أكمل نجاتي يكتب: حكومة جديدة ما بين الطموحات والقدرات
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
ننتظر كمواطنين قبل أن نكون سياسيين من حكومة د. مصطفى مدبولى بعد حلف اليمين الدستورية، تغييراً جوهرياً فى السياسات العامة بعد تقييم علمى لما تم خلال الأعوام الستة الماضية فى عمر حكومة «مدبولى» الأولى، فالحكومة الجديدة تُلقى على عاتقها مسئولية سياسية كبيرة، فهى أول حكومة فى الجمهورية الجديدة، فطموحات المواطنين منها أكبر وأكبر.
الحكومة الجديدة يجب أن تتمتع فى قراراتها بجرأة وبقدرات المحاربين.. يجب أن تكون تكاملية وليست حكومة جزر منعزلة كما كانت الحكومة فى الأعوام السابقة، وقد نوهنا فى جلسات البرلمان، خاصة مجلس الشيوخ، بأنه يجب على ممثلى الحكومة أن يكونوا منطلقين من رؤية واحدة متكاملة للحكومة وليس رؤية لكل وزارة، يجب أن تتسم الحكومة بالفكر التكاملى، والرؤية الاستراتيجية.
ننتظر حكومة تعمل على تحقيق مؤشرات الشفافية والإفصاح، حكومة تعلن للرأى العام يومياً فى تقارير صحفية وإعلامية ما تم داخل دولاب العمل الحكومى من إنجازات، وأيضاً ما تواجهه من تحديات، وما يتطلب تضافر الجهود الشعبية لتحقيقه، حكومة لديها متحدثون إعلاميون محترفون وليسوا موظفين قادرين على خلق جسور من الثقة بين المواطن والحكومة.
يجب على حكومة الجمهورية الجديدة استهداف تحقيق مخرجات الحوار الوطنى، واستخدام آلية قياس الأثر التشريعى لأى تعديلات أو مشروعات قوانين جديدة، وأن يكون الحوار المجتمعى أحد أركان عملها، من أجل رفع الأعباء عن كاهل المواطن، ويجب وضع خطة زمنية محدّدة لدراسة التشابكات والتعقيدات التى صنعتها غابة التشريعات فى مصر، للوصول إلى تشريعات مبسّطة ومتكاملة وجاذبة للاستثمار.
وهنا يأتى ملف الاقتصاد والاستثمار، وهو رأس الحربة لنجاح برنامج الحكومة، فنحن أمام تحدٍّ كبير يستلزم التفكير بشكل احترافى، لذا فإن عودة وزارة الاستثمار هى البداية الصحيحة، وزارة تخطط للاستثمار فى كل المجالات لتكون صاحبة البوصلة فى التشريعات الضريبية والاقتصادية، وأيضاً لها رأى فى قانون المحليات لما يمثله من تأثير على تكلفة المستثمر المحلى أو الخارجى، يجب أن يكون التمثيل التجارى هو الذراع الخارجية لهيئة الاستثمار.
إن السياسات المالية الواضحة والمستقرة هى بوابة الاستثمار المباشر المستقر، يجب أن نُصدر وثيقة السياسات الضريبية لمدة 10 سنوات، وثيقة تستهدف اليقين والاستقرار التشريعى، مع ضرورة معالجة التشوّهات الضريبية الحالية، ومن هنا أدعو الحكومة الجديدة إلى الاستفادة من مخرجات البرنامج، الذى أعدّته «التنسيقية» أثناء الانتخابات الرئاسية، فهو حصيلة حوار مجتمعى وحوار متخصّصين وسياسيين وقيادات تنفيذية.
حكومة الجمهورية الجديدة لديها فرصة فريدة للاستفادة من خبرات ومخرجات مجلس الشيوخ، فالنصوص الدستورية خلقت مجلساً نيابياً دوره توسيد دعائم الديمقراطية والمقومات الثلاثة للدولة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن هذا المنطلق يجب أن تتعامل الحكومة مع مجلس الشيوخ بنظرية مجلس الخبراء والحكماء (Think Tank)، فسيكون داعماً وموجهاً بدراسات فنية وتشريعية تسهم فى تحقيق رؤية المواطن عبر نوابه المنتخبين وأيضاً خبرات الخبراء المعنيين.
المواطن ينتظر حكومة قادرة على تحقيق طموحاته، ولديها من القدرات التى تحقق مستهدفات الجمهورية الجديدة، ولكى تستطيع النجاح فعليها الإيمان الكامل بأن المواطن هو صاحب الحق الأول فى محاسبتها.
أخيراً فإننا ننتظر من الحكومة فى الفترات المقبلة أن تؤمن بالتخطيط التشاركى وتؤسس له من خلال ممارسات فعلية، لذا أقترح أن تكون الموازنة التشاركية وآليات عملها هى إحدى الأدوات التى تستخدمها الحكومة الجديدة فى مشاركة المواطنين فى التخطيط لأولوياتهم المحلية، بما يُحقّق مستهدفات الجمهورية الجديدة.
* عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحكومة الجديدة الأولويات تنسيقية شباب الأحزاب الجمهورية الجديدة الجمهوریة الجدیدة الحکومة الجدیدة مجلس الشیوخ یجب أن
إقرأ أيضاً:
الوزراء: المدارس المصرية اليابانية تجربة تعليمية متميزة في الجمهورية الجديدة
نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء فيديو عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان "المدارس المصرية اليابانية تجربة تعليمية متميزة في الجمهورية الجديدة".
ويستعرض الفيديو، في هذا الإطار، حرص الدولة المتواصل على الارتقاء بمنظومة التعليم، من خلال تبني نماذج تعليمية دولية رائدة، وفي مقدمتها مشروع المدارس المصرية اليابانية، باعتباره أحد المشروعات المحورية الهادفة إلى تنمية شخصية الطلاب، وترسيخ السلوكيات الإيجابية، وتعزيز المهارات الحياتية لديهم، وفق منهجية التعليم الياباني القائمة على الانضباط والعمل الجماعي وصناعة بيئة تعليمية محفزة.
وخلال الفيديو، أوضح مالك أحمد، مدير وحدة المدارس المصرية اليابانية، أن مشروع المدارس المصرية اليابانية بدأ تنفيذه عام 2018، وتم تشغيله في العام الدراسي 2018/ 2019، في 35 مدرسة، ثم استمر التوسع ليصل عدد المدارس إلى 69 مدرسة خلال العام الدراسي 2025/2026، موزعة على 26 محافظة، مشيرًا إلى أنه سيتم تنفيذ المشروع بمحافظة الأقصر خلال العام القادم، ليشمل بذلك كافة محافظات الجمهورية.
وأشار "مدير وحدة المدارس المصرية اليابانية" إلى وجود نحو 15 خبيرًا يابانيًا للمساهمة في الإشراف على تنفيذ الأنشطة داخل المدارس، موضحًا أن كل خبير يشرف على مدرستين أو ثلاث مدارس وفقًا للمنطقة التي يعمل بها.
بدورها، أوضحت أكيموتو، الخبيرة اليابانية بالمدارس المصرية اليابانية، أن المهام الأساسية للخبراء اليابانيين بعد توزيعهم على مختلف المدارس تتمثل في مشاهدة الحصص ودعم المعلمين، مشيرةً إلى أن كل مدرسة تتمتع بإدارة ذات خبرات ثرية يتم دعمها في مختلف التحديات عبر تبادل الآراء، كما نوهت على توزيع الخبراء على مختلف المحافظات لتغطية أكبر عدد من المدارس.
وفي السياق ذاته، أوضحت الخبيرة اليابانية، أن "التوكاتسو" هو نظام يهدف إلى بناء مجتمع أفضل عبر مجموعة من الأنشطة الاجتماعية والحياتية داخل المدرسة، حيث يعمل من خلاله الطلاب بشكل جماعي مع زملائهم لحل التحديات التي تواجههم داخل المدرسة، وتحسين فصولهم ومدارسهم، بما يعزز قدرتهم على حل المشكلات، ليصبح ما اكتسبوه من عادات هو مصدر قوتهم في الحياة.
من جانبها، أكدت رجاء زغلول، مدير المدرسة المصرية اليابانية بزهراء مدينة نصر، أنه يتم تطوير قدرات ومهارات الطالب بالمدارس المصرية اليابانية بالمرحلة الابتدائية، عبر تنفيذ عدد من أنشطة "التوكاتسو"، مثل اجتماع الصباح والمناقشات التوجيهية ومجلس الفصل، ثم يتم الانتقال لتطبيق نشاط "تشكيل المستقبل المهني" لطلاب المرحلة الإعدادية لمعاونتهم على تحديد أهدافهم العملية والمهنية في المستقبل.
وأشار عدد من معلمي المدارس المصرية اليابانية إلى أنه يتم تدريس البرمجة بالمدارس المصرية اليابانية لتنمية مهارات التفكير لدى الطلاب، موضحين أن منهج البرمجة المُطبق على طلاب الصفين الرابع والخامس الابتدائي بالمدارس المصرية اليابانية هو منهج موازٍ لمنهج الـ ICT المُطبق بالمرحلة الثانوية في اليابان، ولكن تم تطويره ليتناسب مع قدرات الطلاب وأعمارهم.
وأضاف المعلمون أنه يتم العمل على تطوير المهارات لدى الطلاب بعدة طرق منها التعلم من خلال اللعب، سواء اللعب الحر الذي يتيح للطفل الابتكار عبر تهيئة البيئة المحيطة به من معدات ووسائل وأدوات، أو اللعب المخطط الذي تحدده المُعلمة وفق خطة وهدف محدد.
وتناولت الدكتورة سمية عبيد، مسئول التوكاتسو بالمدرسة المصرية اليابانية بزهراء مدينة نصر، أبرز الأنشطة التي يتم متابعتها ضمن المنظومة، موضحةً أن النشاط الأول هو "المناقشات التوجيهية"، الذي يركز على تعزيز الدافعية الذاتية لدى الطالب كأحد المهارات الفردية، بينما يتمثل النشاط الثاني في "مجلس الفصل"، ويركز على تدريب الطالب على تقبل وسماع وجهات النظر واحترام الآخر كأحد المهارات الجماعية.