قال محمود كمال الباحث بوزارة الموارد المائية والري، أن تحليل بقايا المبيدات الحشرية في التربة يشكل جانبًا بالغ الأهمية من جوانب الاقتصاد الزراعي، حيث يؤثر بشكل مباشر على البيئة وسلامة الغذاء والاستدامة الشاملة لإنتاج المحاصيل فمن خلال تقييم بقايا المبيدات الحشرية المتبقية في التربة يمكن للباحثين وصناع السياسات الزراعية فهم المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام هذه المواد الكيميائية بشكل أفضل واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تنظيمها وإدارتها.


وأضاف كمال، ويوفر هذا التحليل رؤى قيمة حول فعالية ممارسات تطبيق المبيدات الحشرية الحالية ويسمح بإجراء تعديلات لتقليل التلوث البيئي وحماية صحة الإنسان، ولا يمكن التقليل من أهمية الآثار الاقتصادية المترتبة على تحليل بقايا المبيدات في التربة.

 وأكد كمال، يتعين على المزارعين أن يأخذوا في الاعتبار التكاليف المرتبطة بمراقبة وإدارة بقايا المبيدات في حقولهم فضلاً عن الخسارة المحتملة للدخل إذا تبين أن المحاصيل تحتوي على مستويات غير آمنة من هذه المواد الكيميائية يتزايد قلق المستهلكين إزاء وجود بقايا المبيدات في طعامهم مما يؤدي إلى تحولات في سلوك الشراء والطلب على المنتجات العضوية والخالية من المبيدات من خلال الاستثمار في البحث والتكنولوجيا لتحسين دقة وكفاءة تحليل البقايا يمكن لأصحاب المصلحة في صناعة الزراعة التخفيف من هذه المخاطر الاقتصادية والعمل نحو مستقبل أكثر استدامة وربحية لجميع المعنيين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باحث مصري موارد مائية الاسماعيليه

إقرأ أيضاً:

تحليل: المليارات الضائعة.. و”الأدلة غير الكافية” تعيد إنتاج الفساد

27 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يحكم الفساد قبضته على مفاصل الدولة العراقية تحت غطاء سياسي متين، لا يُخترق إلا بثمن باهظ من الاستقرار والمساءلة، ويتمدّد كالأخطبوط داخل مؤسسات الدولة العراقية، حيث لا تبدو محاولات اجتثاثه سوى طعنات في الهواء.

وتهيمن شبكات مصالح متداخلة على المناصب والامتيازات، وتدير اللعبة السياسية بمهارة عبر تبادل المنافع بين قادة الكتل والأحزاب، مما يجعل كشف ملفات الفساد، مهما بلغت خطورتها، رهينة للتجاذبات لا للقانون.

واستمرت مؤشرات الفساد في التصاعد منذ 2003، ووفق تقرير منظمة الشفافية الدولية للعام 2024، جاء العراق في المرتبة 162 من أصل 180 دولة في مؤشر مدركات الفساد، مما يكرّس صورة قاتمة عن واقع مؤسسات الدولة العراقية التي تحوّلت إلى ما يشبه الإقطاعيات الحزبية.

وارتفعت الأصوات مجددًا عقب انكشاف ملف “أمانات الضرائب” في أكتوبر 2022، والذي تم فيه نهب نحو 2.5 مليار دولار من الأموال العامة، وسط صمت سياسي، بل وتورط شخصيات نافذة، مما أعاد للأذهان ملف “صفقة القرن” عام 2015 المرتبط بعقود نفطية مزوّرة أُبرمت من قبل مسؤولين حاليين وسابقين.

وتكررت الظواهر ذاتها في السنوات الأخيرة، إذ شهد العام 2019 اندلاع موجة احتجاجات شعبية انطلقت من بغداد وامتدت إلى محافظات الجنوب، كان أحد أبرز مطالبها مكافحة الفساد ومحاسبة المتورطين، لكن أيا من الرموز الكبرى لم يخضع للمساءلة.

واستنسخت الحكومات المتعاقبة ذات الأساليب في مهادنة الفساد عبر توزيع المناصب كحصص سياسية، إذ كشف عضو اللجنة المالية النيابية محمد الشبكي مطلع عام 2025 أن 70% من التعيينات في الوزارات تتم خارج معايير الكفاءة، وغالبًا لأسباب طائفية أو حزبية.

وتورّطت أكثر من 600 شركة وهمية في العقود الحكومية، بحسب تقرير ديوان الرقابة المالية الأخير، في ظل غياب الشفافية والرقابة الفعّالة، ما يجعل أي استراتيجية لمكافحة الفساد من دون إصلاح سياسي هي أقرب إلى الوهم منها إلى التطبيق.

وتكررت الظاهرة في مشهد مشابه عام 2011، حين تم فضح ملفات فساد تتعلق بعقود التسليح الجيش العراقي، خاصة عقد أجهزة كشف المتفجرات المزيفة، الذي أودى بحياة الآلاف، ولم يتم محاسبة المتورطين الفعليين حتى اليوم.

وتمتد جذور هذا التواطؤ السياسي إلى بنية النظام السياسي القائم على المحاصصة، إذ تسعى كل جهة إلى تحصين حصتها داخل الدولة، لا إلى تعزيز دولة المؤسسات، مما يجعل الفساد ليس مجرد عارض، بل هو نتيجة بنيوية لهذا النمط من الحكم.

واستند الفساد إلى بيئة مشجعة تضم قوى نافذة تمتلك أذرع إعلامية وجماهيرية، تحول دون ملاحقتها قانونيًا، بل وتُجمّل صورتها عبر خطاب تعبوي يربط بين محاربة الفساد وبين استهداف طائفة أو مكوّن.

وتضرب هذه المنظومة بجذورها في كل اتجاه، ما جعل تقرير هيئة النزاهة الصادر في أبريل 2025 يؤكد أن 75% من قضايا الفساد الكبرى يتم إغلاقها دون الوصول إلى الأحكام النهائية بسبب “عدم كفاية الأدلة”، وهي عبارة يستخدمها القضاء لتجنب صدام سياسي مع المتنفذين.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اليابان تستخدم تربة مشعة قليلا من فوكوشيما في أحواض الزهور في مكتب رئيس الوزراء
  • برلماني: العليمي يزور روسيا ولن يتجرأ على مطالبة موسكو بدعم وحدة اليمن
  • تحليل: المليارات الضائعة.. و”الأدلة غير الكافية” تعيد إنتاج الفساد
  • كيف تُحدد مصر بداية شهر ذي الحجة؟.. باحث فلكي يوضح لـ«الأسبوع»
  • الحديدة.. مناقشة آليات تعزيز مكافحة تهريب المبيدات الزراعية
  • تحليل لـCNN: بوتين المجنون لم يتغير.. فهل سيتغير ترامب؟
  • وزير الموارد المائية: ملتزمون بمتابعة نتائج مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه
  • رشاد عبد الغني: استعادة 71 مصريا محتجزا في ليبيا تؤكد أن أمن وسلامة المصريين
  • مختصة تكشف طريقة لتقليل استخدام المبيدات الزراعية
  • تعديلات قانون التعليم.. هل تحقق التطوير المطلوب؟ | تحليل