وزير الخارجية: وقف الحرب بالسودان هدف أساسي.. وقطاع غزة لا يحتمل الدمار
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
قال بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية، :"لا يمكن تحت أي مبرر استخدام أو توظيف أو استغلال أي اتهامات مرسلة دون أي أدلة موثوقة لاستخدامها كزريعة لتجميد أو عدم تقديم المساعدات والالتزامات المالية لوكالة الأونروا"، موضحًا أنه جاري التحرك لتأكيد استمرار الدعم المالي للوكالة وهو أمر مهم جدا، مشددًا على أن مصر تؤكد على هذا الأمر وبعض الدول استأنفت الدعم بعد التأكد من عدم مصداقية الإتهامات، منوهًا بأن مصر بمؤسساتها استضافت مؤتمر القوى المدنية السودانية والتقوا رئيس الجمهورية بالأمس وهي أول مناسبة يجتمع فيها القوى السياسية والمدنية في السودان تحت سقف واحد في مكان واحد.
وتابع “عبدالعاطي”، خلال كلمته في مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض العام لـ "الأنروا"، : “اجتماع القوى السياسية المدنية السودانية هو أمر لم يحدث من قبل ويعكس حرص مصر الشديد للغاية في توحيد مواقف القوى السياسية والمدنية للعمل معا لتنفيذ شعار المؤتمر الذي عقد تحت مسمى معا من أجل وقف الحرب”، مؤكدًا أن وقف الحرب في السودان هو الهدف الأساسي لمصر فمصر أجندتها واضحة تماما من أجل العمل على الحفاظ على السودان ووحدة وسلامة أراضيها والحفاظ على أرواح المدنيين التي تراق يوميا وفي هذا الإطار عقد المؤتمر وحضر المؤتمر الأشقاء السودانيين فقط بمساراته الثلاثة.
وعن الحرب في قطاع غزة، أضاف وزير الخارجية، : “قطاع غزة لم يعد يحتمل المزيد من الدمار بعد أن دمّرت الآلة العسكرية الإسرائيلية المنشآت والبنية التحتية فضلا عن الاستهداف الممنهج لمؤسسات ومباني أونروا في انتهاك سافر للقانون الدولي”، مشددًا على أن استهداف المدارس ومراكز الإيواء وسقوط أكثر من 100 مدني بين قتيل وجريح ومفقود كل هذا لا يمكن أن نقبل باستمراره هذا أمر مخجل والإنسانية والمجتمع الدولي يقفان موقف المتفرج أمام ما يحدث الآن.
وأوضح أن مصر تقدم الدعم للجرحى من قطاع غزة في مستشفياتها وتستضيف الأعداد الكبيرة من الجرحى وأسرهم، مشددًا على أن الأطفال الفلسطينيون يعانون وهناك نحو نصف مليون فلسطيني يعاني من صدمات نفسية بسبب توقفهم عن التعليم بعد تدمير مدارسهم التي تديرها مؤسسة ووكالة الأونروا، مضيفًا: “التعليم حق أساسي مثل الخدمات الصحية، لذلك هناك حرص دولي للحفاظ على أونروا الوكالة الأممية السامية للاستمرار في أداء دورها النبيل وتقديم الدعم الممكن”، موجهًا الشكر لكل العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وأن مصر لها دور رئيسي ومحوري في التخفيف عن معاناة الأهالي في قطاع غزة، بتقديم أكثر من 70% من المساعدات التي دخلت قطاع غزة.
وشدد وزير الخارجية السفير بدر عبدالعاطي، على أن وكالة الأونروا هي المسؤولة عن توزيع المساعدات في قطاع غزة، موضحًا أن أي جهة أو أطراف أخرى أو أي أقاويل يرددها الجانب الإسرائيلي لن يتم تنفيذه على الأرض في إيجاد بديل للأونروا كونها تمتلك القدرات على الأرض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخارجية وزير الخارجية الأونروا الآلة العسكرية الإسرائيلية غزة مؤتمر القوى المدنية السودانية وزیر الخارجیة قطاع غزة على أن أن مصر
إقرأ أيضاً:
الحرب تدمر مركز أبحاث المايستوما بالسودان: كارثة صحية تتهدد حياة الفقراء
منتدى الاعلام السوداني
الخرطوم، 31 مايو 2025 (مركز الألق للخدمات الصحفية) – في ضربة قاصمة للجهود الرامية لمكافحة أحد أكثر الأمراض المدارية إهمالاً، أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان عن تدمير مركز أبحاث المايستوما الوحيد في البلاد، نتيجة للاشتباكات العسكرية التي دارت في الخرطوم لحوالي عامين. وفَقَدَ المركز، الذي يُعتبر منارة عالمية لدراسة الورم الفطري، عقودًا من البيانات الحيوية والمحتوى البيولوجي، مما يهدد حياة آلاف المرضى ويعيق الأبحاث المستقبلية.
يُعد المايستوما من الأمراض المتوطنة في المناطق الريفية بالسودان، وينتشر بشكل خاص في ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض وشمال دارفور. ينتج المرض عن دخول البكتيريا أو الفطريات إلى الجسم، غالبًا عبر وخز الشوك في الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى تدمير خبيث للجلد والعظام والعضلات. وقد صنفته منظمة الصحة العالمية في عام 2016 ضمن قائمة الأمراض المدارية المهملة، نظرًا لعدم وجود علاج فعال وناجع له وتأثيره المدمر على صحة الفقراء، الذين غالبًا ما يعيشون في مناطق يصعب فيها الحصول على الرعاية الصحية.
توضح الدكتورة بخيتة عثمان، الخبيرة الزراعية، لمركز الألق للخدمات الصحفية، أن هذا المرض “يصيب الفقراء، ويصبحون غير قادرين على العمل ويتعرض المرضى للعزلة الاجتماعية، بسبب التقرحات المصاحبة له”. وتضيف أن المايستوما يؤثر عادة على القدمين، مما يؤدي إلى عدوى مزمنة يمكن أن تتطور إلى تشوهات شديدة، وقد تصل في النهاية إلى الإعاقة أو البتر. كما يسبب المرض مضاعفات نفسية، مثل الانطوائية، نتيجة للتشوهات والإفرازات.
يؤكد الدكتور أحمد الفحل، مؤسس ومدير المركز، أن الورم الفطري “يصيب السكان في المناطق النائئة، وأولئك الذين يتنقلون حفاة، وهم الأكثر عرضة لخطر الإصابة به، ومعظمهم من العمال الميدانيين والأطفال”. ويشير إلى أن علاجه يمثل تحديًا بسبب الأدوية باهظة الثمن وغير المتوفرة، والتي غالبًا ما تكون لها آثار جانبية خطيرة. قد يستمر العلاج لأشهر، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي المرض إلى الوفاة، وغالبًا ما يكون البتر هو الحل الوحيد.
فقدان إرث 40 عامًا من الأبحاثيؤكد أحمد فحل أن تدمير المركز يعني “فقدنا كل المحتوى الموجود في بنوكنا البيولوجية، وكانت فيها بيانات منذ أكثر من 40 عامًا”. هذه البيانات تمثل كنزًا لا يقدر بثمن للباحثين حول العالم، وستؤدي خسارتها إلى تعثر كبير في فهم المرض وتطوير علاجات جديدة.
وقد تعرض حوالي 20% من هؤلاء المرضى، وهم من الفئات الأكثر فقرًا، للبتر (قدم أو ساق أو يد).
رؤية شاملة للعلاج والتوعية حول مرض المابستوماتأسس مركز أبحاث المايستوما عام 1991 برعاية جامعة الخرطوم، وهو المركز الوحيد في العالم المخصص لدراسة الورم الفطري. لم يكن المركز مجرد مرفق علاجي، بل كان منارة شاملة للتعامل مع مرض المايستوما من جوانب متعددة. وقد شملت أنشطته الرئيسية ما يلي:
الرعاية الصحية والعلاج: كان المركز يستقبل 12 ألف مريض سنويًا، مقدمًا الرعاية المجانية للمتضررين من هذا المرض، بما في ذلك التشخيص والعلاج والدعم النفسي والاجتماعي. وقد عالج المركز 9 آلاف مريض مجانًا من جميع أنحاء البلاد منذ تأسيسه، وأجرى العديد من العمليات الجراحية، بما في ذلك عمليات البتر الضرورية. البحث العلمي والتطوير: أجرى المركز بحوثًا علمية متقدمة في مجال المايستوما، بما في ذلك التجارب السريرية الرائدة. وقد شارك في تجارب عالمية لعلاجات واعدة مثل عقار “فوسرافوكونازول” بالتعاون مع مبادرة الأدوية للأمراض المهملة (DNDi) وشركة “إيساي” اليابانية للأدوية، مما يعكس دوره المحوري في إيجاد حلول علاجية جديدة. التشخيص المخبري المتقدم: قدم المركز خدمات تشخيصية مجانية، بما في ذلك الفحوصات المخبرية المتقدمة مثل فحص الحمض النووي (DNA) لتحديد المسبب الدقيق للمرض، وهو ما كان متاحًا لأول مرة في السودان بدون تكلفة. التوعية وخدمة المجتمع: اضطلع المركز بدور فعال في توعية المجتمع بخطورة مرض المايستوما وكيفية الوقاية منه وأهمية العلاج المبكر. وقد قام بحملات توعية مستمرة من خلال الملصقات والأفلام التثقيفية، ونظم رحلات علاجية وتثقيفية للمناطق الموبوءة في أنحاء السودان المختلفة. بناء القدرات والتدريب: ساهم المركز في تدريب طلاب الطب والعلوم والعاملين في مجال الرعاية الصحية على تشخيص وعلاج المايستوما، مما يعزز القدرات المحلية لمكافحة المرض. التعاون والشراكات الدولية: أقام المركز شبكة واسعة من التعاون والشراكات مع منظمات ومؤسسات دولية مثل منظمة الصحة العالمية، ومبادرة الأدوية للأمراض المهملة (DNDi)، وشركة “إيساي”، وجامعة ناغازاكي، مما مكنه من تبادل الخبرات والمساهمة في الجهود العالمية لمكافحة الأمراض المهملة. النهج الشامل للرعاية: تبنى المركز نهجًا متعدد التخصصات في إدارة المايستوما، حيث دمج التدخلات الطبية والجراحية والتأهيلية لتقديم استراتيجية علاجية شاملة وفعالة، مع التركيز على رعاية المرضى محورًا أساسيًا. دعوة عاجلة لإعادة الإعمارتسلط هذه الكارثة الضوء على الأوضاع الصعبة التي يواجهها الرعاة والفئات المهمشة في السودان، حيث لا توجد مستشفيات كافية لعلاج الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى بشكل عام. وقد كشفت دراسة حديثة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية عن تأثير النزاع على دخل الأسر الريفية، مما فاقم ضعفها في الحصول على السكن والبنية التحتية والخدمات.
لذلك، فإن الخسارة التي تعرض لها مركز المايستوما بكل تداعياتها على المرضى والأبحاث، تجعل من الأهمية بمكان تسليط الضوء الإعلامي على هذه القضية، للدفع بجهود إعادة تأسيس المركز ليواصل عمله البحثي وتقديم العلاج المنقذ للحياة للمرضى من المزارعين والرعاة والأطفال.
ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء، هذا التقرير من اعداد “مركز الالق” بهدف ألقاء الضوء على الاضرار التي لحقت بالبنية التحية الصحية في البلاد من جراء الحرب الدائرة في البلاد.
منتدى الإعلام السودانيالوسومالحرب الخرطوم السودان مركز أبحاث المايستوما منتدى الإعلام السوداني منظمة الصحة العالمية