كاتب روسي: حرب كبيرة أم نظام عالمي جديد؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
أعرب الكاتب الروسي سيرغي ميركين عن أمله في أن تكون قيادة القوى الغربية حاليا في أيدي أشخاص قادرين على الاعتراف بانتهاء هيمنة الغرب إلى الأبد، وإمكانية إقامة نظام عالمي جديد يتوافق مع الواقع.
وأوضح ميركين في مقال له بصحيفة "فزغلياد" الروسية أنه إذا استطاعت قوى سياسة تعترف بانتهاء هيمنة الغرب أن تحل محل القوى المسيطرة حاليا، فمن الممكن حل العديد من القضايا من خلال المفاوضات لا الحروب.
وذكر أن القوى المسيطرة في الغرب حاليا تريد العودة بالتاريخ إلى التسعينيات، حيث كان الغرب صاحب السيادة في الجغرافيا السياسية، وحاول إجبار العالم كله على الإيمان بقيمه.
لا مفر من التغييرويلفت الكاتب الانتباه إلى أن تاريخ البشرية مرّ بأوقات أصبحت فيها التغييرات في المجالات الجيوسياسية والسياسية الداخلية والاجتماعية أمرا لا بد منه، وهو ما رفضت بعض القوى المسيطرة الاعتراف به، مما أدى إلى نشوب الحروب.
وأورد أمثلة عديدة، مثل رفض أسرة هابسبورغ الاعتراف بضرورة التغيير والتنحي عن الحكم، وهي أقوى سلالة بأوروبا وكان ممثلوها ملوكا وأباطرة في العديد من الدول الأوروبية، وكان النظام الاقطاعي الذي يقوم عليه حكم هذه الأسرة قد فقد مقومات استمراره، فتسبب تشبث هذه الأسرة بالحكم في نشوب حرب 30 عاما الشهيرة في أوروبا.
وكذلك الحرب العالمية الأولى التي أدت إلى اختفاء الامبراطوريات الألمانية والنمساوية والروسية من الخرائط السياسية للعالم، ووجدت الإمبراطورية البريطانية نفسها في أزمة عميقة تسير بها نحو الزوال، وأصبحت العلاقات الإقطاعية جزءا من التاريخ.
التاريخ يعيد نفسه
ويقول الكاتب إنه لو تم الاعتراف بحقائق جديدة في الجغرافيا السياسية، لتوصل الساسة إلى تسويات مع بعضهم البعض -ولنظم الحكام "الثورات"- واعترفوا بوجود وجهات نظر أيديولوجية مختلفة، ولسارت الأمور بشكل مختلف في القرن الـ17 وبداية القرن العشرين.
ثم يعود ليقول إن التاريخ يعيد نفسه اليوم، فالولايات المتحدة بشكل خاص والغرب بشكل عام لم يعودا يتمتعان بنفس القوة التي كانا عليها حتى قبل 25 عاما. ففي السابق، كانت مجموعة السبع الكبرى تجسد القوة الغربية حيث يرمز النادي المكون من 6 دول غربية بالإضافة إلى اليابان إلى القوة الاقتصادية والسياسية، لكن القمة الأخيرة لمجموعة السبع أظهرت التدهور لا القوة.
نهاية الافتراضات الليبراليةلقد تدهورت القيم الغربية التي فرضتها أميركا وأوروبا على العالم أجمع في التسعينيات والعقد الأول من القرن الـ21 حتى في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وساهم ذلك في إدراك الناس حول العالم زيف العديد من الافتراضات الليبرالية، وبدأ البحث عن هوية ذاتية جديدة تأخذ في أغلب الأحيان شكل العودة إلى التقاليد التاريخية.
وأوضح الكاتب أن البحث عن الهوية من قبل دول بأكملها وضعف القوة الاقتصادية للغرب أدى إلى ظهور واقع جيوسياسي مثل الجنوب العالمي الذي يضم دولا شديدة التنوع تتباين مصالحها مع مصالح الغرب العالمي، مما يهدد بانهيار النظام الاستعماري الجديد الذي يعد إحدى الركائز التي تقوم عليها قوة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن نشوب حرب كبرى في العالم حاليا أمر يمكن تفاديه في حال وصول قوى إلى السلطة في الغرب تدرك استحالة إعادة الوضع إلى الوراء 30 عاما.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دعاء زهران: قمة شرم الشيخ ستُذكر في التاريخ بوصفها نقطة تحول نحو سلامٍ حقيقي في المنطقة
رحبت دعاء زهران، رئيس مجلس أمناء مؤسسة هي تستطيع، باستضافة مصر قمة شرم الشيخ للسلام التي شهدت توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة بمشاركة عدد كبير من قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأكدت "زهران"، في تصريحات صحفية اليوم، أن انعقاد القمة على أرض مصر وتوقيع الاتفاق التاريخي في شرم الشيخ يعكسان المكانة الدولية المرموقة التي تتمتع بها القاهرة، مشيرة إلى أن العالم بات يدرك أن لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون الدور المصري.
وأضافت أن مصر نجحت في جمع أطراف متناقضة حول مائدة واحدة، في لحظة كانت فيها الحرب على وشك الانفجار الشامل، وهو ما يؤكد أن القاهرة أصبحت عاصمة القرار السياسي والدبلوماسي في الشرق الأوسط، وأن قدرتها على الوساطة والتأثير تتجاوز حدود الإقليم.
وأوضحت أن توقيع السيسي وترامب وأردوغان وأمير قطر على اتفاق وقف الحرب تحت رعاية مصرية يحمل رسائل سياسية بالغة العمق، أولها أن العالم يثق في مصر وقدرتها على إدارة الملفات المعقدة بحكمة ومسؤولية، وثانيها أن القيادة المصرية شريكًا رئيسيًا في صناعة الأمن الإقليمي والدولي.
واختتمت "دعاء زهران" تصريحها بالتأكيد على أن قمة شرم الشيخ ستُذكر في التاريخ بوصفها نقطة تحول نحو سلامٍ حقيقيٍ في المنطقة، مشددة على أن مصر تواصل دورها كراعيةٍ دائمةٍ للسلام وضميرٍ عربيٍ يرفض الحروب ويبحث عن الاستقرار والتنمية.