إيمان مرجان تكتب.. كيف تبني جيلا مثقفا؟
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
كيف تبني جيلا واعيا مثقفا؟.. سؤال على طاولة كل أسرة مصرية تبحث عن تنمية وعي أطفالها، وتذكيرهم بأنّ عالمنا به الكثير المختلف بعيدا عن الهواتف المحمولة التي تلهي الكبير قبل الصغير وتصدّر أشياء غريبة على مجتمعنا، وعن شاشات التلفاز التي يجلس الطفل أمامها فاتحا فاه وكأنّه منوم، وعن أغنيات المهرجانات التي صدّعت رؤوسنا بموسيقاها المرتفعة وكلماتها الخارجية أحيانا!.
الطفل كان له نصيب مميز من مبادرات الدولة وٱخرها «نبتة»، الذي أُطلقت فعالياته أمس على هامش مهرجان العلمين الدولي، تحت رعاية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
«خيال أوسع، طاقة ونشاط، حب الحياة، ونظرة مختلفة».. أشياء يستهدفها «نبتة» لدعم الطفل وتشجيعه ومساعدته على صنع عوالم وقصص وشخصيات لتنمية خياله وتوسعة مداركه، من خلال ورش حكي ومسابقات وغيرها، كما أفّرد المهرجان فرصة للأطفال للمشاركة في لجان تحكيمه، لتدريبهم على القيادة منذ الصغر.
لم يكن «نبتة» مشروع الدولة الوحيد للطفل، لكن النظرة المختلفة للأطفال امتدت إلى مبادرات أخرى، كان منها «المبدع الصغير»، ولزيادة تحفيزهم رصدت الدولة مبلغا بقيمة 40 ألف جنيه للطفل الفائز بالجائزة، التي تستهدف الأطفال المبدعين في فئتين مختلفتين من العمر، من 5 حتى 12 عاما، ومن 12 حتى 18 عاما، في 7 فروع مختلفة منها الكتابة والعزف والرسم والتطبيقات الإلكترونية.
كما خصصت الدولة ركنا للطفل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفرت فيه إلى جانب الكتب والقصص، ورشا عن الطباعة والتلوين والحكايات وحتى الغذاء الصحي، إيمانا منها بأنّ الأطفال هم المستقبل، الذي يقود البلاد إلى التنمية المستدامة.
«نبتة» و«المبدع الصغير» و«ركن الأطفال» في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وغيرها من المبادرات التي تخاطب الطفل قادرة على خلق نشء جديد يتسلّح بالمعرفة والفن والثقافة. تخلق جيلا متسامحا ينتمي لمصر ولتاريخها وقادر على صناعة حاضرها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأسر المصرية الثقافة الوعي مهرجان العلمين الدولي مهرجان العلمين الجديدة مبادرات الطفل بناء الإنسان الاستثمار في الأطفال صناع المستقبل
إقرأ أيضاً:
آية عبد العزيز تكتب: فيلم " أحمد وأحمد" عودة حميدة للأحمدين
أقيم أمس العرض الخاص لفيلم “ أحمد وأحمد” بأحد المولات بمنطقة أكتوبر بحضور أبطاله تمهيدا لعرضه اليوم في دور العرض السينمائية بعد شهورا من التحضير والتنفيذ تحت قيادة المخرج أحمد نادر جلال
يُعد توقيت طرح فيلم "أحمد وأحمد" أحد أبرز نقاط قوته، إذ جاء في وقت مناسب، بعيدًا عن منافسة مباشرة مع أعمال جماهيرية أخرى عرضت قبل موسم عيد الأضحى بأيام، واستمرت في شباك المنافسة بمفردها وهي "المشروع إكس" و"ريستارت"، مما أتاح له فرصة الظهور والتألق.
وقد أحسن صنّاع العمل استغلال الظروف الفنية لكل من أحمد السقا وأحمد فهمي، فقدموا كيمياء فنية هادئة ومتزنة بين نجمين يمتلك كلٌّ منهما تاريخًا فنيًا وخبرة مختلفة وكل منهما يتمنى العودة لما يحبه.
القصة الرئيسية والعلاقة المحورية
تدور أحداث الفيلم في إطار أكشن كوميدي حول شاب يرتبط بعلاقة قوية مع خاله، الذي يختفي فجأة، ثم يظهر فاقدًا للذاكرة، فينخرطان سويًا في سلسلة من المواقف المعقدة والمفارقات الكوميدية، سبق وقد شاهدنا تيمة "الخال وابن الأخت" في فيلم "البدلة"، إلا أن الاختلاف هنا في التفاصيل، إلى جانب فارق السن بين النجمين، جعل هذة الثيمة ملائمة جدًا ومقنعة في هذا السياق.
الأداء التمثيلي:
أحمد السقا: قدّم أداءً قويًا في مشاهد الأكشن التي تميز بها، وتم تنفيذها بحرفية عالية.
ورغم قلة الجمل الحوارية في دوره، فإن ذلك لم يُعد نقطة ضعف، بل جاء كخيار واعٍ لتجنب التكرار أو الابتذال. ومع ذلك، شعرتُ بأن جرعة الأكشن في الربع الأول من الفيلم كانت مبالغًا فيها، وكادت أن تطغى على الطابع الكوميدي، لكن لا يمكن إنكار جودة تنفيذ هذه المشاهد، خاصة مشهد المطاردة الطويل، الذي أخرجه أحمد نادر جلال ببراعة، وشهد مشاركة فنانة مغمورة أدّت دور "المرأة التي تتعلم القيادة"، وقد كانت لافتة للنظر ومليئة بالحيوية.
أحمد فهمي: ظهر في حالة ارتياح فني وثقة من دوره في هذا الفيلم، وظهر بانسجام واضح مع أحمد السقا، مما أضفى على الأداء طابعًا سلسًا وخفيفًا.
ورغم أن الحوار كان متمركزًا لديه، فإنه قدّمه دون مبالغة، وتمكن من الإضحاك دون افتعال وأظن أن غيابه عن وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية جاء في إطار تركيزه على عمله الفني.
جيهان الشماشرجي: رغم أن الدور لم يتضمن مساحة كبيرة للتمثيل، فإن حضورها كان لطيفًا وملائمًا، ووجهها له جاذبية واضحة أمام الكاميرا.
ضيوف الشرف:
غادة عبد الرازق: كان ظهورها هو الأضعف، إذ لم يُستثمر دورها كما ينبغي، رغم أن شخصية “ زوزو” التي تقدمها في هذا العمل والتي هي جزء أصيل من ماضي البطل الذي كان متزوج منها قبل فقدانه للذاكرة، كان من الممكن أن يخرج منه مساحات تمثيلية قوية وإيفهات عالية تضيف للفيلم وتظهرها بشكل مختلف.
حاتم صلاح وأحمد عبد الوهاب: شكّلا مفاجأة كوميدية حقيقية في الفيلم. ودائما ما يثبتوا أنهم قادرين على إخراج الكوميديا، حيث قدما أداءً تلقائيًا وحيويًا، وأثبتا جدارتهما الكاملة.
طارق لطفي: رغم أهمية دوره في السياق الدرامي، شعرت أن الشخصية لا تتناسب كثيرًا مع طبيعته كممثل، ولم يترك الأثر المتوقع.
أما باقي ضيوف الشرف، فلم يكن لهم تأثير كبير يستحق التوقف عنده في رأيي.
نقطة تساؤل:
الفيلم هو التجربة الأولى في الكتابة لكل من أحمد درويش ومحمد عبد الله، وقد أثار فضولي وجود شخصين تولوا فكرة الإشراف عام الكتابة رغم أنهم كتاب مبتدئين في الأساس، واللذين ظهرا أيضًا كممثلين ضمن الفيلم. لست على يقين هل أكانت هذه نقطة إيجابية أم سلبية في السيناريو لكنه كان لافتًا للإنتباه.
إذا كنت تبحث عن فيلم خفيف وممتع، يجمع بين الأكشن والكوميديا، ويقدّم تناغمًا بين نجمين بحجم أحمد السقا وأحمد فهمي في أول تعاون سينمائي بينهما، فـ "أحمد وأحمد" خيار موفق. الفيلم مسلٍّ، سريع الإيقاع، ويمنح المشاهد جرعة من الضحك والمتعة دون ابتذال أو ملل.