أكد عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي أنه في ظل التغيرات العالمية المتسارعة، وتعاظم التحديات التي تواجه الدول العربية والأفريقية في كافة المجالات، وخاصة في النواحي التنموية والاقتصادية، فإن التكامل العربي الإفريقي خاصة في المجال الاقتصادي، بات أولوية ملحة لكي تضع الدول العربية والأفريقية موطئ قدم لها في هذا السباق العالمي المحموم، موضحًا أن جهود الدفع بمسار التكامل العربي الأفريقي لا تقتصر فقط على الدور الذي تقوم به الحكومات في كلا الجانبين، وإنما يستطيع البرلمانيون، بما يمثلونه من بُعد شعبي للشراكة العربية الأفريقية، أن يكون لهم دور محوري في ترسيخ وتعزيز أسس هذه الشراكة.

ودعا "العسومي" إلى إطلاق خطة عمل مشتركة بين البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا لوضع آليات التعاون التي يمكن من خلالها الدفع بمسيرة التكامل العربي الأفريقي إلى الأمام، مشددًا على أنه "من غير المعقول ومن غير المقبول أن يكون لدينا برلمان يمثل صوت الشعب العربي، ونظير له يمثل صوت الشعب الأفريقي، ولا تكون بيننا آلية عمل منتظمة على أرض الواقع، ننسق من خلالها عملنا المشترك على نحو يلبي تطلعات شعبينا العربي والأفريقي في الأمن والتنمية والتقدم".

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها رئيس البرلمان العربي في افتتاح الجلسة العامة لبرلمان عموم أفريقيا التي عقدت بمقر البرلمان الأفريقي في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، والتي شارك فيها رئيس البرلمان العربي كضيف شرف تلبية لدعوة معالي السيد فورتشن شارومبيرا رئيس برلمان عموم أفريقيا.

وقال "العسومي" في كلمته لقد آن الأوان أن تأخذ العلاقات العربية الأفريقية مسارها الطبيعي، الذي يتناسب مع إرثنا الحضاري والثقافي المشترك، ومع ما نمتلكه من إمكانيات لا تتوافر لدول أخرى. فقد حبانا الله بثروات طبيعية وعقول مُفكِرة وخبرات علمية وعملية وقوى عاملة وفيرة، ومن حق شعوبنا أن تتساءل: كيف تتوافر كل هذه المقومات، وما يزال مسار التكامل العربي الأفريقي دون المستوى المأمول؟.

وتطرق "العسومي" في كلمته إلى المجازر وجرائم الحرب التي يقوم بها كيان الاحتلال في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية منذ شهر أكتوبر الماضي، مؤكدًا أن العالم أجمع أمام هذا الواقع المؤلم القائم على ازدواجية المعايير، بات في أمس الحاجة إلى إعادة النظر من جديد في القواعد الحاكمة لإرادة المجتمع الدولي، وإعادة الهيبة والاعتبار للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، موجهًا التحية إلى مواقف الدول والشعوب الأفريقية المدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، داعيًا إلى تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة من أجل نصرة الشعب الفلسطيني في محنته الراهنة، وحتى يحصل على كافة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، مضيفًا أن "كافة الأحداث والتطورات أثبتت أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

واختتم رئيس البرلمان العربي كلمته بقوله إن حقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن الدول الأفريقية تمثل العمق الاستراتيجي الأول للدول العربية، وشريكها الأساسي في بناء مستقبل يليق بشعبينا العربي والأفريقي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التكتلات الاقتصادية العالمية القانون الدولي الإنساني المجتمع الدولي رئيس البرلمان العربي قطاع غزة والأراضي رئیس البرلمان العربی التکامل العربی

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس جامعة الإسكندرية يزور فرع إنجمينا ويشارك في مؤتمر التعليم العالي الإفريقي "CAMES"

أجرى الدكتور علي عبد المحسن، القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية إلى فرع الجامعة في العاصمة التشادية إنجمينا، ممثلاً عن الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس الجامعة، لمتابعة تطورات العمل بالفرع وبحث سبل دعم التعاون العلمي المشترك و ذلك إطار تعزيز التواجد الأكاديمي لجامعة الإسكندرية بدولة تشاد

تضمنت الزيارة لقاءً مع الدكتور توم إرديمي، وزير التعليم العالي التشادي، حيث تم الاتفاق على تخصيص مساحة 10 فدادين لإنشاء مزرعة نموذجية لخدمة كليتي الزراعة والطب البيطري، إلى جانب إنشاء مستشفى تعليمي يغطي تخصصات طبية متعددة منها جراحة العيون وطب الأطفال والنساء والتوليد والعظام، على أن تتولى الحكومة التشادية تخصيص الأرض اللازمة فور استلام المخططات الهندسية من جامعة الإسكندرية.

كما شارك عبد المحسن في أعمال المؤتمر السابع و الأربعين للمجلس الإفريقي والملغاشي للتعليم العالي والبحث العلمي (CAMES)، بحضور كبار المسؤولين في تشاد، من بينهم رئيس الوزراء السفير مايي حلينا، ووزراء التعليم والبحث العلمي، إلى جانب نخبة من رؤساء الجامعات وسفراء وأكاديميين من مختلف دول القارة.

وعلى هامش المؤتمر، التقى عبد المحسن بالبروفيسور سليمان كوناتي، الأمين العام لـ CAMES، حيث ناقشا فرص التعاون في مجالات تقييم أعضاء هيئة التدريس وتبادل الخبرات الأكاديمية.

وأعرب الأمين العام لـ CAMES، عن ترحيبه بتعزيز التعاون مع جامعة الإسكندرية، مشيداً بمكانتها العلمية، ومؤكداً انفتاح المنظمة على استخدام اللغة العربية، ما يفتح آفاقًا جديدة للتواصل والتعاون مع الجامعات الناطقة بالعربية.

مقالات مشابهة

  • نواب ليبيون في البرلمان الإفريقي.. توصيات موحدة لمعالجة قضايا القارة
  • البنك العربي الأفريقي الدولي يقود إصدار سندات توريق بقيمة 4.7 مليار جنيه
  • رئيس جامعة القاهرة يستقبل السفير الأردني.. ملف الطلاب أولوية
  • نائب رئيس جامعة الإسكندرية يزور فرع إنجمينا ويشارك في مؤتمر التعليم العالي الإفريقي "CAMES"
  • مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • القومي للمرأة يهنئ آمنة الطرابلسي لفوزها بمنصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي للإسكواش
  • طلبة دولة قطر يناقشون الهوية الثقافية في البرلمان العربي للطفل بالشارقة
  • الطفولة والأمومة: 4 أطفال يشاركون في جلسة البرلمان العربي للطفل بالإمارات
  • «البرلمان العربي للطفل» تجتمع استعداداً للجلسة الثانية