جون آفريك: هل تكون أفريقيا الوسطى مفتاح الغرب لإضعاف فاغنر؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
قالت مجلة فرنسية إن الشركاء الغربيين لـجمهورية أفريقيا الوسطى، وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة، يحاولون إعادة العلاقات مع الدولة الأفريقية، بهدف تهميش "مجموعة فاغنر" الروسية التي أصبح اسمها حاليا "الفيلق الأفريقي".
وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن مرتزقة مجموعة فاغنر الملثمين أصبحوا أقل ظهورا، ويتصرفون بحذر شديد في الشوارع والحانات والمحلات التجارية بالعاصمة بانغي.
وتحاول فرنسا منذ عدة أسابيع العودة إلى اللعبة، وقد أوفت الزيارتان اللتان قام بهما رئيس أفريقيا الوسطى فوستين آرشانج تواديرا إلى باريس في سبتمبر/أيلول 2023 وأبريل/نيسان 2024 بوعودهما، فقد أعلنت باريس عن إلغاء تجميد مساعداتها المالية، كما كثفت البعثة الدبلوماسية الفرنسية في بانغي جهودها للمصالحة.
وفي مطلع مايو/أيار الماضي، زار السفير الفرنسي برونو فوشيه مدينة بيسا، التي تبعد أكثر من 60 كيلومترا عن العاصمة، لبدء أعمال بناء مساكن لقوات الأمن في المنطقة.
ومولت السفارة الفرنسية في يونيو/حزيران الماضي مشروع "الوصول إلى العدالة للجميع" (حوالي 24 مليون دولار)، ودعت علنا المعارضة في أفريقيا الوسطى إلى التخلي عن تهديداتها بمقاطعة الانتخابات المحلية المزمع عقدها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حتى إن برونو فوشيه أعلن أن "فرنسا تحاول جاهدة حشد الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي" حتى تتم الانتخابات في أفضل ظروف.
الاتحاد الأوروبي
وتمكن الاتحاد الأوروبي، تحت قيادة ممثله في بانغي دوغلاس كاربنتر، أيضا من تثبيت استقرار علاقاته مع سلطات أفريقيا الوسطى، وطالب كاربنتر الاتحاد الأوروبي بتمويل الانتخابات المقبلة، وفي منتصف مايو/أيار منحت بروكسل بانغي بالفعل حوالي 2.2 مليون دولار لتحديث الملفات الانتخابية.
وأعربت بانغي عن رضاها، واستأنف الاتحاد الأوروبي أيضا العديد من الإجراءات التي أوقفها من قبل بسبب نقص التمويل، ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يجعل من جمهورية أفريقيا الوسطى أولوية مرة أخرى.
ومنذ بضعة أسابيع، وصل العديد من المسؤولين من بعثة الاتحاد الأوروبي لبناء القدرات، والبعثة المدنية الأوروبية في النيجر (التي طردتها السلطات الجديدة في نيامي)، إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في إطار بعثات الاتحاد الأوروبي التدريبية بجمهورية إفريقيا الوسطى.
الحليف المثالي لواشنطن
وتزيد الولايات المتحدة أيضا مبادرات حُسن النية، وتركز على الجوانب الاجتماعية والثقافية، فضلا عن تمويل مشاريع التنمية، مع الرغبة المعلنة بوضوح -كما حدث في باريس- في فصل بانغي عن موسكو.
ولتحقيق هذه الغاية، تبدو رواندا الحليف المثالي، الذي يمكن أن تعتمد عليه أميركا، وفي الواقع تستطيع كيغالي ممارسة الضغط على العديد من وزراء أفريقيا الوسطى الموالين لـروسيا، بدءا من وزير الدفاع كلود رامو بيرو ووزير الاستثمار الإستراتيجي باسكال بيدا كوياجبيلي، وقد سهّلت هاتان الشخصيتان المؤثرتان تمركز الشركات ورجال الأعمال الروانديين في بانغي.
من جانب آخر، انتهز الروانديون الفرصة لإقامة نظام مراقبة واستخبارات خاص بهم في العاصمة، مما أسعد الأميركيين، وبعد أن أصبحت القوات الخاصة الرواندية لا غنى عنها داخل النظام الأمني لرئيس الدولة، تم دمجها في الحرس المقرب لتواديرا وزوجاته، وهي تضمن مراقبة المساكن الخاصة للرئيس في بانغي ودامارا، حيث يكون رجال فاغنر (الفيلق الأفريقي) أقل حضورا.
الوزراء الموالون لروسياوعلى المستوى السياسي، يقترح الرئيس الرواندي بول كاغامي -الذي أصبح وفقا لأحد مستشاري رئاسة أفريقيا الوسطى "صديقا ثمينا" لتواديرا- على نظيره اللجوء بانتظام إلى واشنطن.
ومن المتوقع إجراء تعديل حكومي في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويعلم العديد من الوزراء الموالين لروسيا أن مواقفهم ستكون مهددة إذا أرادت بانغي إرسال رسالة تصالحية إلى الغرب.
ومع ذلك، لا يعترف المخضرمون في مجموعة فاغنر بالهزيمة، ويلعبون ببطاقة الحشود الشعبية، ولعدة أيام، كانت المنظمات التي تمولها فاغنر تنظم مظاهرات في بانغي أو في بقية المقاطعات، وهي تستهدف بشكل خاص الولايات المتحدة.
ومن بين المنظمين، ديداسيان كوسيماتشي وأولوج كوي دوكتروفري، اللذان دعيا في الماضي إلى حركات احتجاجية عنيفة، ووجّها انتقادات لاذعة ضد المعارضين والمنظمات الدولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الاتحاد الأوروبی أفریقیا الوسطى العدید من فی بانغی
إقرأ أيضاً:
ترامب يؤجل فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي حتى هذا التاريخ
أجّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي، بعد أن قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مزيد من الوقت "للتوصل إلى اتفاق جيد".
وعلق ترامب الرسوم الجمركية على الواردات من الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من تموز/ يوليو المقبل، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وكان المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، قد قال في وقت سابق، إن الاتحاد مستعد للدفاع عن مصالح الدول الأعضاء، وذلك ردا على تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على جميع السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من حزيران/ يونيو المقبل.
وقال سيفكوفيتش، إن الاتحاد الأوروبي يعمل للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، وأن "التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا مثيل لها، وينبغى أن تُبنى على الاحترام المتبادل لا على التهديد".
يُذكر أن الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تخضع لرسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على الصلب، و25 بالمئة على السيارات، إضافة إلى رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة، وصفها ترمب بأنها متبادلة.
وكان ترامب قد أعرب عن نفاد صبره إزاء وتيرة المفاوضات التجارية الجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قائلا إن قراره بإعلان رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على البضائع الأوروبية اعتبارا من الأول من حزيران/ يونيو المقبل ليس مجرد تكتيك تفاوضي.