لبنان ٢٤:
2025-12-12@23:23:11 GMT

تأخرالكلام عند الأطفال.. متى يصبح مرضًا حقيقيًا؟

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

تأخرالكلام عند الأطفال.. متى يصبح مرضًا حقيقيًا؟

يعد تأخر الكلام عند الأطفال من المشاكل الشائعة، وتتمثل بعدم قدرة الطفل على إنتاج الكلمات والتعبير من خلال اللغة بفترة عمرية مُتوقعة، فهى من  المشكلات الشائعة التي تواجه 10% من الأطفال، إذ يحدث تأخر الكلام عند الأطفال عندما لا يستطيع الطفل تطوير قدراته على التعبير وإصدار الكلام بالمعدل المتوقع.
الكلام هو أسلوب تشكيل الأصوات والكلمات، والتأخر في الكلام يعني العجز عن النطق بطريقة صحيحة، بمعنى أن الطفل قد يستخدم العبارات للتعبير عن أفكاره، ولكن يصعب فهمها من قبل الآخرين، وذلك لعدم قدرته على نطقها، بينما التأخر اللغوي قد يكون الطفل فيه قادراً على النطق بطريقة صحيحة، ولكنه عاجز عن ربط الكلمات ببعضها حتى يستطيع فهمها الآخرون، والمشكلة الأكبر حين يمتد التأخر في الكلام حتى عمر 6 سنوات.


كشفت حليمة الغوش مديرة مركز الورشة للعلاجات المساندة، سبب معاناة الأطفال من تأخر النطق، وقدمت توصيات للآباء الذين يواجهون مثل هذه المشكلة.
وقالت الغوش "يعاني بعض الأطفال من مشاكل في الكلام عندما يكون هناك ضعف في السمع ونمو بطيء، متلازمة داون، الإصابة بالتوحد أواصابة الطفل بالشلل الدماغى".
وأشارت إلى أن "تتطور اللغة لدى الطفل تدريجيًا تبدأ بانتباهه إلى الأصوات منذ شهره الأول ثم المناغاة في عمر الثلاث شهور ثم يتعلم إصدار أصوات ونغمات مختلفة في عمر الستة أشهر، يقول كلمات مثل ماما أو دادا في عمر التسعة أشهر. وعند بلوغ السنة ونصف يستطيع الطفل نطق عشرة كلمات، أما عندما يبلغ عامان من العمر فيستطيع قول جمل مكونة من ثلاث كلمات، وقول قصة بسيطة على عمر أربع إلى خمس أعوام".
ووفقا لها، مشاكل السمع هي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الطفل في الكلام، فالقدرة على الكلام تستلزم أن يكون سمع الطفل جيدًا ليميز ما يسمع من كلمات ثم فهمها ومحاولة تقليدها، لذلك يتم عمل فحص تخصصي للسمع.
وقالت الغوش أن "العوامل النفسية في سن الطفولة غير مرجحة. لأن الأطفال حتى عمر عامين لا يعرفون كيفية إخفاء مشاعرهم، ولكن في عمر أكبر يمكن أن تؤثر الصدمات النفسية أوعدم التواصل العاطفي مع الوالدين سلبا على تطور الكلام".
وأكدت أنه "من المهم استشارة الطبيب في ما يتعلق بتأخر النطق عند الأطفال. لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن كل طفل يكون فريدا من نوعه، أي أن نمو وتطور الطفل يختلف من واحد لآخر. وسوف يساعد طبيب الأطفال في التعرف على تأخر النطق واللغة، عن طريق الفحص بدقة ثم إحالته إلى أخصائي إذا لم يكن قد تحدث على الإطلاق".
وقالت الغوش أنه "يتم خضوع معظم الأطفال الذين يعانون من تأخر الكلام لجلسات علاجية مع أخصائي أمراض النطق واللغة، تهدف هذه الجلسات إلى معالجة اللغة عن طريق تعليم الطفل استراتيجيات لفهم اللغة المنطوقة، وإصدار أصوات لغوية تتضمن القدرة على تكوين الجمل، مما يعزز مهارات التواصل والتحدث بشكل أفضل لدى الطفل".
وختمت بأنه يجب على الوالدين عدم الغضب أو الإحباط لمجرد أن الطفل غير قادر على التحدث بشكل صحيح، بل ينبغي عدم الضغط على الطفل ومنحه الوقت الكافي لفهم الوضع ودعمه بشكل كامل.
نصائح لعلاج تأخر النطق عند الأطفال
يجب أن تتفاعل الاسرة مع طفلها وتحفزه على نطق الكلمات والاستماع له حتى لو كان الكلام غير مفهوم.
دمج الطفل فى أجواء اجتماعية للمشاركة وخصوصا مع أطفال فى نفس عمره ليتعلم منهم النطق والكلام.
تسمية ووصف معظم الأحداث اليومية التي يشهدها الطفل مع الوالدين.
تقديم شرح لما يفعله الطفل من خلال الكلمات.
الغناء والدندنة للطفل بكلمات بسيطة يسهل تكرارها.
عدم إجبار الطفل على الكلام بالقوة، وعدم انتقاد أخطائه اللغوية، وإنما توضيح ما هو الصحيح.
 
تعانى الكثير من الامهات من مشاكل  تأخر النطق لدى أطفالهن، والتي تعد من المشاكل الأكثر شيوعاً بين الأطفال.
أوضحت صديقة الجنون، والدة الطفل خضر "أنها لاحظت عدم قدرة طفلها على النطق والكلام حتى عمر الـ4 سنوات ما جعلها تعتقد ان معاناة الطفل نتيجة مشاكل في السمع أو النطق، ما جعلها تتوجه إلى العديد من الأطباء المختصين في التخاطب لمعرفة المشكلة". 
وقالت الجنون بأن "طفلها خضر لم ينطق بأي حرف حتى تلك اللحظة، ولم يكن تواصله البصري والحركي مثل باقي الأطفال في عمره، كان هذا الاضطراب هو سبب تأخره بالنطق. أصبح علينا البدء بجلسات علاج وظيفي لتحسين عمل الفك وجلسات علاج نطق ليتمكن من نطق الأحرف بشكل سليم".
وأوضحت أنها وضعت طفلها في حضانة الأطفال، فإن هذا يُتيح له فرصة اللعب والحديث مع أطفالٍ في مثل عمره، فما يمكن أن يتعلّمه من الأهل في شهرٍ يمكن أن يتعلّمه من أقرانه في أسبوع، فهذا أمرٌ طيب، وهنالك أيضاً برامج جيدة جدّاً للأطفال في التليفزيون، اجعل الطفل يشاهدها ويردد ما يقوله الأطفال من خلال هذه البرامج".
وأشارت إلى أن "بعد حوالي سنة ونصف السنة ، تمكن خضر من التحدث وأصبح لديه مخزون جيد من الكلمات. لم أعد أعد الأيام ولا الأشهر ليصبح ابني مثل أقرانه من ناحية النطق فأنا الآن متقبلة لواقعه وواقعي وللتحدي الجميل الذي أعيشه، تعرفت على الكثير من الأمهات الخارقات في هذه الرحلة الجميلة،تحدثنا كثيراً عما مررنا به ونمر به من تجارب مع أطفالنا ويجب أن اعترف أنني لم أقابل في حياتي أمهات فيهن أمل وتفاؤل وقوة مثلهن". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عند الأطفال الکلام عند تأخر النطق الأطفال من فی الکلام فی عمر

إقرأ أيضاً:

لحظة الرؤية.. لقاء منتظر يتحول إلى اختبار مؤلم بين أب وطفل

الاستضافة والرؤية الإلكترونية.. حلول تشريعية لتجاوز مأساة النوادىأطفال الطلاق.. بين شوق للأب وخوف من الأم وصراع يلتهم براءتهمطفل فى التاسعة يبوح: نفسى يكونوا زى زمان... كلنا مع بعض

 

 

 

منذ أيام قليلة وقع حادث أليم أمام أحد الأندية الرياضية الكبرى راح ضحيته فنان يدعى «سعيد مختار» الذى قتل على يد «زوج طليقته أثناء رؤية ابنه البالغ من العمر 9 سنوات.

هكذا تحولت لحظة الرؤية المنتظرة إلى جريمة تقشعر لها الأبدان، حيث فقد الأب حياته بدلاً من رؤيته فلذة كبده، فكم من الجرائم ترتكب تحت مظلة «الرؤية».

حين تنكسر العلاقة بين زوجين يظن الكثيرون أن الطلاق هو نهاية الخلاف وبداية حياة جديدة، لكن الحقيقة أن ما يبدأ بعدها قد يكون أقسى بكثير خاصة على الأطفال فهم يجدون أنفسهم فجأة فى منتصف معركة لا تخصهم يتحملون نتائج قرارات لم يشاركوا فيها ويدفعون ثمن صراع بين أب وأم لم يعد بينهما سوى أوراق رسمية.

فى لحظة الرؤية تتجلى المأساة بأوضح صورها: أب ينتظر أسبوعًا كاملًا ليلتقى بطفله يحمل الهدايا والابتسامة، يفتح ذراعيه بكل الشوق، لكن الصغير يتردد، يتراجع خطوة للخلف، كأن بينه وبين أبيه غربة لم تكن يومًا موجودة، دقائق قصيرة فى مكان مزدحم لا تكفى لترميم جدار انكسر ولا لاستعادة دفء غاب طويلًا.

الأب يشعر وكأنه زائر عابر فى حياة ابنه، والطفل يخلط بين مشاعر متناقضة حب بالفطرة، وخوف زرعته الحكايات الغاضبة، أما الأم فبين حرصها على حماية صغيرها وخوفها من فقدانه، قد تضع حوله أسوارًا عالية تحجب عن الأب لحظات لا تعوض وهكذا يتحول اللقاء الذى يفترض أن يكون مساحة للحب إلى اختبار صعب يترك جروحًا فى قلوب الجميع.

ليست هذه مجرد قصص فردية، بل واقع يعيشه آلاف الأطفال والآباء والأمهات، كل يوم مشاهد تتكرر فى النوادى ومراكز الشباب أطفال يصرخون رافضين لقاء آبائهم، آباء يمدون أيديهم ولا يجدون إلا الفراغ، وأمهات مثقلات بالخوف أو الغضب، مقاطع تنتشر على مواقع التواصل تختصر حجم الألم، وتكشف كيف يمكن للنزاع أن يشوه أقدس رابطة إنسانية رابطة الدم.

هذه الأزمة لم تعد مجرد شأن أسرى خاص، بل تحولت إلى قضية اجتماعية واسعة، تطرح تساؤلات عن دور القانون وقدرته على تحقيق التوازن، وعن مصير جيل ينشأ ممزق الهوية بين بيتين، يفتقد الطمأنينة والدفء فى زمن كان من المفترض أن يعيش فيه أحلام الطفولة لا صراعات الكبار.

يقول محمود، أب لطفلين: أنتظر طول الأسبوع عشان أشوفهم ساعتين بس، أدخل مركز الشباب كأنى داخل امتحان، ابنى الكبير أول ما يشوفنى بيجرى يحضنى، بس الصغير واقف متردد، ساعات بيبعد عنى كأنه مش عايز يعرفنى، اللحظة دى بتموتنى من جوه، بحس إنى مجرد ضيف على حياتهم، مش أبوهم.

أما هبة أم مطلقة فلها وجهة نظر مختلفة: أنا مش ضد إن الأب يشوف أولاده، بالعكس ده حقهم قبل ما يكون حقه، لكن أنا كأم بخاف فى لحظة ممكن ياخدهم ويسافر، أو يضغط على بيهم، ساعات ببقى مضطرة أكون متشددة مش عشان أحرمه، لكن عشان أحميهم من المجهول، القانون ساعات بيحطنى فى موقف صعب، ما بين خوفى وحقهم الطبيعى إنهم يشوفوا أبوهم.

بين هذه الصراعات، يبقى صوت الطفل هو الأصدق. يوسف 9 سنوات يحكى بخجل: أنا بحب بابا... بس ماما ساعات بتزعل لما أقول إنى عايز أقعد معاه، بحس إنى لازم أختار بينهم، وأنا مش عارف أعمل إيه، نفسى يكونوا زى زمان، كلنا مع بعض.

أما الجدة فتحمل ألمًا مضاعفًا الحاجة عليا تقول: أنا مشتاقة لأحفادى زى أبوهم بالظبط، بس لما الرؤية تبقى ساعتين فى الأسبوع فى مكان زى النادى إزاى هعرفهم أو يعرفونى؟ الجد والجدة ليهم مكانة فى قلب العيال وحرمانهم من التواصل معانا بيقطع صلة الرحم اللى ربنا أمر بيها.

ومن زاوية أخرى يحكى شاب 22 عامًا عاش التجربة فى طفولته: كبرت وأنا بشوف أبويا زى الضيف وكنت أسمع كلام متناقض عن كل طرف لحد النهاردة عندى مشكلة فى الثقة بأى علاقة، الطلاق مش ذنب الطفل، لكن للأسف هو اللى بيدفع التمن.

تلك الحكايات تكشف أن القضية ليست مجرد حكم محكمة أو توقيع فى دفتر، بل هى صراع بين نص القانون ومشاعر البشر، وبين حق الأب والأم وصوت طفل صغير غالبًا ما يضيع وسط الضجيج.

 

القانون بين النص والتطبيق

أكد المستشار إسلام الضبع، المحامى بالنقض، أن الوضع الحالى لتنفيذ أحكام الرؤية يفرض على الطرف غير الحاضن سواء كان أبًا أو أمًا الحصول أولًا على حكم قضائى من محكمة الأسرة يحدد المواعيد ومكان الرؤية، وغالبًا ما تكون بمراكز الشباب أو أماكن اجتماعية لمدة لا تتجاوز الساعتين أسبوعيًا. وفى حال امتنعت الحاضنة عن تنفيذ الحكم، يضطر الطرف الآخر إلى توجيه إنذار قانونى، وإذا تكرر الامتناع ثلاث مرات متتالية دون عذر مقبول يحق له رفع دعوى لإسقاط الحضانة مؤقتًا، وهو النظام المتبع حاليًا.

وأوضح «الضبع» أن العقوبات المقررة على مخالفة أحكام الرؤية غير كافية، إذ قد يُحرم الأب أو الأم غير الحاضن من رؤية أطفاله فى مكان آدمى ووقت مناسب، ما يترك آثارًا نفسية واجتماعية خطيرة على الطفل والأسرة معًا. وأضاف أن بعض الحالات تشهد تلاعبًا فى دفاتر الحضور والانصراف بمراكز الرؤية، فضلًا عن حرمان الوالد المسافر من رؤية أبنائه طوال فترة سفره، وهو ما اعتبره «إجحافًا بحق الآباء والأمهات المغتربين».

وأشار إلى أن المشرع استحدث فى القانون الجديد تعويضًا للطرف المتضرر من حرمانه من الرؤية لأسباب غير قانونية، إلى جانب إمكانية إسقاط الحضانة عن الطرف الممتنع. كما أدخل القانون آليات أكثر مرونة، أبرزها الاستضافة، التى تتيح قضاء الأبناء أوقاتًا محددة مع الوالد غير الحاضن فى بيئة طبيعية وآمنة، بدلًا من الاكتفاء بالساعات المحدودة فى مراكز الشباب. كما نص على إمكانية الرؤية الإلكترونية عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة، كحل عملى فى حالات السفر أو البعد الجغرافى.

وأكد «الضبع» أن مشروع القانون يضع مصلحة الطفل فى المقام الأول، حيث يسعى لتوفير بيئة نفسية وصحية ملائمة أثناء الرؤية، وذلك من خلال تجهيز أماكن مناسبة ومجهزة لاستقبال الأطفال، بعيدًا عن الأجواء غير الإنسانية التى عانى منها الكثيرون فى النظام السابق.

وفى إطار الإصلاحات الأوسع، أوضح أن القانون الجديد تضمن أيضًا رفع سن حضانة الأولاد إلى 15 عامًا مع استمرار حضانة البنات حتى الزواج، ومنح الأم الأولوية فى الولاية على المال بعد وفاة الأب بدلًا من الجد. كما استحدث نظام «الاستزارة» الذى يمنح الأجداد حق التواصل مع الأحفاد، فضلًا عن فرض عقوبات على الزوج الممتنع عن توثيق الطلاق الشفهى، مع إلزامه بإبلاغ الزوجة بالطلاق الغيابى خلال 15 يومًا لضمان الشفافية.

وأضاف أن مشروع القانون ينشئ صندوقًا لرعاية الأسرة المصرية لتوفير الدعم المالى والنفسى، ويشدد على ضرورة منع وتجريم زواج الأطفال عبر تحديد سن الأهلية القانونية للزواج عند 18 عامًا كاملة للزوجين، بما يتوافق مع قانون الطفل المصرى، بهدف القضاء على ظاهرة زواج القاصرات.

واختتم الضبع تصريحاته بالتأكيد أن التعديلات المقترحة تمثل نقلة نوعية فى قانون الأحوال الشخصية، لأنها لا تقتصر على حماية حقوق الآباء والأمهات فحسب، بل تضع الطفل فى قلب المعادلة بوصفه الطرف الأضعف، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو بناء منظومة أسرية متوازنة تحقق الاستقرار المجتمعى.

 

الأبعاد النفسية للأزمة

من جانبها أوضحت نورهان النجار، اختصاصية الإرشاد النفسى والأسرى، أن الهدف الأساسى من قوانين الأحوال الشخصية يتمثل فى تنظيم العلاقة بين الأطراف وتحديد الحقوق والواجبات، غير أن هذا الدور التشريعى يظل عامًا، ولا يضمن بالضرورة تحقيق الغاية الأعمق، وهى استقرار العلاقة الإنسانية بين الأبناء والطرف غير الحاضن. وأشارت إلى أن اختلاف ظروف كل أسرة يجعل من الصعب أن تراعى القوانين كافة التفاصيل الفردية، ما قد يضعف من فعاليتها على أرض الواقع.

وحول تداعيات حرمان الطفل من رؤية والده، شددت النجار على أن هذا الحرمان لا يحمل أى أثر إيجابى إلا فى حالات استثنائية يكون فيها الأب مصدر أذى مباشر. أما فى حالة الأب السوى، فإن غيابه يترك فراغًا نفسيًا مؤلمًا لدى الطفل، يفقده الشعور بالأمان والدعم، ويزرع بداخله مقارنة دائمة مع أقرانه الذين يعيشون وسط آبائهم. هذه المقارنة تولّد إحساسًا بالنقص وضعفًا فى الثقة بالنفس، ما قد ينعكس على مستواه الدراسى وتفاعلاته الاجتماعية فى المستقبل.

وأضافت أن دراسات علمية ربطت بين غياب الأب وتراجع القدرات المعرفية لدى بعض الأطفال، إذ تزداد احتمالات معاناتهم من ضعف التركيز وصعوبات التعلم. بل إن بعض الحالات قد تصاب باضطراب يُعرف بـ«اللا وجدانية»، وهو فقدان القدرة على الثقة بالآخرين وبناء علاقات صحية، الأمر الذى قد يدفع الطفل لاحقًا إلى سلوكيات غير سوية كآلية لتعويض هذا النقص.

وفى ما يتعلق بعقوبة الطرف الذى يتعمد منع الأب من رؤية أبنائه، أكدت النجار أن هذه القضية تقع عند تقاطع القانون والدين، لكن من زاوية نفسية ترى أن الأم التى توظف أبناءها كوسيلة للضغط أو الانتقام تعكس خللًا فى إدراك المسئولية، ولهذا من المهم وجود ضوابط قانونية أو مجتمعية تذكرها بأن مصلحة الأبناء تأتى فى المقدمة، شرط أن تكون هذه الضوابط إنسانية تراعى الظروف والدوافع.

وانتقلت النجار إلى الحديث عن مفهوم «الطلاق الصحى»، موضحة أن الانفصال ينبغى أن يُبنى منذ البداية على مصلحة الأبناء، مع تمهيد نفسى مسبق لهم لتقليل الصدمة. وشددت على أهمية أن يتفق الأب والأم بعد الطلاق على قواعد واضحة للتعامل، تقوم على الاحترام المتبادل وتجنب تشويه صورة أحدهما أمام الأطفال، إلى جانب تبادل المعلومات المتعلقة بهم وكأنهما ما زالا يعيشان تحت سقف واحد.

وعن قانون الرؤية الحالى، أشارت إلى أنه تجاوز قيد النوادى ومراكز الشباب، ليشمل أماكن أخرى معتمدة من الدولة، فضلًا عن إتاحة خيار الرؤية الإلكترونية عبر المكالمات المرئية عند السفر أو بُعد المسافة، وهى خطوات تراها إيجابية. غير أنها انتقدت المدة المحددة للرؤية، التى تتراوح بين 8 و10 ساعات أسبوعيًا و15 يومًا سنويًا، معتبرة أنها «مدة قاسية جدًا» ولا تعكس مكانة الأب كجزء أساسى من حياة الطفل اليومية.

كما لفتت إلى أن الطرف غير الحاضن يعانى هو الآخر من ضغوط نفسية واجتماعية، أبرزها الإحساس بالغبن والظلم نتيجة ضيق الوقت الممنوح، ما قد يدفعه فى بعض الحالات إلى تشويه صورة الطرف الآخر أمام الأبناء كرد فعل انتقامى، وهو ما يضاعف من حجم الأذى النفسى الواقع على الطفل.

وختمت النجار بالتأكيد أن الأطفال يظلون الخاسر الأكبر فى كل نزاع أسرى، سواء انتهى بالطلاق أو استمر الصراع داخل بيت واحد، مشيرة إلى أن الحل الجذرى يكمن فى «مراعاة الله فى الأبناء»، لأن أى نص قانونى، مهما كان منظمًا، لن يحقق الغاية المرجوة ما لم تتوافر النية الصادقة لحماية مصلحة الطفل أولًا.

 

مقالات مشابهة

  • تعرف على ضوابط تشغيل الأطفال بقانون العمل الجديد
  • هند الخالدي.. حكاياتها ملهمة للأجيال
  • مختصون: حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تكاملية بين الأسرة والمدرسة
  • حكم اصطحاب الأطفال لصلاة الجمعة.. الأزهر للفتوى يوضح
  • أفضل طرق لتدفئة الأطفال في برد الشتاء
  • كمادات الأمان.. سر خفض حرارة الأطفال دون مخاطر
  • التهاب الأذن الوسطى الحاد لدى الأطفال.. أعراض مؤلمة وطرق علاج فعالة
  • تعرف على طريقة التعامل مع الأطفال المتعرضين للتحرش.. فيديو
  • استشاري نفسي يوضح كيفية التعامل مع الأطفال المتعرضين للتحرش
  • لحظة الرؤية.. لقاء منتظر يتحول إلى اختبار مؤلم بين أب وطفل