أكثر من 400 فنان في الدورة 25 لمهرجان كناوة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
كشفت إدارة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، عن برنامج دورته الـ25 الذي سيجمع أكثر من 400 فنان من 14 دولة، فضلاً عن 53 حفلا موسيقيا، إضافة لمنتدى لحقوق الإنسان وبرنامج تكويني مع المؤسسة الموسيقية المرموقة كلية بيركلي للموسيقى، وكذلك موائد مستديرة حول ثقافة كناوة، ومعرض فني مشترك لتقديم أعمال فنانين مغاربة والعديد من الأنشطة في جميع أنحاء المدينة.
وأفادت الإدارة في بلاغ توصل « اليوم24 » بنسخة منه، أن الدورة ستفتتح بفقرتين بارزتين ستتركان انطباعًا دائمًا: العرض الافتتاحي التقليدي والبهيج الذي يجمع الزاويات المحليّة؛ عرض ملون بقيادة معلمي كناوة الذين سيجوبون ساحات وأزقة المدينة للقاء الصويريين ورواد المهرجان والاحتفال معًا بانطلاق الدورة الخامسة والعشرين.
وسيعقب العرض الافتتاحي حفل موسيقي فريد من نوعه، وهو إبداع موسيقي للمهرجان الذي سيحتفل بالأخوة عبر الأطلسي من خلال الجمع بين موسيقيين وراقصين من المغرب والبرازيل وإسبانيا وساحل العاج.
تجربة موسيقية ومرئية حقيقية، وانفجار إيقاعات تمزج بين أصناف كناوة والباتوكادا البرازيلية والفلامينكو والزاولي ستكشف لرواد المهرجان عن أوجه التشابه بين فنون قادمة من أفق مختلفة.
وأكد البلاغ أن العروض ستشهد ولأول مرة، اللقاء الاستثنائي بين ثلاثة أصناف فنية مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي (كناوة، الفلامنكو والزاولي)، حيث سيمزج المعَلْمين حسن بوصو ومولاي الطيب الذهبي نفحاتهما الروحية مع إيقاعات المجموعة البرازيلية الملتزمة إيلي آيي؛ فرقة رائعة مكونة من عازفي إيقاع يروجون للمكوِّن الإفريقي في موسيقى باهيا. في حين ستواجه مجموعة دومانلي، التي تمارس الزاولي – الفن الشعبي الإيفواري الذي يجمع، في نفس العرض، القناع والزي والموسيقى.
وستواجه مجموعة “دومانلي”، التي تمارس الزاولي-الفن الشعبي الإيفواري الذي يجمع في العرض نفسه القناع والزي والموسيقى والرقص-فنان الفلامينكو نينو دي لوس رييس برفقة عازف الإيقاع سيرجيو مارتينيز. حفل يترقبه الجميع، سيطبع تاريخ المهرجان بلا شك. مرة أخرى، تم تصميم برمجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بعناية فائقة لتقديم مجموعة واسعة من الأصناف الموسيقية والفنانين وتبني اختيارات متطلبة وشعبية.
ويقدم المهرجان برنامجا جريئا وشاملا، وهو السمة المميزة لهذا الحدث الذي يهدي لرواده ومحبيه، كل دورة، تجربة فريدة من نوعها في العالم. ومن المنتظر أن يستقطب المهرجان، هذه السنة، أزيد من 400 ألف زائر من حوالي أربعين دولة ومن كل أنحاء المغرب.
وكشف المصدر ذاته، أن حسن بوصو يعدّ الوريث الشرعي لموهبة أبيه، “المعلم” الكبير المرحوم حميدة بوصو. تَمَكُّنه من فنه قاده، ومنذ سنوات خلت، ليجوب أرجاء المعمور لتقديم حفلات موسيقية سواء مع فرقته التقليدية “بوصو كانكا” أو مع فرقة الفيزيون “سيواري” التي أسسها بفرنسا.
وزاد: “يعتبر المعلم حسن بوصو أيضا من الكناويين المنفتحين على مدارس موسيقية مختلفة وأصناف فنية متنوعة، مما مكنه من إبداع إنتاجات فنية غاية في الدقة والإتقان. إلا أن تاكناويت في أصالتها تبقى، بالنسبة له، المرجع والمُنطلق الذين يبني من صُلْبِهما حواراته الفنية مُسْتَلْهِما ومُسْتَنْبِطا، في نفس الآن، من غنى الربيرتوار الغربي”.
بوصو، يشدد المصدر، “من الكناويين الأوفياء للمهرجان الذين يبهرون، كل سنة، الحضور بأدائهم القوي والسخي، إذ لازال الجميع يتذكر الحفل الاستثنائي الكبير الذي أحياه بصحبة أحد رواد الجاز الحر الأمريكي، جمال الدين طاكوما، سنة 2016، بمناسبة الدورة 19”.
وسنة 2017، وبمناسبة جولة مهرجان كناوة الدولية، قدم حسن أداء استثنائيا بالمسرح الشهير “باطاكلان” بباريس، ولاقى ترحيبا منقطع النظير من طرف الحضور خلال حفل المزج الذي جمعه بكل من “المعلم” مصطفى باقبو والفنانة هيندي زهرة ومهدي ناسولي وطوني ألين وكريم زياد وتيتي روبين.
وخلال دورة هذه السنة، سيلتقي جمهور المهرجان “المعلم” حسن بوصو في حفل افتتاح استثنائي، بجانب كل من مجموعة دومانلي ونينو دي لوس رييس وسيرجيو مارتينيز وإيلي آيي.
ولد مولاي الطيب الذهبي سنة 1979 بمدينة مراكش. كبر وترعرع وسط عائلة كناوية بامتياز، تعلم أصول الفن الكناوي على يد والده المعلم مولاي عبد اللطيف، كما نهل من معلمين آخرين كمحمد كويو وعبد الكبير بن سلوم ومحجوب الخلاموسي وحسن زوكاري والحاج بوجمعة.
البلاغ أورد أيضا أن مولاي الطيب الذهبي يتميز بإتقانه الكبير لإيقاعات التراث الكناوي، مما سمح له بالمشاركة في العديد من المهرجانات إلى جانب فنانين كبار. شارك سنة 2018، إلى جانب “معلمين” مراكشيين شباب في إحياء حفل كبير فوق منصة مولاي الحسن بمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة.
وكأول فرقة إيقاعات إفريقية خالصة بالسالفادور ومحدثة أسلوب “الصامبا ريغي”، قامت إيلي آيي بثورة في موسيقى “باهيا” وأعادت التأثيرات الإفريقية إلى كرنفالها. أصبحت هذه المجموعة الأسطورية مصدر إلهام للعديد من الشخصيات ذات الأصول الإفريقية بالبرازيل كما هو شأن آبائها الروحيين ألبيرطو جيل ومارغاريت مينيز وكارلينوس براون.
في بداية سبعينيات القرن الماضي، يورد المصدر، أطلق الشابان فوفو وأبولينيو، المنحدران من حي كروزو ليبيردادي، مبادرة تهدف إلى نهضة أفرو-برازيلية على غرار حركة “القوة السوداء الأمريكية” وكان كلٌّ من جيمس براون وبوب مارلي ملهميهما ومثليهما الأسميين، راغبين في إحياء وإيقاظ وعي السود عبر تنظيم تظاهرات وملتقيات ثقافية كالكوندومبلي والأفوكسي (في جانبه الموسيقي) والكابويرا وغيرها. وهي فنون تم تهميشها عن قصد من طرف السلطات الحاكمة المشكلة أساسا من البيض.
وتابع البلاغ: “ابتداء من تسجيل إحدى أغانيهم من طرف ألبيرتو جيل (ألبوم «روفافيلا») إلى أغنية «كايطانو فيلوسو» التي تحتفي بالمجموعة، تعاظمت شعبية وشهرة إيلي آيي مع مرور الوقت. فرغم انقضاء خمسة عقود على إنشائها وتقوت بأعضائها الثلاثة آلاف، لازالت الفرقة التي تعد حاليا «تراثا تاريخيا إنسانيا» تلهم الجالية والأجيال الجديدة. أُسِّست مجموعة ديمانلي سنة 1912. وهي مجموعة فنية مكونة من ممثلين وراقصين وموسيقيين تلقى معظمهم تكوينه بالمعهد الوطني العالي للفنون والعمل الثقافي (INSAAC)”.
وقال المصدر عينه: “الفرقة تشتغل على إبداع إنتاجات كوريغرافية تستلهم مواضيعها من التراث الثقافي لساحل العاج. وتتميز مجموعة ديمانلي، التي يديرها الفنان الكوريغرافي هيرمان نيكوكو، بقدرتها الكبيرة على التعريف بالقيم التراثية المحلية الأصيلة على الساحة الدولية، حيث تستكشف الزاولي، الموسيقى والرقص الشعبيين اللذين يمارسهما مجتمع غورو (وسط غرب ساحل العاج) والمدرجين ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية”.
وحسب الجهة المنظمة. فإن ممارسة الزاولي، تجمع في العرض نفسه، بين النحت بالقناع والنسيج بالأزياء والموسيقى والرقص. وتتداخل في عروضها الأغاني والإيقاعات والحركات لتخلق طاقة إيجابية تريح النفوس. حازت مجموعة ديمانلي، سنة 2013، على جائزة الدورة التاسعة عشر للمهرجان الوطني “فاكونس كيلتير” المنظم من طرف وزارة الثقافة والفرانكوفونية.
وشاركت أيضا في كل من المهرجان الدولي للرقص بواغادوغو بمشروعها الفني “بلاهون” (الذي يعني الرجال الفهود)، ومهرجان بيكين بعرضها “لقاء الأقنعة”، وفي أيام قرطاج للمسرح بعرض “عالم الكوميانز”. وقد قامت سنة 2022 بجولة فنية بكل من ألمانيا وهولاندا.
وللتعريف بنينيو، قال البلاغ إنه “يعدّ حاليا نجما صاعدا في فن الفلامينكو المعاصر وأول راقص يتحصل على جائزة الغرامي الشهيرة لأحسن ألبوم غنائي للجاز اللاتيني: «أونتيدوت» الذي وقعه بتعاون مع أحد أساطير الجاز، الفنان تشيك كوريا. وقد سبق لهذا الأخير أن دعاه للحفل الكبير الذي نظمه بنادي ال «بلو نوط» وبساحة ماديسون بمدينة نيويورك الأمريكية بمناسبة عيد ميلاده الخامس والسبعين”.
اعتلى نينيو، وفق المصدر، المسرح رفقة فنانين كجواكين غريلو وميلاغروس منجيبار وأنطونيو رييس وأخيه إسحاق دي لوس رييس. كما تعاون فنيا مع بول سايمون في ألبوم هذا الأخير المعنون بـ”سترانجر تو سترانجر”.
أما سيرجيو مارتينيز فيعتبر من أشهر عازفي الإيقاع الإسبان على الساحة الفنية الدولية. وقد نمّى موهبته وطور مساره كفنان متعدد المواهب باشتغاله إلى جانب كبار الموسيقيين العالميين كبول سايمون وألدي ميولا وجون باتيتونشي وجو لوفانو وتيري لين كارينغتون، … وشارك، برفقة أصدقائه دانيلو بيريز وجامي حداد وخوصي أنطونيو غاليسيا، في أكبر مهرجانات الجاز العالمية وفي أشهر الملتقيات الموسيقية الدولية.
كلمات دلالية الدورة 25 الصويرة فن مهرجان كناوة وموسيقى العالمالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الدورة 25 الصويرة فن مهرجان كناوة وموسيقى العالم من طرف
إقرأ أيضاً:
الدورة الكاملة للقيمة… اقتصاد يبني مجتمعات أكثر مرونة
#الدورة_الكاملة_للقيمة… #اقتصاد يبني #مجتمعات أكثر مرونة
الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
يكتسب الاقتصاد الدائري زخماً متزايداً بوصفه أحد أبرز التحوّلات الاقتصادية القادرة على بناء قيمة مستدامة تتجاوز منطق الإنتاج والاستهلاك التقليدي. يقوم هذا النهج على إعادة تصميم تدفّقات المواد والموارد ليصبح كل مخرجٍ مدخلاً جديداً في دورة إنتاج مستمرة، ما يقلّل الاعتماد على الموارد المستوردة ويعزّز القدرة على التكيّف مع تقلبات الأسواق والطاقة والمواد الخام. وفي عالم تتسارع فيه كلف الإنتاج وتتعمّق فيه المخاطر البيئية، بات الاقتصاد الدائري خياراً اقتصادياً واجتماعياً لا يمكن تجاهله.
ولا بد من الإشارة إلى أن هذا المفهوم لا يقدّم حلولاً تقنية فحسب، بل يعيد صياغة العلاقة بين النمو الاقتصادي وجودة الحياة. فكل عملية تقليل للهدر تعني خفضاً في الكلف التشغيلية للشركات، وكل مشروع تدوير ناجح يخلق فرص عمل للشباب، وكل استثمار في تصنيع مواد معاد تدويرها يعزّز تنافسية الصناعات الوطنية ويخفّف الضغط على البيئة. وعند الاطلاع على تجارب دول الجوار نجد أنها تقدم نماذج واضحة لهذا النمط الاقتصادي؛ إذ دفعت الإمارات نحو منظومات متقدمة لإعادة استخدام المواد ضمن صناعاتها التحويلية، واستثمرت السعودية في تطوير سلاسل قيمة لإعادة تدوير البلاستيك والمعادن، فيما طوّرت مصر منظومة إدارة نفايات ترتبط بالمجتمعات المحلية وتمنحها دوراً إنتاجياً في الاقتصاد الأخضر.
مقالات ذات صلةأما في الأردن، فتبرز مبادرات واعدة يمكن البناء عليها، من منشآت إعادة تدوير المعادن والبلاستيك في المدن الصناعية، إلى جهود الشركات الكبرى في خفض بصمتها البيئية، وصولاً إلى مشاريع ريادية صغيرة تحوّل النفايات العضوية إلى منتجات زراعية ذات قيمة مضافة. غير أن تحويل هذه المبادرات إلى منظومة اقتصادية متكاملة يتطلب تخطيطاً استراتيجياً يربط التنمية الصناعية بالابتكار والعدالة الاجتماعية، ويعزّز مشاركة المجتمعات في إدارة مواردها، ويمنح القطاع الخاص حوافز واضحة لدمج الاقتصاد الدائري في عمليات الإنتاج.
وتقوم آلية عمل الاقتصاد الدائري في بيئة الأعمال الأردنية على تحليل دورة حياة المنتج منذ مرحلة التصميم، وتحديد نقاط الهدر القابلة للتحويل إلى فرص اقتصادية، واستخدام التكنولوجيا في إدارة الموارد؛ من الذكاء الاصطناعي في معالجة النفايات الصناعية إلى التحليلات المتقدمة التي ترفع كفاءة الطاقة والمياه. وهذا يستدعي تشريعات تشجّع على إعادة الاستخدام والتدوير، ونظام حوافز ضريبياً ومالياً يدعم الاستثمار في المعدات والتقنيات النظيفة، إضافة إلى منظومة تمويل تُشرك البنوك وصناديق التنمية في بناء سلاسل قيمة جديدة. كما يشكّل المجتمع المحلي ركناً أساسياً في نجاح الاقتصاد الدائري عبر تبنّي أنماط استهلاك واعية، ودعم المبادرات الشبابية، وتمكين البلديات من إدارة الموارد بكفاءة أكبر.
ولفهم الاقتصاد الدائري على نحو أشمل، لا بد من النظر إلى الصورة الكاملة للمشهد الذي يتصدّره لاعبون رئيسيون؛ بدءاً من الحكومة بصفتها الجهة المنظمة وصاحبة السياسات، مروراً بالقطاع الخاص الذي يقود التنفيذ ويطوّر حلولاً سوقية قابلة للتوسع، والجامعات ومراكز البحث التي ترفد المنظومة بالمعرفة والابتكار، وصولاً إلى المجتمع المدني الذي يعيد تشكيل الوعي ويعزّز ثقة الناس بالتحوّلات البيئية والاجتماعية. ولتحقيق نجاح نوعي لهذه المنظومة فلا بد من ضرورة العمل المشترك بين الشركاء بصورة متوازنة وواضحة الأدوار والمسؤوليات، بما يتيح بناء اقتصاد متكيف ومنخفض المخاطر وأكثر قدرة على خلق فرص مستقبلية تستند إلى الابتكار والتنافسية.
وبناءً على ما تقدم، فإننا على ثقة بأن الأردن يمتلك فرصة حقيقية لتأسيس نموذج اقتصادي دائري يعالج تحديات الموارد المحدودة، ويحسّن مستويات المعيشة، ويُحدث تحوّلات هيكلية تمتد من المصانع إلى المجتمعات المحلية. إن هذه المنظومة ليست مجرد إدارة للنفايات، بل بوابة لبناء اقتصاد أكثر عدلاً وكفاءة ومرونة؛ اقتصاد يربط النمو بالإنسان وبالمجتمعات التي تشكّل عماد التنمية، ويمنح البلاد قدرة أكبر على مواجهة المستقبل بثقة وابتكار.