أجرى المستشار في البيت الأبيض آموس هوكشتاين محادثات أمس الأربعاء مع مسؤولين فرنسيين في باريس حول احتواء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.

هوكشتاين الذي أصبح المبعوث الفعلي للولايات المتحدة لتهدئة النزاع بين إسرائيل وحزب الله، التقى بجان إيف لودريان وهو المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، وفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في البيت الأبيض أن فرنسا والولايات المتحدة تتفقان على ضرورة حل النزاع الحالي عبر الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل بوسائل دبلوماسية، مما يتيح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين العودة إلى بيوتهم مع ضمانات طويلة الأمد للسلامة والأمن.

وتأتي هذه الجهود في سياق استئناف محادثات وقف إطلاق النار التي تم تعليقها منذ يونيو/حزيران الماضي، إذ يعمل الوسطاء حاليا على إحيائها بشروط تستند إلى اقتراحات تحظى بدعم الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وكانت القوات الإسرائيلية استهدفت قائدا كبيرا في حزب الله بمسيرات في جنوب لبنان، مما أدى إلى مقتله. ودفع مقتل القائد حزب الله للرد بهجوم صاروخي كثيف عبر الحدود.

وقال مسؤول استخباراتي لبناني رفيع إن الغارة التي نفذتها القوات الإسرائيلية بطائرة مسيرة قتلت محمد نعمة ناصر، المعروف أيضا باسم أبو نعمة، الذي كان من بين كبار مقاتلي حزب الله.

وقال المسؤول إن ناصر كان يقود وحدة عزيز التابعة لحزب الله، وهي إحدى القوات الرئيسية للحزب على طول الحدود اللبنانية.

وجاء هذا التصعيد في الوقت الذي كان فيه الدبلوماسيون في الغرب يعملون على تجنب نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، وهو خطر يبدو أنه قد زاد في الأسابيع الأخيرة.

وتكاثف تبادل النار عبر الحدود، وتحدث المسؤولون الإسرائيليون علنا عن تحويل تركيزهم العسكري من حركة حماس في قطاع غزة إلى حزب الله، الذي يشكل تهديدا أكثر تطورا وقوة.

من جانبه، أكد حزب الله أنه أطلق 100 صاروخ على أهداف عسكرية عبر الحدود كجزء من "رد أولي"، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في جميع أنحاء شمال إسرائيل.

وقالت القوات الإسرائيلية إن معظم الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة، لكن حزب الله استمر في تبني هجمات انتقامية حتى المساء.

إسرائيل تفقد سيادتها

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق إن إسرائيل "فقدت سيادتها فعليا" بالقرب من الحدود مع لبنان بسبب هجمات حزب الله عبر الحدود التي أجبرت جزءا كبيرا من السكان على مغادرة منازلهم.

وقد فرّ نحو 60 ألف إسرائيلي من المنطقة، حيث يعيش العديد منهم في فنادق تل أبيب على مدى الأشهر التسعة الماضية.

وفي تصريحاته، أشار بلينكن إلى أن حزب الله صرح بأنه إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فإنه سيوقف إطلاق النار على إسرائيل.

وقال إن هذا "يؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة".

ومن جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري ضد حزب الله، لكنها تفضل تسوية دبلوماسية.

وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي خلّف المئات بين قتيل وجريح، معظمهم بالجانب اللبناني.

ويرهن حزب الله وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربها المدمرة والمتواصلة على قطاع غزة بدعم أميركي للشهر التاسع على التوالي، مما أسفر عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القوات الإسرائیلیة إطلاق النار عبر الحدود حزب الله

إقرأ أيضاً:

لبنان يستعد لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل

طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام اليوم الأحد من وزير الخارجية يوسف رجي تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي بشأن الغارات الإسرائيلية التي طالت فجر أمس السبت "منشآت مدنية وتجارية" جنوبي البلاد.

واستهدفت 10 غارات، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، 6 معارض للجرافات والحفارات على طريق بلدة المصيلح، مما أسفر عن تدمير 300 جرافة وآلية، في وقت أحصت وزارة الصحة مقتل شخص من الجنسية السورية وإصابة 7 آخرين بجروح بينهم امرأتان.

وأشارت الوكالة إلى أن نواف، أكد في اتصاله أن العدوان الإسرائيلي الأخير يشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وفي عام 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.

عون ندد بالغارات الإسرائيلية (الفرنسية)تنديد ورفض

ونددت السلطات اللبنانية بالغارات، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها طالت "بنى تحتية تابعة لحزب الله استخدمت لتخزين آليات هندسية مخصصة لإعادة إعمار بنى تحتية إرهابية في جنوب لبنان".  واتهم الحزب بمواصلة "محاولاته ترميم بنى تحتية إرهابية في أنحاء لبنان".

وندد الرئيس اللبناني جوزيف عون أمس السبت بالغارات التي أثارت الرعب في المنطقة التي تبعد أكثر من 40 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل.

وقال عون في بيان إن "خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة" حيث دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ ظهر الجمعة أول أمس، وسط خشية في لبنان من تكثيف الضربات الإسرائيلية ضدّ حزب الله الذي لا يزال يرفض تسليم سلاحه للدولة.

كما ندد الحزب بالغارات معتبرا أنها تأتي "في إطار الاستهدافات المتكرّرة والمتعمدة على المدنيين الآمنين وعلى البنى الاقتصادية، ولمنع الناس من العودة إلى حياتها الطبيعية"، داعيا الدولة إلى اتخاذ موقف "حازم".

غارات إسرائيلية سابقة على قرية لبنانية حدودية (الفرنسية)عدوان واتفاق

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.

إعلان

ورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.

وفي تحد للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: "لا بد من التفاوض" مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة
  • عن الرئيس جوزاف عون... إليكم ما قاله ترامب من إسرائيل
  • تهدئة بين سلام وحزب الله...هدنة الضرورة
  • لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل يقف الجنوب على أعتاب مواجهة جديدة؟
  • لبنان يستعد لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل
  • سمير جعجع لمسؤولي «حزب الله»: عليكم تسليم السلاح اليوم وليس غدًا  
  • فضل الله يحذر من استغلال إسرائيل وقف النار في غزة للتصعيد في لبنان
  • قد يكون وارداً.. نائب قواتي يحذر من التصعيد
  • حسن عبد الله: سياسات البنك المركزي تهدف لاحتواء التضخم والحفاظ على استقرار الأسعار
  • ماذا تريد إسرائيل من لبنان؟