تجربة "الفايكنغ" المريرة مع العرب!
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
حاول الفايكنغ بعد أن نشروا الرعب في أرجاء أوروبا بغاراتهم الخاطفة على سفنهم السريعة، تجربة حظهم والإغارة على عرب الأندلس واغتنام ما بأيديهم من ثروات كثر الحديث عنها.
إقرأ المزيدكانت الأندلس، أي شبه جزيرة أيبيريا التي تضم حاليا إسبانيا والبرتغال، منذ عام 711 تحت الحكم العربي الإسلامي، وانتهت تلك الحقبة الحضارية الزاهية في عام 1492 بسقوط غرناطة.
الفايكنغ مقاتلون أشداء تعود أصولهم إلى المنطقة الاسكندنافية، التي توجد بها حاليا النرويج والسويد والدنمارك.
من هذه البقاع، انطلق محاربون ملتحون بهيئات مخيفة مسلحين بالفؤوس والسيوف والسواطير في غارات على متن قوارب سريعة ومتينة عبر مياه البحر والأنهار في أوروبا وفي أقصى الشمال.
هاجموا الأديرة والكنائس والتجمعات السكانية على ضفاف الأنهار، وقتلوا كل من اعترض طريقهم ونهبوا كل ثمين.
اشتهر مقاتلو الفايكنغ بعنفهم ودمويتهم وشدتهم في القتال، في نفس الوقت كان العرب في تلك الحقبة يعرفون بأنهم مقاتلون ذو بأس شديد، ويبدو أن الفايكنغ سال لعابهم على ثروات المسلمين والعرب في الأندلس وقرروا مقارعتهم واختبار قوتهم.
المواجهة بين الفايكنغ وعرب الأندلس بدأت في عام 844 بوصول حوالي 100 قارب للفايكنغ إلى سواحل برشلونة التي كان العرب يسمونها حينها "أشبونة".
علم رأس الدولة الأموية في الأندلس في قرطبة بتلك الأنباء وكان حينها الأمير عبد الرحمن بن الحكم المعروف أيضا باسم عبد الرحمن الأوسط، المعروف في المصادر الأوروبية بعبد الرحمن الثاني.
هب العرب لمواجهة أسطول الفايكنغ الكبير. أحد المؤرخين المسلمين وصف مشهد تلك القوارب قائلا إنها تشبه مجموعة من الطيور السوداء وقد غزت البحر.
القوات البحرية الأندلسية وكانت صغيرة الحجم حينها خاضت ثلاثة معارك مع قوارب الفايكنغ، ما دفعها إلى التوجه جنوبا على مصب الوادي الكبير.
توجه مقاتلوا الفايكنغ على متن قواربهم عبر النهر إلى مدينة إشبيلية وقاموا بنهبها والسيطرة عليها.
أمير الأندلس عبد الرحمن بن الحكم الأوسط "792 – 852" سارع إلى حشد قوة لمواجهة الفايكنغ، وتمكن لاحقا من إخراجهم من إشبيلية قم طارد فلولهم وألحق بها هزيمة ساحقة.
غنم العرب في تلك المطاردة 4 سفن من الفايكنغ وتمكنوا من استعادة المسروقات منهم. المنتصرون، فيما كانت قوارب بعض الغزاة الناجين تبحر بعيدا في الأفق، قاموا بإحراق سفن العدو التي سقطت في أيديهم.
الأمير عبد الرحمن الأوسط اتخذ عدة إجراءات لاتقاء شر الفايكنغ، من أهمها بناء أسطول حديد انيطت به مهمة مواجهة تهديدات الفايكنغ وغارات أحفادهم النورمان في اللاحق.
الأمر الهام الثاني تمثل في إرسال حاكم الاندلس حينها يحيى بن الحكم البكري وهو شاعر ودبلوماسي يعرف أيضا باسم الغزال في سفارة بلاد الفايكنغ.
الغزال وصف بلاد الفايكنغ بأنها جزيرة خضراء رائعة الجمال مليئة بأنهار تتدفق روافدها إلى البحر. مكث السفير العربي في بلاد الفايكنغ 20 شهرا قبل أن يعود إلى الأندلس.
لم يستفد مقاتلو الشمال العنيدين من الدرس، وحاولوا في عام 860 الإغارة مجددا على الأندلس في زمن الأمير إبراهيم بن محمد. غزوة الفايكنغ تلك قادها قائدان مغامران شهيران هما هاستينغز وبيورن.
في تلك المرة صد عرب الأندلس الفايكنغ بسرعة أكبر، وتمكنوا من هزيمتهم وإجبارهم على العودة من حيث أتوا.
المعركة الأخيرة وقعت في مياه جبل طارق، وتمكن الأسطول العربي الأندلسي من كسر شوكة الفايكنغ وتدمير ثلثي سفنهم.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف عبد الرحمن
إقرأ أيضاً:
لماذا تغيب العرب عن هذا المؤتمر ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ينعقد الآن في فرنسا المؤتمر الدولي للمحيطات (2025 UN Ocean Conference) للمدة من 9 إلى 13 من الشهر الجاري، بمشاركة الهيئات الدولية ذات العلاقة، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية، والمجتمع العلمي، والقطاع الخاص، والمنظمات الخيرية، والجهات الفاعلة الأخرى لتقييم التحديات والمخاطر التي تتعرض لها المحيطات. لكن المؤسف له ان معظم المنظمات العربية كانت غائبة، وربما لا علم لها بهذا المؤتمر. (الغائب حجته معاه). .
سوف يتناول المؤتمر مناقشة المحاور المصيرية التالية:
كذلك. تحويل شركة ميركاتور، التي تراقب أوضاع المحيطات منذ أكثر من 20 عاما، إلى منظمة دولية تعمل على وضع (توأم رقمي) قد يساعد على فهم الأعاصير. ويسمح للمراكز العلمية على فهم المحيط بشكل أفضل، وبخاصة في المحاور المرتبطة بالتلوث، والحوادث الملاحية، والمخاطر التي تواجه السواحل، والتنوع البيولوجي. بناء شراكات ناجحة لضمان الإتمام السريع، والتنفيذ الفعال للعمليات الجارية، التي تُسهم في الحفاظ على المحيطات. .
كلمة اخيرة: ما سر غياب المنظمات العربية عن هذا المؤتمر ؟. وهل يعكس غيابها فشلها وعدم قدرتها على التفاعل مع المتطلبات الدولية ؟. أم اننا اصبحنا نعيش بمعزل عن العالم ؟. .