مما لا شك فيه أن الدولة قطعت شوطاً كبيراً فى تطوير المكاتب الحكومية، وتزويدها بالتقنيات والكوادر المُدربة، فى الوقت الذى تبذل وزارة الداخلية جهودًا واضحة وملموسة، لتحديث منظومة الأحوال المدنية، وتقديم الخدمات للمواطنين بأعلى درجات السهولة والانضباط.
لكن هناك بعض التفاصيل الصغيرة، التى تشكل فارقاً كبيراً فى تجربة الجمهور خلال تعاملاته اليومية، وهو ما يمكننا ملاحظته- كأحد أبناء مركز أبوالنمرس ـ فيما يحدث فى مكتب السجل المدنى الوحيد، الذى يخدم المدينة، وإحدى عشرة قرية تابعة للمركز.
المبنى الذى نتحدث عنه، ليس مجرد غرفة، أو طابقاً متهالكاً، بل منشأة واسعة مكونة من طابقين، جرى تحديثها وتطويرها بشكل لافت، لكن المفارقة المؤسفة أن المواطن حين يتوجه لاستخراج مستند بسيط مثل شهادة ميلاد أو وفاة، يُفاجأ بردود نمطية من بعض الموظفين: «ممكن تستخرج من برا.. من العربية اللى واقفة فى الشارع»!
بالطبع، هذه السيارات المتنقلة مخصصة أصلًا لمواجهة الزحام، وتخفيف الضغط على المكاتب، لكن المدهش أن داخل المبنى نفسه لا يوجد زحام أصلاً، وأن القاعات شبه خالية من الانتظار، بينما يوجَّه المواطن إلى خارج الأسوار دون سبب مفهوم!
لعل ما يزيد الأمر غرابة أن الخدمة المقدمة فى السيارات تكون غالبًا بسعر أعلى، وهو ما يضع المواطن ـ خاصة محدود الدخل ـ أمام معادلة غير منصفة، إما أن يدفع أكثر، أو يقف فى الشارع تحت الشمس أو المطر بلا كراسى أو مظلات، وفى طوابير قد تطول، خصوصًا على كبار السن والسيدات.
هذا المشهد المتكرر يتعارض مع الجهود الكبيرة التى تبذلها وزارة الداخلية نفسها لتطوير الأداء، ويخلق فجوة بين خططها ورؤيتها التى تريد تحقيقها وتسعى إليها، وما يواجهه الناس على أرض الواقع، فإذا كانت السيارات المتنقلة ضرورة تشغيلية فى الأماكن ذات الكثافة العالية، فإن استخدامها فى وضع لا يعانى أصلًا من الزحام يتحول إلى عبء، ومن ميزة إلى مصدر انزعاج!
لا شك أن وزارة الداخلية، بما حققته من تطوير شامل فى كل القطاعات، يستحق الإشادة والتقدير، لكن بعض هذه التفاصيل التى تظهر فى بعض المكاتب ليست إلا شوائب صغيرة يمكن علاجها بسهولة، إذا تمت إعادة تنظيم آلية العمل ومتابعة تطبيق التعليمات على أرض الواقع، فالعبرة فى ضمان أن يشهد المواطن خدمة تليق بمستوى التطوير الذى تم إنجازه، وأن يشعر بأن الدولة تحاول دائمًا توفير كافة سبل الراحة له.
إن المشكلة ليست فى الإمكانيات ـ التى أصبحت متوفرة ـ وليست فى نية التطوير، التى باتت واضحة ـ وإنما فى كيفية إدارة هذه الإمكانات بما يضمن احترام المواطن وعدم تحميله أعباء غير مبررة، وهو أمر يمكن تصحيحه بسرعة وبساطة، بما يعزز الصورة الحقيقية لرؤية وأهداف وخطط وزارة الداخلية، التى تعمل من أجل المواطن، وتحرص على أن يصل حقه إليه بسهولة وكرامة وبدون مشقة إضافية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تفاصيل صغيرة رضا سلامة وزارة الداخلية وزارة الداخلیة
إقرأ أيضاً:
تعرف على تفاصيل لقاء محافظ أسوان بمدير الأمن
التقى اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان بمكتبه ، باللواء عبدالله جلال مدير أمن أسوان حيث تناول اللقاء دعم الإستقرار الأمنى والسلم الإجتماعى بتحقيق الإنضباط فى الشارع الأسوانى من خلال المواجهة الحازمة للظواهر السلبية من إزالة التعديات والإشغالات والتسول وتأمين الأفواج السياحية ، مع السيطرة على حركة عربات الحنطور التوك توك ، وأيضاً تكثيف الجهود للحد من إنتشار الإدمان وتعاطى المخدرات بين الشباب .
وقد ركز اللقاء على الإستمرار فى كافة أوجه التعاون والتنسيق بين المحافظة ومديرية الأمن ، وخاصة في مواجهة ظاهرة التسول ، فيما سيتم تكثيف التأمين داخل السوق السياحى لضمان توفير أجواء الأمن والأمان للحركة السياحية به.
بينما تناول اللقاء الأستمرار فى تنظيم الحملات المكبرة لإزالة التعديات على أراضى الدولة في المدن والقرى التي تشهد هذه الظاهرة ، بجانب تنظيم حملات دورية لإزالة الإشغالات والتعديات على خطوط التنظيم داخل الأسواق والشوارع والطرق الرئيسية ، بالإضافة إلى السيطرة على حركة سير عربات التوك توك داخل المدن وإلزامها بخطوط سير محددة في الشوارع والمناطق الداخلية ، وأيضاً بالنجوع والقرى.
لقاءكما تناول لقاء محافظ أسوان ومدير الأمن آليات السيطرة على مواقف السيرفيس والتاكسي والحنطور ، بما يساهم في تطوير خدماتها للمواطن الأسوانى ، وهو الذى يتزامن مع قيام المحافظة بالتعاون مع الجهات المختصة بتطوير ورفع كفاءة الطرق الرئيسية والداخلية ، ولا سيما طرق السادات وكورنيش النيل الجديد ، وكيما والسماد ، علاوة على الطريق الشرقى الدائرى الذى يستهدف تحويل حركة النقل الثقيل خارج مدينة أسوان للقضاء على الإختناقات والتكدس المرورى.
فيما تناول اللقاء أيضاً مواصلة الجهود لتنفيذ المبادرة المحلية " أسوان بلا إدمان " ، وخاصة المحور الأمنى منها بتوجيه ضربات أمنية لبؤر تجارة وتوزيع المخدرات للقضاء على العناصر الإجرامية ، وهو الذى يتوازى مع تنفيذ المحور العلاجى والمحور التوعوى .