عربي21:
2025-05-17@10:51:47 GMT

خدعة أدوار الحرب

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

يكرر نتنياهو الحديث عن افتقاره للأسلحة وتعثر الإمداد الأمريكي منذ أربعة أشهر، وهذا منافٍ للواقع الذي بنيت عليه "إسرائيل"، ولكن الهدف هو إخفاء الدور الأمريكي لاعتبارات دولية وتحالفية وقانونية:

⁠* إظهار خلاف أمريكي إسرائيلي منذ عدة أشهر هدفه إخفاء الأدوار وتضليل الدول بأن أمريكا تسهم في الاستقرار وأنها ضد توسع الحرب، وهذا يتطابق مع تصريحاتهم المكثفة مؤخرا وإصرارهم على نشرها بعكس الواقع.



⁠* حالة ترتيب الأدوار في غزة بعد ظهور معالم الهزيمة العسكرية من خلال انسحاب "غانتس" وتحييد "غالانت" إعلاميا عن المرحلة المقبلة في لبنان؛ تدلل على أن الأمريكي يعيد ترتيب مجلس الحرب بما يتماشى مع هدفه الإقليمي، خاصة أن حرب لبنان تداخلاتها معقدة، واستبعاد قيادات إسرائيلية محسوبة على الأمريكي يعتبر تكتيكا لتعزيز فكرة عدم رغبة أمريكا في التوسع.

إظهار خلاف أمريكي إسرائيلي منذ عدة أشهر هدفه إخفاء الأدوار وتضليل الدول بأن أمريكا تسهم في الاستقرار وأنها ضد توسع الحرب، وهذا يتطابق مع تصريحاتهم المكثفة مؤخرا وإصرارهم على نشرها بعكس الواقع
* ⁠نية الجيش الإسرائيلي إعلان القضاء على كتائب القسام وانتهاء الحرب مؤشر على أدوار جديدة تتطلب هكذا خطوة؛ لأهميتها في إخفاء الهزيمة وتضليل العالم أن الحرب انتهت، وهذا يتطلب إنهاء الإجراءات التي واكبتها من مقاطعة وعزلة ومحاكم دولية، بالإضافة إلى تغيير المصطلحات إلى "عمليات محدودة" و"علاج دقيق" حتى لا تبقى "إسرائيل" مرتبطة بالإبادة والحرب. وهذا يظنون أنه سيسهم في رفع معنوية الجيش الذي سينقلونه لجبهة أخرى دون تحقيقه إنجازا أصلا في الأولى، وتخدير للجبهة الداخلية لديهم بأنهم أنهوا مرحلة وانتقلوا للأخرى، بينما الواقع هو حرب ستستمر في غزة دفاعية مؤقتا، وستكون هجومية في لبنان تماشيا مع رغبة أمريكا التي ترفض وقف إطلاق نار وإنهاء الحرب بضمانات، ما يدلل على أن هناك تبادل أدوار بين أمريكا وإسرائيل لتحقيق فصل الساحات وإعادة ترتيب المشهد لإخفاء الهزيمة.

* ⁠تركيز الأمريكي على الحالة الإنسانية في غزة وإظهار قلقه هو دور رئيس لمرحلة لبنان، وكذلك لمنع دخول أطراف دولية في ملف غزة بحجة أن الأمريكي يرتب المشهد هناك، ويساهم معه الوسطاء العرب الذين هم أدواته، والنتيجة مجاعة أكثر وحصار وتضييق.

ظل خريطة طريق ظاهرها الهدوء والسياسة وباطنها التصعيد بتوجيه أمريكي، نحن أمام تسارع أحداث لن تتجاوز ساعة المقاومة وتوقيتها، وإن ظنت أمريكا أنها ستعبث بعقاربها لخلخلة الطوفان ولفصل الساحات؛ فإن عقارب دولية ستتحرك بعكس اتجاه التخطيط والأدوار التي رسمتها ووكلاؤها في المنطقة
* من الأدوار التي تكثفت مؤخرا هي لقنوات عربية تابعة للخارجية الأمريكية ونشطاء بحرب نفسية استباقية ضد لبنان، والتي الآن تستخدم هي ذاتها بصور أخرى في غزة. وواضح جدا أن هناك ترتيب أدوار إقليمية سواء بمن أخذ أمر أن يكون وسيطا أو موجها إعلاميا أو معززا للطائفية وفصل الشعوب وساحاتها؛ ليكون الطريق معبدا للإسرائيلي في الجبهة التالية.

ختاما.. في ظل خريطة طريق ظاهرها الهدوء والسياسة وباطنها التصعيد بتوجيه أمريكي، نحن أمام تسارع أحداث لن تتجاوز ساعة المقاومة وتوقيتها، وإن ظنت أمريكا أنها ستعبث بعقاربها لخلخلة الطوفان ولفصل الساحات؛ فإن عقارب دولية ستتحرك بعكس اتجاه التخطيط والأدوار التي رسمتها ووكلاؤها في المنطقة، ما يعني أن أحادية القطبية ستتسارع تلاشيها نظرا لحساسية المواقف وتصاعد التجييش والتحريض والتضليل.

وهنا ما زالت "طوفان الأقصى" تحتفظ بمضمونها السياسي، ونجحت في تجاوز دور الوساطة العربية الموجهة أمريكيا، وهذا قاد إلى طول أمد الحرب وعزز الساحات، ولاحقا يطور عالما متعدد الأقطاب في ظل نتيجة الطوفان التي تتراكم.. والخاسر من ظن أن "إسرائيل" وُجدت واستقرت لتبقى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل غزة إسرائيل امريكا غزة حزب الله مدونات مقالات مقالات مقالات من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

معهد قطر أمريكا للثقافة.. صرح قطري شامخ لإثراء التبادل الثقافي القطري- الأمريكي

تولي دولة قطر القطاع الثقافي، أهمية كبيرة باعتباره أحد الجوانب التي تسهم في تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، وتعده بوابة ودبلوماسية ناعمة للتقريب بين الشعوب، والتعرف عن قرب بين الجانبين.

وفي هذا السياق، يعد "معهد قطر أمريكا للثقافة"، الذي تأسس عام 2017، في منطقة "دوبونت سيركل" بواشنطن، سفيرا دائما للثقافة بين الولايات المتحدة وقطر.

ورغم أنه لم يتجاوز عقده الأول منذ تأسيسه، أصبح المعهد، صرحا ثقافيا قطريا شامخا بالعاصمة الأمريكية واشنطن، حمل على عاتقه إثراء التبادل الثقافي والتعليمي بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية على مدى السنوات الأخيرة.

ورغم وجود مؤسسات عربية ودولية أخرى في واشنطن، إلا أن "معهد قطر أمريكا للثقافة"، يبقى الوحيد من نوعه كونه يحتفي باسم قطر، ويمثل المجتمع القطري، بالإضافة إلى كونه منظمة ناشئة غير ربحية ذات نفع عام، وأضحى من المعالم والرموز الثقافية المعروفة في العاصمة واشنطن، مع زيادة متنامية لرواده كل عام.       

ويوفر المعهد، بيئة فريدة للتجارب التفاعلية الشاملة للاحتفاء بالفن والثقافة من خلال المعارض الفنية والبرامج التعليمية، والبحث العلمي والشراكات الثقافية، كما أصبح مركزا أساسيا في جمع الفنانين وخبراء المتاحف ورواة القصص والمبدعين والعلماء والأكاديميين وربطهم بشبكة عالمية تمتد من مقره في واشنطن إلى جميع الولايات المتحدة وكل أنحاء العالم، إذ استطاع خلال ثلاث سنوات تكوين مجتمع لأكثر من 15 ألف فرد يؤمن برسالته ويتمتع بفعالياته.

تم تأسيس المعهد تحت رسالة وقيادة قطرية وأمريكية، وبدعم من سفارة دولة قطر بواشنطن، ليكون منظمة مستقلة تحمل اسم ورؤية قطر، وتعنى بالتبادل الثقافي والتعليمي وبناء المجتمع ما بين قطر والولايات المتحدة، حتى أصبح أحد أهم البيوت الثقافية والفنية العربية بالعاصمة الأمريكية، نظرا لقيامه بدور جلي في إبراز الضيافة والثقافة في قطر ودول الجوار.

وحمل المعهد والقائمون عليه، على عاتقهم، جملة أهداف من أجل تحقيقها، من أهمها: زيادة الحوار والوعي والفهم لدى المجتمع الأمريكي عن قطر كدولة وشعب وثقافة، وذلك بالنظر للهوية القطرية بجانبيها العربي والإسلامي والتي تعد القاسم المشترك مع المجتمعات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، نظرا لكون المعهد، من أهم المعالم العربية في الولايات المتحدة، حيث يساهم بقدر لا يستهان به في زيادة إقبال واهتمام المجتمع الأمريكي بالثقافة العربية والإسلامية من خلال خلق بيئة مضيافة إيجابية لبناء الحوار، وطرح التساؤلات، وخوض التجربة بالتركيز على القواسم المشتركة ما بين مختلف الثقافات والتي من شأنها تغيير الصور النمطية عن العالمين العربي والإسلامي.

ومن أجل ذلك، قام المعهد بإنشاء دار للأفلام العربية بالشراكة مع مؤسسة الدوحة للأفلام لعرض أفلام تعنى بدولة قطر والشرق الأوسط، واستضافة معرض فني بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ركز على نصوص حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وما يوازيها في القرآن والسنة، وإدراج اللغة العربية ضمن اللغات المعترف بها لمنصة البيت الأبيض، والذي يتيح لزوار البيت الأبيض إمكانية القراءة باللغة العربية. كما يوفر منحا وفرص إقامة فنية لفنانين ناشئين بالولايات المتحدة وقطر حتى يسهم بتمثيل وتمكين الفنانين ماديا.

ويسعى المعهد إلى نسج التعاون مع مؤسسات ثقافية ومتاحف كثيرة تواصلت معه بهدف إتاحة اللغة العربية ضمن لغاتها الرسمية، واستطاع، في فترة وجيزة وبموارد بسيطة، أن يستقطب آلاف الزوار بشكل سنوي، وتكوين علاقات راسخة مع مختلف الفئات على الصعيد الحكومي وغير الحكومي والتي تنظر له "أي المعهد" على أنه بوابة للثقافة العربية والإسلامية.

ومن أجل ربط التواصل مع المؤسسات في الوطن، حتى يبقى على اطلاع بما يجري في البلد، عقد المعهد مع مؤسسة قطر تعاونا وذلك باستضافة معرض تعليمي ركز على اللغة والثقافة العربية، حيث تنقل هذا المعرض لعدة جامعات ذات دخل اقتصادي وتنوع عرقي محدود في الولايات المتحدة مما أسهم بالتعريف باللغة العربية ودولة قطر لجمهور جديد قد لا تتسنى له فرصة الاطلاع على لغة أو ثقافة مختلفة، فضلا عن تعاونه مع جهات أخرى من أجل دعم برامجه ومشاريعه الثقافية، من قبل سفارة دولة قطر بواشنطن و"قطر للسياحة" واللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومتاحف قطر، والخطوط الجوية القطرية، ومتحف متروبوليتان للفنون "ميت"، ومتحف سميثسونيان، ومؤسسة الدوحة للأفلام، والمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، وغاليري المرخية، وغاليري الحوش، وغيرها.

ويعتبر "معهد قطر أمريكا للثقافة" امتدادا طبيعيا وموروثا للعام الثقافي "قطر ـ أمريكا 2021"، كما أنه يجسد الرؤية الوطنية للمكانة المرموقة والمضيافة لقطر، ويعكس رؤية قطر الوطنية 2030 بدعم الركيزة الاجتماعية للتعامل والتفاعل مع المجتمعات الدولية المختلفة خاصة مع المجتمع الأمريكي، حيث استضاف فعالية "كاليجرافيتي" والتي استمرت طوال عام 2021، وهي عبارة عن تركيبات فن الشارع في عدد من المدن تمزج بين الخط واللغة العربية، إلى جانب تبادل وصفات الحلويات "ربيع 2021"، حيث واجه الطهاة من كلا البلدين تحديا لصنع حلويات تقليدية من قطر والولايات المتحدة، وكذلك معرض درر العجائب "خريف 2021"، وإقامة جاليري فيرر للفنون، وجاليري آرثر أم ساكلر، ومتحف سميثسونيان الوطني للفن الآسيوي في العاصمة واشنطن، وتنظيم معرض منسوجات استثنائية من مجموعة متحف الفن الإسلامي في واشنطن، بالإضافة إلى عروض سينمائية في الهواء الطلق حول التبادل الثقافي في الصحراء "خريف 2021"، وكذلك سباق السيارات في الصحراء "ربيع ‏" خريف 2021"، والفعالية السينمائية صنع في قطر "نوفمبر 2021"، وأقيم البرنامج في جميع أنحاء الولايات المتحدة على مدار العام 2021.

وخلال احتفالات البلدين بمرور خمسين عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما، نظم المعهد العديد من الفعاليات على الرغم من أن تلك الفترة كانت قد شهدت قيودا في التنقلات نظرا لانتشار جائحة كورونا "كوفيد-19" حول العالم وما تبعه من قيود واحترازات، وارتكز العام الثقافي قطر- أمريكا 2021 على العلاقات الدبلوماسية الودية التي تربط بين البلدين منذ عام 1972.

جدير بالذكر، أن معهد قطر أمريكا للثقافة، منظمة غير ربحية مستقلة تقوم بإنشاء وتنفيذ البرامج والأبحاث التي تبرز جميع أشكال الفن والثقافة في المجتمع، ويقوم المعهد برعاية التعبير الفني وتعزيز الحوار الثقافي من الولايات المتحدة ودولة قطر والعالمين العربي والإسلامي.

كما يعد معهدا أساسيا في جمع الفنانين وأمناء المتاحف ورواة القصص والمبدعين والعلماء والأكاديميين وربطهم بشبكة عالمية تمتد من مقره في واشنطن العاصمة إلى كل أنحاء العالم. ويوفر المعهد تجارب تفاعلية في بيئة شاملة للاحتفال بالفن والثقافة وتقديرهما من خلال المعارض الفنية والبرامج التعليمية والبحث العلمي والشراكات الثقافية.

مقالات مشابهة

  • وهاب: إلى التطبيع در!
  • عصابة محترفة.. هكذا نفّذت عمليات نصب واحتيال على المواطنين!
  • أنباء عن استهداف إسرائيليّ في صور.. ما حقيقتها؟
  • هل هي “حمى الذهب والمعادن الثمينة” التي تحرك النزاع في السودان.. أم محاربة التطرف الإسلامي؟
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • حماس: لا قيمة لأي تهدئة دولية ما دامت الحرب مستمرة في غزة
  • معهد قطر أمريكا للثقافة.. صرح قطري شامخ لإثراء التبادل الثقافي القطري- الأمريكي
  • المفتي قبلان استقبل سفير إيران.. وهذا ما تم بحثه
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله