دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة قرقاش: لا بديل عن خفض التصعيد والحلول السياسية بريطانيا...ستارمر وسوناك يقدمان رسائلهما الانتخابية الأخيرة

أدلى الناخبون في كل أنحاء المملكة المتحدة أمس بأصواتهم في انتخابات تشريعية أظهرت مؤشراتها الأولية تقدم حزب «العمّال» المعارض بقيادة كير ستارمر، ما يعني خروجاً تاريخياً للمحافظين من السلطة بعدما استمروا في الحكم منذ 2010.

 
وتوجه 46 مليون ناخب بريطاني إلى صناديق الاقتراع لتجديد مقاعد مجلس «العموم» المؤلف من 650 مقعداً.
ويتمّ انتخاب كلّ نائب بالنظام الفردي، ما يعطي الأفضلية للأحزاب الرئيسية.
وتعكس هذه المؤشرات، صحة ما سبق أن أشارت إليه استطلاعات الرأي السابقة للاقتراع، من أن «العمال» في سبيلهم لحصد عدد من المقاعد ربما يكون غير مسبوق منذ عقود طويلة، وذلك في ظل تصاعد استياء الناخبين البريطانيون، من سياسات الحكومات المحافظة المتعاقبة حيال القضايا الداخلية الأبرز، وعلى رأسها الاقتصاد وملفا الهجرة والخدمات العامة كالصحة والتعليم، جنبا إلى جنب مع الخلافات التي تعصف بالحزب الحاكم، وقادت إلى تبدل خمسة زعماء عليه خلال أقل من 10 سنوات، كان آخرهم رئيس الحكومة الحالية ريشي سوناك، الذي حذر البريطانيين عبر منصة «اكس» من إخضاعهم لضرائب أعلى «خلال بقية حياتهم».
ومن المتوقع أن يكلف الملك تشارلز الثالث الجمعة كير ستارمر زعيم حزب العمّال والمحامي السابق البالغ 61 عاماً، بتشكيل حكومة بعدما أعاد حزبه إلى يسار الوسط وتعهّد بإعادة «الجدية» إلى السلطة.
وقبل فتح صناديق الاقتراع، قال ستارمر الذي دخل عالم السياسة قبل تسعة أعوام فقط، «يمكن للمملكة المتحدة أن تفتح اليوم فصلاً جديداً. حقبة جديدة من الأمل والفرص بعد 14 عاماً من الفوضى والانحدار».
وأدلى ستارمر بصوته صباح أمس في شمال لندن برفقة زوجته فيكتوريا.
ولكن المؤشرات المتوافرة حتى الآن، لم تحسم بعد عدد المقاعد التي يُنتظر أن يفوز بها المرشحون العماليون في مجلس العموم المؤلف من 650 مقعدا، وما إذا كان حزبهم سيتمكن من تأمين الغالبية المطلقة البالغ نصابها 326 مقعدا، ما لا يجعله بحاجة إلى تشكيل ائتلاف حاكم جديد، أم أنه سيضطر إلى بلورة توافقات مع أحزاب أصغر، خاصة «الأحرار الديمقراطيين».
ويقول مراقبون، إن مؤشرات الفوز الكبير المتوقع لـ«العمال»، تُنذر بإسدال الستار على المسيرة السياسية لـ«سوناك»، الذي كان أصغر من تقلد رئاسة الحكومة البريطانية منذ أكثر من قرنين من الزمان
وعلى مدار الأيام القليلة السابقة لتصويت أمس، الذي توحي المؤشرات الأوليَّة بأنه شهد إقبالا لا يُستهان به على التصويت، وقال مراقبون إنه سيفتح صفحة جديدة في تاريخ بريطانيا السياسي.. اعتبر نايجل فاراج، زعيم حزب «الإصلاح» القومي، أن حزبه ذا توجهات أقصى اليمين، بات مؤهلا لقيادة المعارضة في الفترة المقبلة بدلا من «المحافظين»، صاحب أفكار يمين الوسط، مشيرا إلى إمكانية بلورة تحالف مستقبلي بين الحزبين.
وبحسب آخر توقعات معهد يوغوف، فإنّ من شأن هذه النتيجة أن توفر 431 مقعداً لحزب العمّال مقارنة ب102 مقعد لحزب «المحافظين»، وهي غالبية لم تشهدها المملكة المتحدة منذ العام 1832.
وسيفوز «الديموقراطيون الليبراليون» ب78 مقعداً والإصلاح بثلاثة مقاعد، ما يعني دخول نايجل فاراج البرلمان بعد سبع محاولات فاشلة.
وبالنسبة إلى ريشي سوناك خامس رئيس حكومة محافظ خلال 14 عاماً، فإنّ هذه الانتخابات تعني نهاية حملة كانت صعبة للغاية.
غير أنّه حاول أخذ زمام المبادرة في نهاية مايو الماضي، من خلال الدعوة إلى انتخابات في يوليو بدل الانتظار إلى الخريف كما كان مقرّراً. غير أنّ الوقت كان كفيلاً بإظهار ضعف حزبه وهشاشة موقفه.
وفي هذه الأثناء، راكم سوناك المصرفي الاستثماري ووزير المال السابق البالغ 44 عاماً عدداً من الأخطاء من خلال تقصير فترة حضوره الاحتفالات بالذكرى الثمانين لإنزال النورماندي وتأخّره في الرد على الشكوك ضمن حزبه بشأن مراهنات على موعد الانتخابات.
وتضمّنت استراتيجيته بشكل أساسي توجيه اتهام لحزب العمّال بالرغبة في زيادة الضرائب، ثمّ التحذير في الأيام الأخيرة من مخاطر «الغالبية الكبرى» التي من شأنها أن تترك حزب العمّال من دون قوة مضادة له، مقرّاً بذلك بهزيمة حزبه.
كذلك، يريد كير ستارمر زعيم «العمال» أن يظهر حازماً في قضايا الهجرة، وأن يقترب من الاتحاد الأوروبي، من دون الانضمام إليه. غير أنّه حذّر من أنّه لا يملك «عصا سحرية»، الأمر الذي ظهر أيضاً لدى البريطانيين الذين أظهرت استطلاعات الرأي أن لا أوهام لديهم بشأن آفاق التغيير.

من محام إلى رئيس حكومة
قبل أن يتولى كير ستارمر زعامة حزب «العمال» البريطاني تدرج في مسؤوليات عدة، من محام في مجال حقوق الإنسان إلى مدع عام للدولة، لكن يبدو أن طموحه الذي لا حدود له وإمكاناته الهائلة للعمل سيدفعانه إلى أعلى منصب سياسي في بريطانيا.
ويعد الزعيم البالغ 61 عاما والذي سمي على اسم مؤسس حزب العمال كير هاردي، الأكثر انتماء إلى الطبقة العاملة من بين الذين تعاقبوا على رئاسة الحزب المعارض منذ عقود.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الملك تشارلز الثالث بريطانيا الحكومة البريطانية البرلمان البريطاني الانتخابات البريطانية انتخابات بريطانيا حزب العمال حزب المحافظين كير ستارمر نايجل فاراج ريشي سوناك کیر ستارمر

إقرأ أيضاً:

زعيم اليمين المتطرف في هولندا يعلن انسحابه من الائتلاف الحكومي

أعلن زعيم اليمين المتطرف في هولندا، خيرت فيلدرز، انسحابه من الائتلاف الحكومي اليوم الثلاثاء بسبب خلاف حول مسألة الهجرة، مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة في البلاد. 

وكان من المقرر إجراء محادثات اليوم الثلاثاء في محاولة أخيرة لإنقاذ الائتلاف الحكومي، لكن المحادثات توقفت بعد أن نفذ رئيس الحزب اليميني المتطرف تهديداته بالانسحاب، بحسب راديو فرنسا الدولي.

وكتب عبر حسابه على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، "لم يتم توقيع خطتنا بشأن اللجوء.. حزب الحرية ينسحب من الائتلاف" الحكومي، في إشارة إلى برنامجه الرامي إلى تشديد السياسات تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء .

ويرى فيلدرز أن الحكومة تستغرق وقتًا طويلًا للغاية في تطبيق سياسات الهجرة الأكثر صرامة على الإطلاق في هولندا.

وطرح عشر نقاط لإصلاح سياسة اللجوء، بما في ذلك تجميد كامل لحقوق اللجوء، ووقف بناء مراكز استقبال طالبي اللجوء، وتقييد لم شمل الأسر يوم الأحد، كما هدد بالانسحاب من الائتلاف إذا لم يقبل شركاؤه ست نقاط على الأقل من خطته. 

ويعد حزب الحرية أكبر حزب في البرلمان الهولندي، وانسحابه سيؤدي إلى سقوط الحكومة، وعلى الأرجح، إلى اجراء انتخابات جديدة.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يسبب فيها حزب الحرية سقوط حكومة في هولندا: ففي أبريل 2012، سحب فيلدرز دعم حزبه لتحالف الأقلية آنذاك بقيادة مارك روته.

طباعة شارك زعيم اليمين المتطرف هولندا انسحاب الائتلاف الحكومي

مقالات مشابهة

  • قضية المهداوي..البيجيدي ينتقد الحكومة بسبب “تكميم الأفواه” ويدعو لحماية حرية الصحافة
  • زعيم اليمين المتطرف في هولندا يعلن انسحابه من الائتلاف الحكومي
  •  الأردن.. حل حزب «رؤية» بعد حكم قضائي قطعي لعدم تصويب المخالفات
  • رئيس المخابرات التركية يهاتف زعيم حركة حماس
  • خلال عام.. الرز الهندي يكلف العراق نحو مليار دولار
  • مشكلة حزب الله مع الحكومة ككلّ.. لا مع رئيسها فقط؟!
  • تعديل ساعات عمل جسر الملك حسين خلال فترة عيد الأضحى 
  • تعديل على ساعات عمل جسر الملك حسين خلال عيد الأضحى
  • مرسوم رئاسي رقم (42) يقضي بتشكيل لجنة تمديد الخدمة
  • مرسوم رئاسي رقم (43) يقضي بتشكيل لجنة إقرار البنى التنظيمية