المقاطعة ضد الاحتلال تمتد إلى زوايا جديدة.. قلق إسرائيلي من العزلة الدولية
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
اتسعت رقعة المقاطعة للشركات والمؤسسات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي نصرة للشعب الفلسطيني، لتمتد إلى زوايا وأوساط في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بعد ما يقرب من 10 أشهر على العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة، حسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "سنوات من حملات المقاطعة العالمية ضد إسرائيل المؤيدة للفلسطينيين لم تجد سوى دعما محدودا.
وأوضحت الصحيفة، أنه من شأن هذا التحول أن يغير الحياة المهنية للإسرائيليين، ويضر الشركات، ويؤثر على اقتصاد دولة يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة تعتمد على التعاون الدولي ودعم الدفاع والتجارة والبحث العلمي.
وذكرت الصحيفة أنه عندما أوصت لجنة الأخلاقيات في جامعة غنت في بلجيكا بإنهاء جميع أشكال التعاون البحثي مع المؤسسات الإسرائيلية في أواخر شهر أيار/ مايو؛ لم يتوقع عالم الأحياء الحسابي الإسرائيلي عيران سيغال حدوث ذلك.
وكتبت اللجنة: "تقوم المؤسسات الأكاديمية بتطوير التكنولوجيا لأجهزة الأمن التي يساء استخدامها لاحقًا في انتهاكات حقوق الإنسان، وتوفر التدريب للجنود وأجهزة الأمن، الذين يسيئون استخدام هذه المعرفة فيما بعد لارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان".
ونقلت الصحيفة عن سيغال، الذي يمتلك مختبره في معهد وايزمان للعلوم، جنوب "تل أبيب"، شراكة بحثية مع جامعة غينت تركز على العوامل المسببة للسمنة، إن البيان كان "مثيرا للقلق للغاية، ومزعجا للغاية". وأضاف أنه "لا يعرف حتى الآن ما إذا كان سيتم إنهاء المشروع"، حسب الصحيفة.
ودعت اللجنة إلى تعليق مشاركة الاحتلال في برامج البحث والتعليم على مستوى أوروبا، والتي تعتمد في كثير من الأحيان على تمويل الاتحاد الأوروبي.
وقال سيغال إنه إذا استجاب الشركاء الأوروبيون للدعوة، "فسيكون ذلك بمثابة ضربة هائلة لقدرتنا على إجراء البحث العلمي الأكاديمي"، وفقا للتقرير.
ونقلت الصحيفة عن عيران شامير بورير، الرئيس السابق لقسم القانون الدولي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قوله إن "موجة المبادرات السياسية والقانونية الجديدة ضد إسرائيل غير مسبوقة. وهي تشمل تحركات ضد إسرائيل وقادتها في المحكمة العليا للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية".
وأضاف شامير بورير، وهو الآن زميل في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية: "أعتقد أن هناك بالتأكيد سببا للقلق بالنسبة لإسرائيل. إن التحول إلى دولة منبوذة يعني أنه حتى لو لم تحدث الأمور رسميًا، فإن عددا أقل من الشركات تشعر برغبتها في الاستثمار في إسرائيل في المقام الأول، وعدد أقل من الجامعات ترغب في التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية".
ولفتت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين يجدون أنهم لم يعودوا موضع ترحيب في العديد من الجامعات الأوروبية، بما في ذلك المشاركة في التعاون العلمي. وأصبحت مشاركتهم في المؤسسات الثقافية والمعارض التجارية الدفاعية من المحرمات بشكل متزايد.
وبينت الصحيفة أن ليدور مادموني، الرئيس التنفيذي لشركة دفاع إسرائيلية صغيرة، كان يستعد لعدة أشهر لمعرض الأسلحة الدولي في شهر حزيران/ يونيو في باريس. وقال إن مؤتمر يوروساتوري سيكون فرصة نادرة لموظفيه الصغار لتوسيع أعمالهم. ثم جاءته رسالة بالبريد الإلكتروني تعلمه أنه بسبب قرار محكمة فرنسية، تم منع شركته من الحضور.
وقال المنظمون عشية الحدث: "لدينا التزام بمنع دخولكم إلى المعرض ابتداء من الغد"، مستشهدين بأوامر المحكمة التي أعقبت الحظر الذي أصدرته وزارة الدفاع الفرنسية ردا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح.
وبعد افتتاح المؤتمر، ألغت محكمة فرنسية الحظر، لكن بالنسبة لمادموني فقد فات الأوان، وقد انسحبت العديد من الشركات الإسرائيلية بالفعل.
وحسب الصحيفة، تدعو حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات - التي تشكلت سنة 2005 من قبل منظمات المجتمع المدني الفلسطينية - منذ سنوات إلى استخدام الضغط الدولي على دولة الاحتلال لتعزيز أهدافها، والتي تشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وكسب حق اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم للعيش في الأراضي المحتلة، لكن الحركة وجدت دعمًا محدودا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الوضع تغير بعد رد إسرائيل على الهجوم الذي قادته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
ويتم تحقيق بعض الأهداف القديمة لحركة المقاطعة وغيرها من المنظمات المؤيدة للفلسطينيين نتيجة للحرب، التي استشهد فيها حوالي 38 ألف شخص في غزة، معظمهم من المدنيين، وقد أدت شهور من القتال والخسائر البشرية وصور الدمار في غزة إلى تأجيج المعارضة الدولية لكيفية إدارة إسرائيل للحرب.
وقالت حركة المقاطعة على موقعها الإلكتروني، إنه "في ظل عزلة الشركات والمؤسسات الإسرائيلية، ستجد إسرائيل صعوبة أكبر في قمع الفلسطينيين".
وقالت نيتا باراك كورين، أستاذة القانون التي ترأس فريق عمل مناهض للمقاطعة تم تشكيله خلال العدوان في الجامعة العبرية في القدس المحتلة،، إنه "عندما بدأت الحرب، بدأت المقاطعات الجديدة تتدفق، بشكل رئيسي من أقسام العلوم الإنسانية والاجتماعية في القدس".
وأضافت أن "المقاطعة بدأت تتوسع منذ حوالي شهرين، وامتدت إلى العلوم الصعبة وإلى المستوى الجامعي، في شكل حركات على مستوى الجامعة، والأهم من ذلك قرارات قطع جميع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية والأكاديميين الإسرائيليين". وقالت إن "أكثر من 20 جامعة في أوروبا وكندا تبنت مثل هذا الحظر".
وقالت طالبة إسرائيلية كانت تستعد للدراسة في جامعة هلسنكي إنها كانت تبحث بالفعل عن سكن في فنلندا، إلى أن أبلغتها الجامعة في شهر أيار/ مايو بأنها علقت اتفاقيات التبادل مع الجامعات الإسرائيلية.
وقالت مينا كوتانيمي، رئيسة خدمات التبادل الدولي بالجامعة، إن جامعة هلسنكي توقفت عن إرسال الطلاب إلى إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وقررت تعليق التبادلات في أيار/ مايو للتعبير عن قلقها بشأن الصراع، وفقا للتقرير.
في الواقع، تكتسب عمليات المقاطعة زخما عبر الطيف الأكاديمي؛ حيث قالت مجلة "النقد الثقافي"، وهي مجلة تصدرها مطبعة جامعة مينيسوتا، لعالم اجتماع إسرائيلي في أيار/ مايو إن مقالته مُنعت من النشر لأنها، حسب اعتقادهم، كانت تابعة لمؤسسة إسرائيلية.
وقالت المجلة للباحث إنها تتبع إرشادات حركة المقاطعة، والتي تشمل "سحب الدعم من المؤسسات الثقافية والأكاديمية الإسرائيلية".
وتشمل الضغوط المتزايدة على دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمرا أصدرته محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في أيار/ مايو الماضي يقضي بوقف إسرائيل العمليات العسكرية في رفح، وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حرب الاحتلال بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد انتقدت إدارة بايدن خطوة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وفقا للتقرير.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، لم تفرض عقوبات ليس على إسرائيل بل على الجماعات الإسرائيلية التي يُنظر إليها على أنها تتصرف بشكل غير قانوني لإيذاء الفلسطينيين، بما في ذلك المستوطنين المتورطين في هجمات عنيفة في الضفة الغربية، والجماعات المتطرفة المتورطة في عرقلة توصيل المساعدات إلى غزة.
وقد تلقى قطاع الصادرات الدفاعية الإسرائيلي - الذي كان مزدهرًا قبل الحرب - تحذيرا في آذار/ مارس بأنه قد يكون هدفا، عندما منعت تشيلي الشركات الإسرائيلية من المشاركة في أكبر معرض للطيران في أمريكا اللاتينية، ثم وجاء الحظر الفرنسي في حزيران/ يونيو.
وتقدم الولايات المتحدة لإسرائيل أكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية كل سنة، كما قدمت زيادة في شحنات الأسلحة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وقال المسؤولون الأمريكيون إن الشحنات تباطأت منذ ذلك الحين لأنه تم بالفعل إرسال العديد من الأسلحة ولأن الحكومة الإسرائيلية أرسلت طلبات أقل من الأسلحة الجديدة. وقد لجأت بعض المنظمات غير الحكومية إلى المحكمة للطعن في مبيعات الأسلحة الحكومية لإسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدنمارك.
وفي ضوء الحرب في غزة، قالت كندا إنها لن تبيع أسلحة لإسرائيل. وفي أوروبا، يقوم مديرو الصناديق بمراجعة مواقفهم في ضوء الحرب، حسبما قالت كيران عزيز، التي تقوم بفحص الممتلكات في أكبر صندوق معاشات تقاعد خاص في النرويج، "ك إل بي"، بحثًا عن الأنشطة التي تتعارض مع مبادئه الأخلاقية، حسب التقرير.
وقامت شركة "ك إل بي" بتفريغ أكثر من 68 مليون دولار من الأسهم في شركة كاتربيلر الأمريكية في أواخر حزيران/ يونيو، نقلاً عن بيان صادر عن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والذي قال إن نقل الأسلحة إلى إسرائيل يمكن أن ينتهك حقوق الإنسان والقوانين الإنسانية الدولية، ودعت 11 شركة متعددة الجنسيات - بما في ذلك كاتربيلر - إلى التحرك ووقف الصادرات إلى إسرائيل. لم تستجب شركة كاتربيلر لطلب التعليق.
ولا يزال التعاون الدولي الإسرائيلي مستمرا؛ فقد وقع أكثر من 1000 فنان إسكندنافي على عريضة غير ناجحة لحظر مسابقة الأغنية الإسرائيلية. ومثلت المغنية إيدن جولان إسرائيل في النهائي الذي أقيم في السويد في أيار/ مايو، حيث احتلت المركز الخامس بعد أداء أغنية قالت إنها مستوحاة من هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل. وقال أحد أعضاء لجنة التحكيم النرويجية إنه لم يمنح أي نقاط لإسرائيل بسبب تصرفاتها في غزة، وهو انتهاك لقواعد يوروفيجن التي تحظر على القضاة منح النقاط على أساس جنسية الفنان.
ونوهت الصحيفة إلى أنه برغم ذلك فإن بعض الفنانين المبدعين في الخارج يقطعون علاقاتهم مع إسرائيل؛ حيث قالت إفرات ليف، مديرة الحقوق الأجنبية في وكالة ديبورا هاريس في "إسرائيل"، وهي مؤسسة أدبية، إنه "منذ بداية الحرب، رفض بضع عشرات من المؤلفين، معظمهم أمريكيون، ترجمة كتبهم إلى العبرية وبيعها في إسرائيل".
واختتمت الصحيفة التقرير، ما قالته ليف من أن "أحد المؤلفين الذين عملوا مع الوكالة وكتب كتابًا للشباب يركز على قبول المثليين، رفض نشر كتاب ثان في إسرائيل، على الرغم من أنه تم توقيع العقد وكانت الترجمة إلى العبرية جارية بالفعل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المقاطعة الفلسطيني غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المقاطعة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة حقوق الإنسان تشرین الأول بما فی ذلک فی أیار أکثر من إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تصعيد بري إسرائيلي في غزة وسط ضغوط دولية على نتنياهو
(CNN) – في الأيام القليلة الماضية، شنت إسرائيل هجومًا بريًا مدمرًا جديدًا على غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالتزامن مع مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنطقة دون إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته توغلت في شمال وجنوب غزة خلال اليوم الماضي في إطار عملية "عربات جدعون"، التي حذرت إسرائيل من أنها ستنطلق إذا لم توافق حماس على اتفاق جديد لتبادل الأسرى بشروطها.
جاءت العملية البرية بعد أيام من الغارات الجوية المكثفة على قطاع غزة، والتي أودت بحياة عائلات بأكملها، وفقًا للسلطات الصحية هناك.
وهدد قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا الاثنين باتخاذ "إجراءات ملموسة"، بما في ذلك فرض عقوبات محددة، إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وواصلت منع دخول المساعدات إلى غزة.
أعلنت إسرائيل أنها ستسمح بدخول "كمية أساسية من الغذاء" إلى القطاع المحاصر، وهي خطوة ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أنها جاءت نتيجة ضغوط شديدة من حلفائه. ويوم الاثنين، أعلنت الوكالة الإسرائيلية المسؤولة عن الموافقة على شحنات المساعدات إلى غزة دخول خمس شاحنات إلى القطاع. إلا أن توم فليتشر، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، وصف الشحنة بأنها "محدودة" وأنها "قطرة في بحر ما هو مطلوب بشكل عاجل".
ما هي العملية الإسرائيلية الجديدة في غزة؟
وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الهجوم العسكري الجديد في غزة في 5 مايو/أيار. وصرح الجيش الإسرائيلي لاحقًا بأن هدف العملية هو تحقيق "جميع أهداف الحرب في غزة"، بما في ذلك هزيمة حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين في القطاع. يوم الاثنين، صرّح نتنياهو بأن إسرائيل تخطط "للسيطرة على قطاع غزة بأكمله".
أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه قصف خلال الأسبوع الماضي أكثر من 670 "هدفًا لحماس" في موجة من الغارات الجوية التمهيدية على القطاع.
في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، قصفت القوات الإسرائيلية مستودع الإمدادات الطبية في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى إتلاف بعض الإمدادات الطبية التي قدمتها جمعية العون الطبي للفلسطينيين (MAP) للمركز، وفقًا للمنظمة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها.
وقال مسؤولو الصحة في غزة الاثنين إن العملية أسفرت عن مقتل 136 شخصًا على الأقل خلال الـ 24 ساعة الماضية، وإغلاق آخر مستشفى عامل في شمال القطاع. وقُتلت عائلات بأكملها أثناء نومها، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
قُتل أكثر من 400 شخص وجُرح أكثر من 1000 آخرين منذ الخميس، وفقًا لإحصاء CNN لبيانات وزارة الصحة.
وأفادت الوزارة بأن أكثر من 53 ألف شخص قتلوا في غزة منذ أن بدأت إسرائيل حربها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مضيفة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد أنه نظرًا "للحاجة التشغيلية"، ستسمح إسرائيل بدخول "كمية أساسية من الغذاء" إلى غزة لمنع المجاعة في القطاع، والتي تقول إسرائيل إنها ستُعرّض عمليتها العسكرية للخطر.
كما ألمح نتنياهو إلى أن بلاده قد تفقد دعم أقرب حلفائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، إذا لم ترفع حصارها المستمر منذ 11 أسبوعًا على القطاع، والذي فاقم الأزمة الإنسانية على الأرض، والتي قالت وكالات الإغاثة إنها قد تؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق.
حذّرت الأمم المتحدة من أن سكان غزة، الذين يزيد عددهم عن 2.1 مليون نسمة، يواجهون خطر المجاعة بعد 19 شهرًا من الصراع والنزوح الجماعي.
دعا قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف عملياتها العسكرية في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وجاء في بيان مشترك صادر عن القادة: "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ المزيد من الإجراءات الملموسة ردًا على ذلك". وحذروا من أن هذه الإجراءات قد تشمل عقوبات محددة. وردّ نتنياهو باتهام القادة بـ"تقديم جائزة ضخمة" لمقاتلي حماس الذين هاجموا إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول و"الدعوة إلى ارتكاب المزيد من هذه الفظائع".
رحّبت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي منظمة مثيرة للجدل مدعومة من الولايات المتحدة ومكلفة بتوصيل المساعدات إلى القطاع، بالإعلان الإسرائيلي بشأن السماح بدخول المساعدات الغذائية كـ"آلية انتقالية" ريثما تعمل المؤسسة بكامل طاقتها.
ومن المقرر أن تدير المؤسسة آلية جديدة خاضعة لرقابة مشددة لتوصيل المساعدات، وافقت عليها إسرائيل والولايات المتحدة، وتقول الدولتان إنها مصممة لمنع حماس من "سرقة" المساعدات.
ونظرًا لأن المواقع الأولية ستكون فقط في جنوب ووسط غزة، فقد حذّرت الأمم المتحدة من أن هذا قد يُنظر إليه على أنه يُشجع إسرائيل على تحقيق هدفها المعلن المتمثل في إجبار "جميع سكان غزة" على مغادرة شمال غزة، كما صرّح وزير الدفاع إسرائيل كاتس في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال جيك وود، المدير التنفيذي للمؤسسة، إن إسرائيل وافقت أيضًا على السماح لها بإنشاء موقعين في شمال غزة، ويعتقد أنهما يمكن أن يكونا جاهزين للعمل خلال أول 30 يومًا من عملياتهما.
وقال وود لشبكة CNN إنه لا يعرف حتى الآن متى أو كم عدد شاحنات المساعدات التي ستسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة، وقال إنه يعتقد أن الكثير من معارضة المجتمع الإنساني لهذه الآلية مبنية على معلومات مضللة.
ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن الخطة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل ستُحوّل المساعدات الإنسانية إلى سلاح، وتُعرّض حياة المدنيين للخطر، وتُشجّع على نزوحهم القسري. والاثنين، وصفت المفوضة السامية للطفولة (يونيسف) آلية صندوق الأمم المتحدة للسكان الجديدة بأنها "غير قابلة للتطبيق"، قائلةً إن الخطة "ستُحوّل المساعدات الإنسانية للأطفال والنساء إلى سلاح".