جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-22@07:09:55 GMT

أنبل النبلاء.. وداعًا

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

أنبل النبلاء.. وداعًا

 

 

المعتصم البوسعيدي

 

من "طيفِ الخيالِ الذي غدا يُحرك ما سكن"، ومن حكمةِ القُضاة "الذين أورثوا الفعل الحسن"، ومن بأسِ الولاة حُماة "النزيل ومن سكن" ولِدَ الطفلُ البهي على أصوات "اليامال" في "بلاد" صور العفية ابنًا بكرًا للعلامةِ السَّيد الفطن، والشاعر الذي لطالما سكب أبياته في قلبهِ عند "ذكر الأحبة والوطن".

نشأ السيد عبدالله بن حمد بن سيف البوسعيدي في كنفِ والده، تحت ظِلال العلم والمعرفة، مستلهمًا السؤدد من إرث أبائه وأجداده، فتفجرت مواهبه الوقادة تحت "شجرة المُعلم" وبين جدران "المدرسة السعيدية"، ثم طاف على "قاهرة المُعز" فشرب من نيلها العذب، ليعود إليها بعد ذلك بروح "أحمد بن النعمان"، وقبلها حمل شهادته مُعانقًا معشوقته الأبدية؛ تربة وطنه الطاهر، ليكون رجل دولة من الطراز الرفيع.

في السبعين من القرن العشرين ارتقى الشاب المهيب قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- سُدة الحُكم سلطانًا وعد بفجرٍ جديد، فاختار حكومته، وأسس سلطنة وطنه، ونهضة بلاده، وكان السَّيد عبدالله -آنذاك- الشاب اليافع الذي يشق طريق عمله في وزارة الأراضي، وهيئة المخطوطات العُمانية، ووزارة التراث القومي والثقافة، فوزارة العدل ثم وزارة البيئة ما بين الإدارة والموارد البشرية والمالية، حتى نال الثقة السامية؛ فاستلم حقيبة وزارة الإسكان في منتصف الثمانينيات، بعدها بثلاثة أعوام حلق بجناح العروبة إلى أرض قرطاج سفيرًا ومندوبًا، قبل أن تحط رواحله على أرض الكنانة سفيرًا دائمًا ومندوبًا بالجامعة العربية وسفيرًا غير مُقيم  "لأرض النحاس" في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقبل أن تبدأ الألفية الجديدة كان هو الربانَ الأول لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، حتى التقاعد مع بداية العقد الثاني من القرنِ الواحد والعشرين.

لم تتوقف رحلة العطاء لصاحب الفكر وقابض سراج المعارف، فكان التقاعدُ بدايةَ ألقِ السَّيد عبدالله في فضاء التعليم العالي فيَمم شطره إلى "بيضة الإسلام" نحو جامعتها الغراء نزوى، قبل أن يترأس مجلس أمناء جامعة الشرقية ويصافح يوم افتتاحها مجد السلطان المُجدِّد لنهضة العهد السعيد "فارتقي هام السماء"، وكما أنَّ سيرته كتبته حاضن الثقافة، "وصالون الفراهيدي"، ودار الأدباء والشعراء، فقد كتبت في  جانبه الآخر حياةً لم تكن مفروشةً بالورود ومنعمة بريش النعام وهو ابن السادة النجباء؛ بل عاش متنقلاً مع والده في ربوع الوطن، وسكن منازل الطين، وتخضبت يداه بالأعمال الشاقة، ومالت عليه الدنيا فقدًا للزوج والأب والأم والابن "واسطة عقد الأبناء"، وهو حين ارتقى "علمًا فوقه نار"، ازداد تواضعًا فارتفع فيه منسوب النقاء.

لم ينس موطن "شيابه"؛ فقد رأيناه في "بيت الحديثة" على روابي "البستان" بسمد الشأن بجوار "بيت الخبيب" دار الولاية في عهد "الوالي الأكبر" إبان المؤسس الإمام أحمد بن سعيد، ولم تُغرِه زينةُ الدنيا ومتاعها، فهو كجده "الزاهد" بين فيافي الوحدة وعزلة التفكير بأرض "البُحير"، عايشناه في قرية الأخضر مسقط رأسه عند قلعتها وفلجها وسكتها وارفة الظلال، وفي ضواحي "الشرقية والمنيديس والخمسة والمنقوشة" أو مسترخيًا في "القويبل" قد زار الأهل وأوصل الرحم، تعفرت جباهه بغبارِ ميدان الرماية بفريق الأخضر، وتخضرت كفاه ببياض جوده، هو وشقيقه ورفيق دربه السَّيد خالد "نبع" السخاء الهادر، يناجيان القمر ببيت أبيهما الحاضن "لمكتبةٍ" تنتظر بزوغ الفجر، أو بيتهما الذي يعانق "الوادي" ويغني أنشودة المطر.

لا يضاهي قيمة أبي محمد العلمية والعملية إلّا إنسانه الباذخ، "عَوَّام" جمع عائلته في اسم مؤسسته، ترك الثرثرة وأتقن فن الصمت والكلام الموزون، وفِيٌ ولتسألوا صديق العمر "ابن دلمون عبد الكريم بوجيري" ورائعة "أنت أنا"، مهندس العلاقات، وناشر الثقافات، وهادئ الطبع موقد الشمع في الليالي الحالكات، مجتمعيٌ تشهد له الميادين، حتى وهو يسير إلى رحلته الأبدية، كان يُعزي الناس، ثم وبدون مقدمات رحل، فبكته جموع البسطاء قبل الأهل والأصدقاء، تضيق الحياة بالفقد، وتتسع بالأثر، وكيف والأثر سيد النبلاء.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وداعًا لفاتورة الـ20 مليار دولار واردات.. مدينة مستقبل مصر الصناعية تقود ثورة زراعية لضمان الاكتفاء الذاتي

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأربعاء، حفل افتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية، وفعاليات موسم الحصاد بمحور الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (محور الضبعة سابقاً).  

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الحفل تضمن عرضاً لفيلم تسجيلي بعنوان "مستقبل مصر القدرة والتنمية"، كما ألقى العقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، كلمة تناول فيها أبرز أنشطة ومشروعات الجهاز، مستعرضا تطورات مشروع مدينة "مستقبل مصر الصناعية" المتخصصة في مجال التصنيع الزراعي، واستهداف استصلاح 4.5 مليون فدان، بما في ذلك إضافة 800 ألف فدان مستصلحة للرقعة الزراعية المصرية بحلول شهر سبتمبر 2025، ليصبح إجمالى الأراضي القابلة للزراعة في مصر 13.5 مليون فدان بحلول عام 2027، لضمان تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادرات من المنتجات الزراعية والغذائية وتقليل فاتورة استيراد مصر للسلع الغذائية، التي تبلغ سنويا حوالي 20 مليار دولار.

"لو عايزين تنقلوا بلدكم لوضع أفضل".. رسالة عاجلة من الرئيس السيسي للقطاع الخاصرسالة منذ 5 سنوات.. الرئيس السيسي يذّكر كامل الوزير بالحل الوحيد لنهوض مصرالرئيس السيسي يحذر: تأخير المشروعات يحرم مئات الآلاف من مصدر رزقهم| فيديوالرئيس السيسي: تأخير استصلاح الأراضي الزراعية يكلف الدولة 30 مليار جنيه سنويًا

كما تطرقت الكلمة إلى جهود الجهاز في تطوير قطاع الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، إلى جانب أنشطته في التعدين واستغلال الموارد المحجرية الواقعة في الاراضي التابعة له، وقيام الجهاز بطرح 30٪؜ من اسهم الشركات التابعة له في البورصة لتوسيع قاعدة المشاركة الفعالة والاستفادة من ثمار التنمية، اخذا في الإعتبار أن حجم أعمال الشركات التابعة للجهاز في المجالات المختلفة (النقل - توزيع الكهرباء - الميكنة الزراعية - البتروكيماويات - مقاولات وحفر الآبار - السلع الوسيطة) يبلغ حوالي 100 مليار جنية سنوياً، كما تم استعراض نشاط الجهاز في مجالات انتاج الطاقة المتجددة والتحول الرقمي، وإنشاء صوامع تخزين الغلال، ومجمع ثلاجات لتبريد وتجميد المحاصيل، ومصنع للمجففات واخر للاعلاف. 

وخلال الفعالية، شهد الرئيس السيسي، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، افتتاح موسم الحصاد في عدة قطاعات زراعية، شملت حصاد القمح بقطاع الجنوب (شرق العوينات)، حصاد بنجر السكر بقطاع الجنوب (أسوان)، وحصاد بنجر السكر بقطاع السادات، إلى جانب افتتاح مقر جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة بألماظة. 

تحقيق الأمن الغذائي

وأشار السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمي، إلى أن فعاليات الحفل تضمنت أيضاً كلمة للدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، تناول خلالها وضع الاحتياطي الاستراتيجي لضمان تحقيق الأمن الغذائي، وتسويق القمح المحلي خلال عام 2025 وزيادة السعات التخزينية وأسعار التوريد، وجهود الوزارة في التوسع في الاسواق والمعارض، بما في ذلك زيادة أعداد أسواق اليوم الواحد، والجهود المبذوله لزيادة منافذ البيع التي توفر السلع لحوالي 70 مليون مواطن، والاستعداد للمواسم والاعياد.

كما ألقى اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد كلمة، تضمنت استعراضاً للجهود المبذولة في المحافظة لتطوير البنية الأساسية، والموقف التنفيذي لمشروع حياة كريمة، والجهود المبذولة لتطوير صناعة التمور، وكذا تطورات التوسع الأفقي في مجال الزراعة، وجهود توصيل الغاز الطبيعي، وإنشاء جامعة الوادي الجديد ومجمع المصالح الحكومية للخدمات الذكية، حيث قام  الرئيس السيسي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بافتتاح المجمع، كما تم عرض فيلم تسجيلي عن محافظة الوادي الجديد.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أزاح الستار عن لوحة تذكارية إيذاناً بافتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية بمحور الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، ثم قام بجولة تفقدية، تضمنت تفقد ثلاجات التخزين، ومصنع للعلف، ومصنع للمجففات، وصولاً إلى منطقة الصوامع.  

وفي طريق الرئيس السيسي إلى مزرعة الخير لمشاهدة حصاد القمح، تفقد الرئيس جواً المشروع الجديد لمدينة مستقبل مصر، كما استمع إلى شرح بالمزرعة حول منتجاتها من قبل العقيد الدكتور بهاء الغنام، ثم توجه الرئيس بعد ذلك إلى مقر الإدارة المركزية لجهاز مستقبل مصر، حيث تم التقاط صورة تذكارية مع كبار المسؤولين والضيوف والعاملين بالمركز.

طباعة شارك مدينة مستقبل مصر الصناعية افتتاح المرحلة الأولى موسم الحصاد التصنيع الزراعي استيراد الثروة الحيوانية والداجنة

مقالات مشابهة

  • هل نقول وداعًا للتغييريين؟
  • في وداع السيدة خالصة
  • وداعًا لفاتورة الـ20 مليار دولار واردات.. مدينة مستقبل مصر الصناعية تقود ثورة زراعية لضمان الاكتفاء الذاتي
  • في ليلة وداع دي بروين.. مرموش يقود مانشستر سيتي لإسقاط بورنموث بثلاثية
  • وداعًا لمكالمات المعاكسات.. قرارات حاسمة من تنظيم الاتصالات تشمل الموبايل والتليفون الأرضي ( تفاصيل)
  • الرقصة الأخيرة.. ريال مدريد يجهز وداعا عظيما لـ أنشيلوتي
  • مانشستر سيتي يواجه بورنموث في ليلة وداع دي بروين
  • وزارة الخارجية تدين التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة الابرياء في مقديشو
  • وداعًا لجنون أسعار الخضروات والفواكه في تركيا
  • وداع تاريخي قادم..ريال مدريد يُخطط لتكريم أنشيلوتي في ختام الليغا