الحج والتحايل لأجل أداء الفريضة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الحج لمن استطاع إليه سبيلا، وهذا هو المبدأ الأساسي كما جاء في أركان الإسلام الخمسة المتعارف عليها، ومن ثم فإن الاستطاعة بأنواعها المادية والجسدية والمعنوية هي الأساس للحج، وهذا الكلام أذكر به القراء في هذا الموسم الاستثنائي للحج هذا العام 2024، الذي شهد ملابسات وظواهر ربما هي الأولى من نوعها، ومن أبرزها التحايل لأداء فريضة الحج هذا العام بعد الارتفاع غير المسبوق في أسعار طيران وإقامة الحج هذا العام مما دفع بعض الراغبين والحالمين المشتاقين لزيارة بيت اللله الحرام إلى التحايل علي أداء الفريضة بشكل غير شرعي وغير رسمي ويتجهون استغلال تأشيرة الزيارة، أي يقومون بزيارة للمملكة قبيل توقيت الحج ويتجهون لأداء الفريضة بشكل أو بآخر، مما أدى إلى مشكلات عديدة منها الازدحام الشديد وسط الحجيج هذا العام وصعوبات التنقل والحركة مع الحرارة الشديدة التي وصلت إلى 55 درجة في الظل بالمملكة، التي أدت الي وفاة عدد كبير من المصريين الذين ذهبوا لأداء الفريضة بشكل غير رسمي، ولا نستثني مسئولية بعض شركات السياحة التي بالغت في أسعار تذاكر الحج والتي جعلت معظم الأفراد يتجهون إلى هذا التحايل، ومن بينهم شركات ساعدت بعض الحجيج علي التحايل ومن خلال الخلية الحكومية التي تم تكها في هذا الأمر، تم رصد عدد 16 شركة سياحة مصرية قامت بالتحايل وتسفير الحجاج بصورة غير نظامية، ولم تقدم أي خدمات للحجاج وتم سحب رخص هذه الشركات، وإحالة المسئولين إلى النيابة العامة، مع تغريم هذه الشركات لصالح أسر الحجاج الذين تسببوا في وفاتهم.
ولكن كل ذا وذاك لا يعفي الشخص الحاج من مسئولية الذهاب لأداء الفريضة الغالية بشكل غير شرعي ورسمي، أسوة بغيرهم الذين دفعوا ما يقارب الربع مليون جنيه لأداء الفريضة وانتظروا وانتظموا في السفر والانتقال، ولكنهم فوجئوا بمن يزاحجمهم بشكل غير رسمي وهذا ما سبب ازدحام واختناق غير مبرر ادي الي حالات وفاة متعددة وغير مسبوقة في موسم حج استثنائي 2024، وهو ما يثير تساؤلات دينية عديدة حول مدي شرعية وقبول هذه الحجة لهؤلاء المتحايلين وغير الشرعيين المخالفين القانون والنظام ؟، وهل الحاج المخالف والذي سالك طرق غير شرعية لأداء الفريضة ويظل خائف من أن يتم ضبطه من قبل السلطات السعودية لأنه مخالف للنظام، وممكن في أي وقت يجري ترحيله، فهل تُقبل حجته؟ فمن شروط الحج الاطمئنان والسكينة، ورب العزة سبحانه وتعالى قال في مُحكم آياته: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ» (البقرة:197).
وتبقى الاجابة لدى أهل الاختصاص والإفتاء حول مدى صحة أداء الفريضة من عدمه، لكني أرى أن الحج بهذه الطريقة لا يمكن أن يستشعر به الحاج في قلبه ونفسه وروحه؛ لأن الحاج الذي يقف على جبل عرفات مناجي رب العزة بالدعاء وطلب المغفرة والعتق من النيران لابد أن يكون صادق النية من داخله ونقي السريرة، وجمع ماله من حلال، وهذه النقطة مهمة جدااا، وليس متحايلا لأجل أداء فريضة، يعلم جيدا أنه مخالف للنظام المتبع، ويخشى من أن يراه أحد من المسئولين على الحج بالمملكة السعودية، وأعرف سماسرة وأشخاصا يتلقون مبالغ مادية لأجل تيسير مهمة التحايل لأجل أداء فريضة الحج، وهؤلاء لابد من التحقيق معهم.
وظاهرة التحايل لأداء الفريضة عبر حمل تأشيرة الزيارة فقط وليس الحج، جعل السلطات السعودية تتصرف بقوة مع كل مخالف مثلما حكى أحد الشباب المصريين بأن السلطات اقتحمت بعض المساكن على الرجال والنساء فجرا، والسبب أن والدته ذهبت وأخذته للحج هذا العام عبر تأشيرة الزيارة التي لا يُسمح لحاملها بدخول مكة في موسم الحج، وفق تعليمات وزارة الداخلية السعودية، وهو ما جعل السلطات السعودية تمارس العنف في رد فعلها معهم وتطردهم بشكل غير آدمي ! وربما هذا حقها.
فالحج فريضة من فرائض الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا، وليس لمن نجح في التحايل على هذا الأمر الذي أدى إلى كوارث من بينها زيادة أعداد الوفيات بين المصريين الذين تاهوا وماتوا في الصحراء بالسعودية من الحر الشديد، وزيادة أعداد المرضى هناك من المصريين وظواهر أخرى منها التسول والسرقات وعشوائية بيع المنتجات الآسيوية والمصرية والأوروبية هناك من قبل التجار الذين يحضرون من كل فج عميق للبيع واستغلال موسم الحج لبيع سلع رديئة وغير جيدة للحجاج، والبيع والشراء لسلع مجهولة المصدر يتم استغلال موسم الحج لبيعها هناك..
ولابد أن ينظر المسئولون بالمملكة السعودية ومصر وشركات السياحة في أمر أسعار التذاكر والإقامة في الفنادق، والتنقلات لأجل تحقيق حلم كل مشتاق إلى زيارة بيت الله الحرام بشكل شرعي ورسمي، يشعر معه بالروحانيات والجمال المكاني بشكل منظم، ودون أن يشعر الحجيج بأنهم خائفون من شيء ما ومن أن يراهم أحد من سلطان الأمن في السعودية!
فكما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ من سورة قريش: 3، 4.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: موسم الحج لأداء الفریضة أداء الفریضة هذا العام بشکل غیر
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يقرر تجميد الأصول الروسية لأجل غير مسمّى
أعلنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن دول الاتحاد قررت تجميد نحو 210 مليارات يورو من الأموال والأصول الروسية لأجل غير مسمّى، في خطوة اعتبرتها جزءا من نهج تصعيدي لزيادة الضغط على موسكو.
وأكدت المسؤولة أن هذا القرار يأتي ضمن جهود أوروبية جماعية لدفع روسيا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، مشيرة إلى أن بروكسل ستواصل استخدام الأدوات المتاحة كافة لزيادة الكلفة السياسية والاقتصادية على روسيا في سياق الحرب الدائرة في أوكرانيا.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وقال الكرملين الروسي إن روسيا ترفض فكرة الهدنة بهدف إجراء استفتاء بشأن مسألة الأقاليم في أوكرانيا .
وشدد الكرملين على أن المطلوب هو سلام طويل الأمد.
قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إنها أسقطت 47 مسيرة أوكرانية فوق أراضينا خلال الساعات الماضية.
ويأتي ذلك في إطار تصعيد المعارك بين روسيا وأوكرانيا للعام الثالث على التوالي.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، استمرار المفاوضات مع الجانب الأمريكي لبحث خطة السلام المحتملة في أوكرانيا، فيما سيجري فريق العمل المعني بضمانات الأمن الأوكراني محادثات في ألمانيا.
وأوضح نائب رئيس الوزراء الأوكراني أن روسيا استهدفت عمداً الخدمات اللوجستية المدنية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني في مناطق النزاع.
وأكد زيلينسكي حرص بلاده على مواصلة الحوار الدولي لضمان سلام مستدام وحماية المدنيين، بالتوازي مع استمرار التنسيق مع الشركاء الغربيين.
وقالت قيادة البحرية الأوكرانية إن هجوم روسي تسبب في إلحاق ضرر بثلاث سفن تركية في منطقة أوديسا.
وكانت مصادر محلية قد أشارت إلى وقوع انفجارات هزت أوديسا الأوكرانية والدفاع الجوي يعمل على التصدي للهجمات.
وأعلن الجيش الأوكراني استهداف مصفاة نفط في ياروسلافل الروسية.
وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني، اليوم الجمعة، إن روسيا استهدفت عمدا الخدمات اللوجستية المدنية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتقويض المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب، بعد قصف سفينة مدنية في ميناء تشورنومورسك جنوب البلاد.
وقال زيلينسكي إن استهداف السفينة يؤكد أن موسكو "لا تأخذ بجدية" الجهود الدولية الهادفة لوقف القتال، مشددًا على أن الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا ضد المرافق المدنية.
وحذّر سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، من أن بلاده سترد "بشكل حازم" إذا أقدمت الدول الأوروبية على مصادرة الأصول المالية الروسية المجمّدة.
وأضاف أن موسكو مستعدة لمواجهة أي تصعيد، قائلاً: "إذا قررت أوروبا الحرب فنحن مستعدون لها، ولو حتى الآن".
واتهمت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، القوات البريطانية المتواجدة في أوكرانيا بمساعدة كييف على تنفيذ أعمال إرهابية ومهام متطرفة، مؤكدة أن أي وحدات عسكرية أجنبية في البلاد ستعتبر أهدافًا مشروعة لموسكو.