قال مؤرخ إسرائيلي، إنه على الرغم من أهمية إبرام اتفاق تطبيع، مع السعودية، إلا أنه في الوقت ذاته لن يمنع أي تهديدات تعصف بدولة الاحتلال.

وأوضح أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "اتفاقية السلام (التطبيع) التي تتم صياغتها بين إسرائيل والسعودية، هي تطور إقليمي مهم من شأنه أن يعزز المصالح، خاصة الاقتصادية والسياسية للطرفين".



وأضاف: "مع أهمية مثل هذه الاتفاقية، لكنها لن تنقذ حتى حياة جندي إسرائيلي واحد، ولن تمنع اندلاع الانفجار التالي على حدود غزة أو في الشمال مع لبنان، سواء كان ذلك؛ جولة مواجهة أو حرب شاملة، والتي يحذر البعض منها حاليا في النظام الأمني".

وأوضح زيسر، أن "اتفاق السلام مع مصر الذي وقعه رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن 1979، هو اتفاق بارد ومنفصل، يفضل معظم الإسرائيليين نسيانه، كانت مصر العدو الأول لإسرائيل لسنوات وشكلت تهديدا لوجودنا، هكذا في حرب 1948، وحرب 1967، وهكذا في حرب الاستنزاف وحرب 1973، ومن ناحية أخرى، لم تكن السعودية عدوا نشطا ولا حتى اليوم، وهي لا تشكل تهديدا ولا أي تحد أمني".

ونوه إلى أن "التهديدات التي تواجه إسرائيل هي في ساحات أخرى وضد أعداء معروفين، الشعب الفلسطيني، حزب الله على الحدود الشمالية وسوريا وإيران"، مؤكدا أن أي "اتفاق سلام مع السعودية، لن يغير موقف إسرائيل الاستراتيجي تجاه هؤلاء الأعداء، ولن يساعدنا على أي حال في التعامل معهم في زمن الاختبار".

ورأى أن الأمر "في حالة السعودية، هي صفقة؛ اقتصادية وسياسية بالدرجة الأولى، وليست تصفية للتهديدات الأمنية التي تحوم فوق رؤوسنا، تأمل إسرائيل في الحصول على منافع اقتصادية واستقرار اتفاقات إبراهيم التي وقعتها مع بعض الدول العربية، بينما تأمل السعودية في تحسين موقعها في أروقة البيت الأبيض والحصول على مساعدات أمريكية تسمح لها بتعزيز أمنها".



ونبه أن "اتفاق التطبيع مع السعودية مهم في تثبيت أسس بناء السلام والتطبيع الذي تأسس بتوقيع دول اتفاقات إبراهيم؛ الذين ساهموا في الاقتصاد الإسرائيلي، وعززوا شعور الإسرائيليين بالثقة بالنفس، وفوق كل شيء مكنوا من وضع دبي وأبو ظبي على خريطة المسافرين الإسرائيليين، لكن لم يكن لهما أي تأثير أيضا إطلاقا على خريطة التهديدات لإسرائيل من الشمال ومن إيران".

وتابع: "كل هذا مهم، حيث تبين أن مسألة الاتفاق مع السعودية هي في تقاضي لا نهاية له، والثمن الذي ستدفعه إسرائيل - وخاصة واشنطن - يزداد أكثر فأكثر، على عكس الإمارات أو السودان والمغرب، السعودية ليست في عجلة من أمرها لإبرام صفقة، وفوق كل شيء هي مصممة على ضمان حصولهم على عائد مناسب مقابل ذلك".

ولفت الخبير الإسرائيلي، أن "واشنطن مهتمة بإزالة القضية الفلسطينية من جدول الأعمال، وعدم ظهورها مرة أخرى كل يوم وإثارة النيران العربية والرأي العام، بسبب تصرفات أو تصريحات بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية".

وذكر أن "السعودية تريد ضمانات أمريكية لأمنها، وهو أمر ستحصل عليه بلا شك، بالإضافة إلى الترويج لمشروع نووي، من المفترض أنه لأغراض سلمية، وعندها من الصعب منع إيران، ونتيجة لذلك ، تصبح السعودية وتركيا وربما مصر أيضا نووية"، محذرا من أن "المساعدة في مثل هذه العملية وحتى تسريعها، ليس في مصلحة إسرائيل".

وشدد زيسر، على أن "الصفقة مع السعودية، لا تبرر تصفية تتضمن التنازل عن مصالح إسرائيلية، لهذا السبب عليك أن تأخذ نفسا عميقا وأن تتحلى بضبط النفس، وفي النهاية سيأتي يوم السلام السعودي الإسرائيلي"، وفق تقديره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة تطبيع السعودية الاحتلال السعودية الاحتلال تطبيع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع السعودیة

إقرأ أيضاً:

هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب الصهاينة؟

عواصم - الوكالات

كشفت السلطات الأميركية، تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الذي وقع بالقرب من فعالية مؤيدة لإسرائيل في شارع "بيرل ستريت" الشهير بمدينة بولدر بولاية كولورادو، وأسفر عن إصابة 6 أشخاص على الأقل، بعضهم بحروق خطيرة.

وبحسب ما نقلته شبكة "فوكس نيوز"، فإن المشتبه به هو رجل يحمل الجنسية المصرية ويدعى محمد صبري سليمان، ويبلغ من العمر 45 عاماً، وكان قد دخل الأراضي الأميركية قبل عامين بتأشيرة مؤقتة انتهت صلاحيتها، ما جعله مقيماً بشكل غير قانوني في البلاد.

وأوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن المهاجم استخدم قاذف لهب بدائي الصنع أثناء تنفيذ الهجوم، وكان يردد عبارة "فلسطين حرة"، ما دفع المكتب لتصنيفه مبدئياً كـ"هجوم إرهابي موجه"، حسب ما صرّح به كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وقال المدعي العام لولاية كولورادو، فيل وايزر، إن الهجوم "يبدو كجريمة كراهية تستهدف الجالية اليهودية"، بينما لفت قائد شرطة بولدر، ستيفن ريدفيرن، إلى أن التحقيق ما زال في مراحله المبكرة، مؤكدًا أن "المعلومات أولية للغاية" ومن المبكر الجزم بالدوافع النهائية.

الهجوم وقع خلال تجمّع أسبوعي لأفراد من الجالية اليهودية نظمته "رابطة مكافحة التشهير" على ممر المشاة في بيرل ستريت، حيث اعتاد المشاركون على المشي أو الركض دعمًا للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.

وقالت الرابطة، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "نحن على علم بالتقارير التي تفيد بوقوع هجوم خلال الفعالية، ونتابع التطورات مع السلطات الأمنية".

ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من أسبوعين على حادثة مشابهة في واشنطن العاصمة، حيث اعتُقل رجل من مواليد شيكاغو، يبلغ من العمر 31 عامًا، بعد أن أطلق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية، مرددًا العبارات نفسها، مما أدى إلى مقتلهما لاحقًا في تبادل إطلاق نار مع الأمن.

وتعكس هذه الهجمات تصاعد التوترات في الولايات المتحدة على خلفية الحرب المستمرة في غزة، واحتمال تحوّل المواقف المتطرفة إلى أعمال عنف تستهدف تجمعات مدنية.

من جانبها، أعلنت شرطة كولورادو أن التحقيق جارٍ حاليًا باعتبار الحادث "عملاً إرهابيًا محتملاً"، مؤكدة أنه "لا يُعتقد وجود متورطين آخرين" في الهجوم. فيما تستمر جهود التعرف على خلفيات المشتبه به ودوافعه، وتقييم ما إذا كانت هناك صلة بتنظيمات خارجية أو تيارات فكرية متطرفة.

في المقابل، التزمت السلطات الفيدرالية الصمت بشأن تفاصيل التحقيق، مكتفية بالإشارة إلى أن التنسيق جارٍ بين مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي، وشرطة الولاية.

مقالات مشابهة

  • ابن كيران: يجب وقف التطبيع ومنع دخول الجيش الإسرائيلي إلى المغرب
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب الصهاينة؟
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • وزير خارجية السعودية: رفض إسرائيل زيارة اللجنة العربية الى الضفة الغربية "تجسيد لرفضها مسلك السلام"
  • الحوثيون : سنسقط طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف بلادنا 
  • الخارجية السعودية: استمرار التطرف الإسرائيلي يزيد من تعقيد الأزمة الفلسطينية
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعرقل الصفقة لأسباب سياسية .. وأملنا الوحيد ترامب
  • برشلونة تعلن قطع علاقاتها بـ حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحماس تثمن القرار