شراكة بين المختبر الوطني و«إمبريال».. خدمات وقائية وعلاجية للارتقاء بتجربة مرضى السكري
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
أسهمت الشراكة البناءة التي تجمع المختبر المرجعي الوطني ومركز إمبريال كوليدج لندن للسكري في الارتقاء بتجربة رعاية المرضى المصابين بالسكري، حيث ساهم التعاون في استخراج نتائج الاختبارات للمرضى خلال 30 دقيقة لاستكمال إجراءات خضوعهم لعمليات الاختبار والتشخيص والعلاج بسهولة تامة.
وخلال هذا التقرير، نسلط الضوء على أهمية التعاون والابتكار في قطاع الرعاية الصحية بين الجهتين، والمزايا وفوائد الشراكة التي تجمع المركز بالمختبر، والأثر الإيجابي الذي عادت به هذه الشراكة على تجربة رعاية المرضى.
تجربة المرضى
قالت الدكتورة ليلى عبد الوارث، المديرة التنفيذية، المختبر المرجعي الوطني: «إن الدور الحيوي الذي يلعبه التعاون في قطاع الرعاية الصحية، لاسيما عندما يكون واسع النطاق، ويغطي مجالات المختبرات، وكوادر الممارسة الطبية والصيدلة، ومختلف مقدمي الرعاية، يلعب دوراً في غاية الأهمية لتطوير المجال الطبي عموماً، كما يحسن من تجربة المرضى بالكامل، ويرتقي بالمخرجات التشخيصية والعلاجية، ويقود في نهاية المطاف إلى رحلة رعاية تتسم بالراحة والسهولة، وأثر إيجابي على جودة حياة المرضى، مع تقليل المضاعفات المرتبطة بمرضهم».
وأشارت إلى نجاح المختبر المرجعي الوطني في توفير مختبرات متطورة ومزودة بأحدث التقنيات، وتستفيد من إمكانات مؤتمتة ضمن ثلاث منشآت، سعياً لتبسيط العمليات، وتقديم نتائج سريعة عبر عينة دم واحدة. ونتيجة لذلك، يتمكن المرضى في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري من الحصول على نتائج اختباراتهم في غضون 30 دقيقة، حيث ساهم ذلك في الارتقاء برحلة المرضى من خلال تمكينهم من الخضوع لعمليات الاختبار والتشخيص وتلقي العلاج بسهولة تامة في زيارة واحدة.
معايير الجودة
ذكرت أن المختبر المرجعي الوطني مزود بأحدث أجهزة التحليل المؤتمتة بالكامل لضمان تلبية أعلى معايير الجودة، بقدرة على التعامل مع 1000 مريض يومياً، ويقدم طيفاً واسعاً من الاختبارات ضمن أقسام الكيمياء وأمراض الدم والمناعة والمجاهر، وتقدم مختبراته ضمن مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري نتائج اختبارات السيطرة على أمراض الدم والسكري في غضون فترة تتراوح بين 10 و30 دقيقة، وفحص المقايسة المناعية خلال مدة تتراوح بين 60 و120 دقيقة، وكيمياء الدم في غضون 30 دقيقة.
ووصفت الدكتورة ليلى كيف يقدم مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري أجهزة تراقب نسبة السكر في الدم باستخدام مستشعرات حيوية، حيث أظهر استخدام هذه الأجهزة زيادة «الوقت في النطاق» لمرضى السكري الذين يستخدمون الأنسولين، في حين تقدم للمريض والطبيب معلومات مباشرة حول فترات مستويات السكر المرتفعة أو المنخفضة جداً، وتسمح بإجراء حوار مشترك دون الحاجة لزيارة المستشفى. وإضافة إلى ذلك، أظهر استخدام المستشعرات الحيوية فوائد كبيرة بالنسبة للمرضى من خلال تقليل المضاعفات المرتبطة بهذا المرض المزمن، في حين أبطأ من تقدم أمراض القلب والأوعية الدموية ومضاعفات الكلى المرتبطة بالسكري.
وأوضحت كيف قدم المختبر المرجعي الوطني طيفاً واسعاً من تقنيات التشخيص المتطورة لقطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات، بما يشمل فحوص حديثي الولادة وتقنيات الفحوص لزراعة الأعضاء للتحقق من تطابق الأنسجة، وتستخدم مختبرات المختبر المرجعي الوطني أحدث ابتكارات الفحوص لضمان قدرتها على مواكبة تقنيات قدرات التشخيص، وترسيخ الريادة في رعاية المرضى على مستوى المنطقة. وإضافة للأتمتة الكلية للمختبرات، يستفيد المختبر المرجعي الوطني من الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة الخاضع للإشراف، لتحسين الأداء العام للمختبر، ورصد التغيرات الرئيسة في نتائج الاختبارات التي تستدعي الانتباه.
وأضافت: يجري استخدام تعلم الآلة الخاضع للإشراف والذكاء الاصطناعي أيضاً للتحقق التلقائي من جميع النتائج البيوكيميائية ونتائج فحوص الدم، ولا يساهم ذلك في تسريع وتيرة الحصول على نتائج الاختبارات فحسب، بل يعزز أيضاً دقتها. وخارج حرم المستشفيات، شهد اختبار نقطة الرعاية تطوراً لافتاً كنتيجة لتقنيات الصحة الرقمية.
رعاية استثنائية
قالت الدكتورة مي الجابر، المديرة التنفيذية بالإنابة في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري: إن هذا التعاون يعتبر ثمرة التزام M42 بتقديم الرعاية الصحية الاستثنائية للمرضى، والهدف الأساسي هنا هو تبسيط عملية التشخيص والعلاج، وتقديم حلول فعالة للمرضى قدر الإمكان.
وأردفت الدكتورة مي أنه بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، فإن هذا التكامل بين المختبر المرجعي الوطني ومركز إمبريال كوليدج لندن للسكري يعزز سهولة تجربتهم العلاجية، مؤكدة أن الشراكة أثمرت فوائد عديدة للمرضى عبر التعاون تتمثل في المساعدة بتقليص الحاجة لدخول المستشفى وتجنب المضاعفات، مثل احتمال بتر الأطراف، ويرجع ذلك إلى الاستجابة السريعة والإدارة الفعالة لحالة المرضى، والتي أصبحت ممكنة من خلال توفير الاختبارات اللازمة والرعاية الطبية المثلى ضمن محطة علاجية واحدة.
وذكرت أن مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري شهد انخفاضاً بنسبة 2.5% في إجمالي وقت رحلة المريض (في المركز)، وهي نسبة لا يستهان بها مع الأخذ في الاعتبار أنها تحققت بالنظر إلى أكثر من 200 ألف مريض خلال سنوات عديدة.
وشددت الدكتورة مي على أنه يمكن للتقنيات المساعدة التأثير إيجاباً في صحة ورفاهية المرضى. وعلى سبيل المثال، تقلل الأحذية العلاجية لمرضى السكري من حدوث تقرحات القدم، وتحدّ من الحاجة لعمليات بتر الأطراف السفلية وما تلقي به هذه الإجراءات من أعباء على النظم الصحية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إمبريال كوليدج لندن السكري الرعاية الصحية الرعایة الصحیة
إقرأ أيضاً:
تبدأ من الطفولة وتسهم في رفع متوسط عمر الإنسان.. المملكة تنجح في بناء منظومة وقائية شاملة
كشف التقرير السنوي لتحوّل القطاع الصحي لعام 2024م أن المملكة، قطعت شوطًا نوعيًا في تعزيز الحصانة الصحية والوقاية المجتمعية؛ من خلال منظومة متكاملة ترتكز على الكشف المبكر، والتحصين، وتوسيع نطاق التوعية، وتبنّي نهج الصحة الوقائية أساسًا للرعاية، لا استجابةً لاحقةً للمرض فقط.
وأوضح التقرير أن نسبة الأمراض المعدية المستهدفة بالخفض حققت انخفاضًا ملحوظًا، ويشمل ذلك خفض معدلات الإصابة بالتهاب الكبد (ج)، وحمى الضنك، والدرن، والملاريا، والحصبة، والحصبة الألمانية، والكزاز الوليدي، إضافةً إلى زيادة نسبة كبح مرض نقص المناعة المكتسب (HIV) لدى المصابين به، وبلغت نسبة خفض هذه الأمراض أكثر من 87.5%؛ وذلك نتيجة للتوسع في برامج التحصين، إلى جانب حملات وطنية شاملة استهدفت جميع الفئات العمرية والمناطق الجغرافية.
وبرزت في هذا السياق أكاديمية الصحة العامة التي أطلقت كمنصة تدريبية وطنية تهدف إلى بناء الكفاءات الوقائية، ورفع جاهزية كوادر الصحة العامة، وتعزيز البحث التطبيقي في المجالات المرتبطة بالأوبئة والصحة البيئية، والأمراض المزمنة والسارية, إضافةً لعدد من المبادرات التي تهدف الكشف المبكر لمواليد المملكة للتأكد من سلامتهم من الأمراض الوراثية والاعتلالات الغذائية، وعدد من أمراض الدم التي يمكن تناقلها عبر الأجيال.
وكشف التقرير عن تدشين الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الغرق؛ التي تستهدف الوقاية من أحد أبرز مسببات الوفاة بين الأطفال واليافعين، من خلال برامج توعوية، وتدريب عملي، وتعاون مع وزارتي التعليم والرياضة، لتضمين التوعية ضمن المناهج والأنشطة الصيفية، لرصد مؤشرات الأداء الخاصة بهذه المبادرة عبر منصات إلكترونية محدثة.
وأوضح التقرير أن مساعي توطين الصناعات الصحية شهدت خلال عام 2024 العديد من الإسهامات والجهود التي تسهم في تحقيق الأمن الصحي والاكتفاء الذاتي في المملكة عبر توفير الاحتياجات الصناعية الصحية محليًا، وتوطين صناعة (31) منتج ونقل معرفته في المملكة مقابل حوافز مختلفة، وتفعيل (17) اتفاقية ضمن القائمة الإلزامية للمنتجات الوطنية في قطاع الرعاية الصحية والمواد الصيدلانية.
وأشار التقرير على صعيد الصحة النفسية والوقاية المجتمعية إلى جهود المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية بما في ذلك المبادرات التي تستهدف تدريب أفراد المجتمع، والمعلمين، والموظفين الصحيين على مهارات الدعم النفسي الأساسي والتدخل السريع في الأزمات النفسية، وتطوير حقائب تدريبية متخصصة، وشهادات معتمدة، لتوسيع قاعدة الوعي المجتمعي، وخفض وصمة المرض النفسي.
وتأتي هذه الجهود ضمن مستهدف رؤية المملكة 2030 لتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، والارتقاء بالصحة العامة، والاهتمام بالكشف المبكر عن الأمراض التي قد تهدد صحة الإنسان، بما يرسّخ تحول القطاع الصحي في المملكة من نظام يركز على العلاج، إلى نموذج وقائي استباقي، مما أسهم في رفع متوسط العمر في المملكة إلى (78.8) عامًا وتستهدف الرؤية الوصول بهذا المتوسط إلى (80) عامًا بحلول عام 2030، تمكينًا لمجتمعٍ حيوي وحياة صحية وعامرة.
أخبار السعوديةالقطاع الصحيأهم الأخبارالحصانة الصحية والوقايةمتوسط عمر الإنسان فى المملكة