زنقة 20. الرباط

لم يكن عبد الله لمان، الطالب المهندس المغربي، يتخيل في يوم من الأيام أن مساره سيأخذه إلى قمم التعليم العالي الأمريكي. ومع ذلك، حصل هذا الشاب البالغ من العمر 24 عاما على فرصة ثمينة للالتحاق بجامعة هارفارد في بوسطن بالولايات المتحدة، وكان في نفس الوقت أول مغربي يتم قبوله في برنامج الدكتوراه المرموق “العلوم الصحية والتكنولوجيات” التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكلية الطب بهارفارد.

وفي حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش تكريمه مع والديه خلال حفل استقبال نظم أمس الجمعة بمقر سفارة المغرب بباريس، قال عبد الله لمان: “لم أكن أتخيل أبدا أن أتمكن من الالتحاق بهارفارد. إنه حلم يلهم الكثيرين. الآن يقع على عاتقي مسؤولية رفع علم التفوق المغربي بهذه المؤسسة المرموقة”، معربا عن سعادته بالاستقبال الحار الذي خصته به سفيرة صاحب الجلالة، سميرة سيطايل.

وو لد عبد الله لمان وسط أسرة مغربية متواضعة، مع أب ينحدر من الدار البيضاء وأم من مراكش، ونشأ في حي شانتيلوب-لي-فين في ضواحي باريس. وبصم عبد الله على مسار متميز، حيث درس في الثانوية الإعدادية جانسون-دي-سايلي في باريس قبل أن يكمل دراسته في المدرسة المركزية بباريس، إحدى أكبر مدارس الهندسة في فرنسا. وفي كل مرحلة من مراحل حياته، كان الشاب المغربي قادرا على التغلب على العقبات والتقدم بخطى ثابتة نحو النجاح.

ورغم أن الظروف الاجتماعية لم تكن في صالحه، إلا أن عبد الله، الذي لا تغيب الابتسامة عن محياه، اعتمد على الدعم المتواصل والتضحية والتحفيز من والديه. وقال الشاب إن “القيم التي غرسها والداي في ألهمتني دائما للسعي نحو القمة، سواء في دراستي أو في حياتي الشخصية”.

وأردف قائلا “قبولي في برنامج الدكتوراه بهارفارد هو تتويج لـ 24 عاما من التعليم”، مضيفا أن “هذا هو أفضل هدية يمكن أن أقدمها لوالدي على كل تضحياتهما”.

وعملية الانتقاء في هارفارد لهذا البرنامج، أحد أقدم برامج الهندسة الطبية الحيوية في العالم، صارمة للغاية، حيث يتنافس المرشحون مع طلاب من جميع أنحاء العالم. ووفقا للطالب المغربي، تبحث هارفارد عن أشخاص يتمتعون بمسار متنوع ومنخرطين في البحث العلمي. وقد تميز عبد الله بملفه “الممتاز” و”تنوعه الثقافي” و”رغبته في النجاح”.

وقادته دراسته وأبحاثه أيضا إلى جامعة ستانفورد، حيث حصل على منحة تدريبية العام الماضي. وبعد تدريب لمدة ستة أشهر، أنهى عامه الفاصل في هارفارد بأحد المستشفيات التابعة لكلية الطب.

وأكد الشاب المغربي “سأعود في شتنبر لبدء الدكتوراه المشتركة بين هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي”.

وأوضح عبد الله، الذي جاب مؤخرا استوديوهات التلفزيون الفرنسية، مشاركا مساره المتميز والملهم مع الآلاف من الشباب، أن “فكرة أطروحتي للدكتوراه، التي ستستمر بين أربع وخمس سنوات، هي التعمق في المواضيع التي عملت عليها، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي. الهدف هو مساعدة أطباء الأشعة والأورام على أتمتة بعض المهام المتكررة بفضل أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي”.

واعتبر أن التصوير الطبي هو قطاع واعد يمكن أن يغير الطريقة التي يعمل بها الأطباء يوميا، حيث “يتيح هذا المجال تحديد الأورام بدقة وتوجيه الإشعاعات بشكل مستهدف لتحقيق علاج أكثر فعالية”.

وتابع الطالب قائلا “أنا سعيد جدا بالانضمام إلى المجتمع المغربي في بوسطن ومواصلة تعميق الروابط البحثية بين الولايات المتحدة والمغرب”.

من جهة أخرى، أعرب عبد الله لمان عن “إعجابه” ببرامج عدة جامعات في المملكة، خاصة برامج جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببن جرير.

وأكد بكل فخر أن “المغرب اليوم هو في تقدم مستمر وينمو بسرعة كبيرة”، مشيرا إلى أنه لديه “رابط عميق جدا مع بلده الأم”.

وأبرز الشاب أن “التعليم والثقافة المغربية كانا ركيزة أساسية خلال طفولتي ويستمران في كونهما جزءا لا يتجزأ من هويتي اليوم”.

من جانبها، أعربت والدة عبد الله، سعيدة الإدريسي دفالي، عن “سعادتها الغامرة” بإنجاز ابنها و”فخرها الكبير” بالتكريم الذي حظي به من قبل سفيرة المغرب بباريس.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

هل تكمن الشيخوخة الصحية في الكربوهيدرات التي تتناولها؟

نشر موقع "سايتيك ديلي"، نتائج تقرير حديث من  جامعة تافتس، يكشف أنّ: "تناول الكربوهيدرات عالية الجودة والألياف الغذائية خلال فترة منتصف العمر يرتبط بتحسن الصحة لدى النساء الأكبر سنا".

وبحسب التقرير نفسه، فإنّ: "الخيارات الغذائية التي نتخذها في منتصف العمر، يمكن أن تساعدنا على الحفاظ على صحة أفضل مع تقدمنا في العمر".

إلى ذلك، وجد باحثون من مركز جين ماير لأبحاث التغذية البشرية حول الشيخوخة التابع لوزارة الزراعة الأمريكية في جامعة تافتس (HNRCA)، بالتعاون مع كلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، أن تناول المزيد من الألياف الغذائية والكربوهيدرات عالية الجودة في منتصف العمر يرتبط بتحسن الصحة في مراحل لاحقة من العمر. 

وقال العالم في HNRCA والمؤلف الرئيسي للدراسة، أندريس أرديسون كورات: "لقد سمعنا جميعا أن الكربوهيدرات المختلفة يمكن أن تؤثر على الصحة بشكل مختلف، سواء على الوزن أو الطاقة أو مستويات السكر في الدم. ولكن بدلا من مجرد النظر للآثار المباشرة لهذه المغذيات الكبرى، أردنا فهم ما قد تعنيه للصحة الجيدة بعد 30 عاما".

وتابع كورات: "تشير نتائجنا إلى أن جودة الكربوهيدرات قد تكون عاملا مهما في الشيخوخة الصحية"، مردفا أنّه لكشف هذه الروابط طويلة الأمد، حلّل الباحثون بيانات جُمعت خلال عقود من دراسة صحة الممرضات، والتي شملت أكثر من 47,000 امرأة. 

وتراوحت أعمار هؤلاء النساء، بحسب الدراسة نفسها، بين 70 و93 عاما في عام 2016. كل أربع سنوات، من عام 1984 إلى عام 2016، كنّ يُكملن استبيانات مُفصّلة حول تواتر تناول الطعام، ما سمح للفريق بتتبع استهلاكهنّ من إجمالي الكربوهيدرات، والكربوهيدرات المُكررة وعالية الجودة (غير المُكررة)، والألياف، والكربوهيدرات من مصادر مثل الفواكه والخضراوات والبقوليات والحبوب الكاملة. 


وفي السياق ذاته، قام الباحثون بحساب مؤشر نسبة السكر في الدم الغذائي لكل امرأة وحِملها السكري لفهم الآثار الأوسع لاختياراتها من الكربوهيدرات بشكل أفضل. فيما عرّف الباحثون الشيخوخة الصحية بأنها غياب 11 مرضا مزمنا رئيسيا، وغياب ضعف الوظائف الإدراكية والجسدية، والتمتع بصحة عقلية جيدة، كما ورد في استبيانات دراسة صحة الممرضات. 

واستوفى 3706 مشاركا تعريف الشيخوخة الصحية، في الدراسة الجديدة، إذ أظهر التحليل أن تناول الكربوهيدرات الكلية، والكربوهيدرات عالية الجودة من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبقوليات، والألياف الغذائية الكلية في منتصف العمر ارتبط بزيادة احتمالية الشيخوخة الصحية بنسبة تتراوح بين 6 و37 في المئة والعديد من جوانب الصحة العقلية والجسدية الإيجابية. 

في المقابل، ارتبط تناول الكربوهيدرات المكررة (الكربوهيدرات من السكريات المضافة والحبوب المكررة والبطاطس) والخضراوات النشوية بانخفاض احتمالية الشيخوخة الصحية بنسبة 13 في المئة.

وقال كبير الباحثين تشي صن، الأستاذ المشارك في أقسام التغذية وعلم الأوبئة في كلية هارفارد تشان: "تتوافق نتائجنا مع أدلة أخرى تربط استهلاك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات بانخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، والآن نرى الارتباط بنتائج الوظائف البدنية والإدراكية".

ويشير الباحثون إلى أنّ: "أحد القيود هو أن مجتمع الدراسة كان يتكون في الغالب من متخصصين صحيين بيض. ستكون هناك حاجة إلى أبحاث مستقبلية لتكرار هذه النتائج على مجموعات أكثر تنوعا".


كذلك، أشار أرديسون كورات إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الآليات المحتملة التي تربط الألياف الغذائية والكربوهيدرات عالية الجودة بالشيخوخة الصحية.

وأضاف أرديسون كورات: "بدأت الدراسات تُشير إلى وجود علاقة بين خيارات الطعام في منتصف العمر وجودة الحياة في السنوات اللاحقة. كلما تعمقنا في فهم الشيخوخة الصحية، زادت قدرة العلم على مساعدة الناس على عيش حياة صحية لفترة أطول".

مقالات مشابهة

  • تنسيق الجامعات 2025.. إعفاء خريجي مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا من قواعد التوزيع الجغرافي
  • وزير التعليم العالي يفتتح مركز الإختبارات الإلكترونية بكلية الحقوق بجامعة المنوفية
  • هيئة العلوم والتكنولوجيا والابتكار تنفذ مشروع لتوطين التقنيات الحديثة
  • فوز الدكتور الحسن قطب بكلية التجارة بجامعة أسيوط بجائزة الشارقة في المالية العامة
  • الدرهم المغربي يتراجع أمام اليورو
  • طلبة يقولون: “نادمون” على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم
  • هل تكمن الشيخوخة الصحية في الكربوهيدرات التي تتناولها؟
  • وزير الخارجية يسلم رسالة خطية لنظيره المغربي موجهة من الرئيس السيسي إلى ملك المغرب
  • طلاب جامعة أسيوط التكنولوجية يحصلون على مراكز متقدمة في الملتقى الثاني لكليات العلوم الصحية التطبيقية
  • اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية