية الاتهامات.

آليات غير قانونية للقمع العابر للحدود
تمارس بعض الدول وصاية على الهيئات الدولية الأمنية والقضائية مثل "الإنتربول"، عبر التمويل الرسمي، أو العضوية المؤثرة، أو ربما رئاسة هذه الهيئات، وتحويلها لما يشبه المصيدة، أو دوائر تقنين إجراءات القمع، بعدما كانت إجراءات لضبط عمل الشرطة الدولية والتحقق من جدية الاتهامات
إطار آخر للإجراءات التي تقوم بها الدول يتمثل في الإجراءات الاستثنائية التي تستخدمها الدول عبر مؤسساتها الأمنية والمخابراتية، قد تصل لاستدراج المواطن والقبض عليه بقنصلية بلده ومن ثم القيام بعمليات من شأنها الإضرار بحياته أو حريته بترحيله خلسة بعمليات مخابراتية، أو عمليات "شراء" ولاء بعض الموظفين النظاميين في بعض الدول لتسريع إجراءات ترحيل المواطنين حال تنقلهم في المطارات ومنافذ العبور.

أضيفت مؤخرا آليات القمع الإلكتروني والتكنولوجي، عبر مشاركة الدول في تطوير خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، أو استقبال مقراتها الإقليمية في أراضيها، وكذا الاستعانة بجهود مؤسسات فنية محترفة وبيوت خبرة دولية تتعاقد معها الدول في إدارة كتائب الذباب الإلكتروني، أو إدارة حملات ما يعرف بـ"التحرش الإلكتروني"، لكن الخطير في هذه المسألة هو إتاحة الدولة استخدام سجلات المواطنين الرسمية، وإفشاء معلوماتهم وبياناتهم الشخصية التي تمتلكها مؤسسات الدولة بشكل طبيعي.

قدمت إسرائيل نموذج لتتبع النشطاء الداعمين للقضية الفلسطينية، مستفيدة بتقنيات الـ"GPS" في جوجل، وخوارزميات فيسبوك وإكس، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الطبيعية، فيما استفادت بهذه البيانات في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للفتك والقتل بالصواريخ والمسيرات، وهو ما صار نموذجا قد تستعين به الدول القمعية.

ويشمل القمع العابر أمثلة ونماذج شهير، منها الإجراءات التي تقوم بها الصين ضد أقلية الأويجور، وما تقوم به الإمارات وبعض دول الخليج ضد ناشطي الربيع العربي، وما تقوم به مصر وتونس ضد نشطاء ثورتيهما، وما تقوم به بعض النظم السياسية ضد جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان المسلمين، سواء في الدول التي وصلت فيها للحكم مثل مصر وتونس والمغرب، أو تلك التي كانت شريك شعبي برلماني كما في الأردن، أو قريبة من صانع القرار كما في السودان.

مؤخرا بدأت بعض الدول الأوروبية التي كانت تتميز بضمان إجراءات عادلة في ملفات اللجوء السياسي بالتخلي عن تلك الإجراءات مقابل مزايا اقتصادية وسياسية في ملفات موازية، من ذلك تصنيف الاتحاد الأوروبي لبعض الدول التي تنتهج القمع الداخلي والقمع العابر كدول آمنة، واتخاذ إجراءات وفق هذه القرارات بطرد بعض اللاجئين أو المهاجرين أو تحويلهم لما يعرف بمراكز العودة أو مراكز اللجوء البديلة في دول لا تستطيع توفير الحماية للاجئ في دول آسيا وأفريقيا.

ما ينبغي على المجتمع الدولي فعله تجاه القمع العابر للحدود

ينبغي بداية إبعاد التصنيفات السياسية عن منابر العدالة الدولية وفي مقدمتها الإنتربول الدولي، فلا ينبغي أن يكون التصنيف عاما على أرضية العِرق أو الدين أو اللغة أو التوجه السياسي، ويتم ذلك عن طريق إيجاد آلية رقابة قضائية لعمل البوليس الدولي، فلا تتم عمليات تسليم المواطنين إلا عبر إجراء قضائي من جهة أعلى، في المقابل يجب أن ينتبه النشطاء في مجالات حقوق الإنسان لما تبرمه دولهم من اتفاقيات ثنائية، وتنقيتها من البنود التي تجعل الدولة آلة ضغط على معارضي الدول المتعاقدة، والإبلاغ عن هذه البنود للجهات القضائية المحلية لعدم الوقوع في أخطاء إجرائية قد تودي بحياة إنسان أو تحبس حريته.

أخيرا، يجب على مجاميع المهاجرين أو الفئات المرشحة للقمع أن تتحد في تجمعات قانونية وفق أطر إجرائية تسمح بها دول المهجر، تشرح قضيتهم للدول المستضيفة وتعمل على تقريب وجهات النظر بشأن حقوقهم، كما تمارس عملا سياسيا وقانونيا يحقق مستوى معقولا من الأمن وسقفا مقبولا من الاعتراف يمكن صاحبه من ممارسة حياته الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة
  • القمع العابر للحدود من أكواد الإرهاب إلى النشرات الحمراء
  • ترامب يعتقد أن نتنياهو يسعى لإطالة الحرب في غزة
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس
  • في الجلسة المسائيّة... إليكم ما أقرّه مجلس النواب
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • ضغوط أمريكية على لبنان لنزع سلاح حزب الله
  • حزب الله يوزع معدات استعداداً لاستئناف الحرب على قرى شيعية بجنوب لبنان