يمن مونيتور:
2025-10-15@15:01:07 GMT

كل شيء ضائع على الجغرافية اليمنية!

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كل شيء ضائع على الجغرافية اليمنية!

عبد الحفيظ العمري

ليعذرني أريك ماريا ريماك على استعارة عنوان روايته “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية”، مع شيء من التحريف، لأنني أراه هو العنوان المناسب لهذه الحقبة من الزمن التي نعيشها، أو بالأصح نتجرّعها.

فها نحن على مشارف نهاية السنة الثامنة من السنوات العجاف، ولا نزال ندور في هذه الحَلَقة المفرغة التي تبدأ من الحرب إلى الهدنات المتوالية، بفعل الضغط الخارجي، وتمديدها، ثم تدور الدائرة، بدون بصيص أمل عن انفراجه تامة، ولو من بعيد.

الجديد في الأمر، هو كثرة الهموم التي تتزايد سنة بعد أخرى، بحيث إن ما تستطيعه هذه السنة ربما لا يكون متاحاً السنة القادمة، وهكذا دواليك.

فاحسبوا كم غير المستطاع المتراكم طيلة هذه السنوات العجاف؟!

أظن أن الحرب قد جعلتنا آلاتٍ هدفها أن (تعيش) كيفما اتفق!

إذ صرنا نجاهد كيف ندفع اليوم إلى نهايته، ونخرج منه بدون أضرار، وكأنه حِمْل ثقيل على كاهلنا نريد رميه إلى الغد المجهول.

هناك عبارة وضعها د. أحمد خالد توفيق على غلاف كتيبات سلسلة (سافاري)، متحدثاً عن بطل السلسلة الطبيب علاء عبد العظيم: “مغامرات طبيب شاب يجاهد كي يظل حياً وكي يظل طبيباً”.

بشكل مشابه، يمكننا القول إن حياتنا اليوم في اليمن، هي مغامرات شعب مُنهَك، يجاهد كي يظل حياً، وكي يظل بعقله!

أليس إنجازاً عظيماً أن يظل المرء بعقله في أرض الزلازل هذه، التي تعيش وسط كميات اللامعقول التي تجتاحنا كل حين؟

لذا، لم يحن بعد مجيء عام فيه يغاث فيه الناس وفيه يعصرون، وإنْ كانت هناك طبقات من المجتمع قد أغاثتها الظروف الراهنة، فصعدت لأعلى عليين في سنوات الحرب هذه، فعلى الجهة الأخرى قد (سُحقت) طبقات أخرى في نفس المدة، ولعل الطبقة التعليمية هي من أكثر الطبقات المجتمعية التي نالها الأذى؛ فشريحة واسعة من معلمي المدارس والمعاهد وأكاديميي الجامعات قد صارت على قارعة الحياة داخل هذه الجغرافية المشتعلة، أو تاهت في بلدان الشتات تبحث عن ملاذها الآمن.

بشكل مشابه، يمكننا القول إن حياتنا اليوم في اليمن، هي مغامرات شعب مُنهَك، يجاهد كي يظل حياً، وكي يظل بعقله!

وهذا ليس مستغرباً، لأن أي حرب في التاريخ، تقوم بخلخلة طبقات المجتمع الذي تجتاحه، واليمن ليس استثناءً من ذلك، لكن خطورة الأمر أن الشريحة التعليمية هي رأس حربة الطبقة الوسطى (التي تمثل أكثر من 42℅ من إجمالي سكان اليمن)، تلكمُ الطبقة التي تترنح بين محاولتها المحافظة على موقعها المجتمعي أو السقوط إلى دَرْك الضياع، وكل يوم يمر في أتون الحرب يقربها من سقوط قد لا تقوم لها قائمة بعد ذلك.

وهنا يجب أن نتذكر أن الطبقة الوسطى في أي مجتمع تمثل دينامو حركته ونشاطه، فكيف إذا ذوت تلك الطبقة؟!

يقول د. أحمد خالد توفيق في روايته (يوتوبيا):

“الطبقة الوسطى هي التي تلعب في أي مجتمع دور قضبان الجرافيت في المفاعلات الذرية.. إنها تبطئ التفاعل ولولاها لانفجر المفاعل.. مجتمع بلا طبقة وسطى هو مجتمع قابل للانفجار”.

أما تناثر النسيج المجتمعي، فلا يخفى على كل متابع لمواقع التواصل الاجتماعي، ما تتحفنا به كل أسبوع تقريباً، من أخبار جرائم تشيب لها الولدان!

لقد توحش الناس في زمن السقوط الذي نعيشه، فلم يبقَ إلا أن نقول بكل ثقة: “مرحبا بكم في الغابة!”

هذه هي ضريبة الحرب التي ندفعها، ولا نزال، ما دامت المدافع تزمجر في ميادين القتال المختلفة على الخريطة المشتعلة، فهل يعي الساسة فداحة الأمر أم أنهم لا يزالون في غفلتهم سامدين؟

 

نقلا عن العربي الجديد

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الجغرافيا الحرب اليمن

إقرأ أيضاً:

ميتا تعزز تجربة Threads بميزة "المجتمعات"

تسعى شركة ميتا إلى تعزيز مكانة منصتها الاجتماعية "Threads" في عالم التواصل الرقمي المتسارع، وذلك بعد أن تجاوز عدد مستخدميها 400 مليون مستخدم حول العالم. 

وفي إطار جهودها لجعل المنصة أكثر جاذبية وتميزًا، بدأت الشركة باختبار ميزة جديدة تحمل اسم "المجتمعات" (Communities)، تهدف إلى إنشاء مساحات مخصصة للنقاش والدردشة حول مواضيع محددة تجمع المهتمين بها في مكان واحد.

الميزة الجديدة تُعد نقلة نوعية في طريقة تفاعل المستخدمين داخل Threads، إذ تصفها ميتا بأنها تطوير طبيعي لخلاصاتها ووسومها المخصصة، لكنها أكثر تنظيمًا وخصوصية.

 ووفقًا للشركة، تتيح "المجتمعات" بيئة مريحة لتبادل الآراء والمحتوى حول اهتمامات مشتركة مثل كرة السلة، والكتب، والتقنية، والترفيه، وغير ذلك من الموضوعات التي تشهد تفاعلًا كبيرًا بين المستخدمين.

وقد أعلنت ميتا أنها أنشأت بالفعل أكثر من 100 مجتمع تجريبي داخل التطبيق، تشمل مجموعات متنوعة مثل "مواضيع NBA"، و"مجتمع عشاق الكتب"، و"مواضيع التقنية"، في خطوة تهدف إلى بناء بيئة تفاعلية أكثر تخصصًا مقارنةً بالموجز العام. 

كما بدأت الشركة في منح "الشخصيات البارزة" داخل هذه المجتمعات شارات زرقاء لتمييز مشاركاتهم وإبراز حضورهم في النقاشات، على غرار ما هو متاح في منصات أخرى تابعة لميتا مثل فيسبوك وإنستغرام.

الميزة الجديدة لا تقتصر فقط على التجمع حول الاهتمامات، بل تضيف أيضًا لمسة مرحة من خلال توفير رموز تعبيرية مخصصة للإعجابات تختلف من مجتمع إلى آخر. فعلى سبيل المثال، عند التفاعل مع منشور داخل مجتمع "NBA Threads"، سيظهر رمز كرة السلة بدلاً من القلب التقليدي، ما يمنح كل مجتمع طابعًا فريدًا يعكس هويته.

من الناحية التقنية، لا تختلف موجزات المجتمعات كثيرًا عن موجزات المواضيع الموجودة حاليًا في Threads، لكن ميتا تقول إنها تعمل على تحسين تجربة التصفح عبر ترتيب المنشورات وفقًا للصلة والأهمية، بحيث تظهر المنشورات الأكثر تفاعلاً وملاءمة في الأعلى. 

في المقابل، كان موجز المواضيع في الإصدار السابق من التطبيق يُظهر مزيجًا عشوائيًا من منشورات مستخدمين متنوعين دون ترتيب واضح، ما جعل بعض المستخدمين يشعرون بالتشتت وفقدان الاهتمام.

هذه الخطوة من ميتا ليست الأولى من نوعها في عالم التواصل الاجتماعي؛ فقد سبق أن أطلق تويتر (الذي أصبح يُعرف باسم X) ميزة المجتمعات في عام 2021، وأعلن العام الماضي أن استخدامها ارتفع بنسبة 495% في "دقائق نشاط المستخدم"، ما يعكس إقبالًا كبيرًا على هذا النمط من التفاعل الجماعي. ويبدو أن ميتا تحاول الآن الاستفادة من التجربة وتقديم نسخة مطوّرة وأكثر انسجامًا مع بيئة Threads.

الهدف الأعمق من هذه الخطوة، وفق تصريحات ميتا، هو جعل المنصة أكثر ترابطًا وانتماءً للمستخدمين. فقد واجه Threads منذ انطلاقه انتقادات بشأن خوارزمياته التي تميل إلى عرض منشورات من حسابات عشوائية لا يتابعها المستخدم، مما جعل الكثيرين يشعرون بأن التجربة غير شخصية. 

ومع إطلاق ميزة "المجتمعات"، تقول الشركة إن انضمام المستخدمين إلى مجموعات محددة سيساعد على تخصيص المحتوى الذي يظهر في خلاصتهم الرئيسية، لتصبح أكثر اتساقًا مع اهتماماتهم الفعلية.

ويرى محللون أن هذه الإضافة قد تمثل نقطة تحول في استراتيجية ميتا تجاه Threads، حيث تسعى لجعل المنصة أكثر تفاعلية وذات طابع مجتمعي يشجع المستخدمين على قضاء وقت أطول داخل التطبيق.

 كما قد تساعد هذه الخطوة في تعزيز مكانة Threads كمنافس فعلي لمنصات مثل X وReddit، خاصة مع تزايد إقبال المستخدمين على النقاشات المتخصصة التي تجمع بين الطابع الاجتماعي والمحتوى الهادف.

ومع توسع "المجتمعات" تدريجيًا ووصولها إلى مزيد من المستخدمين خلال الأشهر المقبلة، يبدو أن ميتا تراهن على تحويل Threads إلى مساحة حوارية نابضة تجمع المستخدمين حول شغفهم، وتعيد صياغة تجربة التفاعل الاجتماعي في عصر الذكاء الاصطناعي والمحتوى المخصص.

مقالات مشابهة

  • تفاوت أسعار المشتقات النفطية في المحافظات اليمنية اليوم الأربعاء
  • أسماء أوائل الثانوية العامة توجيهي 2006 في غزة للفرعين العلمي والأدبي
  • إفريقيا الوسطى: 9 أشخاص يتقدمون بأوراق ترشحهم للانتخابات الرئاسية
  • البيت الأبيض ينشر فحوى وثيقة الضمانات التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!
  • عاجل | فحوى الوثيقة التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ: ندعم جهود الرئيس ترمب لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم
  • أنهينا 8 حروب - ترامب من الكنيست: الفوضى التي ابتليت بها المنطقة انتهت تماما
  • تسعة مرشحين يتقدمون لخوض رئاسيات أفريقيا الوسطى
  • ميتا تعزز تجربة Threads بميزة "المجتمعات"
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب