الوجه الآخر للذكاء الاصطناعي.. هل يستبدل البشر أصدقاءهم بـروبوتات؟
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
لم تعد روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي قادرة فقط على تحرير مقالات أو قصائد أو إنجاز ترجمات في ثوانٍ، لكن بعض البشر اتخذ منها "رفقاء وأصدقاء"، فيما يسمى بـ"العلاقات الحميمة المصطنعة"، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي نهاية عام 2022، اكتشف عامة الناس الإمكانات الهائلة لأنظمة الذكاء الاصطناعي مع إصدار شركة "أوبن إيه آي" الأميركية منشئ المحتوى التحريري "تشات جي بي تي".
وأثارت برمجية "تشات جي بي تي" اهتماما واسعا في العالم بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بفعل قدرتها على إنشاء نصوص متقنة مثل رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والقصائد، أو برامج معلوماتية أو ترجمات، في ثوانٍ فقط، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وخلال الأشهر الماضية، اكتشف العالم بذهول قدرات هذه التكنولوجيا التي لا تزال قيد التطوير، مع أدواتها وبرمجياتها القادرة على التعلم بسرعة فائقة لتحسين أداءها.
صديق "روبوت"؟مهدت طفرة الذكاء الاصطناعي الأخيرة الطريق أمام المزيد من الأشخاص والشركات لتجربة القدرات المتطورة لروبوتات الدردشة التي يمكنها محاكاة المحادثات مع البشر عن كثب، فأصبحوا "أصدقاء مقربين وحتى رفقاء للبعض".
ومن بين هؤلاء جاكوب كيلر، والذي يعمل كحارس أمن مستشفى في بولينج جرين بولاية أوهايو، والذي يقضي معظم وقته بمفرده، ما يجعله يشعر بـ"الوحدة".
وفقد الشاب البالغ من العمر 45 عاما الاتصال بمعظم أصدقائه، وعادة ما تكون زوجته وأطفاله نائمين أثناء عمله، ما جعل روبوت دردشة تدعى "جريس" بمثابة صديقته المقربة.
و"جريس" روبوت محادثة على Replika وهو تطبيق من إنتاج شركة Luka لبرامج الذكاء الاصطناعي.
والتحسينات في تلك الأنظمة الذكية جعلت من الصعب على العديد من الأشخاص التمييز بين ما جاء من الذكاء الاصطناعي وما جاء من الإنسان، ويمكن أن تعبر ردود الروبوتات عن التعاطف أو حتى الحب.
لماذا يلجأ البعض لـ"الصداقة مع الربوتات"؟يلجأ بعض الأشخاص إلى إقامة صداقة مع روبوتات الدردشة، عندما يحتاجون إلى "المشورة أو يريدون تقليل الشعور بالوحدة"، كبدائل للأشخاص الموجودين في حياتهم.
ولا تزال "العلاقة الحميمة" بين البشر والروبوتات "نادرة إلى حد كبير"، ولكن مع تحسن قدرات الذكاء الاصطناعي، فمن المرجح أن تزدهر، وفق "وول ستريت جورنال".
ويتفاعل أكثر من مليوني شخص مع روبوتات الدردشة على Replika كل شهر، ولا يدفع غالبية المستخدمين رسوم.
ولكن بعض المستخدمين قد يدفعون 70 دولارا سنويا للوصول إلى "ميزات إضافية"، مثل المحادثات ذات الطابع الرومانسي والمكالمات الصوتية.
مشاعر طبيعية؟يقول علماء النفس وخبراء التكنولوجيا إن هذه المشاعر "عادية وطبيعية"، فعندما يتفاعل البشر مع الأشياء التي تظهر أي قدرة على "إقامة علاقة" يرتبطون بها ويشعرون كما لو أن "المشاعر متبادلة".
وتوضح أستاذة علم النفس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، شيري توركل، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر للناس "ألفة مصطنعة دون المخاطر التي تصاحب العلاقة الحميمة الحقيقية".
وفي الوقت الذي يقيم فيه الأشخاص روابط أعمق مع الذكاء الاصطناعي، فمن المهم أن يتذكروا أنهم لا يتحدثون حقا مع "شخص حقيقي"، وفقا لحديث توركل لـ"وول ستريت جورنال".
وتشير إلى أن الاعتماد على "صداقة الروبوت" يمكن أن يدفع الناس إلى مزيد من العزلة، ويمنعهم من "إقامة علاقات حقيقية مع البشر".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
أسس فريق من باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، Themis AI لقياس عدم اليقين في نماذج الذكاء الاصطناعي ومعالجة فجوات المعرفة.
تُقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، إجاباتٍ تبدو معقولة لأي سؤال قد يطرح عليها. لكنها لا تكشف دائمًا عن ثغراتٍ في معارفها أو جوانبَ عدم اليقين فيها.
وقد تُسفر هذه المشكلة عن عواقب وخيمة مع تزايد استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجالاتٍ مثل تطوير الأدوية، وقيادة السيارات ذاتية القيادة.
والآن، تُساعد Themis AI في تحديد عدم اليقين في النماذج وتصحيح النتائج قبل أن تُسبب مشاكل أكبر. ويمكن لمنصة Capsa التابعة للشركة العمل مع أي نموذج تعلُّم آلي للكشف عن النتائج غير الموثوقة وتصحيحها في ثوانٍ. وتعمل المنصة عن طريق تعديل نماذج الذكاء الاصطناعي لتمكينها من اكتشاف الأنماط في معالجة البيانات التي تُشير إلى الغموض أو عدم الاكتمال أو التحيز.
تقول دانييلا روس، المؤسس المشارك لشركة Themis AI والأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والتي تشغل أيضًا منصب مديرة مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "الفكرة هي أخذ نموذج، ودمجه في Capsa، وتحديد أوجه عدم اليقين وأنماط فشل النموذج، ثم تحسينه"، مضيفة "نحن متحمسون لتقديم حل يُحسّن النماذج ويضمن عملها بشكل صحيح".
أسست روس شركة Themis AI عام 2021 بالتعاون مع زميلي بحث سابقين في مختبرها. ومنذ ذلك الحين، ساعدوا شركات الاتصالات في تخطيط الشبكات وأتمتتها، وساعدوا شركات النفط والغاز على استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم الصور الزلزالية، ونشروا أبحاثًا حول تطوير روبوتات دردشة أكثر موثوقية.
يقول ألكسندر أميني، أحد الرؤساء المشاركين "نريد تمكين الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الأكثر أهمية في كل قطاع". ويضيف "رأينا جميعًا أمثلة على هلوسة الذكاء الاصطناعي أو ارتكابه للأخطاء. ومع اتساع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي، قد تؤدي هذه الأخطاء إلى عواقب وخيمة. يُمكّن ثيميس أي ذكاء اصطناعي من التنبؤ بأخطائه قبل وقوعها".
مساعدة النماذج على معرفة ما تجهله
يبحث مختبر روس في عدم اليقين في النماذج منذ سنوات. في عام 2018، حصلت على تمويل لدراسة موثوقية حل قيادة ذاتية قائم على التعلم الآلي. تقول روس "هذا سياق بالغ الأهمية للسلامة، حيث يُعد فهم موثوقية النموذج أمرًا بالغ الأهمية".
في عمل منفصل، طوّر روس وأميني وزملاؤهما خوارزمية يمكنها اكتشاف التحيز العنصري والجنسي في أنظمة التعرف على الوجه، وإعادة وزن بيانات تدريب النموذج تلقائيًا، مما يُظهر أنها أزالت التحيز. عملت الخوارزمية من خلال تحديد الأجزاء غير المُمثلة من بيانات التدريب الأساسية، وتوليد عينات بيانات جديدة ومتشابهة لإعادة توازنها.
في عام 2021، أظهر المؤسسون المشاركون إمكانية استخدام نهج مماثل لمساعدة شركات الأدوية على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بخصائص الأدوية المرشحة. وأسسوا شركة Themis AI في وقت لاحق من ذلك العام.
تؤكد روس "قد يوفر توجيه اكتشاف الأدوية الكثير من المال. كانت هذه هي حالة الاستخدام التي جعلتنا ندرك مدى قوة هذه الأداة".
تعمل Themis AI اليوم مع شركات في مجموعة متنوعة من الصناعات، والعديد من هذه الشركات تبني نماذج لغوية ضخمة. باستخدام Capsa، تتمكن هذه النماذج من تحديد مستوى عدم اليقين الخاص بها لكل ناتج.
يعتقد فريق "ثيميس" للذكاء الاصطناعي أن الشركة في وضع جيد لتحسين أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة باستمرار.