لو كنت مواطنًا أمريكيًا والحمدلله أننى لست كذلك، لاُصبت بخيبة أمل كبيرة من تلك المناظرة التى تمت فجر الجمعة الماضية بين الرئيسين الحالى بايدن والسابق ترامب. خيبة أمل أن يكون رئيس أمريكا القادم واحدا من اثنين كلاهما غير مؤهل حتى لقيادة شركة متوسطة الحجم وليس الولايات المتحدة الأمريكية التى استفردت بقيادة العالم بعد أن نجحت فى أن تطيح بأى قوى عظمى منافسة مثل روسيا والاتحاد الأوروبى وحتى الصين.
خيبة أمل كبيرة أن يعجز أكبر حزبين فى أمريكا وهما الديمقراطى الذى يمثله بايدن والجمهورى الذى يمثله ترامب فى أن يفرزا مرشحًا قادرًا على التصدى لقيادة أمريكا خلال المرحلة القادمة التى تعد الأخطر من مراحل عمر العالم كله. فانحصرت المنافسة بين عجوز خرف زائغ النظرات لا يكاد يتحكم فى نفسه، ينسى كثيرًا بسبب السن ولا تخطئه علامات الزهايمر، ومع ذلك يصمم على خوض الانتخابات من جديد، وآخر فتوة بلطجى مغرور كل همه طرد المهاجرين وفرض إتاوات على بعض الدول الغنية خاصة النفطية منها والتى كان طيلة فترة رئاسته يتباهى بها. لم يعترف حتى الآن بهزيمته أمام بايدن فى الانتخابات السابقة بل ولم يتردد فى تحريض مؤيديه على اقتحام الكونجرس فى سابقة كانت كفيلة بالقضاء على أى فرصة له فى الترشح من جديد.
مناظرة نجحت فقط فى أن تبرز الوجه الحقيقى لهذه البلاد التى تدعى دائمًا فضيلة النزاهة والشرف وهى أبعد ما يكون عنها فتجد أن الطريق إلى مقعد الرئاسة فيها مفروش بالتزلف والتودد لإسرائيل المحتلة للأراضى العربية ووصل الأمر بترامب وهو يغازل اللوبى الصهيونى بأن يتهم بايدن بأنه فلسطينى منتقدًا ما اعتبره انحيازًا من خصمه لفلسطين على حساب الدلوعة إسرائيل مع أن واقع الحال يكشف كم الدعم المادى والمعنوى الذى قدمه بايدن لإسرائيل طوال فترة حكمه التى على وشك الانتهاء ويريد أن يمددها لأربع سنوات جديدة.
لقد ظهر الرئيسان فى أبشع صورة يمكن أن يظهر بها مسئول يريد أن يقدم نفسه للرأى العام حتى ينال ثقته. وبدا منذ بداية المناظرة تخلى كل منهما عن اللياقة واللباقة، حيث لم يتصافحا فى بداياتها ولا فى نهايتها طبعًا وظهرا خلالها فى حالة يرثى لها سواء من الناحية الشكلية أو النفسية، ولم يكن أى منهما على مستوى الأسئلة التى وجهها لهما مذيعة ومذيع شبكة السى ان ان التى نظمت المناظرة. لم يجب أى من بايدن ولا ترامب عن الأسئلة وكان هم كل منهما أن يطعن فى الآخر دون مناقشة حقيقية للقضايا التى تهم الرأى العام والتى يمكنه من خلالها أن يحكم على المتنافسين. وإذا كانت كل الآراء والتحليلات قد خرجت عقب المناظرة تطالب الحزب الديمقراطى بالبحث عن مرشح بديل لبايدن فمن رأيى أن الحزب الجمهورى هو أيضا يحتاج مرشحًا بديلًا عن ترامب الذى بدا مجرد مسخ وبهلوان يحاول من خلال تعبيرات وجهه وجسده أن يسخر من منافسه ومن قدراته الذهنية.
الشيء الوحيد الذى صدق فيه كل من بايدن وترامب فى المناظرة هو فى اتهام كل منهما للآخر بأنه يكذب كما يتنفس، وهى صفة يبدو أنه لا بد من توافرها فيمن يصل للبيت الأبيض الذى يرفع شعار: البقاء للأكذب!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هشام مبارك طلة أمريكي ا الجمعة الماضية الرئيسين بايدن والسابق ترامب
إقرأ أيضاً:
«الكأس الأغلى».. موعد فاصل في «قمة العشرين»
معتصم عبدالله (أبوظبي)
أخبار ذات صلة
تتواصل التحضيرات المكثّفة للمواجهة المرتقبة بين الشارقة وشباب الأهلي، مساء الجمعة، على استاد محمد بن زايد، في نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم لموسم 2024-2025، والذي يستحق لقب «قمة العشرين»، نظراً لتساوي الفريقين في عدد مرات التتويج بالبطولة الأغلى، برصيد 10 ألقاب لكل منهما.
وأطلق الحساب الرسمي لنادي الشارقة على منصة «إكس» الوسم «ملكها أوحد»، تأكيداً على أحقيته بلقب «الملك»، بوصفه أول نادٍ يحرز الكأس ثلاث مرات، قبل أن يصل إلى لقبه العاشر، آخرها في موسم 2022-2023.
وترافقت الحملة مع جهود كبيرة لتحفيز الجماهير على حضور النهائي المرتقب، في ظل الإقبال الكبير على التذاكر، حيث قدّم النادي قصيدة لجماهيره من تأليف الشاعر الإماراتي علي الشوين، جاء في مطلعها: «هذا الملك وانتوا عياله.. الكأس يعني نقول نبغيه.. وانتوا أهله وانتوا رجاله».
في المقابل، واصل الحساب الرسمي لشباب الأهلي على «إكس» حملة الاحتفالات بلقب الدوري من خلال وسم «دورينا أحمر»، إلى جانب رسائل جماهيرية تعبّر عن الدعم المتواصل من «القوة الحمراء»، بهدف الحشد الأكبر في ليلة الختام المرتقبة.
ويحمل «النهائي الحلم» الرقم 7 في سلسلة مواجهات الفريقين، خلال الموسم الجاري 2024-2025، ويجمع بين الفريقين الأكثر تتويجاً بلقب «الكأس الأغلى»، إذ يملك كل منهما 10 ألقاب، بما يعادل 42.5% من إجمالي النسخ الـ47 الماضية، منذ انطلاق البطولة في موسم 1974-1975.
وتأهل «الفرسان» إلى النهائي الـ13 في تاريخه، بعدما واجه 8 فرق في 12 نهائياً سابقاً، توّج خلالها بـ10 ألقاب، آخرها في موسم 2020-2021 على حساب النصر 2-1، مقابل خسارتين أمام العين 0-1 في موسم 2013-2014، والنصر بركلات الترجيح في موسم 2014-2015.
في المقابل، يخوض «الملك» النهائي الـ12، بعد أن حقق الفوز في 10 من 11 نهائياً سابقاً، وخسر مرة واحدة أمام العين 1-2 في موسم 2005-2006.
وواجه الشارقة 5 أندية في النهائيات هي العين «4 مرات»، الوصل «3 مرات»، الوحدة «مرتين»، والنصر والشعب «مرة لكل منهما»، قبل المواجهة الأولى في النهائي أمام شباب الأهلي.